آثار سكر الحمل على الجنين

يحدث سكري الحمل (Gestational diabetes) عندما لا يستطيع جسم الحامل إنتاج ما يكفي من الإنسولين لتلبية احتياجاتها الإضافية أثناء الحمل، وهو هرمون يساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم، ويشيع حدوثه في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وعادة ما يختفي بعد الولادة، لكنه يمكن أن يسبب مشاكل للطفل والأم أثناء الحمل وبعد الولادة،^[١] إلا أنّ هذه الآثار قد لا تحدث بالضرورة، بل من الممكن أن تسير عملية الحمل والولادة بأمان، وفي هذا المقال سنوضح بعضًا من آثار سكر الحمل على الجنين.^[٢]

آثار سكري الحمل على الجنين

إن مخاطر سكري الحمل على الجنين ممكنة الحدوث ولا يعني هذا حدوثها بالضرورة، وفيما يأتي سنذكر أهم المخاطر التي من الممكن أن تصيب الجنين عند الإصابة بسكري الحمل:^[٢]

ولادة طفل بحجم كبير

يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى الأم المصابة بسكري الحمل إلى زيادة حجم الجنين عن المعدل الطبيعي، إذ يسمى هذا بالعملقة الجنينية (Fetal macrosomia)، حيث يمكن أن يعلق الطفل الذي يزن 4 كيلوغرامات أو أكثر في قناة الولادة بسبب كبر حجمه، كما من الممكن أن يتأذى خلال عملية المخاض والولادة، وقد يدفع ذلك الأطباء إلى إجراء ولادة قيصرية في بعض الحالات.^[٣][٤]

الولادة المبكرة

من الممكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى زيادة خطر الولادة المبكرة، وهي ولادة الجنين قبل الأسبوع 37 من الحمل، كما من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى تحفيز الولادة المبكرة بسبب كِبر حجم الجنين وصعوبة استمرار الحمل.^[٣][١]

مشاكل في التنفس

من الممكن أن يتسبب سكر الحمل في بعض الحالات بالإصابة بمشاكل تنفسية، ومنها ما يسمى متلازمة الضائقة التنفسية الحادّة (Respiratory distress syndrome) واختصارًا RDS، التي تحدث بسبب انخفاض كمية منشّطات السطح (Surfactant) في رئتيّ الجنين، وهي عبارة عن بروتينات تحافظ على الحويصلات الهوائية الصغيرة من الالتصاق ببعضها أثناء عملية التنفس.^[٤]

اليرقان

يحدث اليرقان، أو الصفار (Jaundice) بسبب عدم اكتمال نموّ كبد الجنين، أو عدم عمله بكفاءة، مما فتبدو عيون الطفل وبشرته باللون الأصفر، ومن الممكن أن يتسبب سكر الحمل بزيادة فرصة حدوث اليرقان عند الطفل حديث الولادة.^[٤]

ولادة جنين ميت

في الحقيقة لا يعرف سبب ارتفاع احتمال ولادة جنين ميت عند المصابات بسكري الحمل بشكلٍ دقيق، لذلك من المهم أن يجري الطبيب الفحوصات الخاصة لمراقبة الأجنة لمريضات السكر بشكلٍ مستمر، ومما يجدر بيانه أنّ ولادة جنين ميت عند المصابات بسكري الحمل يعد من الأمور نادرة الحدوث، وعادة ما يرتبط بإحدى المشكلات التالية:^[٥][١]

• بعض المضاعفات المرتبطة بسكري الحمل مثل ضعف الدورة الدموية، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تلف الأوعية الدموية الصغيرة، حيث قد تتسبب بالنموّ البطيء للجنين في الرحم، مما من الممكن أن يضعفه.
• معاناة الحامل من صعوبة في التحكم في نسبة الغلوكوز في الدم، أو حدوث تغيرات في طبيعة الأوعية الدموية.

انخفاض نسبة السكر في الدم

وهي حالة تسبب انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia) عند الطفل حديث الولادة بعد ولادته بفترة قصيرة، ولفهم ذلك يجدر بيان أنّ جسم الحامل يلجأ إلى إنتاج كميات كبيرة من الإنسولين لمحاولة السيطرة على ارتفاع نسبة السكر في الدم عند الإصابة بسكري الحمل، مما قد يحفز جسم الجنين أيضًا على إنتاج كميات إضافية من الإنسولين ليحافظ على نسبة طبيعية من السكر في دم الجنين أثناء وجوده في رحم الأم، إلا أنّه من الممكن أن يستمر جسم الطفل بإنتاج كميات كبيرة من الإنسولين لفترة قصيرة بعد ولادته، ولكن بسبب انقطاع السكر الذي كان الطفل يحصل عليه من جسم أمه فسيكون معرضًا لانخفاضٍ حادّ في نسبة السكر في الدم.^[٦]

الوقاية من آثار سكر الحمل على الجنين

تمرّ أغلب الحوامل المصابات بسكري الحمل بحمل صحي ويلدن أطفالًا أصحاء، خاصّةً إذا تم تشخيص الإصابة في مرحلةٍ مبكرة من الحمل وتمّ التعامل معها والتحكم فيها بشكلٍ مناسب، حيث من المهم أن تحرص الحامل على اتّباع نمط حياة صحّي قبل وأثناء الحمل للسيطرة على مستويات الجلوكوز ضمن الحد الطبيعي، بما في ذلك الحفاظ على وزن صحي، وتناول الطعام الصحي والمتنوع، وممارسة الرياضة الآمنة بانتظام أثناء الحمل، حيث تساهم هذه النصائح بشكلٍ فعّال في تقليل المخاطر المتعلقة بالإصابة بسكري الحمل.^[٧]