ستشعرين بالقلق عند دخولكِ في الأيام الأخيرة من حملكِ ولكنّ الوقت الأطول والأكثر صعوبةً عليكِ هو بعد تجاوزكِ الوقت المحدد لموعد ولادتكِ، ولكن لا تخافي كثيرًا ففي حال عدم وجود مشاكل مُحددة في وضعية وصحة الجنين أو صحتكِ فإنَّ هذا لن يؤثر في طفلكِ عند ولادته في أغلب الأحيان.[١]
التأخر عن موعد الولادة
تتراوح المدة الطبيعية للحمل بين 37-42 أسبوع، ويُطلق على الحمل الذي تبلغ مدة أكثر من 42 أسبوع فيما يُعرف بتجاوز موعد الولادة أو الولادة بعد الموعد المتوقع، ووفقًا لمعهد الجودة والكفاءة في الرعاية الصحية (IQWiG) في دراسةٍ نشرتها عام 2006م فإنّ حوالي 60% من النساء تلد قبل موعد الولادة المُحدد لها، بينما 35% يبدأن بالشعور بالانقباضات المُصاحبة لاقتراب موعد الولادة بعد انقضاء موعد الولادة بأسبوعين، وعلى الرغم من وجود بعض المخاوف عند وصولكِ لمرحلة الحمل المتأخر إلّا أنّ معظم الأطفال يكونون بصحةٍ جيدة بعد الولادة، ومن الأفضل مراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات المناسبة والتأكد من سلامة مولودكِ.[١][٢]
كيف يمكن تحديد تأخركِ عن موعد ولادتكِ ؟
يتم حساب موعد ولادتكِ عن طريق حساب 40 أسبوعاً من اليوم الأول لآخر دورة شهرية لكِ، وقد لا يكون هذا التقدير مثالياً ودقيقاً في بعض الحالات؛ كتوقفكِ عن أخذ حبوب منع الحمل وحدوث الحمل بعد فترة وجيزة منه، أو قد لا تتذكرين بشكلٍ مؤكد تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية لكِ، لذا في مثل هذه الحالات قد يستعين الطبيب المختص بالتصوير بالموجات فوق الصوتية المعروف بالسونار، والتي تزوّد الطبيب ببعض المعلومات التي يستخدمها لتقدير موعد الولادة.[٣]
مخاطر التأخر عن موعد الولادة
معظم النساء اللواتي يلدن بعد تجاوزهنَّ الموعد المحدد للولادة يكون المخاض مُيسر لديهن، كما يُولد الجنين عادةً بصحةٍ جيدة جدًا، ولكن هنالك نسبة قليلة جداً من النساء يعانين من بعض الآثار التي قد تترتب على تأخر الولادة لديهنّ،، ونذكر من هذه الآثار والمخاطر ما يأتي:
- عملقة الجنين، وتتمثل هذه الحالة بإنجاب طفل بوزنٍ أكثر من الطبيعي، وهذا قد يزيد من خطورة الولادة الطبيعية والحاجة إلى الولادة القيصرية، أو قد يحدث انحصار كتف الجنين خلف عظم الحوض أثناء الولادة، وهذا ما يُعرف طبيًا بعسر ولادة الكتف.
- انخفاض السائل الأمينوسي حول طفلكِ والذي قد يؤثر في معدل نبضات قلب طفلكِ ويُسبب ضغطًا على الحبل السري أثناء انقباضات الولادة.
- متلازمة ما بعد النُضج (بالإنجليزية: Post-maturity syndrome)، وفيها يُعاني الطفل من انخفاض الدهون تحت الجلد، ونقص الطلاء الدهني، ونقص الزغب على جسم الطفل، وتكون هذه المتلازمة مصحوبةً بتلطّخ جسم الطفل والسائل الأمينوسي والحبل السري ببراز الجنين.
- ولادة طفل ميت.
- تلوث رئتيّ الطفل ببرازه، بحيث يُلاحظ وجود براز الطفل داخل رئتيه، والذي قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة في التنفس بعد الولادة.
- مخاطر على المرأة؛ وتتمثل بتحويلكِ لعملية قيصرية، أو مضاعفات أثناء الولادة، ومنها: نزيف ما بعد الولادة، أو زيادة احتمالية الإصابة بالعدوى.
ما الذي يفعلهُ الطبيب عند تأخر موعد ولادتكِ؟
لن يتخذ الطبيب المُختص عادةً أيّ إجراء في حال ما زالتي لم تبلغي الأسبوع 41 بَعد، ولم يُرافق ذلك أيّ مشاكل صحية على الطفل، أما بعد وصولكِ الأسبوع 41 فإنّه سيبدأ بعمل اختبارات الموجات فوق الصوتية؛ فإذا وجد طبيبكِ أنّ طفلكِ بكامل صحتهِ ونشاطه وأنَّ كمية السائل الأمينوسي حوله ضمن المدى الطبيعيّ فغالباً ما سيقرر الانتظار حتى تدلين ولادة طبيعيّة دون أيّ تدخل، أمّا في حال أظهرت الاختبارات أنّ الطفل يعاني من مشاكل مُعينة فقد يضطر الطبيب إلى تحريّض الولادة أو إعطاء الطلق الاصطناعي، كما يُفضل بعض الأطباء إجراء هذا التحريض للنساء اللواتي تجاوزنّ الـ40 عامًا في الأسبوع 39 تفادياً لأي مشاكل قد تطرأ عليها أو على طفلها.[٢]
طرق تسريع الولادة
إذا ما تقرر تسريع الولادة فإنّ الطبيبة أو ممرضة التوليد تقوم عادةً بإجراء فحص داخلي مهبلي والذي يحفز عُنق الرحم لإنتاج الهرمونات التي تُسرّع وتحفزّ الولادة، وفي حال اتخاذ ذلك ولم تحدث أيّ بوادر للولادة فإن الطبيبة غالباً ستقرر لكِ موعدًا لتحريض الولادة لديكِ،[٤] وبشكلٍ عامّ تتضمّن إجراءات تحريض الولادة ما يأتي:
- جهاز البالون: وعند استخدام يقوم الطبيب أو ممرضة التوليد بإدخال قسطرة بالون في عنق الرحم وملئهِ بالماء ثمّ يُترك هذا البالون في موضِعه داخل عنق الرحم حتى يسقط من تلقاء ذاته أو تمر 24 ساعة على وضعه، وهذا الإجراء من شأنه أن يُسرّع عملية الولادة.
- جل البروستاغلاندين: وفيهِ يقوم الطبيب بإدخال هذا الجل في المهبل، وهو يساعد على تحفيز عنق الرحم لإفراز الهرمونات التي تُسرع عملية الولادة.
- بعض الأدوية: قد يصف لكِ الطبيب أدوية فموية مُعينة من شأنها المُساعدة على بدء المخاض لديكِ؛ مثل: ميسوبروستول (بالإنجليزية: Misoprostol) أو السايتوتك، وفي حالاتٍ أخرى قد يصِف الطبيب دواء الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الذي يُعطى عن طريق الوريد بجرعاتٍ قليلة ويؤدي إلى انقباض الرحم وتسريع عملية الولادة.
- تمزق الغشاء المُحيط بالجنين: وفيه يقوم الطبيب باستخدام أدوات مُعينة لتمزيق هذا الغشاء، إذ يُساهم ذلك في تحريض المخاض، وقد يكون هذا الإجراء مصحوبًا بإعطائكِ دواء الأوكسيتوسين.
قد تكوني قد سمعتي من قبل عن طرق متداولة يُعتقد بأنّها تُسرّع المخاض؛ كممارسة العلاقة الزوجية، وتناول الأطعمة الحارة، والمشي لمسافاتٍ طويلة، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل علمي يؤكد على نجاح هذه الأساليب، وكما أنّ بعضها يُمكن أن يسبب لكِ المشاكل؛ لذا للحفاظ على سلامتك أنتِ وطفلك استشيري طبيبك قبل أن تفعلي أي شيء كنتي قد سمعتي عنه بهذا الشأن.
نصائح عند تأخر موعد ولادتكِ
من الطبيعي أن تشعري بالحماس لرؤية طفلكِ ومقابلته، وكذلك من الطبيعي أن تبدأي بالشعور بالقلق وعدم الارتياح عند تجاوزكِ موعد ولادتكِ المقرر، وإليكِ بعض النصائح التي يجب أن تأخذينها بعين الاعتبار في مثل هذه الحالة:[٥]
- أشغلي نفسكِ، وخططي كلّ يوم لفعل عِدة أشياء بدلاً من جلوسكِ في المنزل في وضعية الانتظار، فعليكِ الخروج من المنزل وحاولي عدم الابتعاد كثيرًا كونكِ قد تلدين في أيّ لحظة واصطحبي هاتفكِ المحمول معكِ دائمًا فقد تحتاجين لمساعدة في أيّ وقت.
- حضري وجباتكِ وضعيها في برّاد التجميد فبمجرد أن يأتي طفلكِ ستكونين سعيدة بهذه الوجبات الجاهزة والمحضرة، وكل ما يحتاجه الأمر هو إعادة تسخينها بدلاً من الاضطرار للتسوق أو الطهي في مثل هذا الوقت.
- طمئني أصدقائكِ وعائلتكِ بأنكِ ستخبرينهم إذا حصل أيّ جديد فهم متحمسون كذلك لمعرفة أخباركِ بهذهِ المرحلة وهذا التوقيت والاطمئنان عليكِ.
- احصلي على المزيد من الراحة، فمثلاً يمكنكِ أخذ قيلولة في النهار إذا كنتِ تجدين صعوبات في النوم أثناء الليل، كما أن حصولكِ على القسط الكافي من الراحة سيساعد في بناء مخزونك من الطاقة للعمل.
- اتصلي بطبيبك أو ممرضة التوليد في حال شعوركِ بالقلق أو تعرضكِ لمشكلة.
المراجع
- ^ أ ب born too early is,before their given due date. "Pregnancy and birth: When your baby’s due date has passed", NCBI, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "When you pass your due date", medlinePlus, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "When is a pregnancy considered overdue?", Family doctor, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "Overdue", pregnancy birth baby, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "Overdue babies", Better Health, Retrieved 18/12/2020. Edited.