حسب مركز الوقاية من الأمراض ومكافحتها (CDC) تكون النساء الحوامل معرّضات للإصابة بتجلط الدم بمقدار 5 أضعاف بالنسبة للآخرين طوال فترة الحمل وحتى 3 أشهر من بعد الولادة،[١] لذا إن معرفة علامات تجلط الدم وعوامل الخطورة تساهم في الوقاية منها وتشخيصها مبكراً، مما يقلل من مخاطرها ومضاعفاتها عليكِ وعلى طفلك.[٢]
علامات تجلط الدم عند الحامل
يحدث تجلط الدم أو ما يعرف بالخثار الوريدي العميق (بالإنجليزية: -Deep Vein Thrombosis -DVT) في العادة في الأوردة الدموية العميقة الموجودة في الحوض، أو الفخذين، أو الساقين، أو اليدين، وتختلف الأعراض اعتماداً على بقاء الجلطة الدموية في الموقع الذي تشكّلت فيه، أو تحركها ضمن الدورة الدموية لموضع آخر كالرئتين.[٣]
وتتضمن أكثر علامات تجلط الدم شيوعاً:
- انتفاخ الطرف المصاب.
- الشعور بسخونة عند لمس الطرف المصاب، مع تغير في لون البشرة واحمرارها.
- الشعور بألم غير ناتج عن إصابة أو أي شيء آخر،[١] بالإضافة إلى شعور بعدم الراحة في الطرف المصاب يتمركز في العادة في بطة الساق، ويزداد حدةً عند ثني القدم باتجاه الركبة .[٤]
- ألم مستمر في قدم واحدة عند المشي أو الوقوف.[٥]
- بروز الأوردة بشكل أكبر من الطبيعي.[٦]
- ألم في منطقة البطن السفلية.[٧]
- ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.[٧]
في الكثير من الأحيان تتشابه علامات وأعراض تجلط الدم مع أعراض الحمل الطبيعية ويصعب على الحامل التمييز بينهما.
كيف يمكنك التفريق بين علامات تجلط الدم والأعراض الأخرى المصاحبة للحمل ؟
يسبب الحمل بطبيعته انتفاخ الساقين وتورمها والشعور ببعض الألم، والذي تقل حدته مع الحركة المستمرة ورفع القدمين على وسادة أثناء النوم،[٨] ولتمييزه عن تجلط الدم، فإن الحمل عادةً ما يسبب انتفاخ كلا الساقين معاً، أما في حالة التجلط الدموي فإنّ الانتفاخ يتركّز في ساق واحدة أو طرفٍ واحد فقط، لكن عند الشك وصعوبة التمييز تجب استشارة طبيبك دائماً.[٩]
علامات الجلطة الرئوية عند الحامل
كما ذكرنا سابقاً بأن تجلط الدم يحدث عادةً في الأطراف السفلية، لكن بعد فترة ينتقل عن طريق الدورة الدموية إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين مشكلاًً ما يُعرف بالجلطة الدموية الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary Embolism). [[٣]
- صعوبة في التنفس.
- ألم حاد في الصدر، يزداد مع التنفس العميق أو عند السعال.
- السعال المصحوب بالدم.
- عدم انتظام ضربات القلب أو تسارعها.
- الشعور بحرقة أو حكة أو ثقل الصدر.[٥]
- صوت خشخشة في الصدر.
- الشعور بتوعك ووهن شديد.[٩]
- الشعور بصداع أو دوخة.[١٠]
- فقدان الوعي أو الدخول في غيبوبة.[١١]
الجلطة الرئوية حالة خطيرة وطارئة، ومن الممكن أن تهدد حياتك وحياة جنينك، ففي حالة ظهور أي من هذه العلامات والأعراض، فإنه يجب طلب المساعدة الطبية العاجلة في أسرع وقت، والتوجه إلى أقرب غرفة طوارئ لتقييم الحالة وعلاجها.
عوامل خطر الإصابة بتجلط الدم عند الحامل
عزيزتي الحامل، هنالك بعض العوامل التي إذا اجتمعت مع الحمل فإنها قد تعمل على زيادة نسبة خطر الإصابة بتجلط الدم، وهنا يلزم زيادة الحيطة والحذر وعدم تجاهل أو إهمال أي من الأعراض المذكورة سابقاً والتواصل مع طبيبك فور حدوثها، وهذه العوامل هي:[٩]
- الإصابة بتجلط الدم سابقاً.
- الإصابة بحالة مرضية جينية مرتبطة بالتخثر، كمتلازمة فرط التخثر (بالإنجليزية: Thrombophilia).
- العمر أكبر من 35 عاماً.
- المعاناة من السمنة المفرطة.
- إنجاب 3 أطفال على الأقل قبل هذا الحمل.
- في حال كان الحمل عن طريق التلقيح الصناعي أو ما يعرف بأطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In Vitro Fertilization -IVF).
- الحمل بأكثر من طفل واحد (حمل التوائم).
- الإصابة بما يعرف بما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia)،[٩] وهي إحدى مضاعفات الحمل التي تتميز بارتفاع ضغط الدم وعلامات تضرر عضو آخر، مثل الكبد والكلى.[١٢]
- عدم التحرك لفترة طويلة من الزمن، بسبب السفر أو بعد إجراء عملية جراحية.[٩]
- وجود قريب من الدرجة الأولى أصيب بتجلط في الدم.[٩]
- التدخين.[٩]
- التعرّض إلى عدوى أو إصابة خطيرة مؤخراً، كحصول كسور في الأطراف.[٤]
- الإصابة بتوسع الأوردة (الدوالي)، وخصوصاً المتركزة فوق الركبة مع احمرار وألم.[٤]
- الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والشرايين، أو السرطان.[٦]
- الإصابة بقيء مفرط في فترة الحمل (بالإنجليزية: Hyperemesis Gravidarum)، وخصوصاً في الثلث الأول من الحمل.[٧]
- الإصابة بانفصال المشيمة المبكر (بالإنجليزية: Placental Abruption).[٧]
سبل الوقاية من تجلط الدم عند الحامل
هنالك العديد من الأمور التي يمكنك القيام بها لتحافظي على نشاط دورتك الدموية ووقاية نفسك من تجلط الدم ومضاعفاته، ومنها:[٢]
- تعرّفي على علامات وأعراض الإصابة بتجلط الدم المذكورة أعلاه، وراجعي الطبيب المشرف عليك أو غرفة الطوارئ في حالة ظهورها.
- تعرّفي على عوامل خطر الإصابة بتجلط الدم عند الحامل، وأخبري طبيبك المشرف في حال وجود أياً منها لديكِ، وذلك لمناقشتها وتقييمها من قبله قبل حصول الحمل أو خلال الزيارات الأولية بعد الحمل، واتخاذ القرارات اللازمة لحمايتك وجنينك من تجلط الدم.
- تحرّكي قدر الإمكان عند السفر لمدة طويلة تتجاوز ال 4 ساعات، وذلك عن طريق المشي إن أمكن، وفي حالة تعذر المشي ُينصح بالقيام بتمارين التمدد التالية:
- التمرين الأول: قومي بمد ساقيكي باستقامة بعيداً عن جسدك، وحرّكي كاحليك واسحبي أصابع قدميك باتجاه جسدك، ومن ثم قومي بدفعهم بعيداً عن جسدك، كرري التمرين بقدر حاجتك.
- التمرين الثاني : اسحبي ركبتك باتجاه صدرك مع تثبيتها لمدة 15 ثانية.
- احرصي على ارتداء ملابس مريحة وحذاء غير ضيق عند السفر، واشربي الكثير من السوائل للوقاية من الجفاف وتنشيط حركتك الدموية.
- احرصي على الالتزام بتعليمات طبيبك المشرف وفريقك الطبي في فترة الحمل وما بعد الولادة، واتبعي خطتك العلاجية الموضوعة، واستمري بأخذ علاجاتك المصروفة لك من قبل الطبيب كمميعات الدم أو الأدوية المضادة للتخثر، ولا تهملي أي من المراجعات الدورية التي يتم تحديدها.
- اتبعي نمط حياة صحي، بالتخلي عن عادة التدخين إن كنت مدخنة، وممارسة التمارين الرياضية التي تتناسب مع الحمل، والبدء بحمية غذائية صحية، لكن احرصي على مناقشة طبيب أولاً قبل البدء بأي حمية أو ممارسة أي نوع من الرياضة للتأكد من أمانها على صحتك وصحة جنينك.[١٣]
- استخدمي الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression Stockings)، والتي تساعد على التقليل من نسبة حدوث تجلط الدم أثناء الحمل، إذ تعمل هذه الجوارب على تنشيط الدورة الدموية في الأطراف والتقليل من انتفاخ الساقين، لكن احرصي على استشارة طبيبك قبل استخدامها.[١٤]
أسئلة شائعة
1- ماذا أفعل في حال ظهور أعراض تجلط الدم عند الحمل؟
إذا كانت لديك أي علامات تدل على الإصابة بتجلط الدم، فاطلبي العناية الطبية على الفور، إذ يتمكن الطبيب من معرفة ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن تجلط الدم عن طريق إجراء الموجات فوق الصوتية للمنطقة المصابة،[١٥] وإذا أظهرت الفحوصات أنك تعانين من تجلط الدم، فيكون العلاج في العادة عبارة عن أدوية مميعة للدم، بحيث يختار الطبيب الأدوية الآمنة للحامل.[١٥]
2- هل هنالك أي خطر على الجنين في حال ظهور علامات تجلط الدم؟
قد يتسبب تجلط الدم في حدوث مضاعفات خطيرة عليكِ وعلى طفلك في حال إهماله وعدم علاجه، خصوصاً عند انتقال الجلطة إلى الرئة، إذ قد يجعل الجنين معرّضاً لخطر الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو إصابته بمتلازمة نقص النمو الجنيني (بالإنجليزية: - Intrauterine Growth Restriction)، ولا ننسى خطورته عليكِ، حيث يمكن أن يزيد من احتمالية إصابتك بسكتة دماغية أو جلطة قلبية، لذلك نؤكد على ضرورة الانتباه على العلامات والعلاج المبكر.[١٣]
المراجع
- ^ أ ب ت "Venous Thromboembolism (Blood Clots) and Pregnancy", CDC, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "BLOOD CLOTS AND PREGNANCY", MARCH OF DIMES, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Pregnant? Don't Overlook Blood Clots", CDC, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Deep vein thrombosis in pregnancy", NHS, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Preventing Deep Vein Thrombosis", ACOG. Edited.
- ^ أ ب "Deep Vein Thrombosis in Pregnancy", WebMed, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Preventing and managing blood clots in pregnancy", health central, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "Swollen ankles, feet and fingers in pregnancy", nhs, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Venous thrombosis in pregnancy and during birth", royal berkshire nhs, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ increases the pressure in,contraceptives) or hormone replacement therapy "Deep vein thrombosis (DVT)", .mayo clinic, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ " What all pregnant women should know about blood clots", UT Southwestern Medical Center, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ is a pregnancy complication,blood pressure had been normal. "Preeclampsia", mayoclinic, Retrieved 23/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Deep Vein Thrombosis in Pregnancy", WebMed, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ↑ "How to Prevent Deadly Blood Clots in Pregnancy", every day health, Retrieved 18/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "How to Prevent Deadly Blood Clots in Pregnancy", everydayhealth, Retrieved 23/12/2020. Edited.