كما هو معروف فإنّ الولادة نوعان؛ طبيعية وقيصرية، وتُعتبر الطبيعية هي الخيار الأول، ولكن يضطر الأطباء إلى الولادة القيصرية (Cesarean section أو C-section) في العديد من الحالات؛ خاصّةً الحالات التي يترتب عليها بعض المضاعفات عند إجراء الولادة الطبيعية، وبشكلٍ عامّ تُعتبر الولادة القيصرية آمنة، وتتضمن الولادة القيصرية إحداث شقوق جراحية في جدار البطن والرحم لإخراج الجنين، وقد تكون هذه الشقوق أفقية أو عمودية، ومع مرور الوقت تلتئم معظم جروح العمليات القيصرية بشكلٍ جيد مُخلّفةً وراءها ندوب على هيئة خيط رفيع وباهت.[١][٢][٣]



كيف أعتني بجرح العملية القيصرية؟

تتحسن معظم جروح العملية القيصرية بعد مرور أسبوعين، ولكن تتراوح فترة التعافي التام بين 6 أسابيع إلى ثلاثة أشهر،[٤] ويُمكنكِ عزيزتي المرأة اتباع مجموعة من التدابير للاعتناء بجرح العملية القيصرية، والتي نذكر منها ما يأتي:

  • قومي بتغيير ضمادات الجرح مرة يوميًا على الأقل، وتغييرها في حال اتساخها أو تبللها، مع الحرص على الالتزام بالضمادة وعدم إزالتها ما لم يوصِ الطبيب بذلك.[٤]
  • احرصي على الحفاظ على نظافة منطقة الجرح وجفافها تجنّبًا لحدوث العدوى، مع الحرص على غسلها بالماء والصابون دون فركها، ومن ثمّ تجفيف المنطقة أو إبقائها عُرضةً للهواء لبعض الوقت حتّى تجف.[٥][٦]
  • احرصي على ارتداء ملابس قطنية فضفاضة لا تُسبّب ضغطًا على منطقة الجرح، وتجنّبي الملابس التي قد تحتكّ بمنطقة الجرح وتُسبّب تهيّجها.[٤]
  • احرصي على الاستفسار حول الغُرز وكيفية التعامل معها، إذ إنّ بعض الغُرز تكون قابلة للذوبان ولا يستلزم الأمر إزالتها يدويًا بل تزول من تلقاء ذاتها مع مرور الوقت خلال 7-10 أيام، في حين أنّ هُناك أنواعًا أخرى من الغُرز يستلزم الأمر إزالتها من قِبل الطبيب وعليه يجب الاتفاق مع الطبيب والتشاور بشأن الوقت الأنسب لإزالتها وغالبًا ما يتم ذلك في غضون 5-7 أيام.[٤]
  • تجنّبي تطبيق أيّ كريم مطهر أو أيّ منتج آخر على منطقة الجرح ما لم يُوصي الطبيب بذلك.[٤]
  • استشيري الطبيب بشأن إمكانية الاستحمام، وغالبًا ما يكون ذلك مُتاحًا بعد 24 ساعة من الخضوع للجراحة، وعند الاستحمام يُنصح باتباع الإجراءات التالية:[٧]
  • إزالة الضمادة قبل الاستحمام مع الحرص على غسل اليدين دائمًا بالماء والصابون قبل إزالة ضمادة الجرح.
  • تجنّب استخدام الصابون أو سائل الاستحمام أو مستحضرات الاستحمام أو بودرة التلك على موضِع الجرح مباشرة.
  • يُمكن السماح لماء الدش بالتناثر بلطف على الجرح، ولكن يجب الحرص على عدم رشّ الماء مباشرةً أو فرك المنطقة لأنّ ذلك قد يُسبّب الألم أو يؤخر عملية التعافي.
  • يُنصح بتجفيف المنطقة بلطف بعد الاستحمام باستخدام منشفة نظيفة ويكون ذلك باتباع أسلوب التربيب على المنطقة وليس الفرك.
  • تناولي الأدوية التي يُوصي بها الطبيب وفقًا لإرشاداته، فقد يصِف الطبيب مسكنات الألم أو المضادات الحيوية الموضعية.[٣][٨]
  • تجنّبي الانحناء أو القيام بحركاتٍ مفاجئة قدر الإمكان، وكذلك احرصي على عدم حمل أوزان ثقيلة.[٣]
  • احرصي على الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب، فهي مهمّة لمتابعة الحالة والتأكد من عدم وجود أيّ مشاكل.[٣]
  • يجدُر بكِ أخذ وضعية مُناسبة ومُريحة عند إرضاع الطفل طبيعيًا، تجنّبًا لأيّ ألم أو ضغط أو إجهاد على موضِع جرح الولادة القيصرية، وسنتحدث عن هذا لاحقاً.[١]
  • اتبعي إرشادات الطبيب بشأن حشو الجرح (Packing the wound)؛ وهو إجراء يتمّ باستخدام مواد مُعينة ويُلجأ إليه في حالات الجروح العميقة بهدف الحفاظ على نظافة الجرح وتعزيز تعافي الجرح من الداخل والخارج، ويُشار إلى أهمية تغيير حشو الجرح وغسله عدّة مرات في اليوم تبعًا لتوصيات الطبيب.[٩][١٠]
  • تجنبي السباحة أو أحواض الماء الساخنة حتّى يُخبرك الطبيب بأنّ ذلك مُتاح، وغالبًا لا يكون ذلك مُتاحًا للمرأة التي خضعت للقيصرية حتّى ثلاثة أسابيع بعد الجراحة.[٥][٦]
  • الإقلاع عن التدخين.[١١]


الوضعيات الأفضل للرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية

ننصحكِ بتجنُّب أيّ ضغط على جرح العملية القيصرية، وينطبق ذلك أيضًا عند الرضاعة الطبيعية لطفلك، وفيما يأتي ذكر الوضعية التي يُفضل أخذها عند إرضاع الطفل طبيعيًا:[١٢]

  • اجلسي على كرسي مع وضع وسادة في حضنكِ لدعم الطفل وحماية موضع الجرح.
  • استلقي على الجانب.
  • احملي الطفل تحت الإبط وضعي قدميه تجاه ظهرك.



يُمكنك تجربة أكثر من وضعية للوصول إلى الأنسب منها لحالتكِ، ويُمكنكِ الاستعانة بالطبيب أو المُختص لتحقيق ذلك.



[١٣]


نصائح لتحسين مظهر ندب العملية القيصرية

في الحقيقة تخفّ شدّة ندوب العملية القيصرية مع مرور الوقت، وننصحكِ عزيزتي باتباع مجموعة من الإرشادات والنصائح التي تُساهم في تحسين مظهر ندوب العملية القيصرية وتُعزز شفاءها، ومنها ما يأتي:[١٤]

  • تجنّبي التعرض لأشعة الشمس المباشرة تحديدًا خلال السنة الأولى بعد القيصرية، واستخدمي واقي شمس عند التعرض لها، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ أشعة الشمس قد تجعل الندبة أغمق أو أفتح من الجلد المحيط بها ممّا يجعلها أكثر وضوحًا للعيان.
  • استخدمي جل وكريمات السيليكون، وهي مستحضرات لتخفيف الندب تُباع في الصيدليات.
  • اتبعي التقنيات غير الجراحية لإزالة الندوب بعد استشارة المُختص؛ مثل تقنيات الليزر، وحقن الكورتيزون (Steroid injections).
  • بإمكانكِ الاستعانة بالتقنيات الجراحية لإزالة الندوب؛ وذلك بعد استشارة المُختص والتأكد من مدى ملائمتها لكِ، وبشكلٍ عامّ لا يُلجأ للتقنيات الجراحية قبل 6-12 شهرًا بعد إجراء العملية القيصرية؛ ومن هذه التقنيات: قطع نسيج الندبة المعروف بمراجعة الندبة (Scar Revision)، وعملية شد البطن (Tummy tuck).


نصائح عامة بعد العملية القيصرية

يُمكنكِ اتباع مجموعة من التدابير التي يُنصح بها بعد العملية القيصرية، ومن أبرزها ما يأتي:

  • احرصي على اتباع نظام غذائي صحي للتعافي السريع، كما أنه يساعد على الوقاية من الإمساك، إذ يُشار إلى احتمالية مُعاناة المرأة من الإمساك خلال الفترة ما بعد الولادة القيصرية نظرًا للتغيرات التي تحدث، ومن الجدير ذكره أن الإمساك قد يكون مؤلمًا وقد يتسبّب الشدّ أثناء التبرّز إلى بطء شفاء جرح العملية القيصرية، لذا عليكِ عزيزتي المرأة اتباع ما يلي لتجنب ذلك:[٦][١١]
  • اشربي كمياتٍ كبيرةٍ من السوائل والماء.
  • تناولي الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضروات.
  • قد يُوصي الطبيب بمُلينات البُراز في بعض الحالات.
  • احرصي على البدء بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد 8-10 أسابيع من الجراحة، ويُمكن تأجيل ذلك لفترةٍ أبعد تبعًا لدرجة الألم، وبشكلٍ عامّ لا يُنصح بممارسة التمارين الشديدة حتّى ثلاثة أشهر بعد الجراحة، ويجدُر الانتباه عزيزتي إلى أنّ ممارسة التمارين في وقتٍ مُبكر خلافًا لما يُوصي به الأطباء من شأنه زيادة خطر إعادة فتح الجروح، وفي سياق الحديث عن التمارين الرياضية، يُشار إلى المشي الخفيف بشكلٍ يومي من شأنه المُساعدة على تعافي الجسم وتحسين الصحة النفسية، فعلى سبيل المثال يُمكن البدء بالمشي لمدة خمس دقائق حول المنزل مثلًا ومن ثمّ زيادة المدة تدريجيًا.[١٣]
  • يُنصَح بتجنّب ممارسة العلاقة الجنسية خلال الستة أسابيع بعد الولادة، ويُمكنكِ استئناف العلاقة الزوجية عندما تكونين قادرة ومرتاحة للقيام بذلك، ويُنصح باستشارة الطبيب بشأن استخدام وسائل منع الحمل؛ إذ إنّ العديد منها لا يكون فعّالًا كما ينبغي إذا ما استُخدمت خلال الأسابيع الستة الأولى بعد ولادة الطفل.[٧]
  • يُمكنكِ استئناف قيادة المركبة بعد أسبوعين على الأقل من الولادة: وعند الشعور بالقدرة على السيطرة على الأمور والقيادة بأريحية دون قيود أو شعور بانزعاج وعدم أمان.[٧]
  • احصلي على أكبر قدر ممكن من الراحة والنوم: ويُمكن الحصول على قسط كافٍ من الاستراحة أو النوم أثناء نوم الطفل.[١٣]
  • اطلبي المُساعدة من الأهل والأصدقاء إذا شعرتِ بالإرهاق: أو عدم القدرة على الاعتناء بالطفل وتنظيم أمور بيتكِ، فمن الضروري تجنّب إجهاد نفسكِ وتكليفها بأمورٍ فوق طاقتها.
  • تناولي مُسكّنات الألم التي يصِفها الطبيب: ويُمكن الاستعانة بالطرق الأخرى لتخفيف الألم؛ كاستخدام الضمّادات الدافئة، لكن استشيري الطبيب أولاً إذا ما كان بإمكانك استخدامها أم لا.[١]


دواعي مراجعة الطبيب

يجب الانتباه إلى العلامات والأعراض التي قد تدلّ على حدوث مضاعفات أو التهاب أو عدوى بما يستدعي مراجعة الطبيب، ونذكر منها ما يأتي:[١٥][٩]

  • الألم الشّديد.
  • الحمّى أي ارتفاع الحرارة لما يزيد عن 38 درجة مئوية.
  • تسرب البول.
  • ألم عند التبول.
  • النزيف المهبلي الشديد.
  • احمرار موضِع الجرح.
  • انتفاخ وألم موضع الجرح.
  • إفرازات أو سائل من الجرح ذو رائحة كريهة.
  • السّعال أو ضيق في التنفس.
  • انتفاخ أو ألم أسفل الساقين.



يجب التّفريق بين الأعراض الطّبيعية التي تُصاحِب التئام جرح العملية القيصرية، فقد تُعاني المرأة بشكلٍ طبيعي من احمرار طفيف على طول الجرح، وبعض الانتفاخ والألم، وخروج بعض السوائل الشفافة من موضِع الجرح، وهذا أمر طبيعي لا يستدعي القلق.




المراجع

  1. ^ أ ب ت "C-section", mayoclinic, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  2. "Cesarean Sections (C-Sections)", kidshealth, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "C-Section Scars: Care Basics During and After Healing", whattoexpect, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "C-Section Scars: Care Basics During and After Healing", whattoexpect, Retrieved 20/1/2021.
  5. ^ أ ب "Going home after a C-section", medlineplus, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Recovery after caesarean: first six weeks", raisingchildren, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Caring for Your Surgical Wound after Caesarean Section", bfwh, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  8. "Recovery -Caesarean section", nhs, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "How should you care for a C-section wound?", webmd, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  10. "Learning About Packing Your Wound", alberta, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Prevention", medicalnewstoday, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  12. "Prevention", medicalnewstoda, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Recovery after caesarean: first six weeks SHARE", raisingchildren, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  14. "whattoexpect", whattoexpect, Retrieved 20/1/2021. Edited.
  15. "Caesarean section", nhs, Retrieved 20/1/2021. Edited.