تعاني العديد من النساء من البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoids)، وقد يشكّل الحمل عامل خطر للإصابة بالبواسير، إذ إنّ النساء الحوامل هنّ الأكثر عرضة للإصابة بها.[١]


البواسير أثناء الحمل

تُوصَف البواسير بأنها انتفاخٌ في الأوردة الموجودة حول فتحة الشرج، وهو ما قد يسبب النزيف والألم في منطقة الشّرج، ورغم أنّ أيّ شخصٍ معرّض للإصابة بالبواسير إلّا أنّها تصيب النساء الحوامل بشكل أكبر وخصوصًا في الثلث الأخير من الحمل،[٢][٣] إذ إنّ حوالي 50% من الحوامل يتعرضن للإصابة بالبواسير، وفقًا لما أشار إليه مكتب صحة المرأة (بالإنجليزية: Office on Women’s Health).[٤]


أعراض البواسير أثناء الحمل

تختلف أعراض البواسير باختلاف نوع البواسير، ويكون وفقًا لما يلي:[٥]

  • البواسير الخارجية: وهي ما يحدث تحت الجلد حول فتحة الشرج، وأعراضها تتمثّل بما يلي:
  • الحكة أو التهيج في منطقة الشرج.
  • الشعور بالألم وعدم الراحة.
  • التعرّض للنزيف.
  • البواسير الداخلية: وهي البواسير التي يكون من الصّعب الشعور بها أو رؤيتها، ذلك لأنها تحدث داخل المستقيم، وقد تنجم أعراضها بسبب الضغط والإجهاد عند التبرّز، وأعراضها تتمثّل بما يلي:
  • دم مع البراز، ودون الإحساس بالألم خلال التبرّز، مع ملاحظة وجود كميات صغيرة من الدم الأحمر الفاتح في المرحاض، أو على مناديل الحمام.
  • وجود كتلة متدلية خارج فتحة الشرج، وهذا قد ينطوي على الألم والتهيج.
  • البواسير المُتخثِّرة: (بالإنجليزيّة: Thrombosed hemorrhoids)؛ وتنجم عن تشكّل خثرة دموية في البواسير الخارجية، ويرافقها الأعراض التالية:
  • الشعور بألم حاد.
  • انتفاخ منطقة الشرج.
  • وجود كتلة صلبة بالقرب من فتحة الشرج.
  • الالتهاب.

أسباب الإصابة بالبواسير أثناء الحمل

كما أسلفنا الذكر يشيع حدوث البواسير أثناء الحمل، ويُعزَى هذا إلى الأسباب التالية:

  • توسع الأوردة أثناء الحمل والنّاجم عن زيادة حجم الدم.[٦]
  • وجود ضغطٍ كبير على الأوعية الدموية الكبيرة في الحوص بسبب تزايد وزن الطفل.[٦]
  • تباطؤ عودة الدم إلى القلب وتضخّم الأوردة الدموية الصغيرة في الحوض، بسبب التغيّرات الهرمونية.[٦]
  • الإصابة بالإمساك، ويكون هذا ناجمًا عن إجهاد الأمعاء المتكرر، فمرور البراز الصّلب لا يُحدِث خدوشًا ويضرّ بالأنسجة الملتهبة فحسب، وإنما يُجهِد الأمعاء.[٧]
  • اتباع نظامٍ غذائي يحتوي كمياتٍ قليلة من الألياف.[٨]
  • الجلوس على المرحاض لفترات طويلة.[٣]
  • إجهاد الجسم برفع الأجسام الثقيلة.[٣]

علاج البواسير أثناء الحمل

إن الهدف الأساسي من علاج البواسير أثناء الحمل هو تخفيف الأعراض التي تعانين منها، والسيطرة على الألم الناجم عنها، كما أنّ البواسير عادةً ما تختفي من تلقاء نفسه بعد الولادة تدريجيًّا،[٩][١٠] ويتمثّل علاجها بالاستراتيجيات والطرق التالية:

  • نقع المنطقة المصابة بالماء الدافئ: وتجنّب إضافة أيّ صابون أو مواد تنظيف إلى حمام الماء، ولكن من الممكن إضافة صودا الخبز لتخفيف الحكة.[١١]
  • استخدام كمادات ماءٍ باردة: والتي يمكن وضعها في الثلج لتخفيف الألم.[١٢]
  • تجنّب الجلوس في نفس الوضعية لفترات طويلة: وإذا تعذّر ذلك فمن الممكن أخذ فترات راحة متكرّرة، أو الجلوس على وسادة البواسير المعروفة باسم وسادة الدونات أو وسادة الحلقة (بالإنجليزية: Ring cushion).[١١]
  • استخدام هلام الترطيب: إذا كانت البواسير بارزة نحو الخارج فيمكن دفعها نحو الداخل باستخدام هذا الهلام.[١٢]
  • الحفاظ على نظافة فتحة الشرج: يجب مسحها بعناية بعد كلّ تبرّز، ومن الأمام إلى الخلف، ليس العكس.[١٣]
  • تجنّب استخدام ورق التواليت: يفضّل استخدام مناديل الأطفال لمسح منطقة الشرج.[١٣]
  • ممارسة التمارين الرياضية: بنحو 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع، ومن الممكن أيضًا ممارسة تمارين كيغل، وهي تمارين من شأنها أن تساعد على تقوية عضلات الحوض، مما يساعد على تخفيف ألم البواسير، وتقوم هذه التمارين على مبدأ الضّغط والاسترخاء في عضلات الحوض والمستقيم.[٢]
  • تغيير وضعية النوم: إذ إن النوم على الجانب الأيسر يساعد على تحسين تدفّق التروية الدموية وإيصال المواد الغذائية للجنين، وتُنصَح الحامل عادةً بالنوم على الجانب الأيسر مع ضمّ الساقين، إذ يُعتقد أنّ هذه الوضعية تساعد على تقليل فرص الإصابة بالبواسير وتخفف ألمها.[٢]
  • استخدام العلاجات بوصفةٍ طبية: مثل: الفوط المُشبَعة بمستخلص عشبة بندق الساحرة (بالإنجليزية: Witch hazel)،[١١] إذ إنّ مثل هذه المواد تُساهِم في الحفاظ على نظافة الشرج، وتخفيف الألم والحكّة في جميع أنحاء الشرج،[١٤] كما يفضل استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام كريماتٍ مخصّصة لعلاج البواسير وآمنة أثناء الحمل،[١١] مثل: مرهم (Anusol)،[١٥] أو مرهم (Preparation H) المحتوي على فينيليفرين (بالإنجليزية: Phenylephrine)، كما يمكن استخدام الفازلين والزيوت الطبيعية.[١٦]
  • استخدام مُليِّنات البُراز: (بالإنجليزيّة: Stool softeners)؛ وذلك بعد استشارة الطبيب لعلاج الإمساك المرافق للبواسير،[١٣] مثل: الملينات المحتوية على مادة دوكوسات (بالإنجليزية: Docusate)، ومن الأمثلة على أسمائها التجارية: ®Colace، أو ®Dicoto.[١٧]


الوقاية من البواسير أثناء الحمل

يعدّ الإمساك أحد العوامل التي تزيد احتمالية تشكّل البواسير أثناء الحمل، لذلك فإن علاج الإمساك أو التخفيف منه يعني الوقاية من البواسير أو تخفيف أعراضها،[١٨] ولتحقيق ذلك من الممكن اتباع الإرشادات التّالية:

  • اعتماد نظام غذائي غني بالألياف، والإكثار من الحبوب الكاملة، والحبوب، والفاصولياء، والخضراوات والفواكه الطازجة.[١٨]
  • المحافظة على رطوبة الجسم بالإكثار من شرب السوائل، وخاصة الماء.[١٨]
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وذلك لتحسين الدورة الدموية.[١٨]
  • تجنّب الأطعمة المقليّة والألبان الغنية بالدهون والكعك قدر الإمكان.[٧]
  • التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: القهوة، والشاي، والكولا، من الجيد شربها باعتدال.[٧]
  • استخدام ورق تواليت رطب لتنظيف الشرج، والمحافظة على جفاف المنطقة بعد الذهاب إلى المرحاض.[١٩]
  • تجنب مسح منطقة الشرج بشدة بعد التبرز.[١٩]
  • تجنب الضغط الشّديد أثناء التبرز.[١٩]
  • تجنب استخدام المسكنات التي تحتوي الكودايين (بالإنجليزية: Codiene)، نظرًا لتسببها بالإمساك.[١٩]
  • تجنب قضاء وقتٍ أطول من الحاجة في المرحاض.[١٩]


دواعي مراجعة الطبيب

هنالك بعض الحالات التي تلزم فيها مراجعة الطبيب على الفور، ومنها ما يلي:[٢٠]

  • وجود نزيف أثناء التبرز.
  • استمرار أعراض البواسير رغم استخدام طرق العلاج المنزلية.
  • تغيرات في عادات الأمعاء، مثل: تغير لون البراز، أو قوامه.
  • وجود كمياتٍ كبيرة من نزيف المستقيم.
  • الشعور بعدم الاتزان، مثل: الإصابة بالدوار، أو الإغماء.


المراجع

  1. "Hemorrhoids During Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Hemorrhoids During Pregnancy", webmd, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What to know about hemorrhoids during pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  4. "Body changes and discomforts", womenshealth, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  5. "Hemorrhoids", beaconhealthsystem, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Hemorrhoids and Varicose Veins in Pregnancy", www.stanfordchildrens.org, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Prevent and Treat Hemorrhoids During Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  8. "What to know about hemorrhoids during pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  9. "What to know about hemorrhoids during pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  10. "57 Haemorrhoids", health, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث "What can I do to treat hemorrhoids during pregnancy?", mayoclinic, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Piles in pregnancy", nhs, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Pregnancy: Hemorrhoids and Constipation", healthlinkbc, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  14. "Common Causes of Hemorrhoids During Pregnancy and How to Prevent Them", everydayhealth, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  15. "Prevent and Treat Hemorrhoids During Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  16. "Medicine Guidelines During Pregnancy", clevelandclinic, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  17. "Is It Safe To Take Laxatives During Pregnancy?", momjunction, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  18. ^ أ ب ت ث "How Do You Treat Pregnancy Hemorrhoids and Constipation?", hopkinsallchildrens, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  19. ^ أ ب ت ث ج "Haemorrhoids", wales.nhs, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  20. "HEMORRHOIDS", drjasmeetahluwalia, Retrieved 28/4/2021. Edited.