يلجأ العديد من الأطفال للكذب في مختلف المواقف التي يذكرونها، وقد يعود هذا التصرف لأمور وأسباب مختلفة يُمكن التعامل معها وعلاجها بالتدريج، ولكن لحين تخلّص الطفل من هذا السلوك يوجد طرق متنوعة للتعامل معه، وفي المقال أدناه توضيح لهذه الطرق بالتفصيل.

الرد على الأكاذيب بالحقائق

يُمكن التعامل مع الطفل الكذاب بعقلانية كبيرة، حتى يتمكن الشخص من كسب ثقته والابتعاد عن المشاكل التي قد تهزّ العلاقات معه، ذلك عن طريق تعديل المواقف الكاذبة التي يذكرها الطفل بمواقف مقابلة لها حقيقيّة، وتكرار ذكرها، والإصرار على سماع الطفل لها، حتى يتمكن من تصحيحها في حديثه وعند ذكرها.[١]


تصحيح السلوك لدى الطفل

يُمكن منح الطفل الكاذب الثقة الكبيرة والأمان الكبيرين عند محاولته الحديث، وذلك بغض النظر عن سلوك الطفل الذي يتبعه لذلك أو الطريقة التي يتحدث بها، والمقصود بذلك أنّه يُمكن السماح للطفل الكاذب الإخبار بالموقف على الهيئة التي يرغب بها، ثمّ إخبارها أنّه يُمكنه قول الحقيقة مهما كانت دون أن يخاف.[١]


الامتناع عن الحديث مع الطفل في اللحظة نفسها

يُفضل الامتناع عن الحديث مع الطفل الكاذب عند ذكره موقفًا غير صادق، وذلك لأنّ الشخص المقابل يكون في أوج غضبه، وقد يصدر منه أحاديث أو تصرفات تؤذي الطفل، وتجعله يُصر على سلوكه هذا على المدى البعيد، إذ يُفضل الذهاب في نزهة مع الأصدقاء، أو الدخول للغرفة الخاصة والهدوء، أو إنجاز مهمّة أخرى، واختيار وقت آخر مناسب للحديث مع الطفل.[٢]


تخصيص حديث عن موضوع الكذب

يلجأ العديد من الأسر أو المعلمين إلى تخصيص وقت للحديث عن موضوع الكذب بشكل خاص، والعمد في ذلك، مع ذكر مواقف من المحيط، ويُفضل أن تكون من المواقف التي تخص الطفل ذاته، بالإضافة لذكر العواقب التي تنتج عن عدم قول الحقيقة، فبهذا الأسلوب يُمكن للطفل أن يفهم ما يقصده المقابل، ويتحدث عن الموقف بصورته الحقيقيّة.[٢]


كما يُمكن جعل قول الصدق والحقيقة مهما كانت قاعدة منزليّة أو قاعدة من قواعد الحصص المدرسيّة، وذلك حتى يعتاد الطفل عليها، ويعتبرها جزءًا مهمًّا من حياته، كما يُمكن تخصيص جزء من وقت الفراغ للحديث عن أهمية الصدق وآثاره الإيجابيّة في حياة الأشخاص.[٣]


تطبيق مفهوم القدوة

يَعتبر الطفل الأشخاص من حوله قدوة له بكافة التصرفات التي تبدر منهم، لذلك يُطلب من المحيطين به أن يبقوا على صدق دائم في ذكر المواقف المتعددة، والتأكيد على ذكرها بصورتها الحقيقيّة أمام الطفل، فهذا يُربي بنفسه اتباع السلوك ذاته في جميع جوانب حياته، ويُعتبر أحد وسائل التربية الإيجابيّة.[٣]


تحديد سبب الكذب لدى الطفل

يُمكن أن تكون مرحلة الكذب عن الطفل مرحلة عابرة تختفي مع الوقت وأساليب التعامل البسيطة، بنما قد تكون عند طفل آخر سلوك قائم لا يُمكن الاستغناء عنه، وفي هذه الحالة يُجب البحث في سببه، وقد فُسرت أسبابه على النحو الآتي:[٣]


  • الأكاذيب الخياليّة

يلجأ العديد من الأطفال في المرحلة العمريّة ما قبل المدرسة إلى ذكر العديد من المواقف القادمة من خيالهم، إذ يُمكن أن يذكروا أنهم ذهبوا للقمر في الليلة الماضية، وعليه يُمكن التعامل مع هذا بسؤال بسيط، وهو: هل كان هذا بالحلم أم حقيقة؟، وترك المجال للطفل بالإجابة، فهذا يُنبههم لقول الحقيقة.


  • الثرثرة والتفاخر

يُمكن للعديد من الأطفال أن يكذبوا حتى يتفاخروا بهذا التصرف أمام أقرانهم، وهذا يأتي من تدني قدرتهم على احترام ذاتهم، ورغبتهم في جذب انتباه مَن حولهم، إذ يُمكن دمج الأطفال في العديد من الأنشطة الترفيهيّة والإبداعيّة التي تُساعد في بناء الثقة بالذات وتنمية المهارات.


  • تجنب المسؤولية

يكذب بعض الأطفال حتى يتجنبوا تحمل مسؤولية أفعالهم، والهروب من المشاكل، ولكن يُمكن حلّ ذلك بإخبار الطفل في أنّه سيتم التحقق من قوله في المرة القادمة، بالإضافة لمنحه الأمان لقول الحقيقة، وتحمل مسؤولية تصرفاته.

المراجع

  1. ^ أ ب "How to Deal With Your Child Lying", WebMD, 5/3/2021, Retrieved 21/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب Janet Lehman, MSW, "How To Deal With Lying in Children and Teens", EMPOWERING PARENTS.com, Retrieved 21/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت Amy Morin, LCSW (31/10/2021), "10 Steps to Stop a Child From Lying", verywellfamily, Retrieved 21/11/2022. Edited.