تعرف التشوهات الجنينية بعدة أسماء من ضمنها الاضطرابات الخلقية أو العيوب الولادية،[١] فما هي هذه التشوهات؟، ولماذا تحصل؟، وكيف يتم تشخصها؟، وهل يمكن علاجها؟، وما هي سبل الوقاية منها؟
تشوهات الجنين
تشوهات الجنين (بالإنجليزية: Fetal Anomaly)، أو الاضطرابات الخلقية (بالإنجليزية:Congenital anomalies)، أو العيوب الولادية (بالإنجليزية: Birth Defects)، هي عبارة عن تشوهات غير طبيعية، قد تكون هيكلية تظهر في بنية جسم الطفل أو وظيفية تؤثر على قيام جسم الجنين بوظائفه الطبيعية، تحصل للجنين في الرحم أثناء فترة الحمل، ويتم التعرف عليها وتشخصها عند الولادة أو لاحقاً في فترة الطفولة، لكن بالرغم من ذلك فهي تكون متواجدة قبل أو أثناء الولادة.[٢]
ما هي تشوهات الجنين الأكثر شيوعًا؟
هنالك العديد من التشوهات التي من الممكن أن تصب الأجنة داخل الرحم، وتؤثر على صحتهم وتطورهم ونموهم، ولكن أكثرها شيوعاً ما يأتي:[٣]
- داء القلب الخلقي، (بالإنجليزية: Congenital heart defects-CHD)، يأتي داء القلب الخلقي بعدة أشكال مختلفة تؤثر على أجزاء القلب ووظيفته في الضخ الدم، هذه التشوهان قد تكون بوجود فتحة في جدار القلب، قلب ينبض أسرع أو أبطأ من المعدل الطبيعي، وجود عيوب في صمامات القلب تمنع الدم من التدفق بسهولة، أو وجود أوعية دموية في غير مكانها مما سيؤثر على قيام القلب والجهاز الدوري بوظيفته.
- حنف القدم، (بالإنجليزية: Clubfoot)، يصيب حنف القدم الأجنة الذكور أكثر من الأجنة الإناث، يظهر بعدم قدرة الطفل على إعادة الرجل إلى الوضع الطبيعي نتيجة تشوهات في عظام القدم ومفصل الكاحل وهيكل القدم مما يجعل القدم ضيقة وغير طبيعية.
- متلازمة داون، (بالإنجليزية: Down syndrome)، تحصل متلازمة داون نتيجة وجود كروموسوم إضافي في الجسم مما يتسبب بحصول تأخر عقلي والتشوهات وجهية، وتشوهات صحية مثل ضعف السمع وضعف البصر وعيوب في القلب.
- الشلل الدماغي، (بالإنجليزية: Cerebral palsy)، هي حالة تؤثر على حركة الطفل وقدرته على المحافظة على توازن الجسم، نتيجة لحصول تلف في جزء الدماغ الذي يتحكم في حركة العضلات، تشمل الأعراض التخلف العقلي أو صعوبات التعلم أو مشاكل في الرؤية أو السمع أو الكلام، وفي العادة لا يتم تشخيصه حتى يبلغ الطفل عامين أو ثلاثة أعوام.
- السنسنة المشقوقة، (بالإنجليزية: Spina bifida)، أو عيوب الأنبوب العصبي، إن الأنبوب العصبي هو جزء من الجنين يتطور في النهاية إلى الدماغ الطفل وحبله الشوكي والأنسجة التي تحيط بهما، عندما يحدث خطأ ما في هذه العملية ولا يغلق الأنبوب العصبي بشكل صحيح، لا يتطور الحبل الشوكي أو الفقرات بشكل طبيعي، يحصل في العادة نتيجة أسباب جينية و، بيئية وهي نقص فيتامين حمض الفوليك.
- فقر الدم المنجلي، (بالإنجليزية: Sickle cell disease)، يتمثل بعدم قدرة خلايا الدم الحمراء على حمل الأكسجين الكافي إلى أجزاء الجسم.
- الشفة المشقوقة والشق الحلقي، (بالإنجليزية: Cleft lip)، يعرف أيضاُ بالشفة الأرنبية، وهو عيب جمالي، حيث أن الطفل يولد بفتحة في الشفة ، وأو فتحة في سقف الفم، ولكن يمكن تصحيحه بعد الولادة بفترة قصيرة، وبمجرد التصحيح، يعيش الطفل حياة طبيعية.
- متلازمة كروموزوم إكس الهَشّ، (بالإنجليزية: Fragile X syndrome)، هذا عيب في الكروموسومات يُلاحظ بشكل عام عند الأطفال الذكور، تشمل الأعراض وجهًا طويلاً، وآذانًا كبيرة، وأقدامًا مسطحة، وأسنانًا ملتصقة ببعضها، ومشكلات في القلب، أو حتى أعراض توحد طفيفة.
- متلازمة الكحول الجنينية، (بالإنجليزية: Fetal alcohol syndrome-FAS)، هي مجموعة من العيوب الخلقية العقلية والجسدية التي تحدث بسبب الاستهلاك المفرط للكحول من قبل الأم أثناء الحمل، حيث يولد الأطفال بحجم أصغر من الطبيعي ، والكثير منهم لديهم دماغ صغير أو غير طبيعي.
أسباب تشوهات الجنين
يمكن أن تحصل تشوهات للجنين في أي فترة أثناء الحمل، لكن معظمها يحصل في فترة أول 3 شهور، حيث أنه الطفل ينمو ويتطور وتتكون أعضاءه، إلا أنه حسب منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية:World health organization-WHO)، فإن 50% من حالات تشوه الأجنة لا يمكن ربطه بسبب بمعروف،[٢] إلا أنه تتواجد بعض الأسباب التي يمكن أن تسبب تشوهات للجنين مثل الأسباب الجينية، حيث أن هذه التشوهات تنتقل وراثياً للأبناء عن طريق جينات الآباء، أو نتيجة حصول مشكلة بالكروموسومات، بالإضافة لأسباب بيئية نتيجة التعرض إلى أدوية أو مواد كيميائية معينة، أوالإصابة بالتهابات،[٤]
عوامل تزيد خطر الإصابة بتشوهات الجنين
جميع النساء الحوامل معرضات لحصول تشوهات للجنين إلا أن وجود بعض العوامل لدى النساء تزيد م احتمالية إصابة الأجنة، وهذه العوامل هي:[٥]
- وجود تاريخ عائلي مرضي بتواجد تشوهات جنينية أو أمراض جينية.
- القيام بالتدخين، أو تناول المشروبات الكحولية، أو استخدام المخدرات أثناء الحمل.
- عمر الأم أثناء الحمل أكثر من 34 عاماً.
- الإصابة بالتهاب بكتيري أو فيروسي وتركه من دون معالجته.
- استعمال بعض الأدوية التي تحمل نسبة خطورة عالية بالتسبب بتشوهات للجنين، مثل أدوية الايزوتريتنون (بالإنجليزية: Isotretinoin)، والليثيوم (بالإنجليزية:lithium).
- النساء اللواتي يعانين من بعض الحالات الطبية أو أمراض مزمنة مثل السمنة والسكري، قبل أو أثناء فترة الحمل.
- عدم توفر رعاية طبية للحوامل ما قبل الولادة.
- أنجبت طفلًا مصابًا بعيوب خلقية.[٤]
تشخيص تشوهات الجنين أثناء الحمل
يتم إجراء بعض الفحوصات أثناء فترة الحمل خصوصاً للنساء اللواتي يحملن عوامل خطورة للإصابة بتشوهات للجنين، وهذه الفحوصات تساعد على تشخيص تشوه الأجنة قبل الولادة :[٦]
- الفحص المشترك في الثلث الأول من الحمل، (بالإنجليزية: Combined first trimester screening-CFTS).
- فحص الحمض النووي الخالي من الخلايا قبل الولادة، (بالإنجليزية: Non-invasive prenatal testing-NIPT).
- فحص مصل الأم في الثلث الثاني من الحمل، (بالإنجليزية: Second trimester maternal serum screening-2TMSS).
- إجراء صورة الموجات فوق الصوتية، (بالإنجليزية: Ultrasound).
- فحص السائل الأمنيوسي للجنين، (بالإنجليزية: Amniocentesis).
- فحص دم الجنين عن طريق الجلد، (بالإنجليزية: Percutaneous).
- فحص عينات مأخوذة من خلايا المشيمة، (بالإنجليزية: Chorionic villus sampling-CVS).
علاج تشوهات الجنين
لا يوجد علاج شافي لتشوه الأجنة إلى أن معالجة الجنين تهدف للتقليل من المشاكل الصحية التي تسببها تشوهات الأجنة، ويعتمد اختيار العلاج على أعراض الطفل، وعمره، ووضعه الصحي الشامل، ومدى شدة التشوه وتأثيره على حياة الطفل، ويتنوع العلاج ما بين استخدام أدوية، القيام بعمليات جراحية، العلاج الفيزيائي والوظيفي، أو التدخل التعليمي،[٧] وفي بعض الحالات قد لا تحتاج التشوهات الجنينية إلى علاج وقد تشفى من تلقاء نفسها قبل الولادة، أما البعض الآخرمن التشوهات يحتاج إلى رعاية متخصصة أثناء الولادة أو بعد وقت قصير من ولادة الطفل، في حالات نادرة ، قد تكون هناك حاجة إلى العلاج بينما لا يزال الطفل في الرحم.[١]
ما الذي يمكن فعله أثناء الحمل للتقليل من احتمالية الإصابة بتشوهات الجنين؟
كما ذكرنا سابقاً أن العديد من التشوهات الجنينية ليس لها سبب وبالتالي لا يمكن الوقاية منها، إلا أن هنالك بعد التشوهات التي يمكن التقليل من احتمالية حصولها باتباع الخطوات التالية:[٨]
- التوقف عن التدخين، وشرب الكحول، واستخدام المخدرات.
- تناول غذاء صحي ومتوازن.
- المحافظة على وزن صحي معتدل قبل الحمل وأثناءه.
- السيطرة على المشاكل الصحية والأمراض المزمنة قبل حصول الحمل.
- تناول مكملات حمض الفوليك بجرعة 400 مايكروغرام يومياً خصوصاً في الأشهر 3 الأولى.
- احرصي على التقليل من احتمالية الإصابة بالتهابات فيروسية وبكتيرية، عن طريق تجنب تناول البيض واللحوم الغير مطبوخة، وتجنب التعرض لبراز وفضلات القطط، والحشرات، واحرصي على أخذ المطاعيم التي ينصحك بها الطبيب.
- احرصي على تناول الفيتامينات التي وصفها لك الطبيب، لضمان حصولك على العناصر الغذائية والفيتامينات اللازمة لتغذية طفل سليم، خصوصاً فيتامين (ج)، و (د)، و (أ)، و الحديد.[٤]
- احرصي على عدم التعرض للمواد المؤذية للجنين مثل الزئبق، الرصاص، المبيدات الحشرية، والأشعة مثل الأشعة السينية.[٤]
- تأكدي من زيارة الطبيب بانتظام بمجرد أن تعتقدي أنك حامل، وابدئي في رعاية ما قبل الولادة عندما تقررين أن تحملي.[٩]
- التخلص من العنف المنزلي.[٨]
نصائح للآباء للتعايش مع الأطفال المصابين بتشوهات جنينية
إن الأطفال الذين يولدون مع تشوهات جنينية يحتاجون في العادة إلى معاملة ورعاية خاصة، والقيام بإجراءات وتدخلات طبية لضمان بقائهم على قيد الحياة، والمحافظة على نموهم وتطورهم، وتحسن فرصة أن يعيشوا أقرب ما يكون إلى حياة طبيعية،[٩] من المهم أن تقوم بما يأتي :[١٠]
- اعترف بمشاعرك.
- احصل على الدعم.
- احتفل بطفلك.
- ثقف نفسك.
المراجع
- ^ أ ب "Fetal Anomaly", mercy, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Congenital anomalies", who., Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ "Common birth defects", medicine net, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Reducing Risks of Birth Defects", acog, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ "What are Birth Defects?", cdc, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ "Birth defects explained", betterhealth., Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ birth defects can't,palate, and certain heart defects. "Pediatric Birth Defects", childrensnational, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Birth Defects and Congenital Anomalies | Symptoms and Causes", childrenshospital, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Pregnancy-Related Fears: Know the Facts about Birth Defects", hcatodayblog, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ "When Your Baby Has a Birth Defect", kidshealth, Retrieved 1/3/2021. Edited.