ترغب كلّ سيّدة في حدوث الحمل بشكلٍ سريع، ولذلك لا بدّ من التمتّع بصحّة جيدة، ووزنٍ طبيعي،[١] حيث إن 70% من السيدات المُصابات بالعقم المرتبط بمشكلات الوزن يستطعن الحمل بعد وصولهن للوزن المناسب،[٢] فما هي العلاقة بين زيادة الوزن وتأخّر الحمل؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا.
هل زيادة الوزن تؤخر حدوث الحمل
يُحتمَل أن يؤثر كلٌّ من زيادة الوزن، أو نقصانه الشّديد في قدرة المرأة على الحمل، وتكمن صعوبة الحمل عند السّيدات ذوات الوزن الزائد نظرًا لتأثير زيادة الوزن على خصوبة المرأة بالآليات التالية:[٣][٤]
- عدم حدوث عملية الإباضة بشكلٍ طبيعي: إذ تُفرز الخلايا الدّهنية المُتراكمة في جسم المرأة التي تمتلك وزنًا زائدًا هرمون الإستروجين، ونتيجةً لهذه الزيادة في إفراز هرمون الإستروجين، لا تحدث الإباضة بشكلٍ طبيعي، ويشابه ذلك مبدأ عمل حبوب منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على هرمون الإستروجين.
- الحدّ من فرص نجاح التّقنيات المُستخدمة للمساعدة على الإنجاب: مثل الإخصاب في المختبر (IVF).[٣]
- متلازمة تكيّس المبايض: ترتبط السمنة بمتلازمة تكيّس المبايض، وهي سبب شائع لانخفاض الخصوبة، أو تأخر الحمل عند النساء.[٥]
هل يؤثر مكان تمركز زيادة الوزن في الجسم في تأخر الحمل؟
تعتبر زيادة الوزن المتمركزة في البطن من أكثر عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، ومشكلاتٍ تتعلّق بالإباضة شيوعًا، بينما تكون هذه المخاطر أقلّ عند النساء اللواتي تتمركز زيادة الوزن لديهن في الجزء السفلي من الجسم، أو في الأرداف.[٤]
مؤشر كتلة الجسم وزيادة الوزن في الحمل
يمكنك التعرّف على الوزن الطبيعي للجسم من خلال ما يسمّى بمؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index)، وهو مؤشر يتمّ حسابه بقسمة الوزن (بالكيلوغرام) على مربع الطولك (بالمتر) لمعرفة ما إذا كان الوزن صحيًا،[٦] وتُشخَّص المرأة بالسّمنة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم يساوي 30 وأكثر، ويمكن توضيح معاني مؤشر كتلة الجسم كالتالي:[٧]
وزن الجسم | مؤشر كتلة الجسم BMI |
النّحافة | أقلّ من 18.5 |
الوزن الطبيعي | 18.5 - 24.9 |
الوزن الزائد | 25.0 - 29.9 |
السّمنة | 30.0 وأكثر |
تُنصَح السيدة الحامل بمراقبة الزيادة في وزنها خلال الحمل، إذ تكون مقدار الزيادة في الوزن معتمدةً في الأساس على مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل، وتنصح الأدلّة الإرشادية الأسترالية للتغذية بمقدار الزيادة التالية في الوزن خلال الحمل، بالاعتماد على مؤشر كتلة جسم الأم قبل الحمل:[٨]
- النساء ذوات الوزن القليل: 12.73 - 18.18 كيلوغرام.
- النساء ذوات الوزن الطّبيعي: 11.5-16 كيلوغراماً.
- النساء ذات الوزن الزائد: 7-11.5 كيلوغرام.
- النساء المُصابات بالسمنة: 5-9 كيلوغرامات.
- النساء اللواتي يمتلكن مؤشر كتلة جسم فوق 40: أقلّ من 5 كيلوغرامات.
تأثير زيادة الوزن على الحامل
تؤثر زيادة الوزن والسمنة على صحّة الحامل، وتجعلها أكثر عُرضةً للإصابة بمخاطر صحيّة أثناء الحمل، وهي:[١]
- الإصابة بسكري الحمل.
- حدوث مضاعفات أثناء الحمل، مثل ارتفاع ضغط الدم، أو حدوث مقدمات تسمم الحمل (Preeclampsia).
- انقطاع النفس النومي (Sleep Apnoea).
- خلل في وظائف القلب.
- ازدياد احتمالية الحاجة إلى الولادة القيصرية، ومضاعفاتها، مثل التهاب الجروح.
- النزيف الحادّ بعد الولادة.
- الإجهاض التلقائي المتكرر.
تأثير زيادة الوزن على الجنين
ترتبط زيادة الوزن بعدد من المشكلات التي قد تؤثر في الجنين، وهي:[١]
- عملقة الجنين: (بالإنجليزية: Macrosomia) يمكن أن تلد السيدات البدينات أطفالاً أكبر بكثير من الحجم الطبيعي لأقرانهم، وهذا يزيد من صعوبات الولادة، مثل أن يعلق كتف الطفل خلال الولادة.
- الولادة المبكّرة: يمكن أن تؤدي بعض المشكلات المرتبطة بزيادة الوزن، مثل تسمم الحمل، إلى ولادةٍ مبكّرة، كما قد يتأخر نمو هؤلاء الأطفال، بالمقارنة مع الأطفال الذين يولدون بعد 39 أسبوعًا من الحمل.
- احتمالية إصابة الطفل بالسمنة، ومرض السكري: على المدى البعيد.
هل السمنة تمنع الحمل عند الرجال؟
تقلل السمنة من خصوبة الرجال، وذلك لارتباطها بالاختلالات الهرمونية، والضّعف الجنسي، والأمراض الأخرى ذات الصّلة المباشرة بالسمنة، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وانقطاع النفس النومي، وترتبط كلتا المشكلتين بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون (Testosterone)، ومشكلات الانتصاب عند الرجل،[٩] كما تقلل زيادة الوزن من عدد وكفاءة الحيوانات المنوية لدى الرجل، والذي يقلل بدوره من فرص نجاح الحمل، لذلك يُنصَح الرجل بفقدان الوزن قبل 3 أشهر من التخطيط مع زوجته للحمل، وهي الفترة التي تحتاجها الحيوانات المنوية تقريبًا قبل التكون.[٥]
نصائح لوزن صحي خلال الحمل
في الحقيقة، لا تنصح الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد (ACOG) بفقدان الوزن خلال فترة الحمل،[١٠] ولكن مع ذلك، يجدر بكِ لضمان سلامة حملكِ، الحفاظ على زيادة الوزن ضمن المستوى الطبيعي وبالطرق الصّحية التالية:
- احصلي على رعاية ما قبل الولادة: والتزمي بمواعيد مراجعات طبيبك، وإجراء فحوصات ما قبل الولادة، مثل فحص السكري.[١١]
- ركّزي على تناول الأطعمة الصّحية التالية:[٨]
- الخضراوات والفواكه، والخبز، والحبوب الكاملة، لتحصلي على الفيتامينات الضرورية، والمعادن والألياف.
- منتجات الألبان قليلة الدسم، أو بدائلها؛ مثل الأرز، والشوفان، كمصدرٍ للكالسيوم، والبروتين، واليود.
- اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، كمصدر للحديد والبروتين، بالإضافة إلى الأسماك الدهنية كمصدر لحمض أوميغا 3.
- تناولي وجبات الطعام على عدة فترات خلال اليوم: فذلك يساعدكِ في زيادة الوزن بطريقة صحية، ويخفف من المشكلات المرتبطة بالحمل، كحموضة المعدة، والغثيان الصباحي.[٨]
- أكثري من شرب الماء: وحاولي شرب ما يُقارِب 6-8 أكواب يوميًا، وتجنّبي الحليب المنكّه، والعصائر التي تحتوي على كمياتٍ كبيرة من السكر.[٨]
- مارسي التمارين الرياضية: يمكن أن تكون ممارسة المشي، أو السباحة مفيدةٌ لك أثناء الحمل، إذ يمكنكِ البدء بما لا يزيد عن 15 دقيقة، و3 مرات في الأسبوع، ومن ثم يمكنكِ زيادة المدة تدريجيًا لمدة 30 دقيقة، مع التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب حول ذلك.[٧]
- قللي تناول الوجبات الخفيفة غير الصّحية: مثل المعجنات، والبسكويت، والوجبات السّريعة.[١٢]
- استخدمي طبق طعام بحجمٍ أصغر: فذلك من شأنه أن يساعدكِ على تحديد كميات الطعام التي تتناولينها.[١٢]
- حدّدي مقدارًا معيّنًا لوزنكِ الصحي: إذ يساعدكِ ذلك على زيادة رغبتكِ بخسارة الوزن، دون إلحاق الأضرار بكِ.[١٢]
- شاركي زوجكِ في إعداد خطّة للأكل الصّحي، وممارسة التمارين الرياضية: إذ يزيد ذلك من فرص حملك وإنجابكِ لطفلٍ سليم.[١٢]
المراجع
- ^ أ ب ت "overweight and fertility ", tommys.org, Retrieved 8/1/2021.
- ↑ "Why Your Weight Matters When You're Trying to Conceive", www.verywellfamily.com, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Weight, fertility, and pregnancy", www.womenshealth.gov, Retrieved 15/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ، when٪20it "Does Being Overweight Affect Your Chances of Getting Pregnant?", health.clevelandclinic.org, Retrieved 15/2/2021. Edited.
- ^ أ ب overweight, obese or underweight,improve fertility and pregnancy health. "Weight, fertility and pregnancy health", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ↑ "overweight and fertility when planning pregnancy", tommys.org, Retrieved 8/1/2021.
- ^ أ ب "Overweight and pregnant", www.nhs.uk, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Healthy pregnancy for women who are overweight", raisingchildren.net.au, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ↑ "How does being overweight affect my fertility?", www.yourfertility.org.au, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ↑ "Weight Gain During Pregnancy", www.acog.org, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ↑ "BEING OVERWEIGHT DURING PREGNANCY", www.marchofdimes.org, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث overweight, obese or underweight,improve fertility and pregnancy health. "Weight, fertility and pregnancy health", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 15/2/2021. Edited.