الفرق بين غثيان الحمل وغثيان الدورة الشهرية

حوالي 80% من النساء الحوامل يُعانين من غثيان أو لوعة الحمل وفقاً لدراسة نُشرت عام 2000 ميلادي في المجلة الأمريكية لطب النسائية والتوليد American Journal of Obstetrics and Gynecology.^[١] وفي الحقيقة تتشابه العديد من الأعراض التي تحدث في بداية الحمل، مع الأعراض التي تسبق الدورة الشهرية،^[٢] فهل يمكن التمييز بين الحالتين من الأعراض الظاهرة؟ وهل يختلف غثيان الحمل عن غثيان الدورة الشهرية؟

الفرق بين غثيان الحمل وغثيان الدورة

تعاني بعض النساء من الشعور بانزعاج في البطن والمغص الخفيف قبل بدء فترة الحيض، إلا أنّ الغثيان والتقيؤ لا يسبقان الدورة الشهرية في غالبية الحالات، فغالبًا يرتبط حدوث الغثيان والتقيؤ بحدوث الحمل، أو بعض الأسباب الأخرى عوضًا عن الإشارة إلى اقتراب موعد الدورة الشهرية،^[٢][٣] لكن تبقى أفضل طريقة لمعرفة الفرق بين أعراض الدورة الشهرية وأعراض الحمل المبكرة هو إجراء اختبار الحمل، فاختبار الحمل هو الطريقة الوحيدة لتأكيد حدوث الحمل أو نفيه،^[٤]ولكن إذا كان الاختبار سلبيًّا ولم تأت الدّورة الشّهريّة خلال أسبوع أو أسبوعين من موعدها، فيُنصَح بزيارة الطبيب، لبيان سبب تأخُّر الدورة الشهرية، والتأكّد من حدوث الحمل.^[٣]

من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى حدوث الحمل بدلًا من اقتراب موعد الدورة الشهرية، هو غياب بدء نزيف الحيض في موعده المعتاد، وزيادة حجم الهالة المحيطة بحلمات الصدر، وزيادة لونها غمقًا.^[٣]

مميزات غثيان الحمل

يمتاز غثيان الحمل في غالبية الحالات بالآتي:^[٥]

• الشعور بالغثيان في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، كما تصفه العديد من النساء بما يكون أقرب إلى دوار البحر أو الدوار الذي تشعر به عند ركوب السيّارة لفترة طويلة.
• الإحساس بالغثيان غالبًا في الصّباح، ولكنّ يجب الإشارة إلى أنّه قد يظهر في أي وقت من النهار أو الليل.
• الشّعور بنفور قوي من بعض الروائح والأطعمة التي قد تكون قوية جدًا ونفّاثة، فتشعر المرأة بانزعاج في معدتها.
• تزامن الغثيان مع الشعور بالجوع، أو الشعور بالجوع بعده مباشرةً.
• الشّعور بالغثيان بعد تناول الطعام.
• الشّعور بغثيان قوي جداً يمكن أن يؤدّي إلى التقيؤ.

متى يبدأ الغثيان عند الحامل؟

يبدأ الغثيان والتقيؤ المرتبط بالحمل عادةً قبل الأسبوع التاسع للحمل، وفقًا لما أشارت إليه الجمعيّة الأمريكية لأطباء النسائيّة والتوليد (ACOG)، وغالبًا فإنّه يزول بحلول الأسبوع 14 من الحمل، وقد يستمر لدى بعض النساء لفترة أطول، أو طوال فترة الحمل.^[٦]

أعراض الحمل الأخرى

قد تنطوي العلامات والأعراض المبكرة للحمل الأكثر شيوعًا على ما يلي:^[٧]

• غياب الدّورة الشّهرية: فإذا كانت السيّدة لا تزال ضمن عمر الإنجاب، ومر أسبوع أو أكثر على موعد دروتها المعتاد بدون بدء دورة الحيض الخاصّة بها، فإنها من المحتمل أن تكون حاملً، في حال كانت دورتها منتظمة.
• آلام أو انتفاخ في الثّدي: وهذا قد يكون ناجمًا عن التغيّرات الهرمونية أثناء الحمل.
• كثرة التبوّل: فالحمل قد يجعل المرأة بحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد، وذلك نتيجة لزيادة حجم الدم الذي يحدث أثناء الحمل.
• التّعب: فالشّعور بالتّعب والنعاس من الأمور الطبيعيّة التي تصاحب الحمل، وتبدأ من وقت مبكّر.^[٨]
• الصّداع وآلام الظّهر.^[٨]
• الإمساك: وقد ينتج هذا عن ارتفاع مستويات هرمون البروجيسترون أثناء الحمل، إذ يؤثر هذا الهرمون في حركة الأمعاء ويبطئها، ولحلّ هذه المشكلة يُنصح بالإكثار من شرب السّوائل والماء، وممارسة الرّياضة، وتناول الكثير من الأطعمة الغنيّة بالألياف.^[٨]
• تقلّب المزاج: وهي من أكثر الأعراض شيوعًا، وخاصّة في الأشهر الثلاث الأولى، وبالطّبع لتغيّر الهرمونات المرافق لفترة الحمل دور في حدوثه.^[٨]
• الدّوخة والإغماء: وهذا ما قد يكون ناجمًا انخفاض ضغط الدم وتوسُّع الأوعية الدموية، أو نتيجة انخفاض مستويات السكر في الدم.^[٨]
• احتقان الأنف أو سيلان الأنف: وينتج هذا عن تغيُّر مستوى الهرمونات وزيادة تدفُّق الدم نحو الأنسجة المخاطية في الأنف.^[٧]
• الانتفاخ: يحدث هذا نتيجة التغيرات الهرمونية خلال الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّه يُشابه الانتفاخ الذي يحدث قبل بدء الدورة الشهرية.^[٧]

يجدر التذكير بأن أعراض الحمل تتشابه مع العديد من الحالات الأخرى المُسبِّبة للأعراض ذاتها، لذا لا بد من إجراء فحص الحمل، وذلك بهدف تأكيد حدوث الحمل أو نفيه، فالكشف عن حدوث الحمل مبكِّرًا يضمن حصول الحامل على الرعاية الطبية اللازمة على الفور.^[٧]