تُعرّف التربية الإيجابيّة بكونها التربية التي تتبع الوسائل والأساليب المدروسة، والتي بدورها تُساعد على تنمية مهارات الأطفال، وتعزيز قدراتهم، وتهيئتهم لتحقيق أهدافهم المستقبليّة، وفي المقال أدناه توضيح لأبرز هذه الوسائل والأساليب التي يُمكن أن يتبعها الآباء لتطبيق هذه التربية مع أطفالهم.

التواجد في حياة الأطفال باستمرار

يُعدّ التواجد في حياة الأطفال باستمرار، أهمّ أساليب التربية الإيجابيّة للأطفال، حيثُ يشمل هذا قضاء أوقات كافية وممتعة معهم من خلال اللعب أو التنزه أو النقاشات، إذ يُعزز هذا الأسلوب العلاقة بين الأطفال ووالديهم، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويُنمي الشعور بالأمان لديهم، مما يجعل اللجوء لوالديهم وطلب المساعدة في حال تعرضهم لأيّ موقف أمرًا سهلًا.[١]


أسلوب القيادة في التعامل مع الأطفال

يُعدّ اتباع الوالدين أسلوب القيادة في التعامل مع أنفسهم ومع الأطفال أحد أكثر أدوات التربية الإيجابيّة تأثيرًا، حيثُ يشمل هذا الابتعاد عن طلب الأطفال تنفيذ الأوامر دون المناقشة بها، إذ يُنمي هذا شعور التلقي دون تحمل المسؤولية لديهم، وإنما يُمكن استخدام أسلوب الحوار والاختيار عند إصدار القرارات في المنزل مهما صغرت، مع توضيح عواقب كلّ اختيار قرار دون الآخر.[١]


الترغيب في الأمور الروتينية

يبدو الأطفال من الفئات الأكثر تذمرًا حيال القيام بالمهمّات والواجبات الروتينيّة المطلوبة، إذ يعتبرونها جزءًا مفروضًا عليهم، ولا يتماشى مع رغباتهم، إذ يُمكن ربط تنفيذ بعض الأنشطة التي يُفضلها الأطفال مع الانتهاء من بعض الأمور المهمّة.[٢]


فعلى سبيل المثال؛ يُمكن للأطفال ممارسة الألعاب العائليّة الممتعة في الخارج أو استخدام الهاتف عند الانتهاء من تنظيف الأسنان، وارتداء الملابس، وتناول وجبة الإفطار، حيثُ سيمضي الأطفال خلال فترة قادمة في القيام بكلّ ما هو مطلوب منهم دون تذمر أو تأخير.[٢]


تجنب المكافآت المستمرة

يُمكن أن يؤدي منح المكافآت المستمرة للأطفال جراء أدائهم نشاطًا معينًا إلى فقد الشغف في النشاط نفسه، والتركيز على نيل المكافأة بغض النظر عن طريقة وجودة الإنجاز، لذا يُفضل اتباع أسلوب المدح لأداء الطفل والتطور الذي يبدو عليه عند إنجاز الأنشطة، حتى يُقدّم أفضل ما عنده وبأعلى جودة ممكنة.[٢]


فعلى سبيل المثال، يُمكن أن يؤدي الطفل معزوفة متميزة على آلة موسيقيّة يُفضلها، فيُمكن القول آنذاك: أنت طفل ذكي، أو أنت أفضل عازف في الفريق، أو قد يُبادر الطفل في السؤال عن صديقه الغائب لفترة، إذ يُمكن القول: كم يُعتبر هذا أسلوبًا لطيفًا أن تسأل عما إذا كان صديقك على ما يُرام.[٢]


منح العاطفة والتواصل الإيجابي

يُعتبر منح العاطفة للأطفال في الوقت الذي يحتاجونها أمرًا مؤثرًا على قدراتهم العاطفيّة، مع ضرورة تدرّج الوالدين في منحها؛ لأنّ هذا يُعلّم الطفل الطريقة المتوازنة لمنح المشاعر في حياتهم فيما بعد، إذ إنّ منحهم الدفء يُشعرهم بالصلة القوية مع والديهم في مراحل متقدمة من عمرهم، كأن يُصبحوا أكثر قُربًا منهم في سن المراهقة مثلًا.[٣]


وتجدر الإشارة إلى أنّ التواصل الإيجابيّ مع الأطفال يُعزز من بناء المهارات الاجتماعيّة لديهم، ويُنمّي القدرة على التعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى تنمية مهارة حلّ المشكلات لديهم واتخاذ القرارات السليمة في الوقت الصحيح.[٣]


توفير احتياجات الأطفال للتعلم

يُنصح بمحاولة توفير كافة الاحتياجات التي قد تلزم الطفل لممارسة الأنشطة التعليميّة وتعزيز القدرات، إذ يُساعد هذا على مراقبة القدرات الاستكشافيّة لديهم، بالإضافة إلى الاطلاع على استجابتهم، وبالتالي توقع أدائهم وسلوكياتهم، مما يُساعد في وضع القواعد الملائمة؛ لبناء نمط حياة صحيّ لهم.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب "11 Positive Parenting Strategies You Need to Start Using", Prodigy, 6/11/2020, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Amy McCready (9/12/2021), "Here’s what makes ‘positive parenting’ different—and why experts say it’s one of the best parenting styles", CNBC, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت Heather S. Lonczak (8/5/2019), "What is Positive Parenting? 33 Examples and Benefits", PositivePsychology.com, Retrieved 3/11/2022. Edited.