على الرغم من أنّ الدوالي غالباً ما تظهر على الساقين إلا أنّها يمكن أن تظهر في المنطقة التناسلية فيما يُعرف بدوالي المهبل، فما هي الدوالي المهبلية؟ وهل فيها أي خطر على صحة المرأة؟
دوالي المهبل
الدوالي المهبلية هي توسُّع الأوردة السطحية في منطقة الفرج وظهورها منتفخة، وملتوية، ومُسبِّبة للألم أحيانًا، والتي تظهر عادة خلال الحمل، كما أنّها غالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها دون علاج بعد الولادة،[١][٢] وفي الحقيقة تعدّ مشكلة الدوالي غالبًا مشكلة تجميلية، دون أن يكون لها أي مخاطر مؤثرة في صحة المرأة.
على الرغم من تسمية الأوردة المنتفخة التي تظهر في المنطقة التناسلية الخارجية للمرأة باسم دوالي المهبل، إلا أنّها لا تؤثر في قناة المهبل من الداخل، بل إنّ تأثيرها ينطوي في منطقة الأعضاء التناسلية الخارجية فقط.
أسباب دوالي المهبل
الحمل هو العامل الأساسي المُسبِّب لظهور الدوالي عند النساء،[٣] فخلال فترة الحمل يزداد حجم الدّم المتدفّق إلى منطقة الحوض، كما تنخفض سرعة تدفّق الدم في الجزء السّفلي من الجسم نحو القلب، ممّا يؤدّي إلى تجمّع الدّم في الأوعية الدمويّة الموجودة في الأطراف السّفليّة من الجسم ومنطقة الفرج، وهذا يزيد من احتمالية تكوّن الدوالي، وتجدر الإشارة إلى أنّ لارتفاع مستوى هرمون البروجيسترون أثناء الحمل، وهو الهرمون المسؤول عن الحفاظ على الحمل والاستعداد لإنتاج الحليب، وزيادة الضغط الناتج عن نموّ الرحم، دور في تجمّع الدّم في الجزء السّفلي من الجسم.[٤][٥] إذ تمتلك الأوردة صمامات تساعد على تدفُّق الدم في الاتجاه الصحيح دون عودته بالاتجاه المعاكس، لكن قد تُسبِّب التغيرات الهرمونية خلال الحمل وزيادة الضغط ارتخاء الأوعية الدموية وتوسعها، وزيادة صعوبة عمل هذه الصمامات، الأمر الذي يُسبِّب حدوث الدوالي.[١][٢]
ذُكرَ أن الحمل هو العامل الرئيسي المُسبِّب للإصابة بدوالي المهبل، لكن يوجد بعض العوامل الأخرى المؤدية إلى الإصابة بها مثل:
- العامل الوراثي.[٥]
- الوقوف لساعات طويلة، خصوصًا عند النساء الأكبر سنًا.[١]
- السمنّة.[٢]
- انخفاض ضغط الدم.[٢]
- وجود الأورام في منطقة الحوض.[١]
أعراض دوالي المهبل
قد لا تُسبِّب دوالي المهبل ظهور الأعراض في بعض الحالات، فقد لا تعلم بعض النّساء بوجود الدوالي لديها، لكن قد تعاني أخريات من بعض الأعراض المزعجة، نذكر منها:[٦]
- الشّعور بألم حول الحوض أو أسفل الظهر، إلا أنّه عادةً ما يكون غير حاد.
- الشّعور بثقل أو امتلاء في منطقة الفرج.
- الشّعور بألم في الفرج يزداد بعد الوقوف، أو بعد القيام بأي نشاط بدني، أو بعد الجماع.
- تورّم أو حكّة في الفرج.
- كثرة التبوّل.
في الحالات الشديدة من دوالي المهبل قد تبرز هذه الأوردة للخارج، وتظهر بلون أزرق أو أرجواني.
تشخيص دوالي المهبل
يشخص الطبيب الإصابة بدوالي المهبل عند النساء من خلال النظر وإجراء فحص سريري بسيط، وأحيانًا قد يقوم بسؤال المرأة العديد من الأسئلة لمعرفة ما إذا كانت تعاني من الدوالي في مناطق أخرى من جسمها، أو في حال كانت تعاني من مشاكل أخرى في الأوعية الدموية، ففي حالات نادرة للغاية قد ترتبط الإصابة بدوالي المهبل بحدوث مضاعفات أكثر خطورة، كتجلُّط الدم في الأوردة العميقة، أو تضرُّر الأوردة في المنطقة والإصابة بألم مستمر، فلا بد للطبيب من التأكد من عدم حدوث ذلك،[١] لذا قد يطلب الطبيب من المرأة إجراء عددًا من الفحوصات التصويرية في بعض الحالات.[٢]
علاج دوالي المهبل
إذا أدركت المرأة إصابتها بدوالي الفرج، وتمّ تشخيصها بذلك فإنّ النقطة الجوهريّة لعلاج هذه المسألة هي اتباع التدابير المساعدة على الحفاظ على حركة الدم داخل الجسم، ويمكن للإرشادات التّالية أن تُساعد على العلاج:[٥]
- تجنُّب الوقوف أو الجلوس لساعات طويلة دون حراك: فيمكن التحرّك أو ممارسة بعض التمارين الخفيفة كل 30 دقيقة أو نحو ذلك، وبالتالي تقليل عدد ساعات الجلوس أو الوقوف المستمرة.
- الحصول على ملابس خاصة داعمة لدالي المهبل: كما تساعد بعض منها على دعم منطقة أسفل البطن، وأسفل الظّهر.[٧]
- رفع السّاقين بين الحين والآخر: وذلك لتعزيز الدّورة الدّمويّة.[٧]
- الكمادات الباردة: بالإمكان وضع كمّادات باردة أو قطع ثلج ملفوفة بقماش على الفرج لتقليل الورم، أو الألم، أو الحكّة.
في حال عدم اختفاء دوالي المهبل بعد أشهر
قد يلجأ الأطباء أحيانًا إلى بعض العلاجات الجراحية البسيطة في بعض الحالات التي لا تختفي بها الدوالي بعد عدة أشهر من الولادة، وذلك لسدّ مجرى الأوردة المُصابة أو انكماشها، ممّا يقلِّل من الألم والتورُّم الناتج عنها،[١] وأحيانًا قد يصف الأطباء بعض المراهم المساعدة على التخفيف من الحكّة، أو الأدوية لعلاج التجلطات داخل الدوالي إن وجدت.
الوقاية من دوالي المهبل
قد لا يكون من الممكن الوقاية من الإصابة بدوالي المهبل في العديد من الحالات، ولكن هناك بعض التدابير البسيطة المساعدة على الوقاية منها، أو على الأقل جعلها أقل إيلامًا، منها:
- ممارسة الرياضة باستمرار، فهذا يساعد على الحفاظ على تدفُّق الدم.
- اعتماد نظام غذائي متوازن وصحي.
- تجنّب السمنة، والحفاظ على زيادة الوزن بمقدار صحي خلال الحمل دون زيادة.
- رفع القدمين بين الحين والآخر.
- تجنّب ارتداء الكعب أو غيرها من الأحذية غير المناسبة.
- تغيير وضعيّة الجلوس أو الوقوف بين فترة وأخرى.
- النوم على الجانب الأيسر من الجسم، مع رفع القدمين.[١]
- الإكثار من شرب السوائل.[١]
أسئلة شائعة
هل دوالي المهبل خطرة؟
لا تسبّب دوالي المهبل أيّة مضاعفات، كما أنّها لا تتطلب علاجًا مكثفًا أثناء الحمل، ففي الغالبية العظمى من الحالات تعد دوالي الحمل مشكلة تجميلية فقط، ولكن في حالات نادرة قد يحصل نزف في دوالي الفرج أثناء الولادة، لكن لا شيء يدعو للقلق في مثل هذه الحالات فالطّبيب يستطيع التحّكم بسهولة في النّزيف، ولن يمنع هذا من الولادة الطبيعية،[٢] كما قد ترتبط الدوالي في حالات نادرة للغاية بتقرُّح الجلد وتجلُّط الأوردة، وهو ما يمكن تفاديه بسهولة بالالتزام بالعلاج الذي وصفه الطبيب.
متى تختفي دوالي المهبل؟
معظم حالات دوالي المهبل مرتبطة بالحمل، وغالبًا ما تزول في غضون 6 أسابيع بعد الولادة.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Vulvar varicosities: What to know about varicose veins on the vulva", medicalnewstoday, Retrieved 5/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Vulvar Varicosities: Everything You Need to Know", flo, Retrieved 5/2/2021. Edited.
- ↑ Hadiza Moutari Soule, Alpha Boubacar Conte,&, Sofia Jayi, etal, "Vulvar varicose veins and pregnancy: childbirth management", The PAMJ - Clinical Medicine, Retrieved 6/3/2021. Edited.
- ^ أ ب varicosities are varicose veins,lower body to your heart. "What causes vulvar varicosities during pregnancy, and how can I relieve the related discomfort?", mayoclinic, Retrieved 5/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "How to Deal With Varicose Veins During and After Your Pregnancy", iowaclinic, Retrieved 5/2/2021. Edited.
- ↑ "Vulvar Varicosities: Managing Varicose Veins of the Vulva", theveininstitute, Retrieved 5/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Vulvar varicosities during pregnancy: What can you do?", beaconhealthsystem, Retrieved 5/2/2021. Edited.