تكيّس المبايض

تُعرف حالة تكيُّس المبايض بمصطلحات أخرى؛ منها تكيُّسات المبايض، أو متلازمة تكيُّس المبايض، أو متلازمة المبيض متعدِّد الحويصلات، أو متلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات (Polycystic ovary syndrome)، وتتمثل بوجود اضطراب هرموني يُصيب النساء غالباً في عمر الإنجاب، وهو من الحالات الطبية الشائعة،[١][٢] حيثُ تُقدّر نسبة الإصابة بهذا المرض بين النساء بحوالي 6-26% وذلك بحسب ما أشارت إليه دراسة نشرتها مجلة "Progress in Preventive Medicine" عام 2020.[٣]


أعراض تكيّس المبايض

عادةً ما تبدأ أعراض تكيّس المبايض بالظهور في وقتٍ قريبٍ من حدوث أول دورة شهرية خلال فترة البلوغ، إلّا أنّ هناك بعض الحالات التي يُمكن أن تبدأ الأعراض فيها خلال مراحل عمريّة لاحقة، وقد تختلف العلامات والأعراض، وفيما يلي ذكر لأبرزها:[٢]

  • اضطرابات الدورة الشهرية: وتُعد من أكثر الأعراض شيوعاً، فقد تُعاني النساء المصابات بتكيس المبايض من عدم انتظام الدورة الشهرية، وقد يتمثل ذلك بغزارة الدورة الشهرية، أو ندرتها، وقد يُلاحظ حدوث ندرتها عندما يتكرر حدوث الطّمث لديكِ لأقل من تسع مرات فقط خلال السنة الواحدة، أو قد تكون الفترة الفاصلة بين الدورة الشهرية والأخرى أكثر من 35 يوماً.
  • زيادة نمو الشعر وحب الشباب في الوجه والجسم: يُمكن أن تؤدي زيادة مستوى هرمون الأندروجين (Androgen) أو ما يُعرف بهرمون الذكورة إلى ظهور أعراض جسدية، مثل: زيادة نمو الشعر في الوجه والجسم بشكلٍ عام، وتُعرف هذه الحالة بالشعرانية، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤدي زيادة هذا الهرمون إلى الإصابة بالصلع الذكوري،[٢] وانتشار حب الشباب على الوجه، والصدر، وأعلى الظهر.[٤]
  • تضخم المبايض: قد يُلاحظ حدوث تضخم في المبيضين وقد يمتلئان بما يُعرف بالجريبات، وعادةً ما تحيط هذه الجريبات بالبويضات، ممّا قد يؤثر بشكلٍ سلبي في عمل المبايض.[٢]
  • المُعاناة من اسوداد الجلد: قد تظهر بُقع سوداء على الجلد، خاصّة على طول طيّات العنق، أو منطقة الفخذ، أو تحت الثديين.[٤]
  • الزوائد الجلدية: وتتمثّل بنمو زوائد صغيرة من الجلد في منطقة الإبط أو الرقبة.[٤]
  • السمنة: إذ يُمكن أن تُعاني النساء المُصابات بتكيس المبايض من زيادة الوزن أو حتى صعوبة في فقدان الوزن الزائد.[٤]


أسباب وعوامل خطر الإصابة بتكيّس المبايض

يُمكن القول إن السبّب الرئيسيّ الذي يكمن وراء الإصابة بتكيّس المبايض غير معروف إلى الآن، ولكن يُعتقد أنّ هناك العديد من العوامل الوراثيّة والبيئية التي قد تلعب دوراً في الإصابة بهذا المرض،[٥] والتي تتضمن ما يأتي:[٦]

  • الإصابة بمقاومة الإنسولين: يُمثل الإنسولين الهرمون المسؤول عن التحكم بكمية السكر في الدم، وتتمثل مقاومة الإنسولين بحدوث مقاومة أنسجة الجسم لتأثيره، ويعني ذلك ارتفاع مستوى السكر في الدم، ممّا يدفع البنكرياس لإنتاج كميات أكبر من الإنسولين للتعويض، وقد يترتب على ذلك إعاقة عملية التبويض الطبيعية، ومن ناحيةٍ أخرى يُمكن أن تسبّب مقاومة الإنسولين أيضًا زيادة في الوزن، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة أعراض تكيس المبايض سوءاً.
  • اضطراب التوازن الهرموني: وُجد أنّ العديد من النساء المُصابات بتكيّس المبايض قد يُعانين من خلل في هرمونات معيّنة، مثل: ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون، أو ارتفاع مستوى الهرمون المُنشط للجسم الأصفر، أو ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين، أو انخفاض مستوى الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسيّة.
  • العوامل الجينيّة والوراثية: بالرغم من أنّه لم يتم تحديد العامل الجيني المُرتبط بالإصابة بتكيّس المبايض بدقة، إلّا أنّه وجد أنّ نسبة الإصابة بتكيّس المبايض قد ترتفع في حال إصابة أحد أفراد العائلة المقرَبين بهذه الحالة؛ كالأم، أو الأخت، أو العمّة.


تشخيص تكيّس المبايض

يتم تشخيص معظم حالات تكيّس المبايض في العادة من خلال تقييم شامل يتضمن الحصول على التاريخ الطبي للمريضة، بما في ذلك معرفة فترات الحيض وتغيرات الوزن، بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني والذي يشمل الكشف عن نمو الشعر الزائد، ومقاومة الإنسولين، وظهور حب الشباب، وفي الحقيقة قد يتطلب التشخيص أيضاً إجراء فحوصات عديدة أخرى، إذ لا يوجد اختبار مُعين يُمكن الاعتماد عليه وحده لتشخيص هذه الحالة، ونذكر من الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب في هذه الحالة ما يأتي:[٧]

  • اختبارات الدم: والتي تهدف لقياس مستويات الهرمونات، وذلك لاستبعاد أي مشاكل صحية أخرى تتشابه أعراضها مع أعراض تكيّس المبايض، وقد يتمّ إخضاعها أيضًا لاختبارات دم إضافية لقياس نسبة تحمّل الغلوكوز، ومستويات الكوليسترول، والدهون الثلاثية.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: حيثُ يُساعد هذا الفحص على الكشف عن شكل المبايض، وسُمك بطانة الرحم لدى المرأة.
  • فحص الحوض: بحيثُ يفحص الطبيب الأعضاء التناسلية بصريًّا ويدويًّا؛ للكشف عن وجود أيّ كُتل، أو زوائد، أو أي نمو غير طبيعيّ في الرحم.


الوقاية من تكيس المبايض

على الرغم من عدم وجود طُرق تقي من الإصابة بتكيّس المبايض، إلّا أنّه يمكن إجراء العديد من التغييرات على نمط الحياة والتي قد تُساهم في منع حدوث المضاعفات المُرتبطة بهذا المرض، وقد تتضمن التغييرات اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة؛ وذلك بهدف الحفاظ على وزن مثالي وصحي، حيثُ تُعد خسارة الوزن الزائد هي الحل الأمثل للوقاية من جميع المضاعفات، إذ يمكن أن تؤدي زيادة الوزن عادةً إلى زيادة مستوى الإنسولين، ممّا قد يساهم في اكتساب المزيد من الوزن وبالتالي إنتاج كميات أكبر من هرمونات الذكورة، إضافةً إلى ذلك يمكن أن تؤدي مقاومة الإنسولين أيضًا إلى الإصابة بمرض السكري، ممّا قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.[٨]


علاج تكيّس المبايض

يهدف علاج تكيّس المبايض إلى تخفيف الأعراض والسيطرة عليها، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بتكيس المبايض مثل: أمراض القلب والسكري،[٩] وبشكلٍ عام تعتمد الخطة العلاجية على عدة عوامل من ضمنها عمر المريضة، ومدى شدة الأعراض، والصحة العامة، والرغبة بالإنجاب، وقد تتضمن ما يأتي إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة:[١٠]

  • أدوية الخصوبة: حيثُ يُمكن أن تساعد هذه الأدوية عن طريق إطلاق البويضات من المبايض بشكلٍ طبيعي، وعلى الرغم من فعالية هذه العلاجات الدوائية، إلّا أنّها يُمكن أن تسبّب زيادة فرصة الحمل بتوأم، أو حدوث فرط نشاط المبيض، أو المعاناة من ألم الحوض، أو الانتفاخ.
  • حبوب منع الحمل: قد تكون حبوب منع الحمل أحد الخيارات العلاجية المُقترحة، إذ يُمكن أن تُساهم في تنظيم الدورة الشهرية، وخفض مستويات هرمون الذكورة، وتخفيف حب الشباب.[١٠]
  • أدوية السكري: مثل: الميتفورمين (Metformin)، وهو عبارة عن دواء يُستخدم عادةً لعلاج مرضى السكري، ويُستخدم في حالات تكيس المبايض بهدف تقليل مقاومة الإنسولين، كما قد يساعد أيضًا على تقليل مستويات الأندروجين، وإبطاء نمو الشعر، وتحسين عملية الإباضة، وإنقاص الوزن.[١][١٠]
  • أدوية لعلاج الأعراض الأخرى: في بعض الحالات قد يصف الطبيب بعض أدوية حب الشباب أو تقليل نمو الشعر.[١٠]


دواعي مراجعة الطبيب

تنبغي مُراجعة الطبيب في حال تم تشخيص المرأة بتكيّس المبايض وظهرت لديها أحد الأعراض التالية:[١١]

  • الشعور بألم مصحوب بارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتقيؤ.
  • التعرّض للإغماء، أو الشعور بالدوخة، أو الضعف.
  • زيادة مُعدل سرعة التنفس.
  • الشعور بألم مُفاجئ أو ألم يزداد سوءًا مع الوقت في منطقة البطن أو الحوض.[١٢]
  • المُعاناة من نزيف مهبلي حاد.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)", webmd, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  3. "Cross-sectional Study on the Knowledge and Prevalence of PCOS at a Multiethnic University", Progress in Preventive Medicine, Retrieved 14/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Polycystic ovary syndrome", womenshealth, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  5. "What causes PCOS?", nichd, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  6. "Polycystic ovary syndrome", nhs, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  7. "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic, Retrieved 27/12/2020. Edited.
  8. "Can PCOS Be Prevented?", verywellhealth, Retrieved 27/12/2020. Edited.
  9. "PCOS Treatment", webmd, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)", hopkinsmedicine, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  11. "Ovarian cysts", womenshealth, Retrieved 27/12/2020. Edited.
  12. ^ أ ب "Polycystic Ovary Syndrome: Care Instructions", myhealth, Retrieved 27/12/2020. Edited.