عادةً ما يُطلق على أول أربعين يوم بعد الولادة بفترة النفاس، وهي الفترة التي تبدأ بعد الولادة وتستمر حتى يتعافى الجسم ويعود إلى وضعه الطبيعي، وتمر الأم في هذه الفترة بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى التغيرات الجديدة الناتجة عن الطفل الجديد، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم المعلومات والنصائح التي تهمك خلال هذه الفترة.[١]
أهم المعلومات والنصائح خلال الأربعين يوم بعد الولادة
يوجد العديد من النصائح التي يفضل أن تلتزمي بها خلال الأربعين يوم بعد الولادة، وفي ما يلي ذكرٌ لبعض منها:[٢][١]
- لا ترفعي أي شيء وزنه أثقل من وزن طفلك الرضيع، وخاصةً إذا كنتِ قد ولدت ولادة قيصرية.
- اطلبي المساعدة عند الحاجة إليها، ولا ترددي في ذلك، فيمكنكِ الطلب من أطفالك الكبار أو من زوجك تولي مهام البيت البسيطة، مثل تنظيف البيت، وعمل الغداء على سبيل المثال.
- اغسلي يديكِ وعقّميها بشكل جيد وباستمرار، خاصةً قبل إرضاع الطفل، وبعد استخدام المرحاض، أو تغيير الحفاظات.
- تجنبي استخدام الدرج، خاصةً في الأسبوع الأول بعد الولادة.
- تجنبي إرهاق نفسك قدر الإمكان، وخذي قسط كافي من الراحة، كما ننصحك بالاعتذار عن قبول الزيارات خلال الفترة الأولى ما بعد الولادة حتى تري نفسك قادرة على استقبال الضيوف.
- حاولي النوم والراحة عندما ينام طفلك، حتى لو كان ذلك لدقائق معدودة.
- حافظي على نظافة الطفل بشكل بسيط، إذ أن الطفل في بداية حياته لا يحتاج إلى الاستحمام بشكل يومي، وإنما يمكن أن تكتفي بمسح يديه، ووجهه، ومنطقة الحفاضات باستمرار.
- ضعي سرير طفلك بالقرب من سريرك، فذلك يسهّل من عملية الرضاعة، ويساعد على توفير بعض الوقت والجهد.
- حاولي الخروج لبضع دقائق يوميًا، واستشيري طبيبك المختص حول إمكانية البدء بالمشي وممارسة تمارين ما بعد الولادة.
كيف تكون طبيعية نزول الدم والإفرازات في أول أربعين يوم بعد الولادة؟
في العادة يكون نزيف ما بعد الولادة ثقيلاً في الأسبوع الأول، ثم يبدأ يخف تدريجياً مع مرور الوقت، ويرافق هذا النزيف في الغالب بعض الإفرازات المهبلية التي يطلق عليها اسم الهُلابَة أو السائل النفاسي أو مفرزات النفاس (بالإنجليزية: lochia)، والتي تتكون من الدم إلى جانب إفرازات مخاطية يقوم الجسم بالتخلص منها بعد الحمل، ثم تتحول هذه الإفرازات إلى اللون الوردي ثم إلى الأصفر، ويُنصح في هذه الفترة بتغيير الفوط الصحية بتكرار أكثر خلال فترة النزيف الأولى، ولكن مع تجنب استخدام السدادات القطنية التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى، كما يجب أخذ قسط كافٍ من الراحة، وعدم إجهاد النفس حتى يبقى النزيف في مستوياته الدنيا، ومن الجدير بالذكر أنه بعض الحالات قد يكون النزيف شديد جداً، وفي هذه الحالات يجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت لتحديد سبب المشكلة.[٣]
كم تحتاجين من الوقت للتعافي؟
تختلف فترة التعافي باختلاف نوع الولادة، ومدة محاولة الدفع أثناء الولادة، ففي حالات الولادة الطبيعية قد تستغرق فترة التعافي من 3 أسابيع إذا لم يكن هناك شق للعجان، وحوالي ستة أسابيع أو أكثر إذا كان هناك شق في العجان، أما في حالات الولادة القيصرية، فتقضي المرأة أول 3 إلى أربعة أيام بعد الولادة في المستشفى، وتستغرق فترة التعافي من 4-6 أسابيع تقريبًا.[٤]
العجان هو المنطقة الواقعة بين المهبل وفتحة الشرج.
متى يمكن أن تبدأ الدورة الشهرية بالنزول؟
يختلف موعد بدء الحيض بعد الولادة من امرأة إلى أخرى، كما أن ذلك يعتمد على الرضاعة التي تعتمدها الأم، ففي حالات الرضاعة الطبيعية المطلقة التي لا يتم فيها إدخال الرضاعة الصناعية، فقد تنقطع الدورة الشهرية ولا تبدأ مرة أخرى إلا بعد التقليل من الرضاعة الطبيعية، أما إذا كانت الأم تعتمد على الدمج بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية أو تعتمد على الرضاعة الصناعية فقط، فقد تبدأ الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة بعد 5 إلى 6 أسابيع من الولادة.[٥]
هل يمكن ممارسة الجماع خلال الأربعين يوم بعد الولادة؟
من المهم أن تمنحي نفسك الوقت الكافي للتعافي من الولادة خلال هذه الفترة، لكن من المسموح لكِ ممارسة الجماع في حال كان نزيف المهبل قد توقف لديك، مع شفاء جميع الجروح الناجمة عن الولادة بالكامل.[٦]
هل يمكن أن يحدث الحمل خلال الأربعين يوم بعد الولادة؟
نعم، يمكنك أن تحملي بعد مرور 3 أسابيع من ولادة طفلك، حتى لو كنت تعتمدين على الرضاعة الطبيعية المطلقة، ولم تبدأ الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة.[٥]
كيف يمكن أن تتأثر النفسية خلال الأربعين يوم بعد الولادة؟
قد تُصاب بعض النساء بالاكتئاب الخفيف في الأسبوعين الأولين بعد الولادة، ويمكن أن يمتد ذلك لعدة أسابيع بعد الولادة، وتمر الأم في هذه الفترة بالعديد من التقلبات النفسية إذ يمكن أن تنتقل من الحزن الشديد إلى الفرح خلال بضع دقائق، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تمر بها خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى الإرهاق والتوتر والتغيرات في حياتها الجديدة، لذلك من المهم الحصول على الدعم النفسي من العائلة، والحصول على استشارة نفسية في حال ازدياد الاكتئاب سوءاً.[٣]
كيف يمكن تخفيف الألم الناتج عن الولادة الطبيعية؟
يمكنك تجربة الطرق التالية لتخفيف آلام ما بعد الولادة الطبيعية:[٧][٨]
- قومي بعمل مغاطس لمنطقة العجان.
- ضعي الثلج أو الكمادات الباردة على منطقة المهبل إذا كان منتفخ من آثار الولادة.
- يمكنك رش الماء الدافئ على الأعضاء التناسلية لتنظيفها، وتجنبي استخدام أوراق التواليت.
- استخدمي الكمادات الدافئة على البطن للتخفيف من آلام بعد الولادة.
- اشفطي الحليب من ثدييك إذا كنتِ تعانين من احتقان في الثدي.
كيف يمكن العناية بمكان الجرح بعد الولادة القيصرية؟
يستغرق جسم المرأة إلى وقت للتعافي بعد خضوعه للعملية القيصرية؛ وذلك لأنها تعتبر عملية جراحية كبرى في البطن، كما أن الأم ستحتاج إلى مسكنات قوية في الأيام الأولى بعد العملية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تغيير الضمادات التي تغطي غرز العملية بشكل مستمر كما يوصي الطبيب، ومراقبة أي علامات تدل على إصابة المكان بالعدوى.[٩]
نصائح غذائية للأم خلال الأربعين يوم بعد الولادة
هناك العديد من النصائح التي يمكنك الاستعانة بها خلال الأربعين يوماً بعد الولادة، وفي ما يلي ذكرٌ لبعض منها:[١٠]
- تناولي الأطعمة الصحية خلال فترة النفاس، وركّزي على الأطعمة التي تحتوي على البروتين، مثل الحليب، والجبن، والزبادي، واللحوم، والأسماك، والفاصوليا؛ وذلك لأن البروتينات تساعد التعافي من الولادة، واستعادة قوة الجسم.
- أكثري من تناول الفواكه والخضروات؛ وذلك لأنها تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن التي تساهم في الحفاظ على صحة جسمك، كما أن الفواكه والخضراوات تحتوي على الألياف التي تساعد على منع الإصابة بالإمساك، والذي يعد من أكثر المشاكل التي قد تواجهك بعد الولادة، وتجدر بنا الإشارة إلى أنه يجب عليكِ التأكد من غسل الفواكه والخضروات تحت الماء الجاري البارد قبل تناولها.
- ناقشي خطة فقدان الوزن بعد الحمل مع طبيبك المختص، وذلك لأن فقدان الوزن بسرعة كبيرة يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على إدرار الحليب.
- لا تستخدمي أي عقاقير لتنزيل الوزن، وذلك لأن بعض هذه العقاقير يمكن أن ينتقل للطفل عن طريق حليب الثدي.
- استمري بتناول فيتامينات ما قبل الولادة، خصوصًا إذا كنت تعتمدين على الرضاعة الطبيعية لتغذية طفلك.
- تجنبي تناول الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة، بالإضافة إلى المشروبات الغازية والأطعمة المقلية ورقائق البطاطا وغيرها، إذ لا يجب أن تحل هذه الأطعمة محل الأطعمة الصحية.
- اشربي حوالي 8 أكواب من السوائل المفيدة في اليوم، مثل الماء، والعصير، والحليب.[٢]
أعراض يجب أن تنتبهي لها!
من الطبيعي أن تشعري بالانزعاج الخفيف خلال الفترة التالية للولادة، لكن اتصلي مع طبيبك للحصول على استشارة في حال حدوث الأعراض التالية لكِ:[١١]
- نزيف مهبلي شديد يزداد مع مرور الوقت، أو تحتاجين فيه إلى استخدام أكثر من فوطة صحية في الساعة.
- إفرازات مهبلية ذات رائحة قوية.
- خروج تجلطات كبيرة الحجم من الدم عبر المهبل.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 38، يُصاحبها قشعريرة.
- التهاب جرح العملية القيصرية، أو انتفاخه، أو خروج الصديد منه.
- صداع شديد ومستمر.
- صعوبات في الرؤية بشكل واضح.
- ألم في أسفل البطن يزداد سوءًا مع الوقت.
- ألم واحمرار في الثدي.
- ألم واحمرار وانتفاخ في الساقين.
- صعوبة التبول.
- زيادة ضربات القلب مع ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس.
- التقيؤ.
- الدوخة والشعور العام بالمرض.
المراجع
- ^ أ ب "The New Mother: Taking Care of Yourself After Birth", stanfordchildrens, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Caring for Your Health After Delivery", clevelandclinic, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "postpartum-recovery", verywellfamily, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ "Postpartum Recovery Timeline", whattoexpect, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Your body after the birth", nhs, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ "7. Recovering after the birth", hse, Retrieved 24/5/2021. Edited.
- ↑ "Postpartum recovery: What to expect", medicalnewstoday, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ "Postpartum Recovery Tips for Treating Your Vagina After Birth", thebump, Retrieved 23/5/2021. Edited.
- ↑ "First days after birth", betterhealth, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ "Postpartum Diet and Exercise", parenthelp123, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ "Recovering from Delivery (Postpartum Recovery)", familydoctor, Retrieved 24/5/2021. Edited.