يعرف الإجهاض (بالإنجليزية: Miscarriage) بفقدان الجنين التلقائي قبل بلوغه 20 أسبوعًا من عمره، ووفقًا لمايوكلينيك تبلغ نسبة الإجهاض ما بين 10-20% من حالات الحمل الإجمالية، إلا أنّ العدد الحقيقي للإجهاض أكثر بكثير من هذه النسبة، وذلك لأن الإجهاض يحدث في كثير من الحالات في وقت مبكر جدًا من الحمل بحيث لا تدرك المرأة أنها حامل.[١]


الإجهاض المتكرر

يعرف الإجهاض المتكرر (بالإنجليزية: Recurrent miscarriage) بفقدان الحمل مرتين أو أكثر، وبعد 3 حالات من الإجهاض التلقائي، توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بإجراء الفحص البدني وإجراء مزيد من الاختبارات للكشف عن سبب الإجهاض المتكرر وعلاجه، ووفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد فإن عدد النساء اللاتي يتعرضن للإجهاض المتكرر لا يتجاوز 1٪ من بين الحوامل.[٢]


ما هي أسباب حدوث الإجهاض المتكرر

تحدث معظم حالات الإجهاض أي حوالي 60٪ وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، عندما يتلقى الجنين عددًا غير طبيعي من الكروموسومات أثناء الإخصاب، ويحدث هذا النوع من المشاكل الوراثية بالصدفة، ولا توجد حالة طبية تسبب ذلك بشكل مباشر، وقد يكون الخلل في البويضة، أو الحيوانات المنوية، أو قد يحدث خلل في بداية تكون الجنين، وعادًة ما يكون سبب ظهور كروموسومات غير طبيعية هو حدوث خلل في مرحلة بداية تكون الجنين عند حدوث الانقسامات،[٣][٢] وفي حالات قليلة، قد يكون سبب الإجهاض هو الوضع الصحي للأم، وتشمل الأمثلة على الحالات الصحية التي قد تؤثر على الحمل ما يأتي:

  • اضطراب مستوى الهرمونات: يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها إلى اختلالات هرمونية، بحيث يمكن أن تتسبب هذه الاختلالات الهرمونية في حدوث إجهاض إذا لم تتطور بطانة الرحم بشكل طبيعي لغرس البويضة المخصبة وتغذيتها،[٤] وكما يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى البرولاكتين، أو الذي يطلق عليه هرمون الحليب أيضًا إلى تعطيل نمو بطانة الرحم الطبيعية، مما قد يزيد من احتمالية حدوث الإجهاض.[٥]
  • الأورام الليفية والأورام الحميدة: وهي أورام غير سرطانية يمكن أن تنمو داخل الرحم وتمنع اكتمال الحمل بشكل طبيعي.[٤]
  • متلازمة أشرمان: وهي حالة يتشكل فيها نسيج ندبي داخل الرحم وقد يؤدي إلى الإجهاض.[٤]
  • مرض السكري: قد يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم عن الحد الطبيعي وعدم القدرة على التحكم به والسيطرة عليه إلأى زيادة خطر حدوث الإجهاض.[٢]
  • الالتهابات: يمكن أن تؤثر العدوى مثل الحصبة الألمانية، والهربس البسيط، وعدوى الفيروس المضخم للخلايا، والكلاميديا ​​على نمو الجنين، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى الإجهاض.[٥]
  • مشاكل عنق الرحم: سبب آخر للإجهاض هو قصور عنق الرحم، مما يعني أن عضلة عنق الرحم تضعف ولا يمكن أن تبقى مغلقة مع نمو الجنين داخل الرحم، بحيث أنه عندما يصل الجنين إلى وزن معين يضغط على فتحة عنق الرحم مما يسبب الإجهاض.[٥]
  • اضطرابات تخثر الدم: يمكن أن تؤدي بعض اضطرابات تخثر الدم، مثل الذئبة الحمامية الجهازية ومتلازمة أضداد الشحوم الفسفورية إلى زيادة لزوجة الدم والإجهاض المتكرر، بحيث تؤثر هذه الاضطرابات النادرة في الجهاز المناعي على تدفق الدم إلى المشيمة وقد تسبب جلطات تمنع المشيمة من العمل بشكل صحيح، وهذا يمكن أن يحرم الطفل من الأكسجين والمواد الغذائية الأساسية، مما قد يؤدي إلى الإجهاض.[٦]
  • الأجسام المضادة للغدة الدرقية: الأجسام المضادة للغدة الدرقية هي جزيئات صغيرة في مجرى الدم يمكنها مهاجمة الغدة الدرقية، مما يجعلها لا تعمل بشكل صحيح، بحيث يمكن أن يؤدي وجود مستويات عالية من الأجسام المضادة للغدة الدرقية إلى زيادة خطر الإجهاض.[٦]
  • العوامل البيئية: يمكن أن تؤدي السموم البيئية التي قد تتعرض المرأة لها في الهواء أيضًا إلى إلحاق الضرر بالجنين أو الإجهاض، وخاصةً إذا كانت المرأة تعاني من التعرض المنتظم لهذه المواد، وكما أن كثرة التدخين أو تناول الكافيين يمكن أن يؤثر على نمو الجنين وتؤدي إلى الإجهاض.[٥]


ما هي طرق علاج الإجهاض المتكرر

من الممكن علاج الإجهاض المتكرر في حال كان من المستطاع تحديد السبب، بحيث يقوم الطبيب بوصف علاج مناسب تبعًا لهذا المسبب،[٢] ويمكن أن تتضمن علاجات الإجهاض المتكرر تغييرات في نمط الحياة، أو الأدوية، أو الجراحة، أو الاختبارات الجينية لزيادة فرصة الحمل الناجح،[٧] ويمكن بيان هذه الطرق كالآتي:


تغيير نمط الحياة

ينصح الطبيب النساء ذوات الحمل المهدد بالإجهاض بالراحة حتى يتوقف النزيف أو الألم، حيث يجب على المريضة أن تحافظ على راحتها وقايةً من حدوث الإجهاض، إلا أنه لم يثبت أنّ الحصول على الراحة الكافية يمنع الإجهاض، وقد ينصح الطبيب بتجنب القيام بممارسة الرياضة والعلاقة الزوجية أيضًا ليس لأنها تمنع الإجهاض بل للحفاظ على راحة المريضة، وكما أن اتباع نمط حياة صحي قد يساعد على الحفاظ على الحمل فمثلًا يجب الابتعاد ع التدخين، والتقليل من تناول الكافيين، والحرص على عدم التعرض للسموم، وتجنب الوزن الزائد.[٨]


الخضوع لعملية جراحية

هناك عدة إجراءات جراحية يمكن اتباعها لعلاج الإجهاض المتكرر حسب الحالة الصحية للمريضة، وتتمثل بما يأتي:[٩]

  • تنظير الرحم: وهو إدخال منظار صغير مُضاء داخل الرحم عن طريق المهبل لإزالة الأورام الليفية أو الزوائد اللحمية الموجودة في الرحم، والتي قد تعيق عملية نمو بطانة الرحم بشكل صحيح وتسبب الإجهاض.
  • تنظير البطن: بحيث يقوم الطبيب بإدخال منظار صغير بالإضافة إلى أداة جراحية لإزالة أورام بطانة الرحم، والأورام الليفية، والالتصاقات الحوضية التي قد تؤدي لحدوث إجهاض.
  • جراحة تقويم الرحم بالمنظار: وهي نوع من الجراحة الترميمية والتي يقوم خلالها الطبيب بتصحيح شكل الرحم غير الطبيعي باستخدام منظار صغير، حتى يحصل الحمل بدون مشاكل.


الاختبارات الجينية

يتم استخدام عينات دم من الأبوين وفحص نمط الجينات لديهما والتأكد من عدم وجود خلل في ترتيب الجينات، وفي حال وجود خلل في الجينات أو الكروموسومات لدى أحد الأبوين ينصح الطبيب الأبوين بإجراء فحوصات أخرى للجينات، وفي كثير من هذه الحالات يحصل حمل طبيعي بين الزوجين دون الخضوع للعلاج، وقد ينصح الطبيب باستخدام أحد الوسائل التكنولوجية المساعدة للحمل مثل إجراء التلقيح الصناعي في حالات معينة.[١٠]


أدوية تمييع الدم

في حال إصابة المرأة بأمراض المناعة الذاتية أو مشاكل صحية تسبب تجلط الدم، يقوم الطبيب بوصف أدوية تميع الدم وتمنع تجلطه مثل الأسبيرين أو الهيبارين بجرعات محددة لتقليل خطر حدوث الإجهاض، ولكن لا يجوز للمريضة أخذ هذه الأدوية دون الرجوع للطبيب، فهذه الأدوية قد تسبب مشاكل نزيف خطيرة.[١٠]


معالجة المشاكل الصحية الأخرى

يجب علاج سكري الدم، ومشاكل الغدة الدرقية، والمشاكل الهرمونية لزيادة فرص حدوث حمل صحي وناجح، ويمكن أن تساعد الأدوية التي تنشط مستقبلات الدوبامين في الدماغ أو مكملات البروجسترون في هذه العملية.[١٠]


نصائح لمنع حدوث الإجهاض

يمكنك اتباع النصائح الآتية لتقليل نسبة حدوث الإجهاض:[١١]

  • احرصي على أخذ 400 مايكروغرام من حمض الفوليك، ويفضل أخذها قبل حدوث الحمل بشهر أو شهرين إن أمكن.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • تناول طعام صحي ومتزن.
  • ابتعدي عن التوتر والضغط.
  • حافظي على وزن طبيعي.
  • ابتعدي عن التدخين وأماكن التدخين.
  • قللي نسبة تناول الكافيين.
  • تأكدي من أن الأدوية التي تتناولينها لا تؤثر على الحمل، مع ضرورة التأكيد على استشارة الطبيب دائمًا قبل البدء بتناول أي دواء.
  • تأكدي من حصولك على اللقاحات اللازمة.
  • ابتعدي عن الإشعاعات الضارة والمواد السامة.
  • حافظي على منطقة البطن عند حصول الحمل من تعرضها لأي خطر أو إصابات.


المراجع

  1. "miscarriage", www.mayoclinic.org, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Repeated Miscarriages", www.acog.org, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  3. "Recurrent Pregnancy Loss", uclahealth, 21/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Recurrent Miscarriage/Pregnancy Loss", fertility.womenandinfants.org, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "MULTIPLE MISCARRIAGE", resolve.org, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Recurrent miscarriage", www.tommys.org, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  7. "Recurrent Miscarriage/Pregnancy Loss", fertility.womenandinfants.org, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  8. "Recurrent Pregnancy Loss", yalemedicine, 22/3/2021. Edited.
  9. "Surgery for Recurrent Miscarriage", nyulangone., 22/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Treatment of Recurrent Pregnancy Loss", reproductivefacts, 22/3/2021. Edited.
  11. "Understanding Miscarriage -- Prevention", webmd, 22/3/2021. Edited.