هناك أربعة فئات مختلفة من أنواع الدم؛ هي (A, AB,O,B) وقد تكون أنواع الدم هذه إما إيجابية أو سلبية، اعتماداً على وجود بروتين العامل الرايزيسي (RH) على السطح الخارجي لخلايا الدم الحمراء، ويعتبر الأشخاص الذين لديهم هذا البروتين على خلايا الدم الحمراء "إيجابيي العامل الرايزيسي"، أما الذين ليس لديهم هذا العامل يعدون "سلبي العامل الرايزيسي"،[١] وسنتناول في هذا المقال علاقة العامل الرايزيسي بالحمل.


العامل الرايزيسي وعلاقته بالحمل

تخضع جميع النساء لاختبار العامل الرايزيسي خلال الحمل، وهو أحد أكثر فحوصات الحمل أهميةً لصحة الجنين والحامل، وعادةً ما يتم إجراؤه في الأشهر الثلاثة الأولى في حال عدم وجود أي نزيف من المهبل، واعتماداً على نتائج الفحص الأولي، قد يقرر الطبيب إجراء فحوصات أخرى إضافية:[٢]

  • عامل رايزيسي موجب: لن تحتاج المرأة الحامل إلى إجراء اختبار آخر.
  • عامل رايزيسي سالب: قد يتمَّ إجراء فحص آخر لمعرفة ما إذا كان دم الأم السالب يحتوي على أجسام مضادة للعامل الرايزيسي، حيث من المحتمل الإصابة بحالة تسمّى عدم توافق العامل الرايزيسي (RH factor incompatibility) في حال كان الجنين يحمل زمرة دم موجبة،[٢] وتحدث حالة عدم توافق العامل الرايزيسي غالباً عندما يكون دم الأم سالباً، والأب موجباً، مما يعني أن الجنين قد يكون حاملاً لنوع مختلف من العامل الرايزيسي عن الأم، والجدير بالذكر أن عدم توافق العامل الرايزيسي لا يسبب أي مشاكل إن كان هذا هو الحمل الأول للأم.[٣]


ماذا يحدث عندما تكون زمرة دم الأم سالبة للعامل الرايزيسي والجنين موجبة؟

تكمن المشكلة إن دخلت كمية صغيرة من دم الطفل إلى مجرى دم الأم أثناء الحمل أو الولادة؛ ففي هذه الحالة يمكن للأم إنتاج الأجسام المضادة ضد خلايا الطفل ذات العامل الرايزيسي الإيجابي، وتعرف هذه الأجسام المضادة " بالأجسام المضادة D"، ويجدر بالذكر عدم تأثير هذا الأمر على الحمل الأول على الأغلب، لكن في حال حملت الأم بطفلٍ آخر ذو عامل رايزيسي إيجابي، فقد يستجيب الجهاز المناعي للأم بشكل كبير، وينتج بعض أنواع الأجسام المضادة التي تعبر المشيمة، وتسبب تلف خلايا دم الطفل، وهذا قد يؤدي إلى حالة تسمّى مرض انحلال الدم عند الوليد، أو مرض العامل الرايزيسي (Rhesus disease)، وهي حالة من شأنها أن تتسبب في إصابة الجنين بفقر الدم، أو اليرقان، أو حتى التأثير على خلايا دماغ الطفل.[٤]


ما الذي يحفز إنتاج الأجسام المضادة للعامل الرايزيسي؟

قد تؤدي الحالات التالية إلى إنتاج الأجسام المضادة للعامل الرايزيسي عند الأم أثناء الحمل أو بعده:[٢]

  • المضاعفات المبكرة التي تحدث في بداية الحمل: مثل الإجهاض، أو الحمل خارج الرحم.
  • تعرّض الحامل للإصابات في المعدة أثناء الحمل.
  • حدوث النزيف أثناء الحمل.
  • الخضوع لبعض أنواع الفحوصات أثناء فترة الحمل، منها فحص السائل المحيط بالجنين (Amniocentesis)، وغيرها من الاختبارات التي تتطلب سحب السوائل، أو خلايا الجنين من جسم المرأة الحامل.
  • تدوير الطفل يدوياً بواسطة الطبيب إلى وضعية الولادة قبل بدء المخاض.[٥]
  • الولادة، سواء أكانت طبيعية أو قيصرية.[٢]


تجنب مضاعفات عدم توافق العامل الرايزيسي

يمكن تجنُّب حدوث مضاعفات حالة عدم توافق العامل الرايزيسي لدى الجنين من خلال إعطاء الأم الحامل صاحبة العامل الرايزيسي السالب حقنتين من الجلوبيولين المناعي للعامل الرايزيسي (إبرة Anti D) أثناء حملها الأول، وذلك في في حال لم ينتج الجسم أي أجسام مضادة بالفعل، وتُعطى الحقن في الأوقات التالية على الأغلب:[٦]

  • الحقنة الأولى: في الأسبوع 28 من الحمل.
  • الحقنة الثانية: خلال 72 ساعة من الولادة.


إذ يعمل الجلوبيولين المناعي للعامل الرايزيسي على منع جسم الأم من تصنيع أي أجسام مضادة للعامل الرايزيسي يمكنها أن تسبب أي مشاكل صحية خطيرة عند الوليد، أو تؤثر في الحمل بشكلٍ عام في المستقبل، ويجدر الذكر أنّ الحامل قد تحصل على الجلوبيولين المناعي للعامل الرايزيسي أيضًا إن تعرضت للإجهاض، أو لحدوث حمل خارج الرحم، أو إنْ خضعت لأي من الفحوصات التي سبق ذكرها،[٦] أمّا إن كان لدى الأم بالفعل أجسام مضادة للعامل الرايزيسي؛ فلن يُستفاد من الجلوبيولين المناعي؛ وبدلًا من ذلك سيقوم الطبيب بمراقبة صحة الطفل عن كثب، حيث يحتاج بعض الأطفال إلى نقل الدم بعد الولادة، وقد يحتاج البعض الآخر إلى وحدات دم وهم داخل الرحم.[٢]


المراجع

  1. "Rh Factor Incompatibility", birthinjuryhelpcenter, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Rh Factor", webmd, 13/8/2020, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  3. "Rh Incompatibility During Pregnancy", kidshealth, 1/10/2018, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  4. "Rhesus D negative in pregnancy", pregnancybirthbaby, 1/5/2020, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  5. "Rh Incompatibility", familydoctor, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "RH DISEASE", marchofdimes, Retrieved 27/1/2021. Edited.