تلعب المشيمة دورًا مُهمّاً خلال فترة الحمل، نبيّن هنا بالتفصيل ما ترغبين معرفته عنها.
ما هي المشيمة؟
تُعدّ المشيمة (Placenta)، عضو مؤقت يتطور أثناء مرحلة الحمل، وتُثبّت على جدار الرحم في الجزء العلوي أو الجانبي منه،[١][٢] وتُربَط المشيمة بالجنين من خلال الحبل السُّرّي، وتحتوي على شبكة معقدة من الأوعية الدموية التي تسمح بتبادل العناصر الغذائية والغازات بين الأم والجنين.[٢]
كيف تتكوّن المشيمة؟
تتكوّن المشيمة من خلايا تنشأ من الجنين،[٢] إذ إنّه بعد تخصيب الحيوان المنوي للبويضة بعدة أيام، تُزرع كتلة من الخلايا الأولية للجنين في جدار الرحم، وتنفصل بعض الخلايا من هذه الكتلة بعيدًا، مخترقةً عميقاً داخل جدار الرحم، وتكون هذه الخلايا مصممة لتشكيل المشيمة.[٣]
بعدها تتطور المشيمة، حيث تتحول من شعيرات دموية صغيرة إلى أوعية دموية أكبر، مما يوفّر للجنين الذي ينمو مزيدًا من الأكسجين والمواد المغذية، وبحلول الأسبوع 12 من الحمل، تكون المشيمة لديها جميع الهياكل التي تحتاجها للحفاظ على صحة الطفل لبقية فترة الحمل، ويجدر الذكر أنها تستمر في النمو بشكل أكبر مع نمو الطفل، وبحلول الأسبوع 40 أسبوعًا من الحمل، تزن المشيمة حوالي نصف كيلوغرام في المتوسط.[٣]
أهمية المشيمة
يمر الدم من الأم إلى الطفل عبر المشيمة، وهنا يأتي دورها في عمل الوظائف التالية:[١][٢]
- تعمل المشيمة على تغذية الجنين، وتوصيل الأكسجين، والسكر، والعناصر الغذائية إليه من خلال الحبل السُّري.
- تمنع المواد التي يمكن أن تكون ضارة للجنين من الوصول إليه.
- تُزيل ثاني أكسيد الكربون والفضلات الأُخرى من دم الجنين.
- تنتج عددًا من الهرمونات اللازمة لمرحلة الحمل، مثل: هُرمون اللاكتوجين، والإستروجين، والبروجسترون.
- تفصل دم الجنين عن دم الأُم لتحميه من العدوى المحتملة.
- عند اقتراب نهاية مرحلة الحمل، تعبر الأجسام المُضادّة من الأم عبر المشيمة إلى الطفل، لحمايته بعد الولادة من الأمراض.
لا يمكن للمشيمة منع دخول جميع المواد الضارة التي تنتقل إلى الجنين، على سبيل المثال، يمكن للكحول عبور حاجز المشيمة.
كيف تخرج المشيمة أثناء الولادة؟
نظراً لأن المشيمة هي عضو مؤقت، فإنها لا تبقى بشكل دائم داخل جسم المرأة، وتخرج عادةً بعد 30-5 دقائق من ولادة الطّفل،[١] حيث إنّه يستمر حدوث تقلصات خفيفة بعد الولادة للتخلص من المشيمة، كما قد يعطي الطبيب دواءً يسمى الأوكسيتوسين (Oxytocin) في بعض الأحيان لتشجيع استمرار انقباضات الرحم، وتقليل نزيف ما بعد الولادة، وقد يقوم أيضًا بتدليك الجزء السفلي من البطن لتشجيع الرحم على الانقباض، وطرد المشيمة.[٤]
أما إذا خضعت المرأة الحامل للولادة القيصريّة، فسيُزيل الطّبيب المشيمة في نفس الوقت، إذ إنّه من المُهم أن تخرج كامل المشيمة بعد الوِلادة، فإذا بقي أي جُزء منها داخل جسم المرأة بعد الولادة، فإنها قد تُسبب مشاكل صحية، مثل: النّزيف، والعدوى.[٤]
عوامل تؤثر على صحة المشيمة
هُناك مجموعة من العوامل التي بإمكانها أن تُؤثّر في صحّة المشيمة خلال الحمل، ومنها:[٤]
- عمر الأم، إذ تشيع مشاكل المشيمة عند النّساء اللّواتي يحملن بعد عُمر الـ 40.
- نُزول ماء الرأس مُبكّرًا.
- ارتفاع ضغط دم الأُم.
- الحمل بتوأم أو أكثر.
- وُجود اضطّرابات في قُدرة الدّم على التخثّر عند الأم.
- خُضوع الأم لجراحة سابقة بالرّحم.
- تعرّض الأم لمشاكل سابقة بالمشيمة.
- التّدخين.
- التّعرّض لصدمة، أو ضربة على البطن نتيجة السّقوط، أو نتيجة لحادث سير، أو غيرها.
مشاكل المشيمة
من الممكن أن تتعرض المشيمة في بعض الحالات إلى عدة مشاكل مُحتملة خلال مرحلة الحمل،[٣] أهمُّها ما يأتي:
- انفصال المشيمة: (Placental abruption) وهي حالة تنفصل فيها المشيمة عن الرحم بشكل كلي أو جزئي.[٥]
- نزول المشيمة: (Placenta previa) وهي حالة تُثبت فيها المشيمة بشكل منخفض في جدار الرحم.[٥]
- المشيمة الملتصقة: والتي تحدث عندما تلتصق المشيمة وأوعيتها الدموية بعمق في جدار الرحم.[٥]
- قصور المشيمة: وهي حالة ناتجة عن حدوث خلل في وظيفة المشيمة الطبيعية.[٥]
- احتشاء المشيمة: وهي وجود أنسجة ميتة داخل المشيمة.[٥]
من المهم زيارة الطبيب الخاص بكِ بانتظام أثناء الحمل للتحقق من أي مشاكل في المشيمة، واحرصي على إخبار طبيبك إذا كنتِ قد عانيت من مشاكل في المشيمة في حمل سابق، أو إذا أجريتِ أي عملية جراحية في رحمك، أو إذا واجهت أعراض، مثل نزيف من المهبل أو ألم شديد في البطن أو الظهر، أو تقلصات شديدة في الرحم.
المراجع
- ^ أ ب ت "What is the placenta?", pregnancybirthbaby, Retrieved 27/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Placenta", yourhormones, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Your Baby's Placenta", whattoexpect, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت placenta is an organ,umbilical cord arises from it. "Pregnancy week by week", mayoclinic, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Lori Smith, BSN, MSN, CRNP (15/6/2018), "What can go wrong with the placenta during pregnancy?", medicalnewstoday, Retrieved 27/12/2020. Edited.
