تتساءل الكثير مِن النساء حول الخيار الأفضل بين الولادة طبيعية أو الولادة القيصرية، فعلى الرغم من أنّ طبيبكِ الخاص عادة ما يقرر لكِ ما يُناسبكِ بينهما، وأنّ جمعية الحمل الأمريكية توصي بأن تكون الولادة الطبيعية خيارك الأول دائماً إلا في حال حدوث أي مضاعفات تجبر الطبيب على إخضاعك لولادة قيصرية، إلّا أنّه ما زال بإمكانك الاختيار بينهما إذا كان كلا الخيارين متاحاً أمامك وفقاً لطبيبك، وفي مثلِ هذه الحالات يجب أن تناقشي إيجابيات وسلبيات كل منهما مع طبيبك الخاص، ولكن حتى ذلك الوقت قد يساعدك الاطّلاع على أوجه المقارنة بينهما على بناء صورة أولية لقرارك.[١]
الولادة الطبيعيّة والولادة القيصريّة
تُعرف الولادة الطبيعية (Vaginal birth) أيضًا بالولادة المهبلية والولادة دون تدخل طبي،[٢] أمّا الولادة القيصرية (Cesarean Section) فهي الولادة الجراحية التي تحدث بتدخل الطبيب حيث يقوم بعمل شق في البطن والرحم لإخراج الطفل، ولكن يُفضل ألّا تلجئي لها إلا في الحالات الضرورية طبيًا التي تكون مصحوبةً بوجود خطورة على صحة الجنين أو صحتك، أو التي يكون فيها الجنين في وضعياتٍ لا تتناسب مع الولادة الطبيعية.[٣][٤]
لماذا تُفضّل النساء الولادة الطبيعيّة على القيصرية؟
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل النساء يُفضلنَّ الولادة الطبيعيّة على الولادة القيصرية، ومنها ما يأتي:[٥]
- أكثر أمانًا على الجنين: كما هو معروف فإنّ الولادة القيصرية تكون مصحوبةً باستخدام أدوية التخدير والتخدير الكلي، وإنّ أيّ دواء يُستخدم داخل غرفة العمليات من الممكن أن يصل إلى طفلك، ومن الجدير ذكره أنّ آثار بعض هذه الأدوية وإن كانت طفيفة قد تؤثر في طفلكِ لأيام أو أسابيع كأن تؤثر في سرعة تقبّله للرضاعة الطبيعية.
- سهولة التعافي: تشعر بعض النساء أنّ الأدوية المُسكنة خلال النفاس والتي تترتب على الولادة القيصرية تسبب لهنّ الضيق، عدا عن شعور الكثير منهنّ بأنهنّ يحتجن وقتًا أطول للتعافي من رهبة العملية وما حصل فيها، وبشكلٍ عامّ كلما قلّت المسكنات المستخدمة أثناء الولادة قلت المدة التي تحتاجها الأم للتعافي.
- أقل خطورة من العملية القيصرية: رغم رواج العملية القيصرية في العشرين عامًا الماضية إلّا أنّ الكثير من النساء يتجنبنّ الخضوع لها دون ضرورة تستدعي ذلك، حيث إنّ الولادة القيصرية بحد ذاتها ليست هي المشكلة، ولكن التدخل الجراحي يعني المزيد من المراقبة والمخاوف المرتبطة باستخدام الأدوية.
- القدرة على التحكم بنفسك: لا يُفضل البعض فكرة التخدير فقد تشعرك بأنّك فاقدة للسيطرة على نفسك ومشاعرك، فالولادة الطبيعيّة قد تُمكنكِ من التحكم بنفسكِ أثناءها عاطفياً وجسديًا.
ألم الولادة الطبيعيّة وألم العملية القيصريّة
بعد أخذكِ لجرعة التخدير لن تشعري بأيّ ألم أثناء العملية القيصرية سوى بعض الشد أو ضغط ربما، وستكونين مستيقظة أثناء العملية تسمعين وترين طفلكِ أثناء ولادته، إذ سيكون ذلك في حالة كان التخدير نصفيًا، أمّا في حال كان التخدير كاملاً فلن تشعري بأي ألم أثناء الولادة ولن تكوني قادرةً على تذكر أيّ شيء من أحداثها.[٦]
أمّا بالنسبة للولادة الطبيعية فهي تختلف من سيدة لأخرى ومن حملٍ لآخر رغم كون ألم الولادة الطبيعية يُصنف كأكثر الأحداث إيلاماً في تاريخ البشريّة، ولكن الآن أصبح بإمكانك اللجوء للعديد من أدوية تسكين وتخدير الألم مثل: إبرة الظهر، التي تمنع أو تقلل على الأقل الشعور بألم تقلصات الولادة.[٧]
إيجابيات كل من الولادة الطبيعيّة والقيصرية
هُناك تفاوت في إيجابيات وفوائد كلّ من الولادة الطبيعيّة والعملية القيصرية، نُبين كل منها كما يأتي:
الولادة الطبيعيّة
نذكر من أبرز الفوائد والإيجابيات للولادة الطبيعية ما يأتي:[١]
- تمكثين في المستشفى لوقتٍ أقصر.
- حاجة أقل لاستخدام المسكنات بعد الولادة.
- تتعافين وتعودين لحياتك الطبيعية بشكلٍ أسرع.
- قد تبدئين الرضاعة الطبيعية بشكلٍ فوري بعد الولادة.
- القدرة على رعاية طفلكِ بشكلٍ أسرع؛ خاصة من الناحية الجسدية إذ يكون التعافي أسرع.
غالبًا ما يملك الأطفال الذين يولدون ولادة طبيعية مناعةً أقوى وأقل عرضة للإصابة بالحساسية؛ إذ قد يعود ذلك إلى الهرمونات المرتبطة بالولادة الطبيعية المهبلية، والبكتيريا الطبيعية التي يتعرّضون لها أثناء عملية الولادة مما يكسبهم مناعة أفضل.
العملية القيصرية
تتركز فوائد وإيجابيات العملية القيصرية في تقليص خطورة ما يأتي:[٨]
- الألم أثناء الولادة.
- مشاكل المهبل بعد الولادة الطبيعية، مثل: حدوث تمزّق، أو ألم أو التهاب في المهبل.
- النزيف المهبلي بعد الولادة.
- سلس البول المؤقت بعد الولادة.
إنّ الحالات السابقة من ألم ونزيف وغيرها قد تحدث لديكِ سواء أكانت ولادة طبيعية أو قيصرية ولكنّ الخطر أقل في حالات الولادة القيصرية مقارنة بحالات الولادة الطبيعية.
سلبيات كلّ من الولادة الطبيعيّة والقيصرية
تختلف السلبيات والمخاطر المُترتبة على الولادة الطبيعية عن تلك المترتبة على القيصرية، وفيما يأتي بيان ذلك:
الولادة الطبيعية
بالنسبة للولادة الطبيعية فهي آمنة بشكلٍ عام، ولكنها قد تصبح خطرة إذا رفضتِ أو لم تتبعي النصائح والإرشادات الموجهة لك من الطبيب، وفي حال عدم التزامك بذلك قد يكون الألم صعبًا جدًا عليك وأكثر مما كانت تتوقعين، ولكن في حال عدم قدرتك على تحمل هذا الألم يمكن للطبيب إعطائك إبرة الظهر إذا كانت مُناسبةً لها.[٧][٢]
ومن ناحية أخرى أيضاً ترتبط الولادة الطبيعية بحدوث سلس مؤقت في البول بعد الولادة وبعض مشاكل المهبل إذا حدث تمزق في أغشية المهبل بعد الولادة، الأمر الذي قد يتطلب بعض القطب لخياطة المهبل.[٩]
العملية القيصرية
تُعتبر الولادة القيصرية عملية جراحية كبرى، لذلك قد يكون لها مضاعفات أكثر مُقارنةً بالولادة الطبيعيّة، ونذكر من آثار الولادة القيصرية ما يأتي:[١٠]
- إصابة موضِع شقّ العملية بالعدوى أو الالتهاب.
- فقدان الكثير من الدم أثناء العملية وقد تحتاجين في هذه الحالة إلى نقل الدم لتعويض ما فقدته أثناء الولادة.
- خطر الإصابة بالجلطات الدموية يرتفع بشكل مؤقت بعد إجراء أي عملية جراحية مثل: العملية القيصرية.
- زيادة احتمالية مواجهة مشاكل أثناء الرضاعة بشكلٍ أكبر مُقارنةً بالولادة الطبيعيّة.
- زيادة احتمالية الحاجة لخوض تجربة العملية القيصرية في الأحمال المستقبلية فبمجرد خضوعكِ لهذهِ العملية للمرة الأولى.
التعافي من الولادة الطبيعيّة والولادة القيصريّة
تختلف مدة التعافي بعد الولادة تبعًا لنوع الولادة التي لجأتِ إليها، وفيما يأتي بيان ذلك:
الولادة الطبيعية
غالبًا لن تحتاجي إلى البقاء في المستشفى بعد ولادتكِ الطبيعيّة أكثر من 48 ساعة مهما كانت مدة مخاضكِ طويلة،[١١] فعادةً ما تعود النساء اللواتي ولدن ولادة طبيعية إلى المنزل في غضون يوم أو يومين ويعُدن إلى حياتهنّ وأنشطتهن الطبيعية في غضون أسبوع وكحد أقصى أسبوعين.[١٢]
الولادة القيصرية
تعود معظم النساء إلى المنزل بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من الخضوع للولادة القيصرية ولكنّها تحتاج عادةً لأكثر من شهر للتعافي تماماً من أثر العملية، وتشعر غالبية بعد العودة إلى منازلهنّ بألم في أسفل البطن وغالبًا ما تحتاج إلى استخدام مسكنات ألم لمدة أسبوعين تقريباً، بالإضافة لضرورة العناية بجرح العملية وتنظيفه بشكل مستمر، والمنع من حمل الأشياء الثقيلة أو أي نشاط يضغط مباشرة على عضلات البطن.[١٢]
أما بالنسبة لندبة العملية القيصرية فتكون عادة على شكل خط عرضي في البطن، وستبدأ هذه الندبة بالتلاشي مع الوقت حتى تصبح فاهية وبلون بشرتك أو بدرجة أفتح قليلاً في العادة.[١٣]
المراجع
- ^ أ ب "Birth: vaginal birth and caesarean birth", raisingchildren.net, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Natural Birth: Is It for You?", What To Expect, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "Having a C-Section (Cesarean Section)", What To Expect, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "Pregnancy: Types of Delivery", cleveland Clinic, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "Why Would Anyone Want a Natural Childbirth?", Very Well Family, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "https://kidshealth.org/en/parents/c-sections.html", kids health, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Larissa Hirsch, MD, "Natural Childbirth", kids health, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "C-section - benefits and risks", Tommys, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "What’s the Difference? Natural Delivery or C-section", aurorahealthcare, Retrieved 23/12/2020. Edited.
- ↑ "Natural Childbirth", marchofdimes, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ↑ "Vaginal Delivery Recovery", Webmd, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "cesarean section", healthy.kaiserpermanente, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ↑ "Going home after a C-section", medlineplus, Retrieved 27/12/2020. Edited.