يحدث البلوغ المبكر لدى الأطفال عندما تبدأ التغيرات الجسدية الدالة على انتقالهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضوج والبلوغ في وقت مبكر، ويعني ذلك ظهورها قبل سن 9 سنوات للذكور وقبل 8 سنوات للإناث، وفي بعض الحالات قد لا يحتاج الطفل لعلاج نهائياً، إذ يشخص الطبيب الحالة ويتخذ القرار المناسب وفقاً لذلك، لكن ما هي العلاجات المتاحة للبلوغ المبكر؟[١]


علاج البلوغ المبكر

الخيار الأول لعلاج البلوغ المبكر هو العلاج بنظير الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH analogs) وهي أدوية تعطى على شكل حقن في العضل أو تحت الجلد تعمل على إيقاف علامات البلوغ المبكر، وتمنع ظهورها طوال فترة العلاج، وذلك من خلال تثبيط الهرمونات المسؤولة عن حدوث البلوغ.[٢][٣]


ويعتبر العلاج بنظير الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية فعال بشكل كبير، لكن درجة فعاليته تختلف من طفل لآخر اعتماداً على عدة عوامل، وفي حال تم تلقي العلاج بالوقت المناسب سيزداد ظهور أعراض البلوغ في الشهر الأول، ومن ثم تبدأ هذه الأعراض بالاختفاء، ولا تظهر مرة أخرى إلا بعد إيقاف الدواء بفترة، غالباً ما تكون 16 شهراً تقريباً، وذلك عند وصول الطفل لسن البلوغ الطبيعي.[٢][٣]


وهناك عدة أشكال من أدوية نظائر الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، ومنها:[٢][٣]

  • حقن: وتكون إما حقن عضلية تعطى شهرياً، أو حقن تحت الجلد وتعطى يومياً.
  • زرعة تحت الجلد: وتكون على شكل أنبوب صغير يزرع تحت الجلد ويفرز الدواء بشكل تدريجي، ويتم تجديد الزرعة كل سنة تقريباً.


العلاجات الأخرى للبلوغ المبكر

تشمل العلاجات الأخرى الممكنة للبلوغ المبكر ما يلي:[٤]

  • حقن البروجستين: (Progestin)، ولكنها تعتبر أقل فعالية مقارنة بحقن نظائر الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية.
  • الجراحة والعلاج الإشعاعي: ويلجأ لهما في حال كان سبب البلوغ المبكر مرتبطاً بتشكل ورم في الدماغ.
  • أدوية أخرى: وتستخدم لعلاج الحالات الصحية المسببة للبلوغ المبكر في حال وجودها، مثل الكورتيزون، أو تاموكسيفين (Tamoxifen)، أو سيبروتيرون أسيتات (Cyproterone acetate)، أو كيتوكونازول (Ketoconazole)، أو تستولاكتون (Testolactone).


عوامل تحدد أهمية علاج البلوغ المبكر

بالرغم من أهمية علاج البلوغ المبكر وفعاليته، إلا أن الكثير من الأطفال الذين يواجهون علامات البلوغ المبكر لا يحتاجون للعلاج، وغالباً يعتمد الطبيب على العوامل التالية لتحديد حاجة الطفل للعلاج من عدمه:[٢][٣]

  • الوقت الذي مضى منذ تشخيص الحالة لأول مرة، ففي بعض الحالات تختفي أعراض البلوغ بعد ظهورها دون إعطاء أي علاج، لذا فإن الطبيب سينتظر 6 أشهر بعد التشخيص قبل البدء بالعلاج.
  • عمر الطفل عند التشخيص، ففي حال كان الطفل قريب من سن البلوغ الطبيعي، لن ينصح الطبيب بإعطاء العلاج، والعمر المفضل لبدء العلاج هو 5-6 سنوات.
  • سرعة تطور الأعراض، ففي حال كان ظهور الأعراض بطيء سينصح الطبيب بالانتظار وعدم إعطاء علاج.
  • طول الطفل عند التشخيص، فالأطفال قصيروا القامة مقارنة بأقرانهم، أو الأطفال الأقل من 6 سنوات، يفضل الطبيب إعطائهم الدواء، لمنح أجسامهم فرصة للنمو أكثر، قبل البلوغ.
  • الحالة النفسية للطفل وجاهزيته لمواجهة أعراض البلوغ، قد يعاني الأطفال المصابين بالبلوغ المبكر من الخجل والارتباك بشأن التغيرات التي تحدث لأجسادهم، مما قد يؤثر في ثقتهم بأنفسهم ويعرضهم لخطر الإصابة بالاكتئاب.


نصائح وإرشادات للتعامل مع الطفل المصاب بالبلوغ المبكر

هناك عدد من النصائح التي يوجهها المختصون للأهالي للتعامل مع طفلهم الذي يعاني من البلوغ المبكر، ومنها الآتي:[٥]

  • الإجابة عن جميع استفسارات الطفل المتعلقة بما يحدث لجسمه من تغيرات.
  • منح الطفل الوقت الكافي للتعبير عن مخاوفه وأفكاره، مع ضرورة إتاحة الفرصة له ليكون صريحاً وصادقاً في حديثه.
  • التوضيح للطفل أن البلوغ مرحلة سيمر بها جميع الأطفال، مع التأكيد على أن وقتها قد يختلف من طفل لآخر.
  • تفهم فضول الطفل وارتباكه بشأن المشاعر الجنسية التي ظهرت له مبكراً.
  • تعزيز احترام الطفل لذاته.
  • تشجيع الطفل على المشاركة في الرياضة، والفنون، والأنشطة الأخرى.
  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه ونجاحه الدراسية.
  • اصطحاب الطفل إلى مختص لتعلم استراتيجيات التأقلم مع التغيرات التي طرأت عليه.


المراجع

  1. "Precocious puberty", mayoclinic, Retrieved 22/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Precocious puberty", mayoclinic, Retrieved 25/5/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Puberty: Treatment Options,medicines as injections or implants. "How Doctors Diagnose and Treat Precocious Puberty", webmd, Retrieved 25/5/2022. Edited.
  4. "Precocious Puberty", patient.info, Retrieved 22/1/2022. Edited.
  5. "Precocious Puberty in Boys and Girls", healthline, Retrieved 22/1/2022. Edited.