العوامل المؤثرة في سلوك الطفل

هُناك العديد من العوامل التي يُمكن أن تؤثر في سلوك الطفل، سواء خلال اليوم أو مع تقدُّم الطفل في العمر، حيث يُمكن توضيح هذه العوامل كالتالي:[١][٢]


قدر النوم والراحة التي حصل عليها الطفل خلال ساعات الليل

حيث إن النوم من أهم العوامل التي تُؤثر في سلوك الطفل اليومي، ففي حال لم يحصل الطفل على قسط كافي من النوم خلال الليل، فقد يكون أكثر عصبية خلال اليوم التالي.


وتكمن فوائد النوم في السماح لدماغ الطفل بالتطور والنمو كما أنه خلال ساعات النوم يُطوِّر الدماغ الأعصاب والوصلات العصبية لتحسين القُدرات العقلية عند الطفل، ويُنصح عادة بتثبيت موعد النوم والاستيقاظ حتى في أيام العُطلة، ليحصل الطفل على أفضل جودة من النوم.


الجوع والعطش

حيث إنه في حال لم تتم تلبية الحاجات الأساسية للطفل، قد يؤدي ذلك إلى حدوث تغييرات في سلوكه، فقد يكون مُنزعج، أو عصبي، أو حتى إنه قد تزداد حساسيته ويبدأ بالبُكاء من أمور صغيرة. 


نوع الأطعمة التي يتناولها الطفل

حيث إن الأطعمة المُصنّعة والغنية بالأصباغ (خاصة اللونين الأحمر، والأزرق)، والسُكّريات، والوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطا، والمشروبات الغازية، وحبوب الإفطار، والطعام المُعلّب، كُل هذا يُمكن أن يُسبب الأمور التالية:

  • فرط نشاط عند الطفل.
  • حساسيات الطعام.
  • تغيير في السلوك (بحيث يُصبح أكثر اندفاعية وعصبية).


لذلك يُنصح بأن تكون حمية الطفل غنّية بالخُضروات والفاكهة (بتعلُّم طُرق تقديم يُحبُّها الطفل)، والتقليل قدر المُستطاع من أي أطعمة غنية بالمواد التي يُمكن أن تؤثر سلباً في سُلوك الطفل.


طبيعة الروتين يومي للطفل

حيث يُساعد تحديد أنشطة يومية للطفل على بناء روتين صحّي يُبقي الطفل مُنشغلا خلال يومه ويُساعده على تعلُّم وتطوير مهارات جديدة في كُل يوم، كما يُساهم الروتين اليومي في إشعار الطفل بالحماس لاستقبال اليوم الجديد وعدم الشعور بالكسل واللامُبالاة.


ويُجدر بالذكر أن الروتين اليومي يُعلِّم الطفل تقدير الوقت وعدم إضاعته، واستثماره فيما يُفيده والابتعاد عن الأمور أو الأنشطة التي قد تُضيِّع وقته.


ممارسة الطفل لأنشطة خارجية وتمارين رياضية

حيث إنه من المُهم أن يحظى الطفل ببعض الوقت خارج المنزل في الهواء الطلق، ويُفضّل أن يكون في أماكن يحتوي على بعض الشجر أو النباتات وليس في الأسواق أو المُجمّعات السكنية، وبالإضافة إلى الأنشطة الخارجية، تُساعد التمارين الرياضية التي يُمارسها الطفل في المدرسة أو المنزل على التخلُّص من الطاقة الزائدة التي قد تُسبب فرط نشاط الطفل، مما يُحسِّن سلوكه.


التحفيز المُفرط للطفل أو عدم وجود تحفيز أبداً

حيث إن الأطفال المُرضين للتحفيز الدائم والذين لا يحظون بأي وقت من الراحة قد يشعرون بالإرهاق الجسدي أو العقلي، مما يؤثر سلباً في سلوكهم، وكذلك الأطفال الذين لا يحظون بأي تحفيز ولا يُمارسون أي أنشطة خلال اليوم تتراكم عندهم الطاقة الزائدة، مما قد يؤثر سلباً في سلوك الطفل.[٣]


حدوث تغييرات في الجو العائلي

حيث إن حدوث أي تغييرات مثل الطلاق، أو وفاة أحد أفراد الأسرة المُقرّبين، أو حتى حدوث ولادة جديدة وقُدوم أخ جديد للطفل يُمكن أن يؤثر في سلوكه، وفي بعض الأحيان قد يُغيّر الطفل سلوكه للأسوأ للحصول على الانتباه والاهتمام الذي يحتاجه في حال شعر بالحرمان وعدم الأمان ضمن أُسرته.[٤]


كما أن تغيير العائلة مكان السكن والمُحيط المألوف للطفل مثل الانتقال للعيش في منطقة أو مدينة أخرى قد يكون لها تأثير في سلوك الطفل، سواء بطريقة إيجابية أو سلبية.[٥]


مُلاحظة وتقليد الطفل للسلوك المُحيط به

حيث إنه في حال كان سلوك الأهل سيئاً أو كان سلوكهم عصبيّاً واندفاعياً، سيُقلَّد الطفل السلوك الذي يراه، أو في حال لاحظ الطفل العنف في منزله، سيكون عنيفاً مع أقرانه أو زُملائه في المدرسة.


وبالتالي يجب الأخذ بعين الاعتبار أن سلوك الطفل في مُعظم الأحيان يكون مرآة للسلوك الذي يراه في المنزل، ولكن لا يُمكن إنكار أنه حتى الأشخاص الآخرين الذي قد يختلط فيهم الطفل سواء الجيران أو أطفال آخرين في الروضة أو المدرسة قد يؤثرون في سلوك الطفل.[٥]



ويُجدر بالذكر أن الطفل يتأثر بالألقاب التي تُطلق عليه من حوله، حيث إنه في حال كان الأهل يُطلقون عليه لقب "المُشاغب" سيبقى الطفل مُشاغباً، وفي حال كان لقبه "الخجول" سيبقى خجول، ما لم يُشجّعه أهله على تحسين سلوكه.




تواصل الأهل مع الطفل

حيث إن تواصل الأهل مع الطفل سواء بقضاء الوقت معه، أو ممارسة أنشطة مُشتركة معاً، أو الجلوس مع الطفل والتحدُّّث معه والسماح له بالتعبير عما يجري داخله أو حوله، كُل هذا يُساعد الطفل على الشعور بالأمان والاستقرار في عائلته، وبالتالي يتأثر سلوكه بشكل إيجابي ويسعى لأن يكون إنسان أفضل حينما يكبر.[٦]



كما يُمكن أن تؤثر عوامل مُحددة مثل طُرق التأديب في سلوك الطفل، حيث إن تأديبه بالصُراخ والضرب والتشدد في التربية قد يؤدي لنفور الطفل وتمرُّده، والتأديب بلطف وتسامح قد يُحسِّن من سلوك الطفل.




الوقت الذي يقضيه الطفل على الأجهزة الإلكترونية

حيث إنه كُلّما قضى الطفل وقتاً أطول باللعب في الأجهزة الإلكترونية والتعرض لمشاهد العنف والضرب التي تُعرض عليها، سيرغب الطفل في تقليد ما يراه على الشاشات، بالإضافة إلى أنه سيرى الحياة الواقعية مُملّة مُقارنة بما يراه على الشاشات، وبذلك قد يُحفِّزه ذلك على تغيير سلوكه ليُشابه ما يراه على الشاشات.[٦]


الفئة العمرية للطفل

حيث يزداد السلوك العصبي عند الطفل ما بين 2 - 3 سنوات، ويُحاول الطفل أن يبني شخصيته ويجد بعض الاستقلالية من أوامر الأهل، مما يتطلب الصبر والتأديب المُناسب لعمره دون اللجوء للمُعاقبة الشديدة أو الضرب.[٦]


ولا يجب على الأهل القلق في حال وجود اختلافات في القدرات بين الأطفال من نفس الفئة العمرية أو من فئات عمرية مُختلفة، كون أن كُل طفل ينمو ويتطور بسرعة قد تختلف عن الأطفال الآخرين.

المراجع

  1. "18-factors-that-influence-childrens-behavior", raising-independent-kids, Retrieved 19/7/2022. Edited.
  2. "understand_child_behaviour", education, Retrieved 19/7/2022. Edited.
  3. "factors-affecting-child-behaviour-and-mind", mommyinme, Retrieved 19/7/2022. Edited.
  4. "factors-that-influence-childs-behavior", seemamago, Retrieved 19/7/2022. Edited.
  5. ^ أ ب "behaviour-factors.", health, Retrieved 19/7/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت "influence-a-childs-behavior-or-trigger-misbehavior", thepragmaticparent, Retrieved 19/7/2022. Edited.