يمكن أن تكون الأيام التي تلي ولادة الطفل من أكثر الأوقات صعوبةً، خاصةً للأمهات اللواتي خضعن لولادة قيصرية، لذا من المهم أن تعتني الأمهات بأنفسهن بعد الولادة القيصرية في سبيل الحماية من أي مشاكل محتملة.


آثار الولادة القيصرية

من المتوقع أن تعاني من التعب والألم بعد الولادة، كما أبلغت العديد من النساء أيضًا عن معاناتهن من الغثيان في الساعات القليلة الأولى من الولادة،[١]وقد تعانين أيضاً من الآثار التالية بعد الولادة القيصرية:


ألم حول الجرح

قد تشعرين ببعض الآلام حول جرح القيصرية لعدة أسابيع، ولكن تتعافى معظم النساء من هذه الآلام بعد حوالي 6 أسابيع، إلا أن الشعور بالتنميل والوخز قد يستمر لفترة أطول.[٢]


النفاس

سوف تعانين من نزيف مهبلي (النفاس) بعد الولادة، وهذا نزيف طبيعي يتخلص به جسمك من الأنسجة الزائدة والدم في الرحم،[٣][٤] وقد يكون النزيف غزيرًا جدًا في الأسبوع الأول، يشابه غزارة الدورة الشهرية، لكن يجب أن يخف تدريجيًا، ويتحول من اللون الأحمر إلى الأحمر الداكن، إلى البني، ثم إلى الأبيض المصفر، وقد يكون يستمر النزيف لمدة تصل إلى ستة أسابيع، ويجدر الذكر أن هذا النزيف قد يزداد بعد ظروف معينة، مثل بعد التمرين، أو عند الاستيقاظ في الصباح، أو بعد الرضاعة الطبيعية،[٣]وللتعامل مع النفاس، يجب أن يكون لديك الكثير من الفوط الصحية الخاصة بالأمومة، سواء في المستشفى أو عند العودة إلى المنزل، كما يجب عدم استخدام السدادات القطنية في الأسابيع 6 الأولى بعد الولادة.[٣]


ألم الغازات

تتباطأ حركة الأمعاء مما يزيد من فرص تكوّن الغازات بعد القيصرية، وتسبب الانزعاج بشكل عام، ومن المحتمل أن تقدم لك الممرضة أدوية مضادة للغازات، وتشجعك على التحرك في أقرب وقت ممكن بعد الولادة للتخلص من هذه الغازات.[٥]


تقلصات البطن

من الطبيعي الشعور بتقلصات تشبه تقلصات الدورة الشهرية لبضعة أيام بعد الولادة، وهي تنتج عن تضيق الأوعية الدموية في الرحم للمساعدة على منع النزيف الغزير، ويمكنك سؤال طبيبك عما إذا كان من المسموح تناول مسكنات الألم للتخفيف من هذه التقلصات.[٦]


انتفاخ وألم الثدي

يفرز الثدي في أول 4-3 أيام بعد الولادة مادة تسمى اللبأ (Colostrum)، وهي مادة غنية بالمغذيات تساعد على تعزيز جهاز المناعة لدى طفلك، وبعد ذلك، ينتفخ الثدي نتيجة زيادة إنتاج الحليب، الأمر الذي يسبب ألمه، ويمكنك تخفيف الألم عن طريق الرضاعة، أو شفط الحليب، أو عن طريق وضع مناشف باردة على ثدييك بين فترات الرضاعة.[٦]


الإمساك

تعاني بعض النساء أيضًا من الإمساك بعد الولادة القيصرية الناتج عن أدوية التخدير، ومن المحتمل أن يتم إعطاؤك ملينًا للبراز للمساعدة في مكافحة ذلك، كما يجب عليكِ تجنب الإجهاد والشد أثناء التبرز للحرص على عدم فتح جرح الولادة من جديد.[١]


تغيرات الشعر والجلد

قد تلاحظين ترقق شعرك في أول 4-3 أشهر بعد الولادة، وهذا أمر طبيعي ناتج عن تغير مستويات الهرمونات.[٦]


علامات تمدد البطن

قد تلاحظين وجود علامات تمدد، التي تكون على شكل خطوط حمراء أو أرجوانية على بطنك والثدي، بعدها تتحول هذه العلامات إلى اللون الفضي أو الأبيض.[٦]


تغيرات الوزن

قد تلاحظين أنك ما زلتَ تبدين كأنك حاملاً بعد الولادة القيصرية، وهذا أمر طبيعي، إذ تفقد معظم النساء 6 كيلوغرامات أثناء الولادة، لكن خلال فترة التعافي، ستفقدين المزيد من الوزن، ويمكنك خلال ذلك اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للعودة إلى وزنك قبل الحمل.[٤]


تكوّن الندوب

من المحتمل أن يكون لديك ندبة دائمة بعد الخضوع لعملية قيصرية، لكن في معظم الحالات، تكون هذه الندبات صغيرة جدًا تحت خط البكيني بحيث يمكن إخفاؤها بسهولة.[١]


تغيرات المزاج

من المحتمل أن تكون عواطفك متغيرة في الأيام القليلة الأولى،[٧] وتمر العديد من الأمهات الجدد بفترة من الإحباط أو القلق، وهذه حالة تسمى الكآبة النفاسية (Baby blues)، والتي تتضمن أعراض تقلبات المزاج، ونوبات بكاء وقلق، وصعوبة في النوم،[٤] وعادةً ما تختفي الكآبة النفاسية خلال أسبوعين، وفي غضون ذلك، اعتني بنفسك جيدًا، وشاركي مشاعرك مع الآخرين، واطلبي المساعدة من زوجك، أو أحبائك، أو أصدقاءك.[٤]


اكتئاب ما بعد الولادة

إذا كنتِ تعانين من الأعراض التالية، فقد تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة:[٤]

  • تقلبات مزاجية حادة.
  • فقدان الشهية.
  • إرهاق شديد.
  • عدم الشعور بالسعادة على الإطلاق.



اتصلي بالطبيب الخاص بك إذا كنتِ تعتقدين أنك قد تكونين مصابةً بالاكتئاب.




مضاعفات الولادة القيصرية على الأم

قبل التحدث عن مضاعفات الولادة القيصرية، ضعي في اعتبارك أن معظم المخاطر التالية مرتبطة بأي نوع من جراحة البطن، كما أنها نادرة الحدوث، ومن هذه المضاعفات المحتملة وفقاً لجمعية الحمل الأمريكية ما يلي:[٨]

  • الإصابة بالعدوى: يمكن أن تحدث العدوى في موضع الشق، أو في الرحم، أو في أعضاء الحوض الأخرى.
  • فقدان الدم: يحدث فقدان الدم في الولادة القيصرية أكثر من الولادة الطبيعية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم، أو الحاجة إلى نقل الدم، إلا أنه يحدث لدى 6-1 حالات من كل 100 امرأة فقط.
  • احتمالية إصابة الأعضاء المجاورة: لكن هذا فقط يحدث لدى امرأتين من أصل 1002 امرأة.
  • حدوث التصاقات أو ندوب داخل منطقة الحوض: مسببةً حدوث الآلام وبعض المشاكل الأخرى.
  • حدوث رد فعل تحسسي من الأدوية: يمكن أن يكون هناك رد فعل سلبي للتخدير المُعطى أثناء عملية قيصرية، أو رد فعل تحسسي لمسكنات الألم بعد العملية، لكن عادةً ما يتم التعامل مع هذه الحالات بأسرع وقت.
  • تجلط الأوردة العميقة DVT: هي حالة نادرة تسبب جلطة دموية في الساق، والتي يمكن أن تسبب الألم والانتفاخ، ويمكن أن تكون خطيرة للغاية إذا انتقلت إلى الرئتين.[٩]
  • التأثير على الولادة في المستقبل: لا يُعرف بالتأكيد ما إن كانت الولادة القيصرية تؤثر على نوع الولادة في المستقبل، إذ إنه يمكن أن تحصل العديد من النساء على ولادة طبيعية ناجحة وآمنة بعد ولادة قيصرية، لكن في بعض الحالات، قد تكون الولادات المستقبلية قيصرية، خاصةً إذا كان الشق في الرحم عموديًا وليس أفقيًا.[١٠]



تذكري أن مجرد وجود مضاعفات محتملة للولادة القيصرية لا يعني أنه قد تواجهين هذه المخاطر بالتأكيد، إذ إنه يعتمد الخطر الحقيقي الذي تواجهه أي امرأة على العديد من العوامل، لذا فإن التحدث إلى طبيبك، ومراجعة سجلاتك الطبية، ومناقشة تاريخك الطبي الخاص، ووضعك الصحي، هو أمر مهم لصحتك وصحة طفلك، وبمساعدة الطبيب، يمكنكِ معرفة المخاطر الأكثر احتمالًا بالنسبة لكِ، وكيف تكونين قادرة على مواجهتها بشكل أفضل.




مضاعفات الولادة القيصرية على الطفل

المشكلة الأكثر شيوعاً التي تصيب الأطفال المولودين عبر الولادة القيصرية هي صعوبة التنفس المؤقتة، وهناك أيضاً خطر ضئيل في تعرض الطفل للجرح أثناء العملية، ولكن يكون الجرح سطحياً في العادة مما لا يستدعي القلق، ويحدث لدى 2-1% من الأطفال، ويتعافى معظم الأطفال من هذه المضاعفات دون أي أضرار إضافية،[١١]كما يجدر بالذكر أنه قد يتأثر الطفل بالتخدير الذي تحصل عليه المرأة عليه أثناء الولادة القيصرية، مما قد يتسبب ذلك في عدم نشاطه أو تباطؤه لفترة مؤقتة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What to Expect After a Cesarean", all about women, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  2. "Recovery after a caesarean", Pregnancy Birth and Baby, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Recovery after caesarean: first six weeks", raisingchildren, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "C-section recovery: What to expect", mayoclinic, 17/3/2020, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  5. Erin Walters (1/2/2020), "11 Things No One Tells You About C-sections", thebump, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Neha Pathak, MD (21/9/2020), "C-Section Recovery", webmd, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  7. Robin Elise Weiss, PhD, MPH (2/10/2020), "Overview of Recovery After C-Section", verywellfamily, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  8. "C-Section Complications", American Pregnancy Association, 25/4/2012, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  9. "Caesarean section", nhs, 27/6/2019, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  10. Larissa Hirsch, MD (1/2/2017), "Cesarean Sections (C-Sections)", kidshealth, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  11. Health/Patient information/Caesarean-section-pamphlet.pdf?ext=.pdf "cesarean section", the royal australian and new zealand college of obstetricians and gynaecologists, Retrieved 16/12/2020. Edited.