هل يمكن الحمل أثناء الدورة الشهرية؟

قد تعتمد بعض النساء على الدورة الشهرية كوسيلة لمنع الحمل ظناً منهنّ أنّ الحمل لا يحصل أثناء الدورة الشهرية قطعاً ولكنهنّ قد يتفاجئن لمعرفة أنّ الحمل وارد الحصول في أيّ وقت من الشهر بنسب مختلفة تزيد وتنقص بالاعتماد على العديد من العوامل.^[١]

هل يمكن الحمل أثناء الدورة الشهرية؟

بالرغم من انخفاض احتمالية حصول الحمل أثناء الدورة الشهرية إلّا أنّ الإجابة على هذا السؤال باختصار هي نعم وهذا مرتبطٌ بكيفية حصول الحمل من الأساس،^[٢] وانتظام الدورة من عدمه إذْ تتراوح طول الدورة الشهرية المنتظمة بين 21-35 يوماً مع إمكانية اختلافها من شهر لآخر بفارق بسيط، في حين ذلك تُعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة في حال كان طولها أقلّ من 21 يوماً، أو أكثر من 35 يوماً، أو في حال اختلاف مدّتها بشكل كبير بين شهر وآخر حتى لو كانت تقع ضمن الحدود الطبيعية؛ فمثلاً تعتبر الدورة غير منتظمة لو كان طولها 25 يوماً في شهر وتبعتها دورة بطول 33 يوماً.^[٣]

كيف يحصل الحمل في حال الدورة الشهرية المنتظمة؟

يحدث الحمل عند انزراع البويضة المخصبة داخل الرحم وتنتج البويضة عن عملية الإباضة التي تحصل كلّ شهر، وعلى افتراض أنّ الدورة الشهرية منتظمة لدى الأنثى أيْ مدّتها 28 يوماً وعلى اعتبار أنّ اليوم الأول من نزول الدّم هو اليوم الأول من الدورة الشهرية؛ فإنّ الإباضة وبالرغم من الاعتقاد الشائع أنّها تحصل في اليوم 14 من الدورة إلّا أنّها قد تحدث في أي وقت بين اليوم 9-21 من الدورة، وعادةً ما تكون المدّة الواقعة قبل وبعد الإباضة بثلاثة أيام هي الفترة الأكثر خصوبة^[٢]، ولكن وبالنظر إلى حقيقة استطاعة الحيوان المنوي العيش حتى 5 أيّام داخل جسم الأنثى مقابل 24 ساعة للبويضة فإنّ الحيوان المنوي قد يبقى داخل الجسم إلى حين حدوث الإباضة لاحقاً ما يؤدي إلى الحمل.^[٤]

لتوضيح ذلك بالمثال فلنفترض أنّ الإباضة حصلت بموعدها القياسي أي قبل 14 يوماً من بدء الدورة الشهرية القادمة وبافتراض انتظام الدورة ب28 يوماً ونزول الدّم لمدّة أسبوع فإنّ الإباضة تحصل هنا في اليوم 14 من الدورة ما يترك مدّة أسبوع فقط من المفترض عدم حصول حمل أثناءها بعد انتهاء نزول الدّم إلى حين حصول الإباضة، ولكن ماذا إن حصل جماع أثناء الدورة وتقدّمت الإباضة عن موعدها المتوقع مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية بقاء الحيوان المنوي على قيد الحياة مدّة 5 أيام؟ هذا يعني احتمالية حصول حمل في حال حصول الجماع وتبعه حصول إباضة بعد 5 أيام؛ فالإباضة وطول الدورة الشهرية المنتظمة قد تتغير من شهر لآخر ضمن حدود طبيعية وقد تتأثر بالعديد من العوامل ولا يمكن ولا بأيّ شكل الجزم بحصول الإباضة في اليوم 14 من الدورة الشهرية أو بنفس الموعد شهرياً، فعوامل مثل الضغط النفسي أو المرض أو التدخين أو تغيير روتين العمل أو النوم قد تؤثرّ على وقت حصول الإباضة ما يجعل احتماليات حصول الحمل واردةً وإن انخفضت.^[٥]

كيف يحصل الحمل في حال الدورة الشهرية غير المنتظمة؟

بشكل عام ترتبط الدورة الشهرية غير المنتظمة بعدم القدرة على التنبؤ بموعد حصول الإباضة ما يجعل تجنب حصول الجماع وقت الإباضة أمراً صعباً، إذْ قد تسبّب الدورة الشهرية نزولاً للدّم بين الدورة والأخرى أو ما يطلق عليه اسم التبقيع (بالإنجليزية: Spotting) فتخطأ المرأة بينه وبين دم الدورة الحقيقي ما يجعلها تظنّ أنّها ليست في مرحلة الخصوبة وفي الواقع قد تكون في أكثر فترة خصوبة أيْ أثناء حدوث الإباضة.

الحمل في حال الدورة الشهرية القصيرة

تحدث عملية الإباضة في حال الدورة الشهرية القصيرة في وقت مبكر من الشهر؛^[٦] فعلى سبيل المثال لو كان طول الدورة الشهرية 20 يوماً فإنّ الإباضة تكون غالباً في اليوم السابع من الدورة الشهرية وبالتالي فإنّ فترة الخصوبة بين اليوم 5-7 من الدورة الشهرية، وهذا يعني ببساطة أنّ الإباضة تحصل أثناء نزول الدّم أو بعد انتهائه مباشرةً أو بعده بفترةٍ بسيطةً، وبالنظر للحقيقة سالفة الذكر عن دورة حياة الحيوان المنوي فإنّ من السهولة التقائه بالبويضة لتخصيبها، ويجدر الذّكر أنّه وبشكل عام فإنّ احتمالات حصول الحمل أثناء الدورة الشهرية رغم ندرتها تكون أعلى في الدورة الشهرية القصيرة مقارنةً بالدورة الشهرية الطويلة والمنتظمة.^[٧]

الحمل في حال طول الدورة الشهرية الطويلة

بينما يتخلص الجسم ببطء من بطانة الرحم يقترب وقت الإباضة فتظهر البويضة التالية بينما لا يزال الجسم ينزف نتيجة البويضة السابقة، ما يعني العودة لفترة الخصوبة وإمكانية حصول الحمل.^[٢]