تعاني بعض الأمهات من كثرة إنتاج حليب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية للعديد من الأسباب المُتعلِّقة إما بطبيعة جسد الأم أو أسلوب معيشتها أو نمط تغذيتها أو حتى بعض السّلوكيات التي تقوم بها خلال فترة الرضاعة نتيجةً لقلّة الخبرة أو المعلومات الخاطئة، وفي المقال سنتطرّق إلى أهم أسباب كثرة حليب الأم بالتفصيل.[١]


أسباب كثرة حليب الأم

قد تعاني بعض الأمهات من كثرة إنتاج حليب الثدي خلال الرضاعة الطبيعية دون وجود أسباب لذلك،[٢] لكن في بعض الأحيان الأخرى، فإنّه يُعزَى إلى أحد العوامل التالية:


سلوكيات الرّضاعة الخاطئة

والتي تتضمن أبرزها:[٣]

  • إرضاع الطّفل وفقًا لجدولٍ زمني مُحدَّد، وليس حسب حاجته وطلبه.
  • تدليك الثدي قبل إرضاع الطفل مباشرةً ليتمكّن الطفل من الإمساك به بسهولة.
  • اعتماد الطّفل في رضاعته بشكلٍ رئيسي على ثدي واحد ويُفضّله دائمًا.
  • قيام الطّفل بفرك حلمات الثّدي بشكلٍ متكرر خلال الرّضاعة.[٢]
  • الإفراط في استخدام أدوية مدرّات الحليب أو مستخلصات طبيعية تُعزّز إنتاج حليب الأم.[٢]


حالات صحية عند الأم

وهي أسباب غير شائعة نسبياً، وتتضمن:[٣][٤]

  • بعض النساء تكون أجسامهن مهيئة بشكلٍ وراثي لكثرة الحليب.
  • ارتفاع هرمون البرولاكتين في الدم.
  • أورام الغدة النخامية الحميدة.[٢]
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.[٢]
  • المشيمة العالقة أو المُحتبسة (Retained placenta)؛ والمقصود بها بقاء كلّ أو جزءٍ من المشيمة في أغشية رحم الأم خلال المخاض.[٢]



لا تستدعي كثرة حليب الأم الشّعور بالقلق أو التخوّف من ذلك، خصوصًا خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد الولادة، فكلّما زادت رضاعة الطفل سيزداد إنتاج حليب الأم، ولكن استمرار ذلك لما بعد 4-6 أسابيع على الولادة، سيستدعي مراجعة الطبيب للاطمئنان.




كيف تؤثر كثرة حليب الأم في الطفل والأم؟

يمكن أن تؤثر كثرة حليب الأم في كلٍّ من الطفل والأم نفسها، وقد يُسبِّب ذلك الانزعاج لكليهما، فقد يكون تأثير كثرة حليب الأم كما يلي:


التأثير على الطفل

يكون التأثير كما يلي:

  • توقف الطفل عن الرّضاعة قبل أوانه: يتوقف الطفل عن الرّضاعة، فلا يحصل على الفائدة المرجوّة منها.[٢]
  • احتمالية اختناق الطفل: قد يتعرّض الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من كثرة الحليب إلى الاختناق، وذلك نتيجةً لتدفق الحليب القويّ والسّريع من الثّدي، بالتالي يَصعُب على الطّفل الرضاعة، وسيبتلع الهواء بدلاً من ذلك.[٢]
  • كثرة الغازات: يمكن أن يسبب الاختناق وابتلاع الهواء لدى الطفل بكثرة إلى معاناته من آلام الغازات والمغص.[٥]
  • مشكلات أخرى: يمكن أن تُسبِّب كثرة حليب مشكلاتٍ أخرى لدى بعض الأطفال؛ كتسرّب الحليب من فم أو أنف الطفل خلال الرّضاعة، أو رفض الرضيع الالتصاق بالثدي أو الاقتراب منه والاستلقاء بجانبه، أو البكاء وبصق الحليب عند الرّضاعة.[٦]


التأثير على الأم

كما أنّ الطّفل سيتأثر بكثرة حليب الأم، فإن الأم ستتأثر بذلك أيضًا كما يلي:

  • لا تتمكّن الأم من تصريف حليب الثدي بالكامل: مما قد يعرّضها للالتهابات أو للإحراج بسبب الإفراز القوي والزائد للحليب الذي سيتسرّب عبر الملابس مُسببًا تبلّلها.[٢]
  • لا تتمكّن الأم من العمل أو حضور المناسبات الاجتماعية بمختلفها أو حتى القيام بمعظم الأنشطة اليومية؛ فغالبًا سيكون الثديان ممتلئين وقاسيين وفي حالة إفرازٍ دائمٍ للحليب.[٥]


نصائح للتعامل مع كثرة حليب الأم

في حال كانت الأم أو طفلها يتأثرون على نحو سلبي من كثرة الحليب، فإن النّصائح التالية ستقلِّل من إنتاج حليب الأم، وهي:

  • إرضاع الطفل من جانبٍ واحد فقط للرضعة الواحدة أو لفترةٍ زمنية معينة، ثم التبديل بين الثديين حسب امتلائهما بالحليب، أيّ بواقع ساعتين لكلّ ثدي.[٧]
  • استخدام بعض الأعشاب الطبيعية التي قد تُقلِّل إنتاج الحليب؛ مثل الميرمية أو البقدونس.[٧]
  • استخدام الأدوية التي تقلِّل إنتاج الحليب والتي يصفها الطبيب فقط.[٧]
  • تطبيق أوراق الملفوف باستمرار على الثدي؛ ولهذا الغرض يجب القيام بغسل بعض الأوراق وإزالة الجزء الصّلب منها ثم وضعها على الثديين إلى حين ذبولها.[٨]
  • ارتداء حمّالة صدر ضيّقة مع الحرص على مراقبة الثدي لكي لا تكون سببًا لانسداد قنوات الحليب أو أيّ إصابةٍ للثدي.
  • الانحناء نحو الوراء خلال الرّضاعة في وضعية النوم، وإرضاع الطفل بحيث يكون وجهه فوق الحلمة.[٩]
  • محاولة الإرضاع بوضعيات الرضاعة المناسبة كالاستلقاء على الجانب وذلك للمساعدة على نزول الحليب الزائد من فم الطفل نحو الأسفل دون إيذائه.[٩]


كم من الوقت يستمرّ إنتاج الكثير من حليب الأم؟

يستمرّ إنتاج الكثير من حليب الأم بشكلٍ طبيعي لمدة 4 أسابيع على الأقلّ بعد الولادة، وأحيانًا قد يصل ذلك إلى مدة 3 أشهر عند بعض النساء.[٣]


المراجع

  1. ↑ Katy Huie Harrison (1/12/2021), "Breast Milk Oversupply: What to Do When You Have Too Much", undefiningmotherhood, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Donna Murray (19/12/2021), "What Is Breast Milk Oversupply?", verywellfamily, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت Australian Breastfeeding Association, Raising Children Network, King Edward Memorial Hospital Obstetrics & Gynaecology (16/1/2021), "Oversupply of breastmilk", pregnancybirthbaby, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  4. ↑ "What causes hyperlactation during breast-feeding?", www.mayoclinic.org, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  5. ^ أ ب Donna Murray (19/12/2021), "What Is Breast Milk Oversupply?", verywell family , Retrieved 16/2/2022. Edited.
  6. ↑ "Breastfeeding - Leaking breasts (oversupply)", hse, 19/3/2019, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  7. ^ أ ب ت Charlotte Allam, Karen Butler, Sue Upstone and mothers of La Leche League GB (16/1/2021), "Too Much Milk and Oversupply", laleche, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  8. ↑ "Breastfeeding - Leaking breasts (oversupply)", hse, 19/3/2019, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  9. ^ أ ب Healthwise Staff (11/2/2021), "Milk Oversupply", healthlinkbc, Retrieved 16/2/2022. Edited.