سكري الحمل

سكري الحمل هو مرض السكري الذي يتم تشخيصه لأول مرة أثناء الحمل لدى النساء اللواتي لم يكن يعانين منه قبل الحمل،[١] ويختفي بعد الولادة غالبًا، وكغيره من أنواع السكري فإنه يؤثّر في قدرة الخلايا على استخدام سكر الجلوكوز الموجود في الدم، فيؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم،[٢][١] وقد يتسبب هذا في مشاكل لكِ أو لطفلك، ولكن يمكن الحد من هذه المشاكل في حال التشخيص والعلاج المبكِّر،[٣] كما يمكنكِ السيطرة على مستويات السكر في الدم من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وأحيانًا قد يوصيك الطبيب بتناول الأدوية.[٢]


ازداد شيوع سكري الحمل عالميًا في الآونة الأخيرة، فقد أشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أنّ حوالي 8.5% من النساء الحوامل حول العالم أصبن بسكري الحمل عام 2014 ميلادي،[٤] ويشيع حدوث سكري الحمل في الثلث الثاني أو الثالث.[٣][٥]



أعراض سكري الحمل

في معظم الحالات لا يُسبِّب سكري الحمل أية أعراض ظاهرة عليكِ،[٦] إذ تُشخَص الإصابة فيه غالبًا أثناء إجراء فحص الدم لقياس مستوى السكر فيه، لكن في حال ارتفاع مستويات السكر في الدم لديكِ لدرجة كبيرة، قد تعانين من ظهور الأعراض الآتية:[٣]

  • كثرة التبول.
  • زيادة الشعور بالعطش.
  • جفاف الفم.
  • التعب.
  • الجوع وتناول الطعام أكثر من المعتاد.[٧]

وهنا يجدر الإشارة إلى أنّ بعض هذه الأعراض هي من الأعراض الشائعة للحمل، ولا تشير إلى سكري الحمل.[٣]


أسباب سكري الحمل

حقيقة لم يستطع العلماء إدراك السبب الرئيس لسكري الحمل، ولكن يُعتقَد أنّ للهرمونات التي تفرزها المشيمة أثناء الحمل دور في ذلك، والمشيمة هي العضو المسؤول عن إمداد الجنين بالعناصر الغذائية والأكسجين، فتعاكس هذه الهرمونات عمل هرمون الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس، والضروري لخفض مستويات السكر المرتفعة في الدم، فتبدأ خلايا الجسم بمقاومة تأثير هرمون الإنسولين عليها،[٨][٧] إذ يعد هرمون الإنسولين ضروريًا لنقل سكر الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة، لكن في حال حدوث مقاومة الإنسولين يبقى السكر في الدم، ممّا يُسبِّب ارتفاع مستوياته فيها.[٩]


كمحاولة من الجسم للتغلُّب على مقاومة الإنسولين، يبدأ البنكرياس بإنتاج كميات أكبر من هذا الهرمون، لكن في حال عدم حدوث ذلك، تُصاب المرأة بسكري الحمل.[٨]

عوامل خطر الإصابة بسكري الحمل

نذكر من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بسكري الحمل لدى النساء الآتي:[١٠]

  • زيادة الوزن.
  • قلة النشاط البدني.
  • الإصابة بسكري الحمل سابقًا.
  • ولادة طفل كبير الحجم في الأحمال السابقة.
  • الإصابة بمقدمات السكري (بالإنجليزية: Prediabetes) قبل الحمل، وهي الحالة التي تكون فيها مستويات السكر في الدم أعلى من الطبيعي، إلا أنّها أقل من تلك التي يُشخَص عندها الإصابة بالسكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بأمراض القلب.
  • وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالسكري.
  • الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS).
  • العمر أكبر من 25 عامًا.


تشخيص سكري الحمل

تخضَع معظم النساء الحوامل لفحوصات الدم بهدف الكشف عن الإصابة بسكري الحمل خلال الأسابيع 24-28 من الحمل، أمّا في حال كان لديكِ العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية إصابتك بسكري الحمل والمذكورة مسبقًا، فقد يوصيكِ الطبيب بالخضوع لمثل هذه الفحوصات في وقت أبكر، وأحيانًا خلال الزيارة الأولى للحمل.[٢]


يُكشف عن الإصابة بالحمل بدايةً من خلال اختبار تحدي الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose challenge test)، وينطوي على شرب محلول يحتوي على نسبة محددة من الجلوكوز، ومن ثمّ إجراء فحص لقياس مستوى السكر في الدم بعد ساعة من شرب المحلول،[٢] ويمكن توضيح النتائج وفق الجدول التالي:[٢]


النتيجة
190 ميليغرام/ ديسيلتر (10.6 ميليمول/ لتر) أو أعلى

أقل من 140 ميليغرام/ ديسيلتر (7.8 ميليمول/ لتر)
التفسير
الإصابة بسكري الحمل.
طبيعي.


في حال كانت مستويات السكر في الدم لديكِ أعلى من الطبيعي، تحتاجين للخضوع لاختبار آخر مُشابه للاختبار الأول، لكن يحتوي المحلول السكري في هذه الحالة على كمية أكبر من الجلوكوز، كما تُقاس مستويات السكر في الدم لديكِ كل ساعة لمدة 3 ساعات متتالية، وفي حال كانت قراءتين من القراءات الثلاث السابقة لديكِ أعلى من الطبيعي، تُشخَصين بالإصابة بسكري الحمل.[٦]


علاج سكري الحمل

بعد التحقق من إصابتك بسكري الحمل لا بد من الخضوع للعلاج في أقرب وقت للحصول على أفضل النتائج، والحفاظ على حملكِ صحيًا،[٧] والهدف الأساسي من العلاج هو تجنب مضاعفات سكري الحمل المؤثرة في صحتك وصحة طفلك من خلال السيطرة على مستويات السكر في الدم، وذلك من خلال اتباعك لنمط حياة صحي، ومراقبة مستويات السكر في الدم لديكِ باستمرار، بالإضافة إلى أخذ الأدوية التي يوصيك بها الطبيب أحيانًا.[٩] ويمكن بيان ذلك بشيء من التفصيل على النحو الآتي:

تغيير نمط الحياة

ويكون ذلك من خلال التالي:

  • تناولي الأطعمة الصحية: فيُنصَح بأن تتناولي 3 وجبات منتظمة رئيسية، و 2-3 وجبات خفيفة يوميًّا،[١٠] كما يجب أن تحرصي على الإكثار من الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والأطعمة التي تحتوي على البروتينات الخالية من الدهون.[٦]
  • ممارسي الرياضة بانتظام: حيث من المستحسن ممارستها لمدة 30 دقيقة لمدة لا تقل عن 5 أيام أسبوعيًّا، ويعد المشي من الخيارات الجيدة لمعظم الحوامل، فيمكنكِ المشي لمدة 10-15 دقيقة بعد كل وجبة.[١٠]
  • احرصي على اتباع التدابير اللازمة لزيادة الوزن بمقدار صحي خلال الحمل:وزنك قبل الحمل.[٦]

مراقبة نسبة السكر في الدم

احرصي على فحص نسبة السكر في الدم لديكِ 4 مرات على الأقل في اليوم، بدءًا من الصباح، ثمّ بعد كل وجبة، للتأكد أنّها ضمن المستويات المطلوبة،[٢] ومن المقترح الوصول إلى مستويات السكر في الدم وفقًا للتالي:[٩]

الموعد
قبل الوجبة
بعد الوجبة بساعة واحدة
بعد الوجبة بساعتين
الهدف
95 ميليغرام/ ديسيلتر، أو أقل.
140 ميليغرام/ ديسيلتر، أو أقل.
120 ميليغرام/ ديسيلتر، أو أقل.


تناول الأدوية

في حال عدم كفاية العلاجات السابقة في السيطرة على مستويات السكر في الدم لديكِ، قد يوصي طبيبك بأن تأخذي حقن الإنسولين، أو غيره من الأدوية.[٢]


يجدر الإشارة إلى أنّ الأطباء قد يوصون بالولادة القيصرية أو تحفيز المخاض للولادة قبل الأسبوع 41 من الحمل في حال عدم ولادتك قبل ذلك، وفي بعض الحالات قد يوصون بالولادة في أوقات أبكر، في حال كان هناك خطر على الجنين، أو في حال عدم القدرة على السيطرة على مستويات السكر في الدم.[٣]


أسئلة شائعة

هناك بعض الأسئلة التي تتبادر لبعض النساء المصابات بسكري الحمل، ونجيب على التالي منها:


ماذا يحدث بعد ولادة طفلي؟

ويكون ذلك وفق التالي:[١١]

  • يبقى الطفل معك ما لم يكن بحاجة لرعاية.
  • تستطيعين أن تقومي بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية، وهو الخيار الأفضل.
  • يجب أن يخضع طفلك لاختبار مستوى السكر في الدم بعد ساعات قليلة من الولادة، للتأكد أنها ليست منخفضة جدًّا.
  • يتحسن سكري الحمل بعد الولادة في غالبية الحالات، لذلك قد يوصيك الطبيب بالتوقف عن تناول أدوية السكري فور الولادة.
  • يتم اختبار مستويات السكر في الدم قبل عودتك للمنزل للتأكد من عودتها إلى الوضع الطبيعي.
  • يترتب عليكِ زيارة الطبيب بعد 6-8 أسابيع من الولادة لفحص السكر في الدم للتحقق من عودة مستويات السكر لطبيعتها لديكِ، إذ إن نسبة قليلة من النساء قد يستمر سكري الحمل لديهن بعد الولادة.

هل من الممكن أن يتأثر الطفل بسكري الحمل؟

من الممكن أن تظهر بعض الآثار على الطفل، وقد يحتاج بعضهم للبقاء في وحدة العناية لحديثي الولادة (NICU)، خاصة الأطفال كبيري الحجم، ومن المضاعفات المحتملة لدى الطفل ما يلي:[١٢]

  • مشاكل في التنفس.
  • اليرقان أو الصفار.
  • انخفاض مستويات السكر في الدم.
  • الإصابة بصدمات الولادة، مثل الأضرار التي قد تلحق بأكتاف الطفل، وهذا يقتصر على الأطفال ذوي الحجم الكبير الذين يولدون ولادة طبيعية.


ماذا عن الحمل في المستقبل؟

لتجنب تكرار حدوث سكري الحمل في الحمل القادم، وقبل أن تصبحي حاملًا عليك بالتالي:[١١]

  • حافظي على وزن صحي مناسب.
  • تناولي غذاءً صحيًّا.
  • مارسي الرياضة باستمرار وانتظام.
  • استشيري الطبيب حول تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على حمض الفوليك عند التخطيط للحمل، إذ يُنصَح غالبًا بأخذ 5 ميليغرام من حمض الفوليك يوميًا.
  • تواصلي مع الطبيب فور علمك بحملك واطلبي منه المشورة للحصول على حمل صحي.


المراجع

  1. ^ أ ب "Gestational Diabetes and Pregnancy", cdc, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Gestational diabetes", mayoclinic, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Gestational diabetes", nhs, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  4. "Diabetes", World Health Organization, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  5. "Gestational diabetes", pregnancybirthbaby, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Gestational diabetes", Drugs.com, 26/8/2020, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Gestational Diabetes"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Gestational Diabetes", cedars-sinai, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Gestational Diabetes", diabetes, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "GESTATIONAL DIABETES", marchofdimes, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Gestational diabetes", rcog, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  12. "Gestational Diabetes", ACOG , Retrieved 21/3/2021. Edited.