فحص السائل المحيط بالجنين

فحص السائل المحيط بالجنين، أو المعروف باسم بزل السلى (Amniocentesis)، هو أحد فحوصات الحمل الذي يقوم على أخذ عينة من السائل الأمنيوسي (Amniotic fluid) أو ما يُعرف بماء الجنين،[١]وهو سائل أصفر اللون وصافي يحيط بالجنين عند المرأة الحامل،[٢] ويعد هذا الفحص من الاختبارات التشخيصية التي تبين بدقة ما إذا كان الطفل يعاني من حالة صحية أم لا، فإذا أظهرت الفحوصات الأولية أن الطفل أكثر عُرضة من غيره للإصابة بحالة معينة، فقد يوصي الطبيب بإجراء فحص السائل المحيط بالجنين للحصول على التشخيص الأكيد،[١] إذ يحتوي هذا السائل على بعض خلايا الطفل التي توفّر معلومات وراثية وتفاصيل أخرى يمكن أن تقدم أدلة حول صحة الطفل قبل الولادة، أو ما إذا كان يعاني من حالات صحية.[٢][٣]



من يحتاج إجراء فحص السائل المحيط بالجنين؟

من الأفضل إجراء فحص السائل المحيط بالجنين إذا كان الطفل معرضاً لخطر الإصابة بعيوب خلقية أو مشاكل أخرى أكثر من غيره، ويمكن أن تزيد عوامل الخطر التالية من فرص حدوث مشاكل صحية للطفل، لذلك قد تكون هناك حاجة إلى إجراء الفحص في هذه الحالة:[٤][٥]

  • عمر المرأة الحامل 35 سنة أو أكثر.
  • يوجد تاريخ عائلي من الاضطرابات الوراثية.
  • يوجد طفل آخر في العائلة يعاني من اضطراب ما.
  • أظهرت اختبارات الفحص الأولية الأخرى، مثل الاختبارات المُجرى في بداية الحمل، أن الطفل قد يعاني من مشاكل صحية.



من المهم التنويه أنه ليس من الواجب إجراء هذا الفحص، فالأمر متروك للمرأة الحامل لتقرر ما إذا كنت تريد ذلك أم لا.




أسباب إجراء فحص السائل المحيط بالجنين

يمكن إجراء فحص السائل المحيط بالجنين لأسباب مختلفة، منها:

  • تشخيص بعض المشاكل الصحية لدى الجنين، مثل:[٦]
  • الاضطرابات الوراثية: والتي تحدث غالبًا بسبب تغيرات أو طفرات في جينات معينة.
  • اضطرابات الكروموسومات: مثل الاضطرابات الناتجة عن وجود كروموسوم زائد، أو كروموسوم مفقود، أو كروموسوم غير طبيعي، ومن الأمثلة على اضطرابات الكروموسومات، متلازمة داون.
  • عيب الأنبوب العصبي: (Neural tube defect) وهو عيب يتسبب في نمو دماغ الطفل أو عموده الفقري بشكل غير سليم.
  •  اضطرابات الدم الوراثية: مثل فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia)، وهي حالة تتسبب في نمو خلايا الدم الحمراء بشكل غير طبيعي، أو الثلاسيميا، والذي يحدث عندما يكون الهيموجلوبين غير طبيعي؛ مما يؤثر على قدرة خلايا الدم الحمراء في العمل بشكل طبيعي.[٧]
  • اختبار رئة الجنين: وذلك لتحديد ما إذا كانت رئتا الطفل ناضجة بما يكفي للولادة أم لا.[٨]
  • تشخيص إصابة الجنين بالعدوى: إذ إنّه قد يُستخدم فحص السائل المحيط بالجنين لتشخيص إصابة الطفل بالعدوى أو أي مرض آخر في حال الشك في ذلك.[٨]
  • تشخيص فقر الدم عند الجنين: يمكن أيضًا إجراء هذا الإجراء لتشخيص شدة فقر الدم عند الأطفال الذين يعانون من عدم توافق تجاه عامل الرايزيسي (Rh sensitization)، وهي حالة غير شائعة يقوم فيها الجهاز المناعي للأم بمهاجمة خلايا دم الجنين.[٨]
  • أسباب علاجية: قد يتم إجراء هذا الفحص لتصريف السائل الأمنيوسي المحيط بالطفل من الرحم في حال زيادة نسبته عن الطبيعي.[٨]


كيف يُجرى فحص السائل المحيط بالجنين؟

يتم إجراء فحص السائل المحيط بالجنين عادةً ما بين الأسبوعين 14 و20 من الحمل، إلا أنه قد يجرى في وقت مبكر يصل إلى 11 أسبوعًا من الحمل، أو في وقت متأخر من الحمل،[٩]ويمكن بيان طريقة إجراء فحص السائل المحيط بالجنين بالخطوات كالتالي:[١٠]


ما قبل الفحص

  • لا توجد قيود خاصة على النظام الغذائي، أو النشاط قبل إجراء الفحص.
  • أخبري الطبيب الخاص بك إذا كانت لديكِ حساسية من أي أدوية، أو مادة اللاتكس، أو التخدير.
  • أخبري الطبيب الخاص بك بجميع الأدوية التي تتناولينها.
  • أخبري الطبيب الخاص بك إذا كان لديك تاريخ من اضطرابات النزيف، أو إذا كنت تتناولين أي أدوية مضادة للتخثر، أو الأسبرين، إذ قد يُطلب منك التوقف عن تناول هذه الأدوية قبل الإجراء.
  • قد يُطلب منك أو قد لا يُطلب منك إفراغ مثانتك قبل الإجراء مباشرة حسب مرحلة الحمل، ففي بداية الحمل، يساعد امتلاء المثانة على تحريك الرحم إلى وضع أفضل لإجراء الفحص، بينما في وقت لاحق من الحمل، يجب أن تكون المثانة فارغة لتقليل خطر حدوث مشاكل أثناء الفحص.


أثناء الفحص

يمكن إجراء الفحص في العيادة الخارجية، أو في المستشفى، ويتم إجراء فحص السائل المحيط بالجنين من خلال الخطوات التالية:[٢][٩]

  • يُطلب منك الاستلقاء على طاولة العملية، ووضع يديكِ خلف رأسك.
  • يتم فحص ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ومعدل التنفس لديكِ.
  • يتم استخدام السونار للتحقق من معدل ضربات قلب الجنين، وموضع الجنين والحبل السري، كما تستخدم لإيجاد السائل الأمينوسي بدقة.
  • يتم تنظيف بطنك بمعقم ويقوم طبيبك بحقن الدواء المخدر.
  • عندما يكون جلدك مخدرًا، يتم استخدام السونار للمساعدة في توجيه إبرة طويلة رفيعة مجوفة عبر الجلد إلى الرحم وإلى الكيس الأمنيوسي، وقد يكون هذا مؤلمًا قليلاً.
  • يقوم الطبيب بسحب كمية صغيرة من السائل الأمنيوسي.
  • يتم وضع السائل الأمنيوسي في علبة خاصة وإرسالها إلى المختبر.
  • توضع ضمادة على موقع الإبرة.
  • يفحص الطبيب معدل ضربات قلب الجنين، وعلاماتك الحيوية.
  • إذا كان عامل الرايزيسي لديكِ سالبًا، فقد يتم إعطاؤك حقنة خاصة يمكن أن تمنع الأجسام المضادة الخاصة بكِ من مهاجمة خلايا دم الجنين الموجبة للعامل الريزيسي.



تستغرق العملية حوالي 45 دقيقة، بعدها يتم إرسال السائل الأمنيوسي إلى المختبر لتحليله، ويمكن أن تستغرق النتائج من بضعة أيام إلى أسبوعين حتى يتم تحليلها.




ما بعد الفحص

قد تعانين بعد الفحص مباشرةً من تقلصات خفيفة، وكمية صغيرة من النزيف المهبلي، ونزول كمية صغيرة من السائل الأمنيوسي من المهبل، إلا أنه تختفي هذه الآثار في وقت قصير،[١١] وتتم مراقبتك أنت وجنينك لفترة بعد العملية، كما يقوم الطبيب بفحص العلامات الحيوية ومعدل ضربات قلب الجنين بشكل دوري لمدة ساعة أو أكثر، وبعد الخروج، يجب أن تستريحي في المنزل، وتتجنبي الأنشطة الشاقة لمدة 24 ساعة على الأقل، أو حسب توجيهات طبيبك.[١٢]


نتائج فحص السائل المحيط بالجنين

تشير النتيجة الإيجابية إلى أن طفلك يعاني من مشكلة وراثية أو غيرها تبعاً للسبب الذي تم إجراء الفحص من أجله، ولكن في بعض الأحيان تكون هناك حاجة لمزيد من الاختبارات لتأكيد ذلك، وقد يكون من الضروري إجراء اختبار جيني على عينة دم من الوالدين، أو اختبارات إضافية على الطفل.[١١]


أما النتائج السلبية تعني عمومًا أن الطفل ليس لديه مرض وراثي محدد تم اختباره، مثل متلازمة داون، لكن لا يزال من الممكن أن يعاني الطفل من عيوب خلقية أو اضطرابات وراثية لم يتم اختبارها.[١١]


مخاطر إجراء فحص السائل المحيط بالجنين

يعد فحص السائل المحيط بالجنين آمناً بشكلٍ عام، لكن قد يسبب مخاطر صغيرة،[١٣]وقد تتضمن المخاطر المحتملة ما يلي:[١٤]

  • الإصابة بالعدوى.
  • تسرب السائل من المهبل، وهذا يحدث في حوالي 1% من الحالات، ولكن في معظم الحالات يقل التسرب ويتوقف في غضون يومين.
  • عدم توافق العامل الرايزيسي، نادرًا ما تدخل خلايا دم الطفل إلى مجرى دم الأم أثناء الفحص، وإذا كان العامل الرايزيسي للأم سالبًا، فقد تشكل أجسامًا مضادة تهاجم خلايا الدم الحمراء للحمل المستقبلي، لكن يتم الوقاية من ذلك من خلال إعطاء حقنة خاصة كما ذكرنا.
  • الإجهاض، الذي يمكن أن يحدث في أقل من 1% من النساء اللواتي يخضعن لهذا الاختبار، وقد يصعب حساب الأرقام الدقيقة، لأن بعض حالات الإجهاض كانت ستحدث على أي حال، مع أو بدون الفحص.
  • إصابة الطفل بالإبرة، قد يحرك الطفل ذراعه أو ساقه في مسار الإبرة أثناء الفحص، لكن إصابات الإبر الخطيرة نادرة.[٨]


دواعي مراجعة الطبيب

اتصلي بطبيبك في حال ظهور الأعراض التالية بعد الفحص:[١٥]

  • ظهرت عليكِ علامات عدوى في المكان الذي دخلت فيه الإبرة، وقد تتضمن ما يلي:
  • زيادة الألم، أو الانتفاخ، أو الدفء، أو الاحمرار في المنطقة.
  • ظهور خطوط حمراء على جلد المنطقة.
  • خروج القيح من المنطقة.
  • حمى.
  • تعانين من نزيف مهبلي لفترة أكثر من يومين.
  • تعانين من مغص أو ألم في المعدة شديد.
  • لاحظتِ خروج السوائل بكثرة من المهبل.


المراجع

  1. ^ أ ب "AMNIOCENTESIS", March of dimes , Retrieved 11/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Amniocentesis", Johns Hopkins Medicine , Retrieved 11/12/2020. Edited.
  3. ↑ "Genetic Amniocentesis", clevelandclinic, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  4. ↑ "Amniocentesis", Pregnancy Birth and Baby , Retrieved 11/12/2020. Edited.
  5. ↑ "Amniocentesis", NHS inform, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  6. ↑ "Amniocentesis (amniotic fluid test)", MedlinePlus , Retrieved 11/12/2020. Edited.
  7. ↑ "Amniocentesis", NHS Choices , Retrieved 11/12/2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج is a procedure in,fetal cells and various proteins "Amniocentesis", mayoclinic, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  9. ^ أ ب "Amniocentesis", American Pregnancy Association , Retrieved 11/12/2020. Edited.
  10. ↑ "Amniocentesis", University of Rochester Medical Center, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت Alessandro Ghidini, MD (7/5/2020), "Amniocentesis", uptodate, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  12. ↑ "Amniocentesis", Columbia Doctors, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  13. ↑ "Genetic Amniocentesis: Risks / Benefits", Cleveland Clinic , Retrieved 11/12/2020. Edited.
  14. ↑ "Pregnancy tests amniocentesis", betterhealth, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  15. ↑ "Amniocentesis: About This Test", myhealth alberta, Retrieved 11/12/2020. Edited.