توفر الرضاعة الطبيعيّة العديد من الفوائد لكِ ولطفلك، فلا يقتصر حليبكِ على المواد المغذيّة فقط، بل إنّه يحتوي على العديد من الأجسام المضادة التي تمنح طفلكِ مناعةً قوية لمقاومة الأمراض والعدوى.[١] ويشيع بين النساء مصطلح حليب اللبأ، فما هو؟ تابعي المقال للإجابة عن ذلك.


أول حليب بعد الولادة

يُطلَق على حليب الأم في الأيام الأولى بعد الولادة اسم حليب اللبأ (Colostrum)، وهو أول حليب يحصل عليه طفلكِ عند بدء الرضاعة الطبيعيّة، إذ يبدأ تكون حليب اللبأ خلال الشهر الثالث أو الرابع من الحمل وتستمرّ لعدة أيام بعد الولادة، ويحتوي حليب اللبأ على العناصر الغذائيّة والأجسام المناعية التي تمدّ طفلكِ بالطاقة اللازمة له خلال الأيام الأولى من حياتهِ.[٢][٣]


يتصف حليب اللبأ باللون الأصفر أو البرتقالي الفاتح، وذلك لاحتوائه على مستويات مرتفعة من صبغة البيتاكاروتين، والبروتينات، والمعادن، وخلايا الدم البيضاء، ويكون بقوامٍ أكثر كثافة ولزوجةً من حليب الثدي الأبيض، والمعروف.[٢][٣]


فوائد أول حليب بعد الولادة

يمكن أن يفرز الثديين كمياتٍ قليلة من حليب اللبأ، ولكنه غنيّ بالعناصر الغذائيّة المُركّزة، ويُسميه البعض باسم "الذهب السائل"،[٢] لاحتوائه على جميع العناصر التي يحتاجها طفلكِ في الأيام الأولى بعد ولادته، وبدوره يُقدّم لطفلكِ عددًا من الفوائد، وهي:

  • تعزيز مناعة الرضيع: يمتلئ حليب اللبأ بالأجسام المضادة، وخلايا الدم البيضاء، مما يساعد في بناء مناعةٍ قوية عند الطفل، ويحميه من الإصابة بالأمراض، ومقاومة الالتهابات التي قد يُصاب بها.[٢][٤]
  • التشجيع على استمرار الرضاعة الطبيعية: يستمرّ الأطفال الذين يرضعون حليب اللبأ بالرضاعة الطبيعية، كما ويستمرّ إنتاج الحليب في ثدي الأم التي تُرضِعُ طفلها بعد الولادة مباشرة، الأمر الذي يشجّع الأم وطفلها على استمرارية الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى أن ملامسة بشرة الأم لطفلها بعد الولادة مباشرة، يحفّز الرضاعة الطبيعية بسهولةٍ ويُسر.[٥]
  • مساعدة الرضيع على النمو: يساعد حليب اللبأ على زيادة وزن الرضيع ونموّه، خاصّة الأطفال الذين يولدون بوزنٍ قليل، ويقلل من احتمالية فشل النمو لديهم.[٥]
  • يعتبر وجبة غذائيّة كاملة وسهلة الهضم: يعتبر حليب اللبأ وجبةٌ غذائيّة متكاملة، وذلك لأنه غني بالبروتينات اللازمة لنموّ جسمِ الطفل بعد الولادة مباشرة، كما أنه يحتوي على دهون، وسكر أقلّ من حليب الثدي الأبيض، مما يجعله سهل الهضم.[٢][٥]
  • حمايّة المعدة من الأمراض: يحتوي حليب اللبأ على الغلوبولين المناعي الذي يقوم بحماية الجهاز الهضمي لطفلكِ، من الإصابة بالبكتيريا الضّارة والفيروسات، عن طريق خلق بطانةٍ سميكة تُغلّف الجهاز الهضمي من الداخل، وتساهم في قتل البكتيريا الضّارة.[٢][٦]
  • التقليل من اليرقان عند الرضيع: يعتبر حليب اللبأ ملين طبيعي، فهو يساعد الطفل على التخلّص من العقي، وهو البراز الأول بعد الولادة، إذ يحتوي العقي على مادة البيليروبين الصفراء، وبذلك يقلل اللبأ من احتمالية حدوث اليرقان عند حديثي الولادة.[٢][٤]


ما كمية اللبأ التي يحتاجها طفلي؟

يكفي إعطاء طفلكِ ما يُقارب 1-4 ملاعق طعام صغيرة من حليب اللبأ يوميًا، إذ تكون معدة طفلك في الأيام الأولى صغيرةً للغاية، وحاجته من حليب اللبأ قليلة.[٤]


ما كمية اللبأ التي يتمّ إنتاجها؟

تختلف كمية حليب اللبأ التي يتمّ إنتاجها في الثدي من امرأةٍ لأخرى، فهو يكون بكمياتٍ أكبر عند السيدات اللواتي سبق لهن الإرضاع، كما أنه يعتمد على عدد مرات الرضاعة التي يرضعها طفلكِ خلال 24 ساعة الأولى بعد الولادة، لكنه يتراوح بشكلٍ عام بين 2-20 ميليلتر، لكلّ رضعة خلال الأيام الثلاثة الاولى بعد الولادة مباشرة.[٦]


متى يتوقف جسمي عن إنتاج اللبأ؟

يستمرّ إنتاج ثدييك لحليب اللبأ خلال 2-5 أيام تقريبًا بعد الولادة، بعدها تلاحظين اختلاف لون الحليب قليلاً، ليصبح لونه أبيض، عندئذٍ يكون إنتاج الحليب الأبيض المعروف.[٤]


المراجع

  1. "Breastfeeding", ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 7/1/2021.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "colostrum the first breast milk", verywellfamily, Retrieved 6/1/2021.
  3. ^ أ ب "Making breast milk: How your body produces nature's perfect baby food", www.babycenter.com, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Colostrum – The Superfood For Your Newborn", americanpregnancy.org, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "What to know about colostrum supplements", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Your first breast milk or 'colostrum'", www2.hse.ie, Retrieved 8/1/2021. Edited.