قد لا تتمكن بعض النساء من الولادة طبيعيًا نتيجة للعديد من الأسباب، أحدها هو وجود الطفل في الوضعية المقعدية، وهي الوضعية التي تكون فيها مؤخرة الطفل للأسفل في الرحم، فحتى تتمكن المرأة من الولادة طبيعيًا لا بد من أن يكون رأس الطفل إلى الأسفل،[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من الأجنة يتخذون الوضعية المقعدية قبل الأسبوع 36 من الحمل، إلا أنّهم ينتقلون من تلقاء أنفسهم إلى الوضعية الرأسية خلال الشهر الأخير من الحمل،[٢] لذا قد تتساءل العديد من النساء عن إمكانية تحويل وضعية الطفل من الوضعية المقعدية إلى الوضعية الرأسية التي تمكنّها من الولادة طبيعيًا، فما هي طرق ذلك؟




كيف يمكن تغيير وضعية الجنين من مقعدي إلى رأسي؟

يلجأ الأطباء أحيانًا إلى إجراء التحويل الرأسي الخارجي (بالإنجليزية: External cephalic version) لتحويل وضعية الجنين من الوضعية المقعدية إلى الرأسية، وبذلك تتمكِّنين من الولادة طبيعيًا،[٣]كما قد يقترح الطبيب طرقًا طبيعيّة عدة للمساعدة على تحويل وضعية الجنين، وذلك في حال كان الوقت لا يزال مبكرًا ولم تكن هناك أي مشاكل صحية تعاني منها.[٤]


التحويل الرأسي الخارجي

يقوم الطبيب المختصّ بالتحويل الرأسي الخارجي عن طريق الضغط على بطنك لتحويل وضعية الطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه من الإجراءات الآمنة، رغم أنّها قد تكون غير مريحة بعض الشيء، كما أنّ نسبة نجاحها تصل إلى حوالي 50%، الأمر الذي قد يمكِّنك من الولادة طبيعيًا.[٥]


وقت إجراء التحويل الرأسي الخارجي

قد يقترح الطبيب عليكِ إجراء التحويل الرأسي الخارجي في حال كان الطفل بالوضعية المقعدية على عمر 36 أسبوعاً من الحمل،[١] ووفقًا لما أشارت إليه الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد (RCOG) فإنه يمكن إجراء التحويل الرأسي الخارجي منذ الأسبوع 36 من الحمل للنساء اللواتي يلدن للمرة الأولى، ومنذ الأسبوع 37 من الحمل للأمهات الذين ولدوا أطفالًا آخرين في السابق، ويجدر الإشارة إلى أنّه يمكن إجراؤه بعد ذلك حتى بداية المخاض ما لم يخرج ماء الرأس.[٦]


التحضير للتحويل الرأسي الخارجي

قبل خضوعك للتحويل الرأسي الخارجي قد يتم الآتي:[٧]

  • تصوير الجنين بالسونار -التصوير بالأشعة فوق الصوتية- للتأكد من أنّه ما زال بالوضعية المقعدية.
  • مراقبة نبضات قلب الجنين للتأكُّد من سلامته وصحته.
  • قياس معدل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب لديكِ للتأكد من سلامتك.[٨]
  • إعطاء حقنة لإرخاء الرحم الأمر الذي يسهِّل على الجنين تحويل وضعيته.[٧]
  • إمالة السرير بحيث يكون رأسك للأسفل، وهذا يساعد على بروز مؤخرة الجنين من منطقة الحوض، الأمر الذي يسهِّل تحويل وضعيته.[٧]


الإجراءات أثناء التحويل الرأسي الخارجي

يضع الطبيب يديه على بطنك عند البدء بإجراء التحويل الرأسي الخارجي، وذلك كمحاولة لدفع الجنين إلى الأمام أو الخلف لتغيير وضعيته من الوضعية المقعدية إلى الوضعية الرأسية حيث يصبح رأسه للأسفل وبالتالي تتمكنين من الولادة طبيعيًا،[٧] ويستمر الإجراء عادةً عدة دقائق فقط،[٨] وقد تشعرين خلاله بعدم الراحة، وأحيانًا بالألم، لكن في حال كان الألم شديدًا يمكنك الطلب من طبيبك بالتوقُّف عن ذلك.[٧]


ما بعد التحويل الرٍأسي الخارجي

بعد الانتهاء من التحويل الرأسي الخارجي يُجرى الآتي:[٧]

  • التصوير بالسونار للتأكد من وضعية الجنين.
  • مراقبة ضربات القلب للجنين لمدة 45 دقيقة.
  • قياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لديكِ.[٨]
  • فحص كلايهاور (بالإنجليزيّة: Kleihauer test)، وهو اختبار للدم للتأكد من عدم حدوث أي اختلاط لدم جنينك مع الدم لديكِ، فيساعد هذا الاختبار على تحديد كمية دم الجنين التي اختلطت مع دم الأم في حال حدوث ذلك، ويساعد على تحديد ما إذا كنت بحاجة لأخذ حقن الجلوبين المناعي في حال كانت فصيلة دمك سالبة، كما يساعد الفحص على تحديد الجرعات اللازمة من هذه الحقن.[٧][٩]


دواعي مراجعة الطبيب

بعد العودة إلى المنزل، لا بد من أن تقومي بمراجعة الطبيب على الفور في أي من الحالات الآتية:[٨]


موانع إجراء التحويل الرأسي الخارجي

قد لا تتمكن بعض النساء من إجراء التحويل الرأسي الخارجي، ونذكر من هؤلاء:[٣]

  • الحاجة لإجراء ولادة قيصرية لأسباب أخرى.
  • الحمل بتوائم.
  • الإصابة بنزيف مهبلي خلال 7 أيام قبل الوقت المحدد لإجراء عملية التحويل.
  • وجود اضطرابات في قلب الطفل، أو مشاكل صحية.
  • نزول ماء الرأس كإشارة لاقتراب موعد الولادة.
  • زيادة حجم الطفل عن الطبيعي.
  • مستويات السائل السلوي -السائل المحيط بالجنين داخل الرحم- منخفض جدًا أو مرتفع جدًا.
  • استقامة رأس طفلك بدلًا من أن يكون منحني للأمام.
  • شكل الرحم غير الطبيعي.[١]
  • المشيمة المنزاحة (بالإنجليزيّة: Placenta previa)، أي أن المشيمة تنمو بالقرب من عنق الرحم أو عليه.[١]
  • الإصابة ببعض الأمراض كارتفاع ضغط الدم أو السكري.[١]


طرق طبيعية لتحويل وضعية الجنين

قد تساعد الطرق الطبيعية على تشجيع تحويل وضعية الجنين، لكن يجب الإشارة إلى أنّه لا يوجد دليل علمي مُثبَت على فعاليتها، إلا أنّها طرق سهلة، لا تُسبِّب الألم، وليس لها أي مخاطر تُذكَر على الحامل، وتشمل هذه الطرق: تمارين خاصة، واستخدام بعض العوامل المنشِّطة كالموسيقى أو الحرارة، والطب البديل،[١٠][٤] ونذكر منها:

  • تمارين تغيير الوضعية: تعتمد هذه التمارين على قوة الجاذبية الأرضية لتشجيع طفلك على تغيير وضعيته، وتهدف هذه التمارين إلى رفع مستوى فخذيك أعلى من مستوى قلبك، ويُنصَح بالقيام بها لمدة تتراوح بين 10-15 دقيقة 3 مرات يوميًّا، ويجدر التنويه إلى ضرورة التوقُّف عن ممارستها في حال شعرتِ بالدوخة، ويمكنك القيام بها كالآتي:[١٠]
  • استلقي على ظهرك على الأرض أو السرير، وضعي بضع وسائد تحت وركيك حتى ترتفع مؤخرتك فوق مستوى قلبك.
  • ضعي أحد طرفي طاولة الكي على الأريكة وذلك لتميل بزاوية 30-40 درجة، واستلقي على طاولة الكي بحيث يكون رأسك باتجاه الأرض.
  • الانعكاس: تعتمد هذه الطريقة أيضًا على الجاذبية الأرضية، وتهدف لإرخاء عضلات الحوض والرحم، وفيها اجلسي بشكل مائل بحيث يكون رأسك نحو الأسفل فتكون قدميك وبطنك مستندة إلى الأريكة أو السرير، ورأسك ويداك على الأرض لمدة 10-15 دقيقة.[٤]
  • النوم باستخدام الوسائد: قد يُساعد وضع وسائد عدة بين ساقيك أثناء النوم على زيادة المساحة التي يمكن للطفل التحرُّك فيها.[١٠]
  • تمارين الركبة إلى الصدر: ومن هذه التمارين:[١١]
  • ضعي حصيرة على الأرض وانزلي على ركبتيك، بحيث يكون كامل الساعدين على الأرض، ثم ارفعي مؤخرتك، وابقي ضمن هذه الوضعية لمدة 5-10 دقائق، فيساعد هذا التمرين على توسع الجزء السفلي من الرحم، وتجدر الإشارة إلى أنّه من الجيد ممارسة هذه التمارين مرتين في اليوم على الأقل على معدة فارغة، إذ إنها قد تزيد من الشعور بالغثيان عند ممارستها بعد تناول الطعام.
  • ضعي حصيرة على الأرض، بحيث تكون كل من يديك وركبتيك عليها، ثم اخفضي من مستوى بطنك، وبعدها ارفعي ظهرك ليكون منحنيًا، وكرري ذلك، ويُنصَح بممارسة هذا التمرين 3-4 مرات يوميًا، فقد يساعد ذلك على زيادة مرونة جسمك، ممّا يسهل على الطفل الحركة.
  • الموسيقى والضوء: يمكنك استغلال فكرة أنّ طفلك قد يتفاعل مع العديد من المؤثرات خارج الرحم، مثل الضوء أو الموسيقى، لذا حاولي تسليط مصباح يدوي على منطقة العانة أو تشغيل موسيقى قربها، فربما يتحرك الطفل إليها، ويمكنك البدء بهذه الطريقة تدريجًا بدءًا من تسليط الضوء والموسيقى على جانب البطن، والانتقال بالتدريج حتى منطقة العانة.[١٠]
  • الكمادات الباردة: وتعتمد هذه الطريقة على احتمالية تحرك الطفل من مكانه في حال توجيه الكمادات الباردة إلى مكان وجود رأسه، حيث بإمكانك وضع كمادات باردة على بطنك، وعلى وجه التحديد في المكان الذي تظنين أن رأس الطفل فيه، فسيشعر الطفل بالبرد ويحاول التحرُّك مبتعدًا.[١١]
  • التدليك: فيساعد هذا على إرخاء العضلات والأربطة المتصلبة في منطقة الحوض لديك، الأمر الذي يسهِّل حركة الطفل.[١١]
  • تقنية ويبستر: (بالإنجليزية: Webster Technique) يمكنك إجراء هذه التقنية من قبل شخص مختصّ فقط، فيساعد الأخصائي على محاذاة عظام الحوض والوركين بالطريقة الصحيحة، وإرخاء الرحم، ممّا قد يسمح للطفل بالحركة والاستدارة.[٤]
  • الوخز بالإبر: (بالإنجليزية: Acupuncture) وهو أحد أشكال الطب الصيني الذي لا بدّ من إجرائه على يد مختصّ، وتكمن أهمية هذا الإجراء في المساعدة على إرخاء الرحم وتحفيز حركة الطفل، وذلك عن طريق وضع إبر في نقاط معينة من الجسم، إذ يُعتقد أنّ ذلك يساعد على موازنة الطاقة داخل الجسم.[٤]
  • السباحة: قد تساعد السباحة على تحويل وضعية الجنين، إلا أنّ ذلك غير مُثبَت بعد، وتجدر الإِشارة إلى أنّها تساعد على إراحة الأم وإرخاء المفاصل، كما أنها لا تشكِّل أي ضرر على الجنين.[١٢]


أسئلة شائعة


أين أشعر بالركلات عندما يكون رأس الطفل متوجهًا إلى الأسفل؟

سيكون الشعور بالركلات تحت الأضلاع، كما ستشعرين بالجزء الصلب المدور لظهر طفلك موجودًا على جانب واحد من بطنك، لذا فالشعور بالركلات في هذا الاتجاه قد يشير إلى أنّ الطفل بالوضعية الرأسية التي تسمح بالولادة الطبيعية.[١٣]

لماذا يكون طفلي بوضعية مقعدية؟

حقيقة السبب الرئيسي وراء وجود طفلك بوضعية مقعدية غير مفهوم تمامًا، ولكن من الممكن لتشوهات الرحم، والحمل متعدّد الأجنّة، وموقع المشيمة أن يزيد من خطر حدوث ذلك.[١٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "External cephalic version (ECV)", pregnancybirthbaby, Retrieved 19/3/2021. Edited.
  2. "Breech pregnancy", Pregnancy Birth and Baby, 4/2020, Retrieved 22/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "External Cephalic Version (ECV)", webmd, Retrieved 19/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Breech Babies: What Can I Do if My Baby is Breech?", familydoctor, Retrieved 19/3/2021. Edited.
  5. "What happens if your baby is breech?", nhs, Retrieved 19/3/2021. Edited.
  6. "EXTERNAL CEPHALIC VERSION AND REDUCING THE INCIDENCE OF BREECH PRESENTATION", RCOG, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Breech baby at the end of Pregnancy and ECV", North Bristol NHS, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "What happens if my baby is breech?", Tommy's. Together, for every baby, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  9. "What is the role of a Kleihauer-Betke test in the workup of abruptio placentae?", Medscape, 30/11/2018, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "6 Ways to Turn a Breech Baby"، verywellfamily، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Turning a Breech Baby Naturally", parenting.firstcry, Retrieved 19/3/2021. Edited.
  12. Ariel Brewster (1/4/2018), "7 ways to turn a breech baby", Today's Parent, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  13. "Baby positions in the womb before birth", nct, Retrieved 19/3/2021. Edited.
  14. "Breech babies: what you need to know", nct, Retrieved 19/3/2021. Edited.