قد لا تتشابه التجربة الأولى في الحمل والولادة مع ما ستمر فيهِ المرأة خلال الأحمال اللاحقة، فعدا عما يتطلبه التحضير لطفل جديد من استعداد جسدي ومادي ونفسي لذلك، فسيتطلب الأمر بذل المزيد من الجهد لجعل الطفل الأول قادرًا على فهم وتوقّع تبعيات إنجاب طفل جديد وانضمامه للعائلة، إذ إنّ إفهام الطفل هذه التغيرات سيساعد بطريقةٍ أفضل على إضافة البهجة لهذا الحدث الجديد للعائلة.[١]


ما هو الوقت الأمثل للحمل الثاني؟

تُوصي الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد (ACOG) السيدات بعدم محاولة حدوث حمل خلال أول 6 شهور بعد الولادة، ووفقًا لإرشاداتها فإنَّ المُدة المثالية الفاصلة بين الولادة وحدوث الحمل التالي هي 18 شهرًا كحد أدنى، بما يُمكن الجسم من استعادة مستويات الفيتامينات، وكذلك خسارة الوزن المكتسب خلال الحمل الأول، وتُساهم أيضًا في تعافي المهبل وإعداده لولادة تالية، ولهذه الأسباب فإنَّ الجسم يحتاج وقت كافي للتعافي من آثار الحمل السابق واستعادة جسم أكثر قوة وأكثر صحة، وبالتالي الحصول على حمل سليم وصحي بشكلٍ أفضل،[٢] إذ إنَّ عدم منح الجسم وقت كافي للتعافي وعدم المباعدة الكافية بين الأحمال قد يؤدي لزيادة احتمالية حدوث بعض المخاطر والمضاعفات، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٣]


كيفية الاستعداد للحمل الثاني

يُنصح السيدات اللواتي يخططن لحدوث حمل آخر باتباع النصائح التالية:[١]


تهيئة الطفل الأول لفكرة وجود طفل آخر في العائلة

قد يشعر الطفل الأول بمشاعر الغيرة أو الاستياء عند انضمام طفل آخر إلى العائلة، وقد تُساعد تهيئة الطفل الأول نفسيًا إلى وجود طفل ثاني في تسهيل تكيفه مع ذلك، ويُمكن تهيئة الطفل وإعداده، ونذكر من الطرق المُتبعة لذلك ما يأتي:[١]

  • البحث عن هدية خاصة يُمكن للطفل الأول أن يقدمها للمولود الجديد، كلعبة جديدة أو صورة تجمع الأخوة معًا.
  • لعب الأدوار أو قراءة القصص التي ستُساعد الطفل على فهم ما يحدث في الأسر وتناميها.
  • التحدث للطفل عن المرحلة القادمة، وتعزيز فكرة أنه الأخ أو الأخت الأكبر سيُساعد الطفل الأصغر وتدعّمها، وأنَّ الطفل الجديد قد يحتاج لرعاية واهتمام أكثر.


تناول الأطعمة الصحية

إنّ اتباع نظام غذائي صحي سيُساهم في تزويد الجسم بمخزون كافٍ من الفيتامينات اللازمة للمرأة وللتحقيق النمو الأمثل للطفل، ومن الأغذية التي يُنصح بالتركيز على استهلاكها خلال فترة الاستعداد للحمل الثاني: الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، ومن الجدير ذكره أنّ الأطعمة الصحية ستُساهم في استعادة الوزن بشكلٍ أسرع بعد الولادة، وبالتالي تعزيز قُدرة قدرة المرأة الحامل وصحّتها.[٤]


الاستعانة بشريك الحياة

تحتاج المرأة إلى دعم شريكها والاستعانة به من ناحية الرعاية والاهتمام بالطفل الأول، خاصّة إذا كانت رعاية الطفل الأول تمنعها من الحصول على القسط الكافي من النوم، فكما هو معروف أنّ الراحة المُرافقة للجسم ستجعلها أكثر قدرة واستعدادًا على الحمل بطفلٍ آخر.[٥]


مراجعة الطبيب

يُنصح بمراجعة الطبيب عند الرغبة بالحمل، حتى وإن شعرت المرأة أنها بصحة جيدة، فالطبيب المختص يُمكنه تقديم العديد من النصائح والإرشادات الطبية بناءً على صحة المرأة وتاريخها الطبي، ويمكن للطبيب طلب بعض الفحوصات وتقييم حالة المرأة وحاجتها للمطاعيم، بالإضافة إلى مناقشة المرأة بشأن تأثير بعض الأدوية والمكملات العشبية والغذائية، وما إن كان هُناك حاجة لإيقاف استخدام بعضها.[٦]


الالتزام بنمط حياة صحي

يُنصح المرأة الحامل بالتوقف عن التدخين، والامتناع عن شرب الكحول، والتقليل من استهلاك الكافيين، إذ إنّ هذه الممارسات من شأنها التأثير في صحة المرأة والجنين سواء على المدى القريب أم البعيد.[٦][٧]


تناول حبوب الفوليك أسيد وفيتامينات الحمل

يُوصي الطبيب المرأة المقبلة على الحمل بتناول حمض الفوليك، إذ يُساعد حمض الفوليك على الوقاية من حدوث العيوب الخلقية في الدماغ والعمود الفقري لدى الجنين،[٨] وتبلغ الجرعة اليومية من حمض الفوليك ما مقداره 400 ميكروغرام.[٦]


الابتعاد عن التوتر والقلق

يُنصح المرأة المقبلة على الحمل بأخذ قسط كافٍ من الراحة وتجنب التعرض للتوتر والضغوط النفسية، وممارسة التقنيات التي يُمكنها التغلب على هذه المشاكل بعد استشارة الطبيب بشأنها.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Birth of a Second Child", kids health, Retrieved 8/2/2021. Edited.
  2. "Second Pregnancy Planning", what to expect, Retrieved 9/2/2021. Edited.
  3. "Family planning: Get the facts about pregnancy spacing", mayo clinic, Retrieved 9/2/2021. Edited.
  4. "Is your body ready for baby number 2?", mother and baby, Retrieved 9/2/2021. Edited.
  5. "Preparing for a second pregnancy", kids in the house, Retrieved 9/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Steps to take before you get pregnant", MedlinePlus, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  7. "Planning for Pregnancy", CDC, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  8. "GETTING READY FOR PREGNANCY: PRECONCEPTION HEALTH", march of dimes, Retrieved 18/3/2021. Edited.