تشيع مشاكل تأخُّر الحمل في وقتنا الحالي؛ إذ ما يُقارب 1 من بين 8 أزواج يعانون من هذه المشكلة،[١] ولكن ما هي الأسباب المؤدية لتأخر حدوث الحمل؟


ما هو سبب تأخر الحمل مع انتظام الدورة الشهرية؟

تحاول العديد من النساء الإنجاب وتخطط له بانتظام، إلا أن ذلك لا يحدث على الرّغم من انتظام الدّورة الشّهريّة،[٢] ومن أبرز الأسباب المُؤدّية لذلك كُل من:


عدم محاولة الإنجاب لفترة كافية من الوقت

من الأمور المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي المدة الزمنية التي تمت المحاولة فيها للإنجاب؛ إذ إن العديد من الأزواج لا ينجبون على الفور، ويحاولون لفترات طويلة إلى أن يحصل.[٢]


عدم ممارسة الجماع في الوقت المناسب

يُعد الوقت المناسب للجماع والذي ينتج عنه الحمل هو وقت الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)؛ أي بعد 12 - 24 ساعة من انطلاق البويضة الناضجة من المبيض، والتي يتم تخصيبها من قِبل الحيوانات المنوية الذي يُطلقها الرجل، مما يؤدي ذلك إلى حدوث الحمل، وعلى الرغم من احتمالية حدوث الحمل عند ممارسة الجماع في أي وقت، إلّا أن هذه الفترة تُعد ذات فرصة عالية جدًا لحدوثه مقارنةً بأي فترة أخرى.[١]


الأورام الليفية الرحمية

تُعد الأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: Uterine Fibroids) مرضًا شائعًا وغير ضارًا، إلا أنه قد يُسبب الألم وصعوبة حدوث الحمل، وبالرغم من أن الأورام الليفية الرحمية لا تُؤثر في الخصوبة، إلّا أنها قد تجعل إخصاب البويضة الناضجة أمرًا صعبًا، ويعتمد ذلك على حجم هذه الأورام وموقعها.[١]

انسداد قناة فالوب

يتسبب انسداد أو تندّب قناة فالوب في منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة، الأمر الذي يؤدي إلى عدم حدوث الحمل، وهناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بانسداد قناة فالوب، كوجود تاريخ للإصابة بعدوى الحوض، أو الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، أو مرض الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis).[٣]


عدم انتظام شكل الرحم

يُمكن لشكل الرحم غير المنتظم أن يُسبب تأخر الحمل بالرغم من انتظام الدورة الشهرية؛ وذلك لأن شكل الرحم غير الطبيعي يجعل البويضة المخصبة غير قادرة على الالتصاق بجدار الرحم، ويحدث عدم انتظام شكل الرحم نتيجةً للإصابة بالأورام الليفية الرحمية، أو وجود الندب على الرحم بسبب العدوى أو إجراء جراحة سابقة، أو قد يكون عيبًا خلقيًا حدث أثناء تكون الرحم ونموه.[٣]


عوامل تتعلق بالرجل

قد يكون سبب تأخر الحمل متعلقًا بالزوج، فمن الممكن أن يعاني الزوج من مشكلة ما في الحيوانات المنوية كانخفاض عددها، أو حركتها غير الطبيعية، أو شكلها غير الطبيعي، الأمر الذي يُسبب العقم لدى الذكور، ويحدث ذلك نتيجةً للعديد من الأسباب منها التعرض لضربة أو إصابة معينة، أو الإصابة ببعض الحالات الطبية كمرض السكري، أو نتيجة لاتباع عادات غير صحية كالإفراط في شُرب الكحول أو التدخين.[٣]


الانتباذ البطاني الرحمي

يُعرف الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، بأنه انتشار ونمو لأنسجة بطانة الرحم في مكان آخر خارج الرحم، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالعقم، أو تأخر الحمل وصعوبة حدوثه.[٤][٥]


ارتفاع مستوى هرمون الحليب

يمكن أن تُسبب الغدة النخامية ارتفاع هرمون الحليب، أو كما يُعرف بالبرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin)، مما يُقلل بدوره من إنتاج هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، الأمر الذي يُسبب تأخر في حدوث الحمل، وعادةً ما يكون ذلك مرتبطًا بمشكلة في الغدة النخامية، أو بسبب الأدوية التي تُعطى لعلاج مرضٍ آخر.[٦]


فشل المبايض المُبكر

يُطلق على فشل المبايض المُبكر أيضًا قصور المبايض الأساسي (بالإنجليزية: Primary Ovarian Insufficiency)، وهو عدم إنتاج المبيض للبويضات، وانخفاض إنتاجه للإستروجين لدى النساء اللواتي تقل أعمارهنّ عن 40 عامًا، ويحدث ذلك نتيجةً للاستجابة المناعية الذاتية، أو فقدان البويضات بشكل مبكر من المبايض، والذي يحدث نتيجةً لعوامل جينية أو بسبب التعرّض للعلاج الكيماوي.[٦]


أسباب غير واضحة

ما يُقارب -0 من حالات تأخر الحمل أو العقم تكون أسبابها غير واضحة، بينما يُرجّح بعض الأطباء ذلك لسوء تشخيص الحالة المرضية، وليس بسبب وجود أسباب غير واضحة للعقم.[٧]


عوامل خطر تزيد من مشاكل صعوبة الحمل؟

العديد من العوامل يُمكن أن تُقلل من الخصوبة والقدرة على الحمل، ويُذكر منها:[٤]

  • العمر: فتقدم العمر يُقلل من معدل الخصوبة والقدرة على الحمل.
  • الوزن: إذا إن زيادة الوزن أو السمنة تُقللان من الخصوبة، كما أن نقصان الوزن الشديد أيضًا يؤثر في الإباضة.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا: تؤثر الأمراض المنقولة جنسيًا في الخصوبة بشكل كبير، ومن هذه الأمراض عدوى الكلاميديا.
  • التدخين: يُؤثر كلًا من التدخين أو التدخين السلبي في الخصوبة، ويُقلل من فرصة حدوث الحمل، كما أنه يُقلل من جودة السائل المنوي للرجل.
  • العوامل البيئية: قد يؤثر التعرّض لبعض العوامل البيئية كمبيدات الآفات، أو بعض المعادن بشكل سلبي في الخصوبة، خاصةً لدى الرجال.
  • الإجهاد والتوتر النفسي: تلعب علاقة الزوج والزوجة ببعضهما البعض دورًا مهمًا في القدرة على الحمل؛ فالعلاقة السيئة تُقلل من الدافع الجنسي، كما أن الإجهاد والتوتر النفسي يؤثر في التبويض لدى المرأة، وإنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجل.



لا يوجد أي دليل علمي يُشير إلى أن استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة، أو الشاي، أو المشروبات الغازية يؤثر في الخصوبة والقدرة على الحمل.




متى تجب مراجعة الطبيب؟

إذا كنتِ تواجهين صعوبة في حدوث الحمل، فاعلمي أن هناك العديد من الخيارات التي تُساعدك على حدوثه؛ إذ إن تأجيل إجراء الاختبارات أو تلقّي العلاجات، والاستمرار في المحاولة لتحقيق الحمل لفترات طويلة هو أمرٌ خاطئ؛ وذلك لأن بعض أسباب العقم وعدم القدرة على الحمل تتفاقم مع مرور الوقت، لذا كلما سعيتي للحصول على استشارة الطبيب سريعًا، زادت احتمالية نجاح استخدام علاجات الخصوبة، ويُنصح باستشارة الطبيب لتقييم الخصوبة والقدرة على الحمل في الحالات الآتية:[٢]

  • إذا كان عمر المرأة 35 عامًا أو أكثر، ولم يحدث الحمل بعد المحاولة لمدة 6 أشهر على الأقل.
  • إذا كان عمر المرأة أقل من 35 عامًا، ولم يحدث الحمل بعد المحاولة لمدة عام على الأقل.


كيف يمكن الوقاية من مشاكل صعوبة الحمل؟

في الواقع لا يوجد أي طرق يمكن القيام بها للوقاية من مشاكل صعوبة الحمل أو العقم لدى النساء، والتي تنتج عن الإصابة بأمراض ومشاكل وراثية، ولكن يُمكن القيام بمجموعة من الأمور التي من شأنها أن تُقلل من احتمالية الإصابة بالعقم، منها:[٨]

  • الحفاظ على النظافة الشخصية والصحة العامة.
  • تجنّب شرب المشروبات الكحولية.
  • اتخاذ الخطوات الصحيحة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
  • إجراء الفحوصات الدورية السنوية، ومُراجعة طبيب النسائية المختص بعد الزواج.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Marygrace Taylor (16/9/2020), "Why Can't I Get Pregnant?", whattoexpect, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Rachel Gurevich (9/6/2020), "Why Am I Not Getting Pregnant?", verywellfamily, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Chantel Cross, "Why Can’t I Get Pregnant?", hopkinsmedicine, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Overview -Infertility", nhs, 18/2/2020, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  5. is associated with an,is linked to future fertility. "Endometriosis and Fertility", brighamandwomens, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Female infertility", mayoclinic, 27/7/2019, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  7. "Evidence-based approach to unexplained infertility: a systematic review", Fertility and Sterility , 2016, Issue 6, Folder 105, Page 1566-1574. Edited.
  8. "Infertility in Women", americanpregnancy, 24/4/2017, Retrieved 23/6/2021. Edited.