من أوائل الخطوات الواجب اتّباعها عند الرغبة في حصول الحمل هو معرفة موعد التبويض، إلا أنّه قد يتأخر حدوث التبويض عن الوقت الطبيعي، فهل يؤثر ذلك على فرص حدوث الحمل؟


التبويض المتأخر

يعني التبويض المتأخر (بالإنجليزية: Late ovulation)، حدوث الإباضة بعد اليوم 21 من الدورة الشهرية، إذ في العادة يتراوح طول الدورة الشهرية للنساء 28 يوماً، ويحدث التبويض في منتصف هذه المدة، أي في اليوم 14 من الدورة الشهرية، أما في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية، فإنّ موعد التبويض قد يتأخر عن المعتاد.[١]


وقبل تفسير أسباب حدوث التبويض المتأخر، لا بد من بيان مفهوم التبويض وأهميته للمرأة، إذ يحدث في عملية الإباضة خروج البويضة من المبيضين، وانتقالها عبر قناتي فالوب، وفي حال حدوث الجماع، فإنه قد يتم تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي، وبالتالي تكوّن بويضة مخصّبة تنزرع في الرحم، ويبدأ الحمل بعدها، أما في الحالات الأخرى، لا يحدث الإخصاب، مما يؤدي إلى بدء الدورة الشهرية عند النساء.[١]


أسباب التبويض المتأخر

تتضمن الأسباب المحتملة لتأخر التبويض ما يلي:[٢]

  • متلازمة تكيس المبيض: (بالإنجليزية: PCOS) تعمل هذه المتلازمة على الإخلال بمستويات الهرمونات المسؤولة عن التبويض، مما يؤخر التبويض، أو يمنع حدوثه.
  • قصور أو كسل الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Hypothyroidism) الذي يحدث عندما لا تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرموناتها بالشكل الكافي في الجسم، وهذا يؤثر على هرمونات الدورة الشهرية، وبالتالي يمنع التبويض، أو يؤخره.
  • ارتفاع هرمون الحليب: (بالإنجليزية: Hyperprolactinemia) وهو من الأمور النادرة التي قد تسبب حدوث تأخر التبويض، حيث أن ارتفاع هرمون الحليب، أو ما يعرف بهرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) المسؤول عن تصنيع الحليب في فترة الرضاعة، يساهم في خفض نسب هرمون الإستروجين، والإخلال بتوازن الدورة الشهرية والتبويض، وقد ينتج ارتفاع هرمون الحليب عن تناول بعض الأدوية، أو وجود ورم حميد في الدماغ.
  • الرضاعة الطبيعية: يرتفع هرمون الحليب الذي سبق وأن ذكرناه سابقاً أثناء الرضاعة الطبيعية، مما يؤدي إلى التأثير على التبويض.[٣]
  • التوتر الشديد: يؤثر الضغط النفسي والجسدي الشديد على الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية والتبويض، ومن ذلك العيش في مناطق تكثر بها الحروب وحالة عدم الاستقرار.[٤]
  • تناول بعض الأدوية: مثل:[٣]
  • الأدوية الستيرويدية.
  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية الصرع.
  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم.
  • منتجات البشرة والشعر التي تحتوي على هرمونات.
  • أدوية الغدة الدرقية.
  • العلاج الكيميائي، وعلاجات السرطان الأخرى.


ما هي أعراض التبويض المتأخر؟

تتضمن أعراض التبويض المتأخر نفس أعراض التبويض، لكن مع اختلاف حدوثها بعد اليوم 21 من الدورة الشهرية،[٣] ومن هذه الأعراض:[١]

  • الإفرازات المهبلية، وتكون شفافة في العادة أو بيضاء.
  • نزول بعض بقع الدم.
  • ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.
  • ألم خفيف في الجانب أو أسفل البطن.
  • زيادة الدافع الجنسي.[٣]



وفي حالة عدم حدوث الطمث وعدم ظهور أي من هذه الأعراض، فإنّ ذلك يدل أيضاً على التبويض المتأخر، أو عدم حدوث الإباضة.




كيف يؤثر التبويض المتأخر في فرص حدوث الحمل؟

لا يؤثر التبويض المتأخر على فرص حدوث الحمل، وإنما قد يؤخره في بعض الحالات،[٣]ففي حال كان لدى المرأة دورة شهرية غير منتظمة، فهذا يصعّب معرفة اليوم الذي يحصل فيه التبويض، وبالتالي صعوبة اختيار الأيام المناسبة للجماع،[٢] لذا يجب على المرأة محاولة فهم طبيعة الدورة الشهرية الخاصة بها، وطول مدتها، وتتبع أعراض التبويض التي سبق وأن ذكرناها، للتنبؤ في اليوم الذي يحدث فيه التبويض، وممارسة الجماع في هذه الفترة.[٣]


ولزيادة فرص حدوث الحمل، فإنه يُنصح بممارسة الجماع يوم بعد يوم على الأقل خلال 5 أيام التي تسبق الإباضة، إذ أن البويضة تبقى لمدة 12-24 ساعة جاهزة للتخصيب بواسطة الحيوان المنوي، لكن الحيوانات المنوية تعيش في جسد المرأة لعدة أيام، لذا فإنها قد تبقى في جسم المرأة حتى يوم الإباضة، مما يزيد من فرص تخصيب البويضة والحمل.[٥]


تأثير تأخير التبويض على الطمث

يسبب تأخر التبويض في زيادة النزيف خلال الطمث، وذلك نتيجة ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين لفترة طويلة، مما يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم، وزيادة كمية الدم فيها، الأمر الذي يسبب النزيف الشديد في مرحلة الطمث.[٤]


علاج التبويض المتأخر

يتم علاج التبويض المتأخر بسهولة عبر علاج المسبب، ففي حال كان المسبب هو متلازمة تكيس المبايض، فقد يوصي الطبيب بإنقاص الوزن، وقد يصرف بعض الأدوية مثل الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin)، أما في حال قصور الغدة الدرقية، فقد يصف الطبيب أدوية لزيادة مستويات هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك الأمر في حال ارتفاع هرمون الحليب، إذ يمكن إعطاء المرأة أدوية تساعد على خفض مستويات هذه الهرمون.[٢]


أما في حال عدم وجود أي سبب واضح لتأخر التبويض، فمن الممكن صرف بعض الأدوية التي تساعد على تنظيم الدورة الشهرية والتبويض، ومن هذه الأدوية: كلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene)، أو ليتروزول (بالإنجليزية: Letrozole)، وهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (بالإنجليزية: HCG).[١]


بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يطلب الطبيب تغيير نمط الحياة المتبع، من خلال:[١]

  • الالتزام بحمية غذائية صحية.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • تجنب التوتر.
  • ممارسة الرياضة دون الإفراط فيها.
  • الحصول على قسط جيد من الراحة والنوم.


متى يجب زيارة الطبيب

ينصح بزيارة الطبيب في حال حصول أي مما يأتي:[٢]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو طول مدتها.
  • إذا كان عمر المرأة أقل من 35 عاماً، وعدم حدوث الحمل على الرغم من المحاولة لمدة سنة.
  • إذا كان عمر المرأة أكثر من 35 عاماً، وعدم حدوث الحمل على الرغم من المحاولة لمدة 6 أشهر.
  • إذا كانت مدة الدورة الشهرية أقل من 21 يوماً، أو أكثر من 35 يوماً.[٤]
  • إذا توقفت الدورة الشهرية بشكل مفاجئ.[٤]
  • إذا أصبحت الدورة الشهرية غير منتظمة بشكل مفاجئ.[٤]
  • إذا كان هناك نزيف شديد أثناء الطمث.[٤]
  • إذا كان هناك ألم شديد جداً خلال فترة الطمث.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Can Late Ovulation Affect Your Chances of Getting Pregnant?", parenting.firstcry, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Can You Ovulate Late in Your Cycle?", whattoexpect, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Late Ovulation Causes and Symptoms: Is It Common?", flo.health, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Late ovulation: Causes and chances of conceiving", medicalnewstoday, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  5. "Ovulation Symptoms", webmd, Retrieved 28/12/2020. Edited.