يُولد الأطفال عادةً بمتوسط وزن مقداره 3.4 كيلو غرام تقريبًا، إلّا أنّ بعض الأطفال يولدون بوزنٍ أكبر من ذلك، مما يستلزم توجيه عناية خاصة لهم.[١][٢]



عملقة الجنين

عملقة الجنين (Fetal Macrosomia) هي حالة يكون فيها وزن الجنين عند الولادة أكبر من المتوسط، بحيث يتراوح في هذه الحالة بين 4-4.5 كيلوغرامات، وفي بعض الحالات قد يتجاوز ذلك،[٣] ويُشار إلى أنّ هذه الحالة ترتبط بحصول الجنين على عناصر غذائية أثناء تواجده في رحم أمه بما يتجاوز حاجته، ويترتب على ذلك نموه بشكلٍ أسرع وبحجمٍ أكبر من المعتاد.[٤]


أسباب عملقة الجنين وعوامل الخطر

لا يُعرف السبب الدقيق الذي يكمن وراء حدوث عملقة الجنين،[٤] إذ يُعتقد بأنّ العوامل الوراثية أو تلك المُكتسبة الخاصة بالأم قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، وفي بعض الحالات النادرة قد يكون ذلك مُرتبطًا بإصابة الجنين بمشكلة صحية مُعينة سبّبت حدوث ذلك،[٥] وفيما يأتي بيان لأبرز عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بعملقة الجنين:[٦]

  • إصابة المرأة بالسكري؛ سواء قبل الحمل أم أثناء الحمل.
  • كثرة الإنجاب.
  • استمرار مدة الحمل لأكثر من أسبوعين بعد موعد ولادتكِ.
  • الحمل بجنين ذكر.
  • إنجاب طفل مُصاب بعملقة الجنين في السابق.
  • إصابة الجنين باضطرابات جينية أو خلقية؛ مثل متلازمة بكويث ويدمان (Beckwith Wiedemann Syndrome) أو متلازمة الكروموسوم X الهش (Fragile X Syndrome).
  • بلوغ المرأة عمر 35 عامًا أو أكثر عند الحمل.[٥]
  • إصابة المرأة بالسمنة، أو اكتسابها وزنًا أكثر من المعدل الطبيعي خلال الحمل.[٥]
  • انحدار الأم من أصولٍ قوقازية أو إسبانية.[٧]
  • اتباع الأم نمطًا غذائيًا غنيًا بالكربوهيدرات المُصنعة.[٧]


أعراض عملقة الجنين

قد يكون من الصعب اكتشاف وتشخيص عملقة الجنين أثناء الحمل، ولكن قد تشمل العلامات والأعراض ما يأتي:[٥]

  • ارتفاع قاع الرحم؛ وهي المسافة من أعلى الرحم إلى عظم العانة، إذ يزداد ارتفاع قاع الرحم كلما كان الطفل أكبر حجمًا، ويمكن للطبيب ملاحظة ذلك من خلال زيارات ما قبل الولادة.
  • زيادة كمية السائل السلوي المحيط بالطفل، إذ يُشير ذلك إلى أنّ الطفل يُنتج كمياتٍ أكبر من البول بما يُوحي أنّه أكبر حجمًا.


مضاعفات عملقة الجنين

نادرًا ما تحدث مضاعفات لدى الطفل ذو الوزن ما بين 4-4.5 كيلوغرامات، ولكن كلما زاد وزن الجنين عن 5 كيلوغرامات زاد خطر الإصابة بالمضاعفات، وفيما يأتي بيان لمضاعفات عملقة الجنين:[٧]


المضاعفات على الجنين

والتي قد تتضمّن:[٧]

  • صعوبة الولادة.
  • تعرض الطفل لإصاباتٍ أثناء الولادة.
  • نقص سكر الدم.
  • مشاكل التنفس.
  • زيادة مدة إقامة الجنين في المستشفى أو وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.
  • السمنة في مرحلة الطفولة.


المضاعفات على المرأة

والتي قد تتضمّن:[٧]

  • زيادة مدة المخاض والولادة وصعوبتهما.
  • الحاجة إلى ولادة قيصرية.
  • إصابة منطقة العجان أو المهبل أثناء الولادة.
  • تمزق الرحم.
  • نزيف ما بعد الولادة.
  • سلس البول.


تشخيص عملقة الجنين

في الحقيقة لا يتم تشخيص عملقة الجنين إلا بعد ولادة الطفل، ولكن يُمكن الاستدلال على ذلك من خلال عوامل الخطر، والأعراض، إضافةً إلى مراقبة وزن الجنين وصحته خلال الحمل، والتي قد تتمّ باتباع ما يأتي:[٨]

  • إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية، والتي تُمكن من أخذ قياسات أجزاء جسم الطفل.
  • اختبار وفحوصات ما قبل الولادة والذي يُجرى بهدف مراقبة صحة الجنين.


عملقة الجنين والولادة

تُعتبر ولادة الجنين الذي يُعاني من العملقة ولادةً طبيعية أمرًا ممكنًا، ولكنها قد تكون أكثر صعوبةً مُقارنةً بالطفل ذي الوزن العادي، وقد تُجرى الولادة الطبيعية ولكن باستخدام بعض الإجراءات التي تُسهل الولادة، وحول الحالات التي تستلزم إجراء الولادة القيصرية فهي تتضمّن ما يأتي:[٩]

  • إذا توقع الطبيب بلوغ وزن الجنين 4.5 كيلوغرامات أو أكثر، وكانت المرأة مُصابة بالسكري.
  • إذا توقع الطبيب بلوغ وزن الجنين 5 كيلوغرامات أو أكثر؛ بغض النظر عمّا إذا كانت المرأة مُصابة بالسكري أم لا.
  • إذا أنجبت المرأة في السابق طفلًا عانى من حالة عسر ولادة الكتف (Shoulder dystocia) أثناء الولادة؛ ففي هذه الحالة يعلق كتف الطفل خلف عظم حوض الأم.


التعامل مع حالة عملقة الجنين

سيتم فحص طفلكِ بعد ولادته للاطمئنان على صحّته والتأكد من عدم حدوث إصابات لديه أثناء الولادة، ويتضمن ذلك أيضًا فحص مستويات السكر في الدم وعدد خلايا الدم الحمراء، وفي حال إصابة الطفل بالعملقة فقد يستلزم الأمر تحويله إلى وحدة العناية الخاصّة بحديثي الولادة، وستتم متابعة الطفل وإخضاعه خلال فترة حياته لفحوصاتٍ تتضمن الاطمئنان على صحته.[١٠]


الوقاية من عملقة الجنين

قد تكون الوقاية من عملقة الجنين أمرًا صعبًا، ولكن يُمكن تقليل احتمالية حدوث ذلك بتعزيز صحة الحمل، وهُناك مجموعة من الإجراءات التي يُمكن اتباعها لتحقيق ذلك، والتي نذكر منها ما يأتي:[٥]

  • مارسي الأنشطة والتمارين الرياضة أثناء الحمل بما يُناسب وضعكِ وصحتكِ.
  • اتباع نظام غذائي صحي منخفض السكريات.
  • راقبي وزنك باستمرار واحرصي أن يكون ضمن المدى الموصى به، وفي حال إصابتكِ بالسمنة قبل الحمل فيجدُر بكِ المُباشرة بتقليل وزنكِ قبل الإقدام على خطوة الحمل.
  • اتبعي إرشادات الطبيب وتوجيهاته المتعلقة بالسيطرة على مرض السكري في حال إصابتكِ بهذا المرض.


المراجع

  1. "Fetal macrosomia", radiopaedia, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  2. "Physical Growth in Newborns", uofmhealth, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  3. "Fetal Macrosomia", clevelandclinic, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Fetal Macrosomia", whattoexpect, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Fetal macrosomia", mayo clinic, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  6. "Macrosomia", ncbi, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Macrosomia: Being Pregnant With a Large Baby", very well family, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  8. "Fetal macrosomia", nchmd, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  9. "ACOG Issues Guidelines on Fetal Macrosomia", aafp, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  10. "Fetal macrosomia", mayoclinic, Retrieved 19/1/2021. Edited.