تتعدد وسائل منع الحمل المتوفرة؛ منها المؤقتة ومنها الدائمة، وقد يصل الزوجان إلى قرار التوقف عن الإنجاب ويفكران في وسيلة تمنع الحمل بشكلٍ دائم، ويُعد ربط قناة فالوب إحدى هذا الوسائل.[١]


ما هي عملية ربط قناة فالوب؟

ربط قناة فالوب (Tubal ligation)، والذي يُعرف أيضًا بمصطلح تعقيم المرأة (Female sterilization)، هو إجراء جراحي يتم من خلاله منع حدوث الحمل من خلال قص قناتي فالوب أو ربطهما، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ قنوات فالوب تُمثل القنوات التي تصِل المبايض بالرحم، وفيها تبقى البويضة بعد نضوجها لفترةٍ من الزمن بحيث يتمّ تخصيبها بالحيوانات المنوية في حال توفر الظروف المُلائمة لذلك، وبالتالي يؤدي هذا الإجراء إلى منع الحمل بشكلٍ دائم عن طريق منع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.[٢][٣]


دواعي إجراء عملية ربط قناة فالوب

يُلجأ لإجراء عملية ربط قناة فالوب في العديد من الحالات، والتي نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • منع حدوث الحمل، وذلك لدى النّساء الواثقات من عدم رغبتهنّ بالحمل مستقبلًا.
  • تقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض، وبخاصة لدى النساء اللاتي بلغن من العمر 40 عامًا أو أكثر، أو ممّن لديهنّ تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المبيض.
  • تقليل مخاطر الحمل، في حال ثبت وجود خطورة حقيقة على المرأة إذا ما حدث الحمل لديها.[٣]
  • وجود اضطراب وراثي مُعين لدى أحد الأبوين أو كلاهما، وعدم رغبتهما بولادة أطفال يُعانون من هذا الاضطراب.[٣]


ما مدى فعالية هذه الوسيلة في منع الحمل؟

يعتبر إجراء ربط قناة فالوب فعالاً بنسبة كبيرة، ولكن هناك احتمالاً ضئيلاً لحدوث الحمل بعد الربط، وفي حال حدوثه تزيد فرصة أن يكون الحمل خارج الرحم.[٢]


كيف تُجرى عملية ربط قناة فالوب؟

تُجرى عملية ربط قناة فالوب عن طريق إجراء شقّ في البطن أو باستخدام منظار البطن، حيث يقوم الطبيب بإغلاق القنوات باستخدام مشابك، أو قصها وربطها باستخدام خيوط، أو إذا كانت المرأة حاملاً وستلد بعملية قيصرية فيمكن إجراء الربط بعد العملية القيصرية،[٥][٢] وفي الحقيقة تستغرق عملية ربط قناة فالوب نحو نصف ساعة، وفيما يأتي بيان آلية إجرائها بالتفصيل:[٤]

  • إخضاع المرأة لتخدير عام بحيث تكون نائمة وغير قادرة على الشعور بالألم، أو قد يتم إخضاعها للتخدير الجزئي، وقد يتمّ إعطاؤها أيضًا أدوية تُشعِرها بالنعاس.
  • يقوم الطبيب بإجراء قطع جراحي صغير في البطن تحديدًا في المنطقة المُحيطة بالسرة، وقد يتم إجراء شقين اثنين في بعض الحالات.
  • يقوم الطبيب بضخ الغاز في البطن بما يُتيح توسّعه وإمكانية رؤية الرحم وقناتي فالوب.
  • يقوم الطبيب بإدخال منظار في البطن، ويكون على شكل أنبوب ضيق مُرفق بنهايته كاميرا صغيرة، ومن خلال المنظار سيتمّ إدخال الأدوات اللازمة لربط قناة فالوب، أو قد يتمّ إدخالها من خلال قطع صغير منفصل.
  • يقوم الطبيب بإغلاق قنوات فالوب عن طريق كيّها أو تثبيتها بمشبك أو حلقة صغيرة، أو قد يتمّ إزالة هذه القنوات بالكامل عن طريق الجراحة.


نصائح للتعافي بعد العملية

تستطيع معظم النساء مغادرة المستشفى بعد ساعتين إلى أربع ساعات من إجراء عملية ربط قناة فالوب باستخدام المنظار، وقد تشعرين ببعض الأعراض لعدة أيام، مثل: الدوخة، والغثيان، وانتفاخ البطن، بالإضافة إلى ألم الحلق، ويكون ذلك ناتج عن الأنبوب المستخدم في التخدير،[٥] ويُمكن اتباع مجموعة من النصائح والإرشادات التي تُسهّل عملية التعافي بعد جراحة ربط قناة فالوب:[٣]

  • خذي مسكنات الألم التي يصفها الطبيب.
  • استلقي على ظهركِ لتخفيف ألم الكتف الذي قد يحدث بعد العملية.
  • احرصي على بقاء موضِع جرح العملية جافًّا حتّى بضعة أيام بعد الجراحة، مع الحرص على اتباع الإرشادات المتعلقة بالاستحمام، وتبديل الملابس، والعناية بالغرز.
  • عودي لممارسة الأنشطة العادية بشكلٍ تدريجي في غضون أيام قليلة بعد العملية.
  • تجنبي رفع الأشياء الثقيلة لبضعة أسابيع.
  • انتظري حتّى أسبوع تقريبًا قبل استنئاف ممارسة العلاقة الزوجية.


موانع استخدام وسيلة ربط قناة فالوب

يُعد المانع الأساسي لاستخدام وسيلة ربط قناة فالوب هو احتمالية الشعور برغبةٍ بالإنجاب مرة أخرى في المستقبل، حيث إنّ الكثير من الأزواج الذين اتخذوا هذا القرار وهم في عمرٍ صغير أو قبل اكتمال العائلة، شعروا بالندم على هذا القرار مستقبلًا، وبالرغم من إمكانية إعادة توصيل قناة فالوب، إلّا أنها عملية كبرى وقد لا يحدث بعدها حمل لدى كثير من النساء، ولا يُنصح أيضاً باللجوء إلى هذه الوسيلة للمرأة التي تعاني من السمنة المفرطة، أو التصاقات النسيج في البطن، أو تشوهات في قناة فالوب، أو وجود سيرة مرضية لأمراض مزمنة، وبشكلٍ عامّ لا يُنصح بهذه العملية كوسيلة لمنع الحمل في حال عدم وجود يقين تام لدى الزوجين بعدم وجود رغبة للحمل في المستقبل.[٢]


إيجابيات وسيلة ربط قناة فالوب

كأي وسيلة أخرى من وسائل منع الحمل، هناك العديد من الإيجابيات لربط قناة فالوب، نذكر منها ما يأتي:[٦]

  • اعتبارها حلّ جيد عند اكتمال العائلة وعدم الرغبة في الإنجاب؛ حيث إنّها تمنع الحمل بشكلٍ دائمٍ تقريباً.
  • عدم تأثر الدورة الشهرية بعد استئصال قناة فالوب، كما أنّها لا تُسبّب الآثار الجانبية التي قد تسببها حبوب منع الحمل؛ مثل تقلب المزاج، والصداع، وزيادة الوزن، أو تلك التي قد يسببها اللولب؛ مثل غزارة الدورة الشهرية أو نزول بقع دموية بين الدورة والأخرى.
  • جعل ممارسة العلاقة الزوجية أقل توتراً، حيث إنّه لا داعي لتذكر موعد الدواء، أو حساب الأيام لتجنب الحمل.
  • تقليل فرص الإصابة بسرطان المبيض.
  • مُلائمة هذه الوسيلة عندما يكون هناك حاجة ملحّة تستدعي منع الحمل، كأن يكون للحمل آثار صحية خطيرة على الأم، أو في حال وجود أمراض وراثية يخشى الزوجان انتقالها للأبناء.


سلبيات وسيلة ربط قناة فالوب

فيما يتعلّق بسلبيات ربط قناة فالوب، فنذكر منها ما يأتي:[٦]

  • صعوبة أو استحالة الحمل مستقبلًا: فنظرًا لكون هذه الوسيلة تمنع الحمل بشكلٍ دائم فهذا يجعلها وسيلة سلبية في بعض الأحيان، حيث إنّ بعض الأزواج تتغير قرارتهم ويفكرون بالإنجاب من جديد، وقد يكون ذلك صعباً حتى لو تم القيام بإجراء جراحي لفتح القنوات، لذا لا ينبغي اتخاذ هذا القرار إلّا إذا كان الزوجان متأكدين من عدم رغبتهما بالإنجاب مستقبلًا.
  • احتمالية حدوث الحمل لكن خارج الرحم: ويحدث ذلك في حالاتٍ نادرة عندما لا يتم إجراء ربط كامل للقنوات، ولكن تكمن المشكلة في أنّ الحمل بعد ربط القنوات يزيد من احتمالية أن يكون الحمل خارج الرحم، والذي يحدث غالباً في قناة فالوب.
  • عدم قدرتها على الحماية من الأمراض المنقولة جنسياً: وينبغي على الزوجين استخدام الواقيات لهذا الغرض في حال كان أحد الزوجين مُصابًا بأحد الأمراض الجنسية.
  • احتمالية حدوث انخفاض مفاجئ في مستوى هرمونات الإستروجين والبروجسترون بعد ربط القنوات: وينجم عن ذلك أعراض تشبه أعراض انقطاع الطمث، مثل: الهبّات الساخنة، والتعرّق الليلي، وجفاف المهبل، وانخفاض الرغبة الجنسية، وعدم انتظام الدورة الشهرية.
  • الآثار المُترتبة على الجراحة ذاتها: والتي قد تتضمّن عدوى أو نزيف الأمعاء، أو المثانة، أو الأوعية الدموية الرئيسية.


دواعي مراجعة الطبيب

تعود معظم النساء لممارسة حياتهم الطبيعية بعد أسبوع من إجراء عملية ربط قناة فالوب، ولكن خلال فترة وجودكِ في المنزل، وإذا ما شعرتِ بأي من الأعراض التالية، فاتصلي بطبيبك على الفور:[٧]

  • ارتفاع في درجة الحرارة، بحيث تبلغ 38 درجة مئوية أو أكثر.
  • الإغماء.
  • الألم الشديد في البطن، والذي يزداد سوءًا مع الوقت.
  • نزيف دموي موضِع الجرح.
  • إفرازات ذات رائحة كريهة من موضِع الجرح.


المراجع

  1. "Permanent Birth Control Methods", drugs, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Tubal Ligation Surgery: Everything You Need to Know", verywellhealth, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Tubal Ligation", hopkinsmedicine, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Tubal ligation", medlineplus, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Sterilization by Laparoscopy", acog, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Getting Your Tubes Tied: Pros, Cons, What to Know", webmd, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  7. "Tubal ligation", mayoclinic, Retrieved 26/12/2020. Edited.