إنّ قرار تكوين أسرة وإنجاب طفل جديد يحتاج إلى تخطيطٍ أكبر وأدق عندما تكون المرأة مصابة بمرض السكري، ولكن يُمكن من خلال إجراء بعض الخطوات البسيطة الحصول على حملٍ آمنٍ وصحي، إليك أهم المعلومات والنصائح.[١]



أهم النصائح لحملٍ سليم لمريضة السكري

ينصح المرأة المصابة بمرض السكري بالحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الطبيعي وذلك في سبيل تحقيق حملٍ صحي وآمن، وولادة بعيدة عن المتاعب، وطفلٍ يتمتع بصحة جيدة، ويتضمن ذلك الحفاظ على نسبة السكر في الدم قبل الحمل وأثنائه، ويُنصح المرأة المُصابة بالسكري باتباع مجموعة من الإرشادات سواء قبل الحمل أو أثناءه للمساعدة على التقليل من المشاكل والمتاعب الصحية، ونذكر من أبرز هذه الإرشادات والنصائح ما يأتي:[٢]


الحرص على متابعة مستوى السكر في الدم

يجب على المصابة بمرض السكري فحص مستويات السكر في الدم بشكلٍ منتظم ومستمر، وعادةً ما سيقوم الطبيب المُتابع للحالة بإرشادها لفعل ذلك، نظراً لأنّ متابعة مستويات السكر في الدم من شأنها المساهمة في معرفة كيفية تأثير وفعالية الالتزام بالخطة العلاجية في نسبة السكر في الدم،[٣][٤] وبشكلٍ عام تُساعد المراقبة الدورية والمتكررة لمستوى السكر في الدم على منع ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم.[٥]


الالتزام بمراجعة الطبيب

يُنصح المرأة الحمل بمراجعة الطبيب في المراحل المبكرة من الحمل، إذ تزداد الحاجة لزيارة الطبيب بشكلٍ أكبر لدى السيدة المصابة بالسكري، وذلك ليتمكن الطبيب من اتخاذ الإجراءات الملائمة بما يساهم في منع حدوث المشاكل الصحية، والعمل على اكتشافها مبكرًا في حال حدوثها.[٦]


مراجعة الأدوية التي تتناولها المرأة

يجدُر بالمرأة المُصابة بالسكري مراجعة الطبيب عند رغبتها بالحمل، إذ يقوم الطبيب بمراجعة الخطة الدوائية التي تتبعها المرأة للسيطرة على مرض السكري، ويقوم بالتأكد من مدى أمان هذه الأدوية خلال فترة الحمل، نظراً لأنّ بعضها قد لا يكون آمناً خلال الحمل، وبشكلٍ عام يصف الأطباء غالباً حقن الإنسولين للنساء المصابات بمرض السكري خلال الحمل، وفي حال كانت المرأة تستخدم حقن الإنسولين قبل الحمل فقد تحتاج إلى تغيير الجرعة، أو النوع، أو كيفية ومواعيد أخذه، وقد يستلزم الأمر أيضاً إيقاف أو تغيير جرعة بعض الأدوية الأخرى الموصوفة لعلاج حالات صحية أخرى تعاني منها المرأة إلى جانب السكري.[٧][٨]


إضافة بعض الأدوية إلى الخطة العلاجية

أحياناً يصف الطبيب المتابع جرعة منخفضة من الأسبرين للمرأة الحامل ويكون ذلك في الثلث الثاني من الحمل، وذلك لتقليل الإصابة بمقدمات ما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia) والتي تُعتبر إحدى مضاعفات الحمل والتي ترتبط بارتفاع ضغط الدم.[٥]


تناول مكملات الفيتامينات والمعادن

يُوصي الطبيب المرأة عادةً بأخذ مكملات حمض الفوليك قبل الحمل بشهر على الأقل وأثنائه؛ وذلك في سبيل تحقيق حماية لصحة الطفل، كما أنها قد تحتاج لتناول فيتامينات الحمل، والمعادن الأخرى كمكملات الكالسيوم أو الحديد، وذلك وفقًا لما يراه الطبيب ملائمًا لها.[٨]


ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم

ممارسة التمارين الرياضية من أفضل الطرق التي تُساعد على المحافظة على مستويات السكر ضمن النسب الموصى بها، إذ يُفضل بعد استشارة الطبيب المتابع للحالة البدء بممارسة الأنشطة الرياضية بشكلٍ منتظم قبل وخلال فترة الحمل، حيث يُنصح المرأة بممارسة نشاط بدني متوسط الشدة لمدةٍ تبلغ 30 دقيقة لخمسة أيام في الأسبوع، ومن الأمثلة على هذه التمارين: السباحة، والمشي السريع، واللعب مع الأطفال.[٦]


اتباع نظام غذائي صحي

يُنصح مريضة السكري باتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه إضافةً إلى الحبوب الكاملة، وعلى الرغم من أن المرأة خلال فترة الحمل يُمكنها اتباع نفس الخطة الغذائية التي كانت تتبعها في السابق إلا أنّه يجدر بها مراجعة الطبيب المتابع لحالتها أو اختصاصي التغذية في سبيل العمل معاً لإجراء التغييرات المناسبة على الخطة الغذائية للمرأة الحامل، وذلك بهدف تجنب المشاكل المرتبطة بمستويات السكر في الدم، سواء أكان ارتفاع السكر في الدم أم انخفاضه.[٥]


مراقبة الوزن

يُنصح المرأة المصابة بالسكري خلال فترة الحمل بالسيطرة على وزنها وتجنب الزيادة غير الطبيعية في الوزن، ويمكنها الاستعانة بأخصائي لإرشادها إلى مقدار الوزن الذي يمكنها اكتسابه خلال فترة الحمل بصورةٍ طبيعية بالإضافة إلى المحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن المستويات الواجب عليها البقاء ضمنها.[٩]


الإقلاع عن التدخين

يعتبر التدخين ضارًا بشكلٍ خاص على مرضى السكري، فقد يتسبب ذلك بالعديد من المشاكل الصحية؛ كأمراض العيون، أو أمراض الكلى، أو أمراض القلب، أمّا بالنسبة للمرأة الحامل المصابة بالسكري فإن التدخين قد يزيد من احتمالية حدوث ولادة مبكرة.[٨]


الاستعداد لحالة الطوارئ

يجب على المرأة الحامل المصابة بمرض السكري الاستعداد لحالة الطوارئ التي قد تحدث في أيّ لحظة، ففي حالات الانخفاض الخطير والمفاجئ في مستويات سكر الدم فإنّ العلاج يكون بإعطاء الجلوكاجون الذي يساهم في رفع مستويات سكر الدم، وبشكلٍ عام يُنصح باقتناء الجلوكاجون أو إبقائه في متناول اليد وذلك بعد استشارة الطبيب.[٥]


فحص العيون والكلى

قد يتسبب الحمل بتفاقم بعض مضاعفات مرض السكري؛ كمشاكل الكلى والعيون إن كانت المرأة مصابة بها، لذا فيجب على المرأة الحامل والمصابة بمرض السكري الخضوع لفحوصات العيون والكلى بشكلٍ منتظم، إذ إنّ الكشف المبكر عن مشاكل العيون الناجمة عن مرض السكري؛ كاعتلال الشبكية السكري، يساعد على معالجتها بشكلٍ أفضل، لذا يعتبر إجراء هذه الفحوصات ضرورية ومهمة.[٧]


هل يؤثر ارتفاع السكر في الأم والجنين؟

بدايةً يجب التأكيد على أنّ الضرر وإن حدث قد يكون ناتجًا عن حالات عدم السيطرة على مستويات السكر بشكلٍ جيد، وتجدر الإشارة إلى أنّ الزيادة الشديدة للغاية في نسبة السكر في الدم واستمرار ارتفاعها لمدةٍ طويلة قد يتسبب بمضاعفات على الطفل، ونذكر من أبرز هذه المضاعفات ما يأتي:[١٠]

  • عملقة الجنين: أي ولادة الطفل بحجمٍ كبير، وهذا ما يجعل الولادة صعبة نظراً لصعوبةٍ في خروج الجنين عبر قناة الولادة، وقد يستلزم الأمر إخضاع المرأة إلى ولادة قيصرية.
  • صعوبة التنفس أو ما تُسمى بمتلازمة الضائقة التنفسية: ويزداد خطر الإصابة بذلك في حال إصابة المرأة بسكري الحمل.
  • مشاكل النمو: وهذا قد يتسبب بتأخر تنمية المهارات الحركية وتطوير اللغة.
  • الإصابة بالسكري من النوع الثاني: إذ إنّ الأطفال الذين يولدون لأمهات مصاباتٍ بالسكري هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مع تقدمهم في العمر.


المراجع

  1. "How to Plan a Pregnancy When You Have Diabetes", WebMD, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  2. "Pre-existing diabetes and pregnancy", pregnancy birthbaby, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  3. "Pregnancy and Diabetes: Planning for Pregnancy", uofmhealth, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  4. "https://wa.kaiserpermanente.org/kbase/topic.jhtml?docId=uz2107", Kaiser Permanente, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Pregnancy and diabetes: Why lifestyle counts", mayo clinic, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Type 1 or Type 2 Diabetes and Pregnancy", CDC, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "planning for a pregnancy when you have diabetes", diabetes, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Pregnancy if You Have Diabetes", niddk, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  9. "How to Have a Healthy Pregnancy When You Have Diabetes", health hub, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  10. "Gestational Diabetes: What You Should Know", endocrine web, Retrieved 8/4/2021. Edited.