تلجأ العديد من النساء لاستخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل، فما مدى فعاليته واحتمالية حدوث الحمل مع وجوده؟[١]
هل يُمكن الحمل على اللولب؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال ينبغي عليكِ معرفة أنّه لا يوجد وسيلة لمنع حمل يُمكن أن تكون فعّالة بنسبة 100%،[١] فبالرغم من أنّ اللولب يُمثل أحد أكثر وسائل منع الحمل فعاليّة، إلّا أنّه من الممكن حدوث حمل مع وجوده،[٢] بالرغم من أنّ ذلك نادر الحدوث،[١] إذ تقدر نسبة حدوث الحمل مع وجود اللولب بين النساء بحوالي أقل من 1% خلال العام الواحد، وذلك بحسب ما نشرته مجلة "American Journal of Obstetrics and Gynecology" عام 2015،[٣] ومن الجدير ذكره أنّ هناك نوعين من الحمل يُمكن أن تتعرّضي لأحدهما في حال حدوث الحمل على اللولب، وهما:[٤]
- الحمل داخل الرحم: وهو عبارة عن الحمل الطبيعي الذي يحدث في الرحم، ولا يُشكل خطورة على حياة المرأة أو الجنين.
- الحمل خارج الرحم: حيثُ يحدث ذلك عادةً في قناتي فالوب، ويُمكن أن يحدث أيضًا في أماكن أخرى؛ مثل: المبيضين، أو البطن، أو عنق الرحم، وتجدر الإشارة إلى أنّه من غير الممكن أن ينمو الجنين في إحدى هذه المناطق بشكلٍ طبيعي، وغالباً ما سيقوم الأطباء بإنهاء الحمل خارج الرحم، لحمايتك من مضاعفات هذا الحمل والتي قد تُعرّض حياتكِ للخطر.
أعراض الحمل على اللولب
نُبين أعراض الحمل على اللولب تبعًا لنوع الحمل على النحو التالي:
حالات الحمل داخل الرحم
بشكلٍ عام تتشابه أعراض الحمل على اللولب مع أعراض الحمل العادي، خاصةً في حال انغراس الجنين في الرحم،[٢] ومن أبرز هذه الأعراض ما يأتي:[٤]
- غياب الدورة الشهرية عن موعدها.
- المُعاناة من التهاب وانتفاخ الثديين.
- الشعور بالغثيان.
- كثرة التبول.
- الشعور بالتعب أكثر من المعتاد.
حالات الحمل خارج الرحم
قد تعانين من أعراضٍ إضافية في حال حدوث الحمل خارج الرحم، بما في ذلك: النزيف المهبلي، والشعور بألم في منطقة أسفل البطن، والحوض، وأسفل الظهر، والمعاناة من الدوخة أو الضعف، وفي حال تمزقت قناة فالوب، فقد يكون الألم والنزيف شديدين بما يكفي لإحداث أعراضٍ إضافية، نذكرهم فيما يأتي:[٥]
- الإغماء.
- انخفاض ضغط الدم.
- الشعور بألم في الكتف.
- الشعور بضغط في منطقة المستقيم.
يمكن أن تزداد شدة ألم أسفل البطن في حال انفجار قناة فالوب، وتعد هذه الحالة الطبية طارئة تستدعي مراجعة الطبيب على الفور.
أسباب الحمل على اللولب
في الحقيقة هُناك العديد من الأسباب التي يُمكن أن تؤدي للحمل على اللولب، نذكرها فيما يأتي:[٤]
- سقوط اللولب: إذ لن يكون هُناك وسيلة تقي من الحمل في حال سقوط اللولب، نظراً لذلك ينبغي عليكِ التحقق بشكلٍ دوري من الخيوط المتصلة باللولب للتأكد من أنه لا يزال في مكانه الصحيح.
- تحرك اللولب من مكانه: وقد يكون ذلك بسبب الإدخال الخاطئ للولب أو تحركه من مكانه لسبب أو لآخر، ففي هذه الحالة لن يعمل اللولب بكفاءة.
- انتهاء صلاحية اللولب: حيثُ ينبغي عليكِ التوجه إلى الطبيب لاستبدال اللولب في حال انتهاء المدة المحددة لاستخدامه، إذ يُمكن أن تزيد احتمالية الحمل بنسبة قليلة في حال بقاء اللولب لفترةٍ أطول من الوقت المقترح.
- عدم بدء اللولب بالعمل: غالباً ما يعتمد وقت بدء عمل اللولب على نوع اللولب، بحيث يبدأ اللولب النحاسي عمله مباشرةً بعد أن يقوم الطبيب بإدخاله، أمّا بالنسبة للولب الهرموني فقد لا يعمل خلال الأيام السبعة الأولى على تركيبه، لذلك عليكِ أخذ الاحتياط واستخدام وسائل منع حمل أخرى خلال تلك الفترة، كالاستعانة بالواقي الذكري.
مخاطر الحمل على اللولب
يُمكن أن يتسبب الحمل على اللولب بزيادة خطر حدوث بعض المضاعفات، لذلك يوصي الأطباء بإزالة اللولب من أجل صحتكِ وصحة طفلكِ، إذ يُمكن أن تقلل إزالة اللولب من هذه المخاطر، ومن هذه المضاعفات نذكر ما يأتي:[٦]
- الإجهاض: إذ يزداد خطر الإجهاض لدى النساء اللاتي يحدث لديهنّ حمل على اللولب مقارنةً بالنساء اللاتي يحملن دون وجوده، ومن الجدير ذكره أنّ إزالة اللولب في وقتٍ مبكر من الحمل يُقلل عادةً من مخاطر الإجهاض.
- الولادة المُبكرة: يزداد خطر الولادة المبكرة أي قبل موعد الولادة المحدد لدى النساء اللاتي يحملن على اللولب ولا تتم إزالته، مقارنةً بالنساء اللاتي يحملن مع عدم وجود اللولب، وفي حال تمت إزالة اللولب في وقتٍ مبكر من الحمل، فإن خطر الولادة المبكرة يُمكن أن يقل، مع بقاء احتمالية حدوثه.
- الإصابة بالعدوى: يزداد خطر الإصابة بعدوى لدى النساء اللاتي يحملن على اللولب، وهي عدوى تُصيب الأغشية والسائل المحيط بالطفل، وتُعد هذه العدوى من الحالات الطبية الخطيرة وربما تهدد حياة الجنين، أما في حال إزالة اللولب فإنّ خطر الإصابة بهذه العدوى يقل ولكن لا يزول بالكامل.
- انفصال المشيمة: وهي حالة تنفصل فيها المشيمة عن الرحم قبل الولادة أو أثناءها، وقد يكون هناك ارتباط بين الحمل على اللولب وانفصال المشيمة.
- تعرّض الطفل للهرمون الخاص باللولب: يقوم مبدأ عمل اللولب الهرموني على إفراز هرمون البروجستين ببطء في الرحم، وفي حال حدوث الحمل مع وجود اللولب فإنّ ذلك قد يُعرّض الجنين لهذا الهرمون، ويُشار إلى الآثار طويلة المدى لذلك على الطفل غير معروفة تمامًا.
ماذا تفعلين إذا شككتِ بحدوث حمل على اللولب؟
إذا شككتِ بحدوث حمل على اللولب ينبغي عليكِ بدايةً إجراء فحص الحمل المنزلي، وفي حال ظهرت النتيجة سلبية وما زلتِ قلقة يُمكنكِ مراجعة طبيبكِ الخاص بكِ وسؤاله عن كل ما يقلقكِ، أو يُمكنكِ اللجوء إلى إجراء اختبارات إضافية إذا كنتِ بحاجةٍ لذلك، أمّا في حال ظهرت نتيجة فحص الحمل إيجابية فينبغي عليكِ مراجعة الطبيب فقد يقوم بإجراء فحص الموجات فوق الصوتية للتأكد من وجود حمل أم لا، إضافةً إلى معرفة نوع الحمل وتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات بناءً على ذلك،[١] وفي حالات وجود حمل يقوم الطبيب بإزالة اللولب فوراً.[٦]
دواعي مراجعة الطبيب
بشكلٍ عام ينبغي عليكِ التوجه إلى الطبيب فوراً في حال ظهرت عليكِ أيّ من الأعراض التالية:[٢]
- النزيف المهبلي الشديد.
- الشعور بتقلّصات غير طبيعية.
- نزول إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- عدم القدرة على الشعور بالخيط المتدلي من اللولب، أو إذا كانت هذه الخيوط غير متساوية.
- حدوث أعراض الحمل.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "What happens if I get pregnant with an IUD?"، utswmed، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What to know about pregnancy with an IUD", medicalnewstoday, Retrieved 9/1/2021. Edited.
- ↑ "Accuracy of Information about the Intrauterine Device on the Internet", ncbi, Retrieved 9/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Pregnancy and IUDs: What You Need to Know", webmd, Retrieved 9/1/2021. Edited.
- ↑ "Ectopic Pregnancy", clevelandclinic, Retrieved 10/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Risks of Becoming Pregnant With an IUD", verywellhealth, Retrieved 13/1/2021. Edited.