يبحث الأطباء دائماً عن طريقة آمنة وفعّالة لاستخدام التكنولوجيا لمُساعدتهم على تشخيص الحالات الطبية المختلفة، ويعد سونار دوبلر أحد هذه التقنيات المُستخدمة، وسنتطرق في هذا المقال إلى شرح مبسط عن سونار الدوبلر.[١]
ما هو سونار دوبلر؟
يُعد سونار دوبلر والمعروف أيضاً بتخطيط دوبلر فوق الصوتي (بالإنجليزيّة: Doppler ultrasound)، أحد أنواع تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية، ويختلف سونار دوبلر عن السونار التقليدي كونه يستطيع تقييم وتشخيص العديد من الحالات التي ترتبط بتدفق الدم عبر الأوعية الدموية، وذلك من خلال قياس الموجات الصوتية التي تنعكس من الخلايا المتحركة في الجسم، مثل خلايا الدم الحمراء، إذ ينتج عن حركة هذه الخلايا حدوث تغييرات في حدة الموجات الصوتية المُنعكسة، وهذا ما يسمى بتأثير دوبلر.[٢][٣]
أنواع سونار دوبلر
يوجد عدة أنواع رئيسية لسونار الدوبلر، نذكرها فيما يأتي:[٢]
- دوبلر السرير أو دوبلر الموجة المستمرة: (بالإنجليزيّة: Bedside or Continuous wave doppler)، يوفر هذا الجهاز معلومات تتعلق بتدفق الدم عبر الأوعية الدموية، وذلك من خلال تغيير طبقات الموجات فوق الصوتية، حيث يصدر هذا الجهاز أصوات تُعبّر عن قلة تدفق الدم في منطقة قد تكون ضيقة أو مسدودة، مما يُساعد الطبيب على الكشف عن مدى تلف الأوعية الدموية أو الكشف عن الإصابة بمُشكلة صحية.
- دوبلكس دوبلر: (بالإنجليزيّة: Duplex Doppler)، يمكن من خلال استخدام هذا الجهاز تكوين صورة للأوعية الدموية والأعضاء المحيطة بها في الجسم، وذلك من خلال تحويل الموجات فوق الصوتية الصادرة عن الجسم إلى رسم بياني عبر جهاز حاسوب، حيثُ يُمكن أن يساعد هذا الرسم البياني على إظهار سرعة واتجاه تدفق الدم عبر الأوعية الدموية.
- دوبلر الملوّن: (بالإنجليزيّة: Color Doppler)، حيثُ تتميّز هذه التقنية بتغيير الموجات فوق الصوتية الصادرة عن الجسم إلى ألوان متناسقة تُمّثل الأوعية الدموية، وفي الحقيقة تساعد هذه الألوان على الكشف عن سرعة واتجاه تدفق الدم عبر الأوعية الدموية، ومن الجدير ذكره أنّ هُناك نوع آخر من الدوبلر الملون يُعرف بدوبلر الطاقة (بالإنجليزية: Power Doppler) يستخدم في حال مواجهة صعوبة في الحصول على صور ملوّنة من بعض أعضاء الجسم، مثل أعضاء الجسم الصلبة.
استخدامات سونار دوبلر خلال فترة الحمل
تكمن أهميّة إجراء فحص دوبلر خلال فترة الحمل في ما يأتي:
- إنتاج صور ثُلاثية وصور رباعية الأبعاد للجنين: وتتميّز هذه الصور بأنّها ذات دقة عالية الجودة، بحيثُ يُمكن أن تُساهم هذه الصور في مُساعدة الطبيب على التحقق من سلامة الجنين، ومتابعة تّطور نموه الطّبيعي داخل الرحم، وذلك من خلال تقييم تدفق الدم عبر الأوعية الدموية لكل من الجنين والرحم والمشيمة.[٤]
- سماع نبضات قلب الجنين: يكون ذلك في الأسبوع 12 من الحمل، أيّ تقريباً في نهاية الثُلث الأول من الحمل.[٥]
- الكشف عن مشاكل الجنين: يساعد على تشخيص بعض المضاعفات، مثل: توقف النمو داخل الرحم (بالإنجليزيّة: Intrauterine growth restriction)، وما قبل تسمم الحمل والمعروف أيضاً بمقدمات الارتعاج (بالإنجليزية: Preeclampsia).[٦][٧]
- تقييم نمو وحجم الجنين: يساعد سونار دوبلر على التفريق بين الأطفال الذين يعانون من محدودية النمو، وأولئك الذين تكون أحجامهم أصغر من المعتاد بالنسبة لعُمر الحمل، وتُعرف هذه الحالة بمُصطلح صغير بالنسبة لسن الحمل (بالإنجليزيّة: Small for gestational age) واختصاراً SGA.[٦]
كيفية إجراء فحص سونار دوبلر خلال فترة الحمل
يُعد فحص سونار الدوبلر خلال فترة الحمل من الفحوصات البسيطة التي لا يتطلب إجرائها أي تحضير مسبق، كما أنّه لا يتطلب الكثير من الوقت، حيث يحتاج إلى بضع دقائق فقط، ولإجرائه يجب على الحامل النوم على السرير، ثم يقوم الطبيب بوضع مادة هُلامية مُباشرة على بطنها، ثم يضع جهاز محمول باليد يُعرف بمحول طاقة الموجات فوق الصوتية فوق المادة الهلامية وتحريكه حول المنطقة المراد فحصها، حيثُ يقوم هذا الجهاز بتسجيل الموجات فوق الصوتية، وإرسالها إلى جهاز حاسوب، وأخيراً يتم ترجمة هذه الموجات إلى صور مرئية، وإظهار صورة تفصيلية عن الدورة الدموية للجنين، وعادة ما يناقش الطبيب النتيجة مع الحامل فور الانتهاء من إجراء الفحص.[٨]
أمان استخدام سونار دوبلر خلال فترة الحمل
فحص سونار دوبلر من الفحوصات الآمنة التي يتم إجراؤها خلال فترة الحمل، وذلك في حال تم إجراؤها من قِبل أخصائييّ الرعاية الصحية ذوي الخبرة فقط، وفي الحقيقة يُمكن شراء أجهزة دوبلر المنزلية للاستماع لنبضات الجنين في المنزل، وعلى الرغم من عدم وجود دليل كافي على حدوث ضرر على الجنين في حال استخدام هذه الأجهزة، إلا أنّ مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية حذرت من استخدام هذه الأجهزة، وصرحّت باستخدامها فقط من قبل أخصائي الرعاية الصحية أو تحت إشرافهم، كما أوصت بعدم إجراء سونار دوبلر لغايات أخذ الصور، أو عمل فيديوهات للجنين فقط، وإنّما ينبغي أن يكون لدواعي طبية، وبناءً على وصفة طبية.[٧]
ما هي استخدامات سونار دوبلر الأخرى؟
كما ذكر أعلاه يُساعد سونار دوبلر عادةً على تشخيص العديد من الحالات الطبيّة التي تتعلق بتدفق الدم عبر الأوعية الدموية، وفيما يأتي ذكر لأهم الحالات التي يُمكن تشخيصها من خلال سونار دوبلر:[٩]
- الجلطات الدموية، وتضيّق الشرايين، مثل: تضيق الشريان السباتي.
- انتفاخ وتمدد الأوعية الدموية، أو انسداد الشرايين.
- ضعف الصمامات الموجودة في أوردة الساق، والتي قد ينتج عنها غالباً تراكم الدم أو السوائل الأخرى في الساقين.
- أمراض القلب الخلقية، وعيوب صمّامات القلب.
- مرض الشريان المحيطي، والذي يتمثّل عادةًُ بانخفاض التروية الدموية في الساقين.
- مراقبة تدفق الدم بعد الخضوع لعمليّة جراحية.[٣]
- التحقق من وظائف القلب، إذ غالبًا ما يتم إجراء سونار الدوبلر مع تخطيط كهربائية القلب.[٣]
المراجع
- ↑ "What Is a Doppler Ultrasound?", webmd, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Doppler Ultrasound", uofmhealth, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Doppler Ultrasound", medlineplus, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ↑ "What are Doppler Ultrasound Tests?", fetalhealthfoundation, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ "When Can You Hear Your Baby's Heartbeat on a Doppler?", verywellfamily, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "WHO recommendation on routine Doppler ultrasound examination in antenatal care"، who، اطّلع عليه بتاريخ 23/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Avoid Fetal "Keepsake" Images, Heartbeat Monitors"، fda، اطّلع عليه بتاريخ 23/12/2020. Edited.
- ↑ "Doppler Flow Study", stanfordchildrens, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ "Doppler ultrasound: What is it used for?", mayoclinic, Retrieved 22/12/2020. Edited.