قد تؤثر السمنة في القدرة على الحمل عند النساء،[١] وسنركّز في هذا المقال على أثر السمنة وزيادة الوزن في الحمل، وسنجيب عن السؤال هل فقدان الوزن الزائد يساعد حقًا على الحمل؟
هل نزول الوزن يساعد على الحمل؟
نعم، فالوصول إلى الوزن الصحي يزيد من فرص حدوث الحمل وإكماله بشكل صحي،[١] فقد أظهرت إحدى الدّراسات التي تمّ نشرها عام 2008 ميلادي في مجلّة Women Health أنّ فقدان الوزن لدى النّساء اللواتي يعانين من السّمنة، خصوصًا السّمنة في منطقة البطن، يحسِّن من فرص الحمل والخصوبة لدى النساء، إذ يساعد فقدان الوزن الزائد على انتظام الدورات الشهرية، ويُزيد من فرص الحمل عن طريق الحدّ من تأثيرات السمنة الضارة في خصوبة النساء، وسنذكر هذه التأثيرات لاحقًا في المقال،[٢][١] وقد أشارت الجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM) إلى أنّ 70% من النساء المُصابات بمشاكل الخصوبة المرتبطة بزيادة الوزن يمكنهم الحمل عند فقدان الوزن الزائد دون الحاجة إلى أي علاجات أخرى للخصوبة.[٣]
تأثير زيادة الوزن في القدرة على الحمل
قد يُسبِّب زيادة الوزن مشاكل في الهرمونات، والإباضة، والدورة الشهرية،[٤] إذ قد يؤثر الوزن الزائد في الهرمونات المسؤولة عن تحفيز إطلاق البويضة من المبيض عند المرأة، حيث تنتج الخلايا الدهنية كميات أكبر من هرمون الإستروجين الأنثوي، الأمر الذي قد يُثبط عملية الإباضة، فزيادة مستوى بعض الهرمونات يؤثر في عمل الهرمونات الأخرى داخل جسم المرأة، وبالتالي تزيد احتمالية الإصابة بعدم انتظام الدورة الشهرية ومشاكل الإباضة في النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن.[٥][٣]
تجدر الإشارة إلى أنّ السمنة تقلل من فرص نجاح بعض علاجات الخصوبة كالتلقيح الصناعي.[١]
تأثير زيادة الوزن أثناء الحمل
تزيد السمنة وزيادة الوزن من احتمالية حدوث بعض المضاعفات أثناء الحمل، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:[٦]
- زيادة خطر الإجهاض أو ولادة الطفل ميتًا.
- زيادة فرصة الإصابة بسكّري الحمل.
- زيادة احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدّم للحامل.
- اضطراب عمل القلب.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- زيادة صعوبة الولادة الطبيعية والمخاض.
- زيادة احتمالية اللجوء إلى الولادة القيصرية.
- زيادة خطر مضاعفات الولادة القيصرية، مثل بطء التهابات الجروح.
ما هو الوزن الصحي المساعد على الحمل؟
يعتمد تحديد الوزن المثالي للمرأة لزيادة فرص الحمل والإنجاب على طول المرأة، فيجب أن يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديها ما بين 18.5-24.9، ومؤشر كتلة الجسم هو مقياس يُستخدَم للإشارة فيما إذا كان وزن الشخص طبيعيًا، أو كان يعاني من زيادة الوزن، أو نقصانه.[٤][٧]
مؤشر كتلة الجسم = وزن الجسم (الكيلوغرام) / مربع الطول (متر مربع)[٧]
نصائح للمساعدة على فقدان الوزن
تتعدد سبل فقدان الوزن الزائد، فينطوي ذلك على تعديل نمط الحياة بشكل عام باتّباع حمية غذائيّة مناسبة، وممارسة الرياضة بانتظام، وقد يتضمن أحيانًا التدخّل الدوائي أو الجراحي، لذا يُنصَح دائمًا باستشارة الطبيب حول الطريقة الأفضل لفقدان الوزن، كما يجدر بيان أنّه يترتّب على النساء البدينات اللواتي يعانين من صعوبة في الحمل أن يضعن خسارة الوزن هدفًا جوهريًّا وأوليًّا، قبل البدء باعتماد علاجات أخرى كأدوية تحريض الإباضة أو التلقيح الصناعي، وذلك تحت إشراف الطبيب.[٢]
يمكن بيان بعض النصائح التي قد يكون من شأنها زيادة فرص خسارة الوزن على النحو الآتي:[٨][٩]
- الحرص على تناول وجبة الإفطار: فتخطّيها لا يساعد على فقدان الوزن، على العكس تمامًا فقد ينتهي الأمر بتناول المزيد من الوجبات نتيجة الشعور بالجوع على مدار اليوم في حال عدم تناول الإفطار.
- تناوُل وجبات منتظمة: وهذا يعني تناول الطعام بأوقات ثابتة من كل يوم، الأمر الذي يساعد على حرق السعرات الحراريّة بشكل أسرع، ويقلِّل من الرغبة في تناول وجبات خفيفة غنيّة بالدهون والسكريات.
- الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات: نظرًا لانخفاض السعرات الحراريّة والدهون التي تحتويها، بالإضافة إلى احتوائها على كميات كبيرة من الألياف، وهذا يساعد على فقدان الوزن.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: فهي تزيد من الشعور بالشبع لوقت أطول.
- ممارسة التمارين الرياضيّة باستمرار: فهي تساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة داخل الجسم، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الصحيّة الأخرى لها.
- الإكثار من شرب المياه: فقد يخلط البعض بين شعور العطش والجوع، وهذا يدفعهم إلى تناول الطعام واستهلاك المزيد من السعرات الحراريّة، في حين أنّ كل ما كان يحتاجه هو كوب من الماء.
- قراءة ملصقات الطعام: لاختيار الأطعمة التي تحتوي على سعرات حراريّة أقل.
- استخدام أطباق طعام أصغر: فهذا قد يشجّع على تناول كميات أقل من الطعام.
- تجنُّب الامتناع عن صنف معيّن من الأطعمة: فانطلاقًا من أنّ كل ممنوع مرغوب، فإنّ الامتناع عن غذاء معين يجعل المرء يشتهيها أكثر، ممّا يزيد من صعوبة الالتزام بالحمية الغذائية، كما أنّه لا يوجد هناك أي داعٍ لذلك.
- الالتزام بالمراقبة الذّاتيّة: ويمكن الاحتفاظ بدفتر لتدوين الطعام الذي يتناوله الشخص، ووزن الجسم باستمرار، فالمراقبة الذّاتيّة تعد عاملًا مهمًا في نجاح فقدان الوزن.
- الحرص على التحكّم بالعادات التي تزيد من الرغبة في تناول الطعام: فمثلًا البعض أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز، والبعض الآخر قد يكون لديه مشكلة في وجود وعاء طعام أمامه دون تناول جزء منه حتى وإن لم يشعر بالجوع، فمن خلال إدراك ما يثير الرغبة في تناول المزيد من السعرات الحراريّة غير الضروريّة يمكن ضبط الوزن، كما يُنصَح بعدم الاحتفاظ بالأطعمة الغنيّة بالسعرات الحرارية داخل المنزل، كالشوكولاتة، والبسكويت وغيرها، وبدلًا من ذلك الإكثار من الخضار والفواكه.
- الحصول على الدعم الاجتماعي: فقد يرغب البعض بدعوة الأصدقاء أو العائلة للانضمام إليهم في رحلة فقدان الوزن، وهناك من يحب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة التقدّم، وهذا من شأنه زيادة التشجيع ورفع الهمّة.
- الحفاظ على النظرة الإيجابية: ففقدان الوزن عمليّة تدريجيّة لا تحدث بين عشيّة وضُحاها، والتفاؤل والنظر إلى الأمور بإيجابية يساعد على التغلّب على الحواجز ونجاح فقدان الوزن.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Weight, fertility, and pregnancy", womenshealth, Retrieved 11/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Impact of obesity on female fertility and fertility treatment"، pubmed، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2021. Edited.
- ^ أ ب Rachel Gurevich (4/2/2021), "Why Your Weight Matters When You're Trying to Conceive", verywell family, Retrieved 10/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Weight, fertility and pregnancy health", Better Health, Retrieved 10/3/2021. Edited.
- ↑ "Does Being Overweight Affect Your Chances of Getting Pregnant?", Cleveland Clinic, 3/7/2019, Retrieved 10/3/2021. Edited.
- ↑ "Why is weight loss before pregnancy important?", mayoclinic, Retrieved 11/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Defining Adult Overweight and Obesity"، CDC، 3/3/2021، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2021. Edited.
- ↑ "12 tips to help you lose weight", nhs, Retrieved 11/2/2021. Edited.
- ↑ "10 tips for successful weight loss", medicalnewstoday, Retrieved 11/2/2021. Edited.