يُعد إجراء تحليل العامل الرايزيسي من الأمور المهمة خلال فترة الحمل، إذ أنّ تحديد ما إن كان هذا العامل سلبيًا أم إيجابيًا هو أمر في غاية الأهمية، فمن شأن ذلك المساعدة على حماية الأم والطفل وضمان حصولها على حملٍ صحي وطبيعي.[١]
ما هو تحليل العامل الرايزيسي (RH) للحامل؟
هو تحليل يُجرى للكشف عن العامل الرايزيسي (RH Factor) كأحد الفحوصات المبكرة التي يطلبها الطبيب من الحامل إلى جانب فحص فصيلة الدم، والعامل الرايزيسي هو بروتين وراثي يتواجد على سطح خلايا الدم الحمراء لدى بعض الأشخاص ليعطي فصيلة دم إيجابية، بينما يغيب وجوده لدى أشخاص آخرين ليعطي فصيلة دم سلبية،[٢][٣] وقد يُطلب هذا التحليل أيضاً حتى عند التخطيط للحمل، ومن الجدير ذكره أنً الغالبية العظمى من الأشخاص يتواجد لديهم هذا البروتين، وبالتالي فإنّ نسبة ضئيلة من الأشخاص هم من تكون نتيجة تحليل العامل الرايزيسي لديهم سلبية، وتستلزم النتيجة السلبية الحصول على المزيد من العناية والمتابعة أثناء الحمل لحماية المرأة وحماية جنينها.[١]
لماذا يتم إجراء تحليل RH للحامل؟
تكمن المشكلة المُتعلقة بالعامل الرايزيسي في حال كان سلبيًا لدى المرأة وإيجابيًا لدى جنينها (عدم توافق العامل الرايزيسي) ، إذ قد يؤدي انتقال جزء من دم الجنين إلى الأم خلال الولادة إلى حدوث ردود فعل تحسسية وتوليد أجسام مضادة للعامل الرايزيسي (Anti D antibodies) في جسم المرأة، وقد لا تكون الخطورة على الحمل الحالي، وإنما الأحمال التالية مستقبلًا، فإذا كان الجنين في الحمل التالي ذو عامل الرايزيسي إيجابي، فقد تنتقل الأجسام المضادة التي تكوّنت في جسم الأم بعد الحمل الأول إلى الجنين عبر المشيمة، مما قد يتسبب بتكسير كريات الدم الحمراء لدى الجنين بسرعةٍ أكبر من إنتاجها، ونظرًا لأهمية دورها في نقل الأكسجين فهذا قد يشكل خطرًا يهدد حياته.[٣][٢]
متى يتم إجراء تحليل Rh للحامل؟
يتم إجراء فحص Rh في بداية الحمل، فهو يُطلب من جميع الحوامل، فإن كان العامل الرايزيسي لدى الحامل سلبيًا فيتم التأكد من وجود حساسية تجاهه، فإن ثبت عدم وجود حساسية تجاه العامل الرايزيسي فعندها يقوم الطبيب باتخاذ عدة إجراءات، نذكر منها ما يأتي:[٤]
- يُعاد إجراء الفحص ما بين الفترة الممتدة من 24-28 أسبوعاً من الحمل، فإن كان سلبيًا فلا يُعاد الفحص إلا عند الولادة، ويستثنى من ذلك الحامل التي قد تعرضت لبزل السائل السلوي، أو انفصال المشيمة المبكر (Placenta abruption)، أو من تجاوزت الأسبوع الأربعين من الحمل، إذ إنّ هذه الحالات تستلزم إعادة إجراء الفحص.
- يتم إجراء فحص للعامل الرايزيسي لطفلك فور ولادته، فإن ثبت أنه إيجابي فيطلب الطبيب إعادة إجراء الفحص للمرأة للكشف عمّا إذا كانت المرأة قد واجهت تفاعل تحسسي أثناء الحمل.
نتائج تحليل Rh للحامل
من الممكن التكهن بنتيجة العامل الرايزيسي لدى طفلك تبعًا للعامل الرايزيسي لدى الأبوين، ويُبين الجدول أدناه احتمالية ذلك مع الإجراءات الواجب اتباعها لكل حالة:[٣]
نوع العامل RH لدى الأم | نوع العامل RH لدى الأب | احتمالية العامل RH لدى الطفل | الإرشادات والاحتياطات الواجب أخذها بعين الاعتبار |
إيجابي | إيجابي | إيجابي | لا يحتاج أي احتياط |
سلبي | سلبي | سلبي | لا يحتاج أي احتياط |
إيجابي | سلبي | قد يكون إيجابي أو سلبي | لا يحتاج أي احتياط |
سلبي | إيجابي | قد يكون سلبي أو إيجابي | قد يتطلب الأمر إعطاء المرأة حقنة من الجلوبيولين المناعي Rh (Rh immune globulin) |
كما يبين الجدول أعلاه تكمن الخطورة إن كانت نتيجة تحليل العامل الرايزيسي لدى الأم سلبية وطفلها إيجابية، بما يستلزم إعطاء الأم حقنة من الجلوبيولين المناعي Rh بمجرد حدوث أي ملامسة أو انتقال بين دم الحامل وجنينها، ولكن إن أظهر التحليل أن الأم تنتج أجسام مضادة له فإن هذه الحقنة لا تُجدي نفعًا ويجب مراقبة الجنين عن كثب، وقد يضطر الطبيب في بعض الأحيان إلى إجراء عملية نقل دم للجنين عبر الحبل السري خلال الحمل أو مباشرة بعد الولادة.[٣]
ما هي العوامل التي تزيد من خطر تكون الأجسام المضادة للعامل الرايزيسي؟
كما ذُكر سالفاً، أنّ انتقال جزء من دم الجنين إلى الأم خلال الولادة إلى يؤدي إلى حدوث ردود فعل تحسسية وتوليد أجسام مضادة للعامل الرايزيسي في جسم المرأة، ومن الجدير بالذكر أنّ انتقال دم الجنين إلى الأم لا يقتصر على الولادة فحسب، بل قد يحدث في حالات أخرى، وفيما يأتي ذكر لأبرز الحالات التي تزيد من احتمالية انتقال دم الجنين إلى الأم:[٥]
- النزيف المهبلي.
- الإجهاض.
- الخضوع لفحوصات معينة خلال الحمل؛ كفحص الزغابات المشيمية (Chorionic villus sampling) أو فحص بزل السائل السلوي (Amniocentesis).
- وجود الجنين في الوضع المقعدي (Breech position) في رحم الأم مع القيام بتعديل وضعه من المقعدي إلى الرأسي.
- تعرض الأم لضربة أو صدمة في منطقة البطن.
ما الفحوصات الأخرى التي تُطلب إلى جانب فحص العامل الرايزيسي؟
في حال أظهر إجراء هذا الفحص خلال بداية الحمل أنّ العامل الرايزيسي سلبياً، وأثبتت الفحوصات وجود حساسية تجاه العامل الريسوسي، فإنّ الأمر يتطلب القيام بعدة إجراءات وفحوصات، مع إبقاء المرأة تحت المراقبة طوال فترة الحمل في سبيل التأكد من سلامتها وسلامة جنينها، وتتضمن الإجراءات المتبعة في هذه الحالة ما يأتي:[٤]
- فحوصات دورية للدم للتأكد من مستوى الأجسام المضادة في الدم.
- فحص التخطيط فوق الصوتي أو دوبلر (Doppler ultrasound)، حيث يُطلب هذا الفحص للتأكد من وصول وضخ الدم إلى دماغ الجنين، وقد يكشف هذه الفحص عن وجود فقر دم لدى الجنين ناتج من الأجسام المضادة للعامل الرايزيسي.
- فحص بزل السائل السلوي، إذ يُمكن من الكشف عن فصيلة دم الجنين وفحص العامل الرايزيسي له، وبالتالي متابعة أو الكشف عن أية مشاكل قد تحدث، وقد يُجرى هذا الفحص بعد الأسبوع 15 من الحمل.
المراجع
- ^ أ ب Marygrace Taylor (18/11/2020), "Rh Factor Testing", www.whattoexpect.com, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "rhesus disease", nhs, Retrieved 1/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "RH FACTOR BLOOD TEST", www.mayoclinic.org, 17/6/2020, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Sarah Marshall ,Kathleen Romito,Adam Husney, others (25/5/2019), "Rh Sensitization During Pregnancy", www.uofmhealth.org, Retrieved 20/1/2021. Edited.
- ↑ "Rhesus D negative in pregnancy", www.pregnancybirthbaby.org.au, 1/5/2020, Retrieved 20/1/2021. Edited.