يعد الإجهاض من الأمور المرهقة التي تؤثر في صحة المرأة الجسدية والعاطفية، وخاصة أنه في العديد من الحالات يكون السبب الكامن وراء حدوث الإجهاض غير معروف، وبالتالي فإنّ حدوثه يكون مصحوبًا بتراود العديد من الأسئلة على الحامل، وفي بعض الحالات قد تكون المرأة عُرضةً لخطر الإجهاض، وهذا ما يدفع الطبيب إلى التوصية بالإجراءات التي من شأنها تثبيت الحمل وتقليل احتمالية حدوث الإجهاض، ومن بين هذه الإجراءات ما يٌعرف بإبر تثبيت الحمل.[١]


ما هي إبر تثبيت الحمل؟

هي إبر تستخدم بغرض تثبيت الحمل وتقليل احتمالية حدوث الإجهاض لدى النساء المُعرضات للإصابة بهذه الحالة، تُحاكي في عملها هرمونين أساسين في الحمل؛ هما: هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، وهرمون الحمل المعروف بهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائيّة البشريّة (بالإنجليزية: human chorionic gonadotropin) واختصاراً (hCG)، إذ أنه بالصورة الطبيعية، تزداد نسب هذه الهرمونات في جسم المرأة عند حدوث الحمل لتهيئة انزراع البويضة المخصبة في الرحم، وعليه فإنّ انخفاض مستوى هذين الهرمونين قد يرتبط بالإجهاض، لذا يُلجأ إلى إعطاء أحدهما للوقاية من ذلك.[٢][٣]


إبر هرمون البروجستيرون

يتم إفراز هرمون البروجستيرون بصورةٍ طبيعيةٍ خلال الأسابيع الأولى من الحمل، وغالبًا ما يكون بمستويات كافية بما يُغني المرأة عن الحاجة لمكملات البروجستيرون،[٤] ويُعد وجود هذا الهرمون بمستويات كافية في الجسم أمر ضروري للحفاظ على الحمل ومنع فقدانه، نظرًا لأنّ انخفاض وعدم كفاية مستويات هرمون البروجستيرون قد يؤدي إلى ضعف بطانة الرحم مما يجعل من المحافظة على الحمل أمراً صعباً.[٥][٤]


متى يتم إعطاؤها؟

قد يصِف بعض الأطباء إبر هرمون البروجستيرون أثناء الحمل في حالاتٍ عدّة، والتي نذكر منها ما يأتي:[٦][٥]

  • حالات الإجهاض المُتكرر، وذلك لتقليل احتمالية حدوث الإجهاض في الحمل الحالي.
  • النساء اللاتي يخضعن لعلاجات الخصوبة لتحقيق الحمل، وذلك بهدف تعزيز مستويات البروجستيرون والحفاظ على توازن هرمونيّ البروجستيرون والإستروجين بما يُقلل خطر حدوث الإجهاض وفقدان الحمل.


الآثار الجانبية

قد تتسبب إبر البروجستيرون ببعض الآثار الجانبية، والتي نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • احمرار وانتفاخ في المنطقة التي يتمُّ فيها إعطاء الإبرة.
  • الغثيان.
  • احتباس السوائل.
  • الشعور بالألم عند لمس الثدي.
  • الدوخة.
  • الإسهال.
  • الاكتئاب.


إبر هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائيّة البشريّة

تُتنج المشيمة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائيّة البشريّة بشكلٍ طبيعي وبكمياتٍ كبيرةٍ خلال الحمل، إذ يلعب دورًا في المحافظة على إنتاج البروجستيرون خلال فترة الحمل،[٨] وفي بعض الحالات يكون مستوى هرمون الغدد التناسلية المشيمائيّة البشريّة لدى بعض النساء غير كافٍ لإنتاج البروجستيرون مما يؤدي في النهاية إلى موت الجنين، وتستوجب هذه الحالات إعطاء حقن هرمون الغدد التناسلية المشيمائية البشريّة للمرأة الحامل في سبيل الحفاظ على الحمل.[٩]


متى يتم إعطاؤها؟

تُعطى إبر هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائيّة البشريّة في حالات الإجهاض المتكرر للمحافظة على الحمل، كما أنّه يُستخدم لتحفيز الإباضة في حالاتٍ عدة؛ كتلك التي يتم فيها الاستعانة بتقنيات الإخصاب لحدوث الحمل، فبالسيطرة على مستويات هذا الهرمون وإبقائها ضمن المعدلات اللازمة لذلك تتحقق المستويات المناسبة من هرمون البروجستيرون.[١٠][١١]


الآثار الجانبية

قد يترتب على أخذ إبر هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائيّة البشريّة حدوث بعض الآثار الجانبية، والتي تستوجب زيارة الطبيب فورًا في حال حدوثها، ونذكر من أبرزها ما يأتي:[١٢]

  • ألم في موقع الحقن.
  • زيادة شدّة أعراض الحمل؛ بما في ذلك الغثيان، والألم، وألم الثدي عند لمسه.
  • متلازمة فرط تحفيز المبيض؛ ومن أعراضها: مشاكل في الجهاز التنفسي، وتغير لون البول، وألم في البطن.
  • انتفاخ الجسم وزيادة الوزن نظرًا لأنّ هرمون الحمل يتسبّب بزيادة احتباس السوائل في الجسم.
  • انتفاخ الثدي والشعور بالألم عند لمسه.
  • الاكتئاب.
  • التعب.
  • الصداع.
  • آلام المعدة.


نصائح لتثبيت الحمل

هُناك مجموعة من النصائح والإرشادات التي يُمكنكِ اتباعها لتقليل احتمالية تعرضكِ للإجهاض، والتي نذكر منها ما يأتي:[١٣]

  • التزمي بأخذ مكملات حمض الفوليك التي يُوصي بها الطبيب، وغالبًا ما يصف الطبيب ما مقداره 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا، ويعدُّ أخذ حمض الفوليك قبل الإخصاب بشهرين أمر مستحبًا.
  • مارسي التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم، وتجنبي أنواع التمارين التي قد تعرَضكِ للإصابة.
  • تجنبي التدخين أو التدخين السلبي.
  • تجنبي التعرض للإشعاع والسموم المختلفة؛ مثل الفورمالدهايد، والبنزين، والرصاص.
  • تجنبي أخذ أيّ أدوية بدون استشارة الطبيب وموافقته عليها.
  • تجنبي التعرض للعدوى.
  • تجنبي العوامل التي سببت لكِ الإجهاض في السابق في حال حدوث ذلك، وفي الحالات التي يحدث فيها الإجهاض سابقًا لسبب ما فيجدر العمل مع الطبيب للتوصل إلى حلول تساعد في السيطرة على المسبب.
  • تجنبي التعرض للملوثات البيئية.
  • قللي من تناول الكافيين إلى كوب إلى كوبين خلال اليوم.
  • امتنعي عن الكحول والمخدرات.
  • اتبعي نظاماً غذائياً صحياً.
  • قللي التعرض للضغوط النفسية والتوتر، واتبعي الطرق التي تُمكنكِ من السيطرة عليها.
  • حافظي على وزن صحي.


المراجع

  1. Krissi Danielsson (16/11/2020), "Can Recurrent Miscarriages Be Treated With hCG Injections?", verywellfamily, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  2. Sanjana Lagudu (26/11/2019), "HCG Injection During Pregnancy: Can It Prevent Miscarriage?", momjunction, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  3. Krissi Danielsson (16/11/2020), "Can Recurrent Miscarriages Be Treated With hCG Injections?", verywellfamily, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Sharon Perkins (18/12/2018), "Progesterone Injections to Maintain Pregnancy", hellomotherhood, Retrieved 17/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Does Taking Progesterone During Pregnancy Help Prevent a Miscarriage?"، parenting.firstcry، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. Edited.
  6. Sharon Perkins (18/12/2018), "Progesterone Injections to Maintain Pregnancy", hellomotherhood, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  7. Sharon Perkins (18/12/2018), "Progesterone Injections to Maintain Pregnancy", hellomotherhood, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  8. Nicole Galan (19/1/2020), "hCG Shots During Fertility Treatments", verywellhealth, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  9. Nicole Galan (19/1/2020), "hCG Shots During Fertility Treatments", verywellhealth, Retrieved 17/2/2021. Edited.
  10. Nicole Galan (19/1/2020), "hCG Shots During Fertility Treatments", verywellhealth, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  11. Sanjana Lagudu (26/11/2019), "HCG Injection During Pregnancy: Can It Prevent Miscarriage?", momjunction, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  12. "HCG Injection During Pregnancy: Can It Prevent Miscarriage?", momjunction, Retrieved 17/2/2021. Edited.
  13. Traci C. Johnson (14/10/2020), "Understanding Miscarriage -- Prevention", webmd, Retrieved 29/1/2021. Edited.