خطوة بخطوة: كيف يحدث الحمل

تستطيع معظم النساء الحمل خلال المرحلة ما بين بدء الطمث وحتّى سنّ انقطاع الطمث، ويعد الحمل عملية معقدة تحدث على عدّة مراحل، نُبينها في المقال التالي.^[١]

كيف يحدث الحمل

يحدث الحمل على عدة مراحل، بدءاً من إنتاج الحيوات المنوية والإباضة، ومرورًا بتخصيب البويضة، إلى انغراس البويضة المخصبة في الرحم، وبشكلٍ عامّ يبدأ الحمل فعلياً مع لحظة انغراس البويضة المُخصّبة في بطانة الرحم،^[١] ونُبين هذه المراحل بشيءِ من التفصيل فيما يأتي:

الإباضة

تُمثل الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation) عملية إطلاق البويضة الناضجة من مبيض المرأة، ففي كل شهر تنمو مجموعة من البويضات في أكياس صغيرة مملوءة بسائل، تدعى جريبات المبيض ثم تكمل بويضة واحدة طريقها وتخرج من هذه الأكياس لتصبح ناضجة تماماً،^[٢][٣] ومن المهم أن تعرف المرأة موعد الإباضة لديها، إذ إنّ ممارسة العلاقة الزوجية بانتظام خلال الخمسة أيام التي تسبق موعد الإباضة وفي يوم الإباضة ذاته تزيد من احتمالية حدوث الحمل، وتحدث الإباضة عادةً قبل بداية الدورة الشهرية ب14 يوماً، فإذا كان عدد أيام دورتكِ الشهرية 28 يوماً فإنّ يوم الإباضة هو اليوم 14.^[٤][٥]

ارتفاع مستوى الهرمونات

كما أشرنا سابقًا فإنّ الإباضة تكون مصحوبةً بخروج البويضة من جريب المبيض، وفي هذه المرحلة يتطور الجريب إلى ما يسمى بالجسم الأصفر ويعمل هذا الجسم على إفراز هرمونات تساعد على زيادة سماكة بطانة الرحم تمهيداً لاستقبال البويضة في حال إخصابها.^[٢]

انتقال البويضة إلى قناة فالوب

بعد نضوج البويضة فإنّها تنتقل إلى قناة فالوب، ويُمكن للبويضة أن تعيش لمدة تتراوح بين 12-24 ساعة بعد إطلاقها، بحيث تقضي هذه الفترة في قناة فالوب بانتظار وصول حيوان منوي لتخصيبها، ويستلزم الأمر تخصيب البويضة خلال هذه المدة لحدوث الحمل،^[٢][٣] ولكن في حال لم يتمّ تخصيب البويضة خلال هذه الفترة فإنّها تتحطّم وتخرج على هيئة طمث بعد 11-16 يومًا.^[٦]

انتقال الحيوانات المنوية إلى رحم المرأة

يتم إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين، وعند القذف يُشكّل السائل المنوي مادة هلامية تحمل الحيوانات المنويّة إلى رحم المرأة أثناء ممارسة العلاقة الزوجية، وبمجرد دخول الحيوانات المنويّة إلى الرحم، تحدث انقباضات تدفعها إلى أعلى باتجاه قناة فالوب وهو المكان الذي يحدث فيه الإخصاب، في حال توفرت بويضة ناضجة هُناك، ويجدُر بالذّكر أنّ الحيوانات المنوية المتحركة قادرة على البقاء على قيد الحياة في الجهاز التناسلي الأنثوي لمدة تصل إلى 5 أيام.^[٧]

الإخصاب

تحدث عملية الإخصاب عند اختراق الحيوان المنوي للبويضة الناضجة في قناة فالوب، وينتج عن ذلك تشكّل البويضة المخصبة والتي تنقسم فيما بعد لتكوّن الجنين، وتطلق هذه البويضة موادًا كيميائية تمنع استقبال أيّ حيوان منوي آخر، وتستمر مستويات هرمون البروجستيرون بالارتفاع لتهيئة بطانة الرحم لاستقبال البويضة المُخصبة، أما إذا لم يحصل إخصاب فتكمل البويضة طريقها إلى الرحم وتتفكك، وتعود الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية.^[٢][٣]

انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم

تستمر البويضة المخصبة بالانقسام وتقضي نحو 3-4 أيام في قناة فالوب قبل الوصول إلى الرحم، بحيث تستمر بالحركة عبر القناة حتى تصِل إلى الرحم وتلتصق ببطانته فيما يُعرف بالانغراس (بالإنجليزية: Implantation)، ثمّ يبدأ الجسم بإفراز هرمونات لخلق بيئة مناسبة لنمو الجنين، فتتوقف الدورة الشهرية، وتبدأ المشيمة بالتشكّل، وتحدث تغيرات عديدة أيضًا؛ بما في ذلك زيادة سماكة بطانة الرحم، وتشكّل كتلة مخاطية تغلق عنق الرحم وتبقى حتى ولادة الطفل،^[٢][٨] وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ هذه المرحلة تكون مصحوبةً ببدء إفراز هرمون الحمل المعروف بهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin) في الرحم، حيث يمكن الكشف عن وجود الحمل من خلال إجراء فحص يقيس مستوى هذا الهرمون.^[١]

كيف يحدث الحمل بتوأم؟

إذا كنتِ تتسائلين كيف يحدث الحمل بالتوائم، فيمكن أن يتم ذلك بطريقتين تبعًا لنوع التوائم، وهما:^[٩]

• التوائم المتطابقة: ويحدث ذلك عندما تنقسم البويضة المخصبة الواحدة إلى جنينين يحملان مادة وراثية متشابهة.
• التوائم غير المتطابقة: وهو النوع الأكثر شيوعاً، وفي هذه الحالة يتم تخصيب بويضتين بواسطة حيوانين منويين منفصلين، ويحدث ذلك عندما تطلق المبايض أكثر من بويضة واحدة، أو عند استخدام تقنيات علاج العقم، ومن الجدير ذكره أن التوائم غير المتطابقة يحمل كل منهما في العادة مادة وراثية مختلفة عن الآخر.

العلامات المبكرة للحمل

تشعر المرأة بأعراض وعلامات في المراحل المبكّرة من الحمل، نذكر منها ما يأتي:^[١٠]

• غياب الطمث: فقد تكونين حاملاً إذا تأخر الطّمث لأسبوع أو أكثر على أن تكون الظروف مُهيئة لحدوث الحمل وتحققه، ولكن قد يختلط عليكِ الأمر إذا كانت دورتكِ الشهرية غير منتظمة.
• انتفاخ الثدي والشعور بالألم عند لمسه: ويُعزى ذلك إلى التغيرات الهرمونية في المراحل المبكّرة من الحمل.
• الغثيان: والذي قد يصاحبه قيء في بعض الأحيان، ويبدأ غثيان الصباح عادة بعد شهر من الحمل، وقد لا تشعر به بعض النساء، والجدير بالذكر أنّ الغثيان يمكن أن يحدث في أيّ وقت من اليوم وليس فقط في الصباح كما تدل التسمية، ورغم أن السبب وراء حدوثه غير واضح حتى الآن، إلى أنّ التغيرات الهرمونية أثناء الحمل قد تلعب دوراً في ذلك.
• زيادة التبول: ويفسّر ذلك بزيادة كمية الدم في الجسم أثناء الحمل، وبالتالي عند تصفية الدم بواسطة الكلى تنتج كمية أكبر من البول.
• الشعور بالتعب والنعاس: ويُعزى ذلك إلى ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون.