يُعرف زلال الحمل (بالإنجليزية: Proteinuria) على أنه ارتفاع نسبة البروتين في البول، وتحدث هذه المشكلة لدى الحامل نتيجةً للإصابة بالعديد من الحالات المرضية؛ إذ يرتبط ارتفاع البروتين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بوجود مشاكل كامنة في الكلى، أو بسبب وجود عدوى في المسالك البولية، بينما يرتبط ارتفاع البروتين في البول عند حدوثه بعد الأسبوع 20 من الحمل بمشكلة أكثر خطورة وهي تسمم الحمل.[١]
هل وجود البروتين في البول أمر طبيعي؟
يُعد وجود البروتين بكميات منخفضة في بول الحامل أمرًا طبيعيًا، ولكن ارتفاعه يُشير لوجود مشكلة معينة وتستدعي مراجعة الطبيب،[٢] وفي الواقع تزداد كمية البروتين في البول لدى الحامل نتيجةً لعدد من الأسباب من أهمها زيادة حجم الدّم أثناء فترة الحمل، وزيادة العبء على الكليتين؛ وهذا بدوره يزيد من الضغط على الكلى، ويُعد مستوى إخراج 300 ميليغرام من البروتين في البول يوميًا أمرًا طبيعيًا، أمّا ارتفاعه عن هذا الحد فيُشير لوجود مشكلة صحية.[٣]
ما هي أسباب زلال الحمل؟
يحدث زلال الحمل نتيجةً لعدد من الأسباب، ويُذكر منها ما يأتي:
- تسمم الحمل: (بالإنجليزية: Preeclampsia)، وتحدث هذه الحالة المرضية عادةً بعد الأسبوع 20 من الحمل، وتُسبب انقباضًا في الأوعية الدموية، بالإضافة إلى انخفاض تدفق الدم، الأمر الذي يؤثر في وظائف العديد من أعضاء الجسم كالكلى والكبد والدماغ، وغالبًا لا تظهر أي أعراض عند إصابة الحامل بتسمم الحمل، ولا يتم اكتشافه إلا عن طريق ارتفاع نسبة البروتين في البول، أو ارتفاع ضغط الدّم عند زيارة الطبيب.[٤]
- التهابات المسالك البولية: (بالإنجليزية: Urinary Tract Infection) واختصارًا "UTI"، تُعد النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية بسبب زيادة ضغط الرحم على المثانة والمسالك البولية، الأمر الذي يؤدي إلى انسداد المثانة، ومنع إفراغها تمامًا من البول، مما يُسبب نمو العدوى والإصابة بالالتهابات.[٥]
- أمراض الكلى: من النادر أن تصاب الحامل بمرض في الكلى أثناء فترة الحمل؛ لأن أمراض الكلى تحتاج عدة سنوات لتتطور، لذا فإنها في كثير من الأحيان تكون اكتشاف لحالة سابقة، أو أعراض لحالة أخرى مرتبطة بالحمل.[٦]
- متلازمة هيلب: (بالإنجليزية: HELLP Syndrome)، وهي إحدى مضاعفات الحمل، وتتمثل بارتفاع إنزيمات الكبد، وانحلال الدّم (بالإنجليزية: Hemolysis)، بالإضافة لانخفاض عدد الصفائح الدموية، وقد تحدث هذه المضاعفات إمّا عند النساء المصابات بتسمم الحمل، أو أحيانًا دون وجود تسمم الحمل إلى جانب ظهور البروتين في البول، وفي حال لم تُعالج هذه الأعراض يمكن أن تظهر مضاعفات خطيرة، كولادة جنين ميت (بالإنجليزية: Stillbirth)، أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة، أو الولادة المبكرة.[٧]
- أسباب أخرى: تزيد بعص الحالات من ظهور البروتين في البول، كالإجهاد العاطفي، أو الجفاف، أو التهابات المفاصل، أو التعرض لدرجات الحرارة العالية، أو الإصابة بمرض السكري، أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، أو تناول بعض الأدوية، أو الإصابة بأمراض القلب، أو الإصابة بفقر الدّم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle Cell Anemia)، أو الإصابة بمرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus).[٨]
ما هي أعراض وعلامات زلال الحمل؟
تتضمن أعراض زلال الحمل ما يأتي:
- تورّم في اليدين والكاحلين.[٧]
- تورم في الوجه.[٧]
- ظهور رغوة في البول.[٧]
- الشعور بحرقة أثناء التبول.[٩]
- كثرة التبول.[٩]
- آلام الظهر.[٩]
كيف يمكن تشخيص زلال الحمل؟
يُمكن تشخيص زلال الحمل لدى الحامل عن طريق ما يأتي:
- غميسة البول: (بالإنجليزية: Urinary Dipstick)، وهي من أكثر الطرق شيوعًا لقياس البروتين في البول،[١٠] ويُجرى هذا الفحص عن طريق غمس شريط في عينة من البول، علمًا أن لونه يتغير اعتمادًا على كمية البروتين في البول، وتتراوح قراءة الاختبار ما بين 1+ إلى 4+، والتي تُشير إلى تسمم الحمل أو تلف الكلى.[١١]
- اختبار بروتين البول لمدة 24 ساعة: (بالإنجليزية: 24-Hour Urine Protein Test)، يتم جمع البول على مدار 24 ساعة، ومن ثم ترسل العينة للمختبر للتحليل، فإذا كان مستوى البروتين في البول أعلى من 300 ميليغرام، فهذا يعدّ مؤشرًا على إصابة الحامل بتسمم الحمل.[١١]
ما هو علاج زلال الحمل؟
لا تُعد الكميات المنخفضة من البروتين في بول الحامل مشكلةً خطيرةً؛ إذ يُمكن أن تختفي من تلقاء نفسها، ويكتفي الطبيب بمراقبة وضع الحامل الصحي، أما في الحالات التي يكون فيها كمية البروتين في البول كبيرة، فهنا لابد من العلاج اعتمادًا على السبب الكامن وراء ظهور هذه البروتينات، وفيما يأتي توضيح لطرق علاج زلال البول:[٩]
- علاج عدوى المسالك البولية باستخدام المضادات الحيوية الآمنة على الحامل والجنين.
- استخدام أدوية ارتفاع الضغط الآمنة للحامل في الحالات التي يكون فيها البروتين ناتجًا عن ارتفاع ضغط الدّم.
- مراقبة الحامل بشكل متكرر؛ إذ يمكن أن يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات بانتظام لمراقبة الحالة الصحية للحامل وجنينها.
- في حالات تسمم الحمل الشديدة، غالبًا ما تكون الولادة المبكرة هي الخيار الأنسب.
كيف يمكن الوقاية من زلال الحمل؟
يُمكن الوقاية من زلال الحمل عن طريق اتّباع مجموعة من الأمور، ويُذكر منها ما يأتي:
- تجنّب الإصابة بالتهابات المسالك البولية، عن طريق اتّباع مجموعة من التدابير الوقائية، كالمحافظة على النظافة، والمسح بعد الانتهاء من استخدام الحمام من الأمام إلى الخلف.[١٢]
- تجنّب تناول الأطعمة المسببة للالتهابات، أو تلك التي تُسبب ارتفاع مستوى الإنسولين بشكل حاد، كالحبوب والسكريات.[١٢]
- الإكثار من تناول البروتينات التي تُساعد على الشعور بالامتلاء والشبع لأطول فترة ممكنة، كما تُساعد على استقرار مستويات السكر في الدم.[١٢]
- المحافظة على رطوبة الجسم، عند طريق شرب الكثير من الماء لمنع جفاف الجسم، والمساعدة على التبول بشكل متكرر، وهذا بدوره يُساعد على طرد الجراثيم من المسالك البولية، ومنح الحامل المزيد من الطاقة والتركيز.[١٢]
- تناول المزيد من الخضراوات الطازجة، والدهون الجيدة، والمكسرات، والبذور.[١٢]
- الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح.[٧]
- الحفاظ على الوزن الصحي أثناء الحمل.[٧]
- أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة؛ إذ يُساعد الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة يوميًا على التقليل من التوتر والقلق.[٧]
- الامتناع عن التدخين؛ إذ يزيد التدخين من خطر الإصابة بتسمم الحمل.[١٣]
- السيطرة على ضغط دم الحامل، خاصةً إذا كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن.[١٣]
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.[١٣]
- استشارة الطّبيب حول إمكانيّة أخذ الأسبرين (بالإنجليزية: Baby Aspirin) في حالات الحمل عالية الخطورة.[١٣]
- استشارة الطّبيب حول إمكانيّة أخذ مكملات الكالسيوم وذلك إذا كانت المرأة الحامل تعاني من نقص الكالسيوم؛ فهذا يساعد أيضًا على الوقاية من تسمم الحمل.[٩]
المراجع
- ↑ "25 Proteinuria", health, Retrieved 23/4/2021. Edited.
- ↑
- ↑
- ↑ Njoud Jweihan (1/3/2021), "Protein In Urine During Pregnancy", momlovesbest, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑
- ↑
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Dr. Sangeeta Agrawal (4/6/2020), "Protein In Urine (Proteinuria) During Pregnancy: Causes And Treatment", momjunction, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑
- ^ أ ب ت ث ج Ashley Marcin (13/1/2021), "What It Means If You Have Protein in Your Urine During Pregnancy", healthline, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ Osman, Maynard S, "Proteinuria in pregnancy-Review", oatext, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Protein in Urine During Pregnancy", parenting.firstcry, 23/1/2018, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Sam McCulloch Dip CBEd (17/2/2021), "Protein In Urine During Pregnancy – What Does It Mean?", bellybelly, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Preeclampsia", clevelandclinic, 11/9/2018, Retrieved 24/4/2021. Edited.