لا تستطيعين التحكم بنزول البول أثناء الحمل؟ هذا ما يعرف بالسلس البولي لدى الحامل، فما هي أنواعه وأسبابه؟ وما هي طرق علاجه؟[١]
سلس البول أثناء الحمل
قد تكونين مُصابةً بسلس البول أثناء الحمل إن شعرتِ بعدم قدرتك على التحكم بنزول البول مما قد يسبب تسرب القليل منه قبل وصولكِ إلى الحمام أو أثناء خروجك للخارج، أو عانيتي من كثرة الحاجة للتبول فيدفعك ذلك لتكرار ذهابكِ إلى الحمام، وقد يكون الحمل أو الولادة سببًا في حدوث هذه الحالة.[٢]
وتحتلف شدة السلس البولي من امرأةٍ حامل إلى أخرى فهي تتراوح بين الخفيفة متقطعة الحدوث إلى الشديدة مُتكررة الحدوث.[٣]
نسبة شيوع سلس البول أثناء الحمل
وفقًا لدراسةٍ نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عام 2014م فإنّ 4 نساء من كل 10 حوامل يُعانين من السلس البولي خلال فترة الحمل.[٤][٥]
ووفقًا لموقع المؤسسة الوطنية للولادة (National Childbirth Trust) فإنّ ثلثيّ النّساء اللاتي أنجبن يُعانين من السلس البولي خلال الأشهر الثلاثة التي تلي ولادتهنّ، بالرغم من أنّ نسبة لا بأس بها منهنّ يخجلن من إصابتهنّ بهذه الحالة ولا يعرضن المشكلة على الطبيب.[٦]
متى تبدأ ومتى تنتهي هذه المشكلة؟
قد تلاحظين تكرار ذهابك إلى الحمام بعد فترةٍ قليلة من معرفتك بالحمل، وقد تزداد شدة السلس البولي مع تقدم الحمل خاصّة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل؛ ويُعزى ذلك إلى ازدياد وزن وحجم طفلك مما قد يشكل ضغطًا على المثانة ويزيد من عدم القدرة على التحكم بالبول.[١]
ولكن لا تقلقي فبعد الولادة بنحو ستة أشهر تبدأ هذه المشكلة بالزوال مع عودة الأعصاب وعضلات وأنسجة الحوض إلى طبيعتها، وقد تُساهم بعض التمارين في تسريع حلّ هذه المشكلة.[٧]
أنواع السلس البولي في الحمل
تختلف أنواع السلس البولي في الحمل تبعًا للسبب:[٣]
- سلس البولي التوتري: وهو من الأنواع الأكثر شيوعًا النّساء الحوامل، وينتج عن زيادة وزن وحجم الجنين المُسببة لزيادة في الضغط على المثانة، وهذا بحدّ ذاته قد يؤثر في كفاءة عمل العضلة العاصرة في المثانة والمسؤولة عن السماح للبول بالمرور من المثانة؛ ممّا يحول دون السيطرة على بقاء البول داخل المثانة.
- سلس البول المُرتبط بفرط نشاط المثانة: إذ تكون هذه الحالة مصحوبةً بحدوث تشنجات في عضلة المثانة، وقد تتأثر العضلات المحيطة بالإحليل الذي يُشكّل الممر الذي يخرج منه البول من المثانة إلى الخارج، ويترتب على ذلك فقدان السيطرة في الحفاظ على البول داخل المثانة وبالتالي تسرّبه منها.
أسباب السلس البولي أثناء الحمل
يُعزى حدوث السلس البولي إلى ضعف عضلات الحوض والعضلات المحيطة بالمثانة، وقد يكون الأمر مؤقتا حيث ترتخي هذه العضلات قبل الولادة.[٦]
وقد يرتبط السلس البولي خلال الحمل بهرمونات الحمل، قد تسبب هذه الهرمونات الشد العضلي في العضلات المُبطّنة للحوض والتي تدعم الرحم والأمعاء والمثانة وتُحيط بها، وتكون الولادة مصحوبةً بالشد العضلي وقد يترتب على ذلك ضعف في المثانة وبالتالي حدوث السلس البولي لفترةٍ زمنيةٍ.[٨]
ومن الجدير ذكره أنّ هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة، والتي نذكر منها ما يأتي:[١]
- عمر الحامل ووزنها، فزيادة العمر يضعف من عضلات المثانة، كما أنّ الوزن الزائد قد يُشكّل المزيد من الضغط على المثانة؛ ممّا يجعلها أكثر عرضةً للسلس البولي.
- الإصابة بعدوى الجهاز البولي في السابق.
- المرور بتجارب ولادة طبيعية في السابق؛ ممّا قد يضعف المثانة.
علاج سلس البول أثناء الحمل
إليكِ عدة طرق وإرشادات لعلاج سلس البول أثناء الحمل والسيطرة عليه، والتي نذكر منها ما يأتي:[٢][٩]
- مارسي تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض، حيث تُعتبر من التمارين السهلة، فقط حاولي أن تتخيلي أنّك تمنعين البول أو الغازات من الخروج عندها أنك تقومين بشد العضلات التي تربط المثانة، ومن الأفضل تكرار هذا التمرين يوميًا لمدة خمس جولات بمعدل 15 مرة في كل جولة ولمدة 10 ثواني في كل مرة، ويُعتبر هذا التمرين أيضًا من طرق الوقاية من السلس البولي.
- قللي من كمية السوائل التي تشربينها قبل النوم، إذ إنّ ذلك يلعب دورًا في تقليل عدد مرات ذهابك إلى الحمام ليلًا.
- دوني أوقات حدوث تسرب بولي فإن لاحظت تكرار أوقات معينة تستطيعين تجنب ذلك عبر الذهاب للحمام قبل حلول هذه الأوقات.
- قومي بتقليل وزنكِ في حالات السمنة، إذ إنّ الوزن الزائد يزيد من الضغط على المثانة، ومن المهم متابعة وزنكِ مع طبيبيك ومراقبة الوزن الذي تكتسبينه أثناء حملكِ وحتى بعد الحمل.
- تجنبّي الإصابة بالإمساك وعالجي الحالة في حال الإصابة بها، وذلك عبر تناول المزيد من الألياف والسوائل، إذ إنّ الإمساك يعمل على زيادة الضغط على عضلات المثانة والإحليل، وهذا بحد ذاته يزيد من احتمالية حدوث السلس البولي.
- أوقفي التدخين لأنه يسبب السعال المتكرر والذي بدوره يزيد من سوء السلس البولي.
- أجري بعض التغييرات على نظامكِ الغذائي، وتجنّبي الأطعمة التي قد تُسبب زيادة السلس البولي سوءًا؛ ومن هذه الأطعمة والمشروبات: القهوة، والأطعمة الغنية بالتوابل والحمضية.
أثناء علاج السلس البولي خلال مرحلة ما بعد الولادة قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى إعطائك بعض الأدوية، أو إخضاعك إلى جلسات كهربائية، أو عملية جراحية.[٩]
نصائح للتعامل مع السلس البولي في الحمل
إليكِ بعض النصائح للتعامل مع السلس البولي:[٨]
- استخدمي الفوط الخاصة بالسلس البولي.
- اصطحبي ملابسًا داخلية إضافية معكِ دائما عند الخروج من المنزل.
- تعرفي على مكان الحمام في المكان الذي تتواجدين فيه كي تدخليه بسرعة عند الحاجة لذلك دون إضاعة الوقت في البحث عنه.
- ضعي إحدى ساقيكِ فوق الأخرى عند العطس أو الضحك.
- قللي من النشاطات التي تتضمّن القفز أو ما يماثله.
الوقاية من حدوث السلس البولي أثناء الحمل
أفادت بعض الدراسات بأنّ ممارسة الأنشطة التي تعمل على تقوية الحوض -كتمارين كيجل- ذات أهمية في الوقاية من السلس البولي، نظرًا لأنّ النّساء ذوات عضلات قاع الحوض القوية يُعتبرن أقل عرضة لحدوث تسرب البول أثناء الحمل.[٥]
دواعي مراجعة الطبيب
راجعي طبيبك فورًا عند حدوث أحد التالي:[١٠]
- حرقة مع ألم عند التبول.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ألم أسفل الظهر لا يزول بالرغم من الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- تسرب أيّ سوائل من المهبل.
- خروج إفرازات غريبة أو ذات رائحة من المهبل.
المراجع
- ^ أ ب ت Amy cnnor (5/10/2020), "Controlling Your Bladder During Pregnancy (Urinary Incontinence)", www.whattoexpect.com, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Pregnancy and Bladder Control", my.clevelandclinic.org, 6/11/2020, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Traci C. Johnson (17/7/2019), "Urinary Incontinence and Pregnancy", www.webmd.com, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ↑ "Prevalence of Incontinence Among Older Americans", cdc, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Urinary incontinence", www.womenshealth.gov, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "leaking urine in pregnancy and after birth", www.nct.org.uk, 1/5/2018, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ↑ "PREGNANCY, CHILDBIRTH AND INCONTINENCE", www.continence.org.au, 30/10/2020, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Bladder weakness after birth", www.pregnancybirthbaby.org.au, 1/5/2019, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Marlene Corton, "Tips to prevent involuntary urine leakage (incontinence) during and after pregnancy", utswmed.org, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ↑ incontinence is when you,about to happen can help "Urinary incontinence in pregnancy", www2.hse.ie, 14/11/2018, Retrieved 17/12/2020. Edited.