بينما تنتظرين ولادة طفلكِ، قد تتراود إلى ذهنكِ الكثير من التساؤلات عن كيفية تأثير ولادة هذا الطفل الذي يزن عدة كيلوغرامات على المهبل، وتتسائلين حول كونه قادرًا على استيعاب رأس طفلكِ أم لا، وحول طبيعة التغييرات التي ستطرأ على المهبل بعد الولادة الطبيعية، وفي هذا المقال نستعرض لكِ أهم التغيرات التي قد تحدث للمهبل بعد الولادة، وغيرها من الأمور المتعلقة بهذه التغيرات.[١][٢]
المهبل بعد الولادة الطبيعية
يمر الطفل أثناء الولادة الطبيعية عبر الفتحة المهبلية، ويتسبّب ذلك بتمدد المهبل إضافةً إلى تغيراتٍ أخرى تطرأ عليه،[٣] فالجسم يقوم بتحضير المهبل للولادة منذ بداية الحمل من خلال إفراز هرمونين رئيسيين؛ هما هرمون الإستروجين (Estrogen) الذي يزيد تدفق الدم إلى ثنايا المهبل ويجعله أكثر قدرة على التمدد أثناء الولادة، وهرمون الريلاكسين (Relaxin) الذي يُساعد على الاسترخاء وتخفيف شدّ الأربطة والمفاصل في منطقة الحوض، وبالتالي تسهيل خروج الطفل.[٢]
التغيرات التي تطرأ على المهبل بعد الولادة الطبيعية
بشكلٍ عامّ تؤثر الولادة الطبيعية في شكل المهبل، وفي بعض الحالات قد تتأثر وظيفته أيضًا، إذ إنّ الولادة الطبيعية قد تؤثر في عضلات قاع الحوض التي تُحيط بالمهبل والمثانة وتدعمهما، فهذه العضلات قد تتضرر أو تضعُف نتيجة الإجهاد الذي يتعرض له الجسم خلال الحمل أو قد يحدث ذلك نتيجة التأثر بالولادة الطبيعية، وستتمّ فيما يلي ذكر أبرز التغيرات التي قد تطرأ على المهبل نتيجة الولادة:[٣]
تغير مظهر المهبل
قد تُعاني المرأة من تغير مظهر المهبل خلال فترة الحمل والولادة، وقد يُلاحظ حدوث انتفاخ المهبل، وتغير لونه، وغيرها من الأمور، وقد يرتبط ذلك بهرمونات الحمل أو مدة المخاض، وبشكلٍ عام تعتبر التغيرات التي تطرأ على مظهر المهبل نتيجة الحمل والولادة مؤقتة،[٣] ومن الجدير ذكره أنّ المهبل يتمدد خلال الولادة الطبيعية، إلّا أنّ مقدار التمدد يختلف من امرأةٍ لأخرى اعتمادًا على عددٍ من العوامل، والتي نذكر منها ما يأتي:[٢]
- حجم الطفل.
- العوامل الجينية.
- ممارسة تمارين كيجل أثناء الحمل بهدف تقوية العضلات قبل الولادة.
- العوامل المتعلقة بالولادة؛ بما في ذلك المدة المستغرقة لدفع الجنين أثناء الولادة، وما إن تمّ استخدام تقنيات الشفط أو الملقط أثناء الولادة.
- عدد الولادات التي خضعت لها المرأة في السابق.
الشعور بالألم والانزعاج
قد تشعر المرأة بالألم والانزعاج في المنطقة بين الساقين بعد الولادة الطبيعية، كما قد تظهر بعض الكدمات في المنطقة، وقد يترتب على ذلك شعور المرأة بالانزعاج وعدم الراحة.[٤]
الغرز
قد تكون الولادة الطبيعية مصحوبةً بحدوث تمزقات في الجلد، أو المنطقة المهبلية، أو العجان، وقد يلجأ الأطباء لإجراء غرز في المهبل في سبيل علاج هذه التمزقات، ولكن قد يترتب على ذلك الشعور ببعض الألم لفترة معينة.[٥]
سلس البول
تُعاني بعض النساء من سلس البول بعد الولادة، ويظهر ذلك واضحًا عند العطس، أو القفز، أو أيّ عمل آخر مصحوب ببذل المرأة للجهد.[٣]
جفاف المهبل
تؤدي بعض التغيرات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة إلى حدوث الجفاف المهبلي المزعج لدى الكثير من النساء، ومن هذه التغيرات الهرمونية: انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، وإفراز هرمون الحليب المعروف بالبرولاكتين والذي يزداد إفرازه خلال فترة الرضاعة.[٦]
الإفرازات المهبلية
يُعد خروج الإفرازات المهبلية من الأمور الطبيعيّة التي تحدث بعد الولادة، إذ يتخلص الجسم من الدم والأنسجة الزائدة التي كانت في الرحم أثناء فترة الحمل من خلال إفرازات دموية (دم النفاس) تستمر لمدة 6 أسابيع تقريبًا، حيث يكون الدم الذي يخرج من الجسم في البداية ذو لونٍ أحمر فاتح، وقد يصبح غامقًا أو تزداد كميته أكثر من المعتاد عند القيام بمجهود بدني شاق، ثم يبدأ هذا اللون الأحمر بالتحول التدريجي للون البني، ثم يستقر على اللون الأصفر أو الأبيض الشفاف، والذي يشير إلى تعافي الرحم وتخلصه من الدم والأنسجة الزائدة.[٧]
تأثر العلاقة الزوجية
قد تشعر العديد من النساء بالألم أثناء ممارسة العلاقة الزوجية بعد الولادة، وقد يكون هذا الألم مرتبطاً بالشعور بعدم الراحة في منطقة المهبل أو جفاف المهبل، وفي الحقيقة لا يُوجد وقت مُحدد يُمكن اعتماده أو القول أنّه مناسب لجميع النساء لبدء ممارسة العلاقة الزوجية، وقد تشعر المرأة بالتعب الشديد خلال فترة ما بعد الولادة نظرًا لما يُصاحب هذه المرحلة من مسؤولية وضرورة الاعتناء بالطفل، وقد يترتب على ذلك انخفاض رغبة المرأة تجاه العلاقة الزوجية.[٥]
نصائح لسرعة تعافي المهبل بعد الولادة الطبيعية
فيما يأتي بيان لطرق التعامل مع التغيرات التي تطرأ على المهبل بعد الولادة الطبيعية وفقًا لطبيعة التغير الذي طرأ:
- الشعور بالألم والانزعاج: يُمكنكِ تخفيف الألم والانزعاج في منطقة المهبل باتباع الإرشادات التالية:[٤]
- طبقي الكمادات الباردة أو كمادات الثلج على منطقة المهبل.
- اغسلي منطقة المهبل بالماء الدافئ أو استخدام الحمامات الدافئة.
- خذي مسكنات الألم.
- اجلسي على وسادة ناعمة.
- مارسي تمارين تقوية الحوض.
- الغرز: تُمتص الغرز وتزول من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، ويجب اتباع بعض النصائح للعناية بالغرز؛ كضرورة تنظيف المنطقة بلطف عند استخدام دورة المياه، ويمكنكِ الاستعانة ببخاخة لتنظيف المنطقة، وحاولي تجفيف المنطقة بفوط نظيفة من خلال التربيت والابتعاد عن استخدام ورق التواليت الذي من الممكن أن يؤدي إلى تهيج الغرز، وفي حالة كان الألم غير محتمل راجعي الطبيب للتأكد من عدم وجود أي عدوى بكتيرية أو غيرها، وقد يُوصيكِ باستخدام مسكنات الألم لتخفيف ألم الغرز.[٨][٨]
- سلس البول: غالبًا تنصح السيدات اللواتي يعانين من سلس البول بممارسة تمارين كيجل في سبيل تقوية عضلات المهبل وعضلات قاع الحوض.[١]
- الإفرازات المهبلية: يتوقف النزيف بعد الولادة بستة أسابيع، وحتى هذه الأثناء استخدمي الفوط الصحية، مع الابتعاد عن السدادات القطنية كونها قد تنقل البكتيريا إلى المهبل مسببةً العدوى البكتيرية.[٩]
- العلاقة الزوجية: يُمكنكِ استئناف ممارسة العلاقة الزوجية بعد توقف النزيف تمامًا، ويُمكنكِ استشارة الطبيب بهذا الشأن، ومن الممكن أن يتعرض بعض الأزواج إلى صعوبة نتيجة الجفاف المهبلي،[١٠] وتساهم الطرق التالية في تسهيل ممارسة العلاقة الزوجية:[١١]
- استخدمي المزلقات المهبلية.
- حاولي تقوية عضلات الحوض.
- تحدثي مع شريككِ حول مشاعرك في هذه المرحلة ووقت التعافي المُستغرق، إضافة إلى مستوى ونوع الرعاية التي تحتاجينها خلال هذه المرحلة، إذ إنّ استجابة شريكك لكِ ستصبح أفضل عند التعبير عن مشاعركِ بصدق ووضوح.
عودة المهبل إلى طبيعته بعد الولادة الطبيعية
يحتاج المهبل عادةً من 6 - 8 أسابيع ليتعافى، ولكنه قد يستغرق وقتًا أطول من ذلك في حال حدوث مضاعفات بعد الولادة الطبيعية، وبالتالي تختلف مدة الشفاء بالاعتماد على طبيعة وشدة الحالة بعد الولادة.[١٢]
دواعي زيارة الطبيب
غالبًا ستقومين بمراجعة الطبيب بعد 6 أسابيع من الولادة، حيث سيتم فحص المهبل، وعنق الرحم، والرحم، وقياس الوزن بعد الولادة، وكذلك قياس ضغط الدم، وبالتالي سيرشدكِ الطبيب إلى موعد عودتكِ لروتينكِ اليومي إن كان مناسبًا أو لا، وفي حال حدثت معكِ الأعراض التالية قبل موعد الفحص فعليكِ مراجعة الطبيب، ومنها ما يأتي:[٩]
- نزيف مهبلي بحيث تضطرين إلى تغيير أكثر من فوطة خلال ساعة.
- صداع ملازم ومستمر لا يزول.
- وجود ألم في الساق مع احمرار أو تورم.
- ألم في الثدي وتورم واحمرار.
- قشعريرة أو حمى.
- الإغماء أو الدوخة.
- غباش في الرؤية أو عدم وضوح.
- ألم أو وجود مشاكل أخرى عند التبول.
- إفرازات مهبلية قوية الرائحة.
- خفقان القلب أو وجود ألم في الصدر.
- حدوث مشاكل في التنفس.
- التقيؤ.
- ألم في بطنك يتفاقم معكِ أو يكون جديدًا عليكِ.
المراجع
- ^ أ ب "Vagina changes after childbirth", NHS, Retrieved 29/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "What Really Happens to Your Vagina After Birth", What To Expect, Retrieved 29/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What Happens to Your Vagina After Pregnancy?", Very well family, Retrieved 29/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Vaginal Care After Giving Birth", Healthy Families, Retrieved 10/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Vagina changes after childbirth", Blackmore vale surgery, Retrieved 1/2/2021. Edited.
- ↑ "Vaginal dryness after childbirth? pjur med lubricants could help", mother and baby, Retrieved 1/2/2021. Edited.
- ↑ "Body changes after birth and recovery", HSE, Retrieved 1/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Vagina changes after childbirth", NHS, Retrieved 1/2/2021.
- ^ أ ب "Vaginal Delivery Recovery", Webmd, Retrieved 10/1/2021. Edited.
- ↑ "Childbirth recovery and postpartum care", .about kids health, Retrieved 1/2/2021. Edited.
- ↑ "Sex After a C-Section", health grades, Retrieved 1/2/2021. Edited.
- ↑ "What Happens to Your Vagina After You Give Birth: 8 Things New Moms Should Know", Flo, Retrieved 10/1/2021. Edited.