تربية الأبناء في غياب الأب: أهم النصائح

يلعب الأب دورًا كبيرًا ومحوريًا في تربية الأبناء، فوجوده مهم في المنزل، ولكن في بعض الأُسر قد يغيب؛ بسبب عدة ظروف قد تُصيب العائلة، مثل: وفاة الأب أو سفره أو طلاق الأبوين، ويكون الدور الأكبر في التربية للأُم، وفي هذا المقال ستتعرفين على أهم النصائح لتربية الأبناء في ظل غياب الأب.

قولي الحقيقة لهم

من المهم الأخذ بعين الاعتبار عمر أطفالكِ، وتحديد ما هو مناسب لمشاركته معهم، فالأطفال الصغار تكون الأجوبة على أسئلتهم بسيطةً وغير معقدة، ولكن احذري تجنب عدم قول الحقيقة لهم أو الكذب عليهم، أما الأطفال الأكبر سنًا، فعليك التعامل معهم بصورة مغايرة، حيث يجب أن تُخبريهم بكل صدق سبب تغيب والدهم، مع ضرورة المحافظة على صورته أمامهم، فلا تُظهري مشاعركِ ومخاوفكِ لهم.^[١]

كما احرصي على عدم التفصيل في ذكر أحداث مؤلمة، فإظهار قلقكِ الزائد ومشاركة ذكريات مؤلمة معهم سينعكس سلبًا على نفسيتهم.^[١]

شاركي الذكريات الجميلة معهم

من الأمور الضرورية هي المحافظة على الانطباع الجيد عن الأب، خاصةً إذا كان قد رحل وأطفاله صغار جدًا ولا يذكرونه، وبناءً على ذلك حاولي مشاركة الذكريات الجميلة والصور مع أبنائك، وإذا لاحظتِ تأثرهم الشديد بغياب والدهم، فأخبريهم كم كان يُحبهم ويرغب بأن يراهم متميزين ومتفوقين، فالذكريات هي المقتطفات التي تبقى عالقةً في ذهن الأطفال مع التقدم في العمر.^[١]

شجعيهم على التفكير الإيجابي

كثير من الأطفال الذين غاب عنهم والدهم يعيشون في صراع داخلي كبير، كما يشعرون بالاختلاف عن أبناء جيلهم، وأنّ حياتهم أصعب من غيرهم؛ لذلك من المهم أن تتحاوري، وأن يكون التواصل جيدًا، وذلك عن طريق تعليمهم كيفية التعامل مع الأفكار السلبية، والشعور بالامتنان لكل ما هو إيجابي في حياتهم، فمثلًا اجعليهم يكتبون قائمةً بكل ما يُسعدهم، وتحدثي لهم عن أهمية تقدير الذات.^[١]

كما من الأمور التي يُمكن اتباعها هي تعليمهم تنفيس الأفكار السلبية والغضب في داخلهم عن طريق الكتابة، مثل: كتابة يومياتهم، أو الصلاة والدعاء، أو التأمل وممارسة الرياضة، أو إذا كانوا في أول عمرهم فالرسم من الطرق الفعالة.^[١]

امنحيهم الأمان

بالرغم من كل الظروف التي تمرين بها، إلا أنّكِ بالنهاية أم، وأطفالكِ يحتاجون الشعور بحنانكِ وعاطفتكِ الكبيرة وحبكِ اللامشروط لهم، فهُم يمرون بظرف قاهر، وذلك يكون عبر إنشاء روتين يومي ثابت، بحيث يكون هناك مواعيد للوجبات والدراسة والنوم والاستيقاظ وممارسة الأنشطة، وشرح لقواعد المنزل، فهذا سيُسهم ولو بشكل بسيط بأن يشعر الطفل بالأمان العاطفي والحقيقي.^[٢]

علمي أطفالكِ المسؤولية

إنّ المسؤولية هي مهارة مكتسبة، وليست شيئًا فطريًا، لذلك من المهم أن يتعلم الطفل الاعتماد على نفسه في بعض الأمور، وأن لا يكون اتكاليًا مع الأخذ بعين الاعتبار عدم معاملته معاملةً تنتظرين فيها أن يحل محل والده، لذلك امنحيه ما هو مناسب لعمره، مثل: تنظيف غرفته، حل واجباته، ترتيب الألعاب، وغيرها من الأمور، وامدحي تصرفاته الحسنة وقومي بمكافأته عليها.^[٣]

في ضوء ما سبق، من المهم أثناء تربية الأبناء أن تُعلّميهم المساءلة؛ ليُدركوا أهمية تحمل المسؤولية في وقت مبكر، واستخدمي أسلوب العقاب والمكافآت، ولا تنسي أن تكوني قدوةً حسنةً لهم في كل مناحي الحياة.^[٣]