تعاني العديد من النساء من آلام الظهر أثناء الحمل، تعرّفي على أسبابها، والتقنيات المساعدة في التخفيف من هذه الآلام.
آلام الظهر عند الحامل
تعاني العديد من النساء من آلام الظهر أثناء الحمل، ويحدث هذا بسبب عوامل مختلفة تؤثر في وضعية الجسم أثناء الحمل،[١] ويمكن أن تتراوح آلام الظهر أثناء الحمل من آلام خفيفة بعد القيام بأنشطة معينة، إلى آلام حادة والتي يمكن أن تصبح مزمنة بمرور الوقت، وفي الحقيقة تُعدّ النساء اللواتي يعانين من مشاكل في أسفل الظهر، أو آلام مزمنة قبل الحمل أكثر عُرضة للإصابة بآلام الظهر في فترة الحمل.[٢] كما تشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف الحوامل يعانين من درجة معينة من آلام الظهر،[٣] خصوصاً في منطقة أسفل الظهر وعلى جانبي الحوض أسفل الخصر.[٢]
متى تبدأ وتنتهي آلام الظهر أثناء الحمل؟
يمكن أن تبدأ آلام الظهر في وقت مبكر من الحمل، ولكن بالنسبة للعديد من النساء، تبدأ آلام الظهر حوالي الأسبوع 18 من الحمل، ويمكن أن تستمر أو تتفاقم أحيانًا مع مرور الوقت، وخاصةً في الثلث الثالث من الحمل، وحتى الولادة.[٤]
أسباب آلام الظهر عند الحامل
وفقاً للكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد (ACOG)، يعود السبب في آلام الظهر إلى زيادة حجم الرحم داخل جسم الحامل، إذ يغيّر الرحم المتسع إلى الأمام مركز ثقل الجسم، ويُضعف عضلات البطن، وهذا يضع ضغطًا إضافياً على الظهر، بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة الوزن الناتجة عن الحمل تعني المزيد من الجهد على العضلات، والمفاصل، والظهر، ومن المتوقع أن يزيد وزن الحامل بشكل طبيعي من 11-16 كغم خلال فترة الحمل،[٥][٦]كما أنّ هناك العديد من الأسباب المحتملة لحدوث آلام الظهر أثناء الحمل، وهي:[٥]
- التغيرات الهرمونية: يصنع الجسم أثناء الحمل هرمونًا يسمى ريلاكسين (بالإنجليزية:Relaxin)، والذي يسمح للأربطة في منطقة الحوض بالاسترخاء، ويساعدها على أن تصبح أكثر مرونة استعدادًا لعملية الولادة، وفي الحقيقة يمكن أن يتسبب نفس الهرمون في ارتخاء الأربطة التي تدعم العمود الفقري، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار في ظهرك وألمه.
- انفصال عضلات البطن: قد تنفصل عضلات البطن الممتدة من القفص الصدري إلى عظم الحوض مع توسع الرحم أثناء الحمل، وقد يؤدي هذا الانفصال إلى تفاقم آلام الظهر لدى الحامل.
- تغيّر وضعية الجسم: يغير الحمل موضع تركز الوزن كما ذكرنا، ونتيجةً لذلك، قد تبدأ الحامل تدريجيًا في تغيير الوضعية والطريقة التي تتحرك بها، مما يزيد الضغط على العمود الفقري ويؤدي إلى مزيد من آلام الظهر.
- التوتر والإجهاد: يمكن أن يسبب التوتر في فترة الحمل المزيد من الإجهاد على عضلات الظهر، إذ قد تجدين أنك تعانين من زيادة في آلام الظهر خلال فترات الحمل المتعبة.
ومن الجدير بالذكر، أنّ النساء اللواتي يعانين من آلام الظهر السابقة قبل الحمل، أو يعانين من زيادة الوزن هنّ أكثر عُرضة للإصابة بآلام الظهر أثناء الحمل.[٧]
أعراض آلام الظهر عند الحامل
تتشابه أعراض آلام الظهر أثناء الحمل إلى حد كبير مع أعراض آلام الظهر قبل الحمل، وتتضمن بعض الأعراض ما يلي:[٢]
- ألم في وسط الظهر.
- ألم على جانبي محيط الخصر.
- ألم في عظم الحوض.
- ألم في الأرداف أو الفخذين.
- ألم قد أن ينتشر إلى الساقين.
- تصلب أو ألم بعد الجلوس، أو الوقوف لفترة طويلة من الزمن.
تشخيص آلام الظهر عند الحامل
يعتمد تشخيص آلام الظهر أثناء الحمل على مراجعة التاريخ الطبي للمرأة الحامل، والفحص البدني، وربما قد يقترح الطبيب التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد وجود حالة طبية كامنة لدى المرأة، لكن لن يتم إجراء الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية، لأن هذه الإجراءات تستخدم إشعاعات قد تؤثر على نمو الجنين.[٨]
علاج آلام الظهر عند الحامل
إذا كنتِ تعانين من آلام الظهر، فيمكن أن تساعدك هذه النصائح في تخفيف الألم والتصلب لديكِ:
- ضعي كمادات دافئة أو باردة على ظهرك: لكن تجنبي وضعها على بطنك.[٧]
- ابحثي عن طرق لتخفيف التوتر لديكِ: إذ يمكنك تعلّم تمارين التنفس، أو احصلي على دروس اليوغا المساعدة في تخفيف التوتر.[٧]
- احصلي على تدليك لظهرك: واسألي طبيبك أيضاً عن خيارات الطب البديل المتاحة لديك، مثل: الوخز بالإبر، أو تقويم العمود الفقري، إذ قد تساعد في تخفيف آلام الظهر.[٧]
- مارسي بعض تمارين التمدد: من الأفضل أن تمارسي بعض تمارين التمدد التي تركّز على منطقة أسفل الظهر، ويمكنكِ ممارسة تمارين تمدد أسفل الظهر من خلال اتباع الخطوات التالية:[٩]
- ضعي يديكِ الاثنتين وركبتيكِ على الأرض.
- حاولي أن يكون رأسك موازياً مع ظهرك.
- اشفطي معدتك للداخل.
- ارفعي ظهرك قليلاً ليصبح على شكل دائرة تقريباً.
- حافظي على هذه الوضعية لمدة 10 ثوان، ثم استرخي.
- كرري التمرين 10 مرات.
- راجعي الطبيب: يمكن استشارة الطبيب في حال فشلت الطرق السابقة في السيطرة على الألم حول إمكانية تناول مسكنات الألم، مثل دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية:Paracetamol)، إذ يُعدّ هذا الدواء آمناً للاستخدام في فترة الحمل وفقاً للجمعية الأميركية لأطباء الأسرة،[٧][١٠] كما قد يوصي بعض الأطباء بتناول أدوية أخرى من مسكنات الألم حسب حالتك، أو أدوية مرخية للعضلات،[٢] مثل دواء سيكلوبينزابرين (بالإنجليزية: Cyclobenzaprine)، الذي يعد تناوله آمناً أيضاً للحوامل.[١١]
الوقاية من آلام الظهر عند الحامل
اتبعي النصائح التالية للوقاية من آلام الظهر أثناء فترة الحمل:[١٢]
- ارتدي أحذية ذات كعب منخفض، لكن ليست تلك المسطحة بالكامل.
- تجنبي رفع الأشياء الثقيلة.
- اتخذي وضعية القرفصاء مع ثني ركبتيك عند رفع الأشياء من الأرض بدلاً من الانحناء عند الخصر.
- اجلسي على كرسي ذات دعم جيد للظهر، أو ضعي وسادة صغيرة خلف أسفل الظهر على الكرسي.
- ضعي قدميك على مسند قدم، أو كرسي عند الجلوس.
- نامي على جانبك الأيسر أو الأيمن، مع وضع وسادة بين ساقيك لدعم جسمك.
- مارسي التمارين الرياضية حسب ما يراه طبيبك مناسباً، حيث يساعد ذلك في تقوية عضلات ظهرك، وتخفيف الألم، ويعد المشي، والسباحة، واليوغا، من التمارين الرائعة طوال فترة الحمل.[١٢][١٣]
- حافظي على وضعية جيدة أثناء الوقوف، إذ قد يؤدي الوقوف بشكل مستقيم إلى تخفيف الضغط على ظهرك.[١٢]
- تجنبي الزيادة المفرطة في الوزن أثناء الحمل.[١٣]
- حافظي على النظام الغذائي الصحي في فترة الحمل، من خلال تضمين الفاكهة، والخضروات، والمكسرات، والأسماك الدهنية فيه.[١٣]
- حرّكي قدميك عند الاستدارة للخلف لتجنب التواء عمودك الفقري.[١٤]
- ارتدي حزام الأمومة، للحصول على دعم إضافي للبطن والظهر.[١٥]
- تجنبي الوقوف لفترات طويلة.[١٥]
دواعي مراجعة الطبيب
راجعي طبيبك إذا كان ألم ظهرك شديداً، والذي قد يحيلك إلى أخصائي علاج طبيعي لتقديم المشورة لك، كما يجب أن تراجعي طبيبك في أقرب وقت ممكن إذا كنت تعانين من آلام الظهر وكنتِ:[١٤]
- تعانين من حمى، أو نزيف من المهبل، أو ألم عند التبول.
- فقدتِ الإحساس بإحدى أو كلتا ساقيك، أو مؤخرتك، أو أعضائك التناسلية.
- لديكِ ألم في جانب واحد أو أكثر، أو ألم تحت ضلوع الصدر.
- تعانين من الألم لأكثر من أسبوعين.[١٥]
- تعانين من انقباضات على فترات منتظمة، وتزداد شدتها تدريجياً.[١٥]
- لديكِ إصابة أدت إلى آلام الظهر.[٧]
المراجع
- ↑ "Backache and pain in pregnancy", hse, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Back Pain During Pregnancy", lifespan, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ↑ "Back Pain in Pregnancy", University of Rochester Medical Center , Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ↑ Amy O'Connor (29/1/2020), "Back Pain During Pregnancy", What to Expect , Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Traci C. Johnson, MD (12/6/2020), "Back Pain in Pregnancy", WebMD , Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ↑ pain during pregnancy?utm_source=redirect&utm_medium=web&utm_campaign=otn "Back Pain During Pregnancy", American College of Obstetricians and Gynecologists, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Back Pain During Pregnancy", familydoctor, 12/11/2019, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ↑ "Back Pain During Pregnancy", Cedars-Sinai, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ↑ "Back pain during pregnancy: 7 tips for relief", mayoclinic, Retrieved 8/1/2021. Edited.
- ↑ RONALD A. BLACK, M.D., and D. ASHLEY HILL, M.D (1/6/2003), "Over-the-Counter Medications in Pregnancy", aafp, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ↑ is rated B by,multiple sclerosis, and cerebral palsy. "Muscle Relaxants: List of Common Muscle Relaxers", spine-health, Retrieved 8/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Pregnancy Discomforts: Back Pain, Round Ligament Pain, Nausea", clevelandclinic, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت Harry Lockstadt, MD (21/5/2019), "Back Pain During Pregnancy", Spine Universe, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب is very common to,which can cause back pain "Back pain in pregnancy", nhs, 14/2/2018, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Jamie Eske (25/2/2019), "What to know about back pain in pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 10/12/2020. Edited.