تمر الحامل خلال فترة حملها بعدة أعراض، ويعد أكثر شيوعًا حدوث التقيؤ والغثيان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وقد تكون هذه الأعراض شديدة لدى بعض النساء، وهو ما يعرف بالتقيؤ الشديد خلال الحمل.[١]



التقيؤ الشديد خلال الحمل

التقيؤ الشديد خلال الحمل (Hyperemesis gravidarum) هو حالة من التقيؤ شديد الحدة عن المعتاد يصيب الحامل مسبباً فقدانها لأكثر من 5% من وزنها،[٢] ووفقًا لدراسةٍ نشرتها مجلة (StatPearls) عام 2020، فإنه يُصيب ما نسبته 0.3-3% من الحوامل،[٣][٤] ولا يؤثر التقيؤ الشديد في صحة الجنين، ولكن في حال أدى إلى نقصان وزن الحامل، فسينعكس ذلك على وزن الجنين أيضًا.[١]


متى يحدث التقيؤ الشديد خلال الحمل؟

يصيب التقيؤ والغثيان العديد من الحوامل قبل الأسبوع 9 من الحمل، وتختفي الأعراض لدى معظم الحوامل بحلول الأسبوع 14 تقريبًا، ولكن قد تستمر الأعراض لدى بعض النساء لفترة أطول كما أنها قد تبقى طيلة فترة الحمل لدى بعضهنّ،[٤]أمّا التقيؤ الشديد فيحدث بشدة وبتكرار أكثر من التقيؤ والغثيان المعتاد لدى الحوامل، ويبلغ ذروته خلال فترتين من الحمل، الأولى بين الأسبوع 4-6 من الحمل، والثانية بين الأسبوع 9-13، وقد تبدأ أعراضه بالتحسن تدريجيًا بعد الأسبوع 20 من الحمل، ويكون التقيؤ شديدًا بحيث يؤثر في القدرة على ممارسة النشاطات اليومية المعتادة للحامل.[٥]


أسباب التقيؤ الشديد خلال الحمل

بالرغم من أنّ السبب الحقيقي وراء حدوث التقيؤ الشديد خلال الحمل غير معروف، ولكن قد يُعزى سبب حدوث هذه الحالة إلى التغيرات الهرمونية خلال الحمل؛ كإفراز هرمون الحمل (HCG)، والذي يكون بأعلى مستوياته في الفترة التي يحدث فيها التقيؤ الشديد خلال الحمل، وقد يكون للعامل الوراثي دور في ذلك، حيث إنّ حدوث هذه الحالة للأم أو الأخت يزيد من احتمالية حدوثها لدى المرأة خلال فترة حملها،[٦]أمّا عوامل الخطورة التي قد تزيد احتمالية إصابة الحامل بالتقيؤ الشديد، فيّمكن ذكرها على النحو التالي:[٦]

  • الحمل بأكثر من جنين واحد.
  • الإصابة بالتقيؤ الشديد في الأحمال السابقة.[٧]
  • الحمل الأول.[٨]
  • الحمل الرحوي أو العنقودي (Molar pregnancy)، وهو نمو غير طبيعي لأنسجة الحمل.[٨]
  • التشخيص المسبق بدوار الحركة (Motion sickness).[٦]
  • التشخيص المسبق بالصداع النصفي الذي يصاحبه غثيان وتقيؤ.[٦]
  • الوزن الزائد.[٨]
  • الحمل بجنين أنثى.[٤]


أعراض التقيؤ الشديد خلال الحمل

يتميز التقيؤ الشديد بالأعراض التالية:[١]

  • التقيؤ الشديد ولفترة طويلة خلال الحمل.
  • نقصان الوزن.
  • انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
  • الصداع والتشوش.
  • الإمساك.[٢]
  • الجفاف نتيجة فقدان السوائل.[٧]



يقسم الجفاف حسب شدته إلى خفيف حيث تشعر الحامل بالعطش ويبدو البول داكنًا، أما في الجفاف المتوسط، فتشعر الحامل بجفاف الفم والعيون، وانخفاض كمية البول، وقد تشعر بدوخة عند الوقوف، أما إذا كان الجفاف شديدًا، فيزداد الشعور بجفاف الفم والعيون وتفقد الحامل قدرتها على التركيز، وتقل كمية البول وقد تصل إلى عدم التبول لمدة تتجاوز 12 ساعة، مع الشعور بالدوخة، وقد يصِل الأمر إلى الإغماء.




متى أزور الطبيب؟

يجدر بالمرأة زيارة الطبيب عند ظهور الأعراض التالية:[٩]

  • الشعور بأعراض الجفاف المتوسط أو الشديد.
  • التقيؤ الشديد الذي يؤثر في قدرة المرأة على ممارسة أنشطتها اليومية.
  • وجود دم في القيء.[٢]
  • ألم البطن المصاحب للقيء.[٢]
  • نقصان الوزن لأكثر من 2-3 كيلوغرامات.[٢]


تشخيص التقيؤ الشديد خلال الحمل

يمكن تشخيصه عند نقصان وزن الحامل بمقدار 5% أو أكثر من وزنها الذي كانت عليه قبل الحمل نتيجةً للتقيؤ،[٤] إضافةً إلى الكشف عن وجود أعراض الحالة لدى المرأة،[٢] ويتم التشخيص بعد أخذ السيرة المرضية، وإجراء الفحص السريري، وقد يستلزم الأمر إجراء بعض الفحوصات المخبرية،[٨] ونذكر من الفحوصات التي يطلبها الطبيب في هذه الحالة ما يأتي:[٢]

  • تعداد الدم الكامل (CBC).
  • فحص أملاح الدم.
  • فحص الكيتونات في البول.
  • فحص الموجات فوق الصوتية للكشف عن العوامل التي قد ترتبط بزيادة احتمالية حدوث التقيؤ الشديد خلال الحمل؛ مثل الحمل بأكثر من جنين واحد أو الحمل الرحوي.[٢]


علاج التقيؤ الشديد خلال الحمل

يمكن السيطرة على الحالات الخفيفة من التقيؤ الشديد عن طريق تغييرات في طبيعة الغذاء والحصول على قسط كافي من الراحة، أما الحالات الشديدة فقد تحتاج إلى الحصول على العلاج داخل المستشفى،[١] والذي يتضمن إدخال المرأة إلى المستشفى وإعطائها سوائل وريدية بالإضافة إلى بعض الأدوية، والفيتامينات، والمكملات الغذائية، مثل:[٦]

  • مضادات القيء سواء الفموية أم الوريدية.
  • فيتامين B6.[٤]
  • دوكسيلامين (Doxylamine).[٤]


نصائح للحامل لتخفيف أعراض التقيؤ والغثيان أثناء الحمل

يمكنكِ تخفيف أعراض التقيؤ والغثيان أثناء الحمل من خلال اتباع النصائح التالية:[٤]

  • تناولي أطعمة خفيفة، ويُعد الموز، والأرز، وعصير التفاح، والخبز المحمص، والشاي، من الأطعمة قليلة الدهون وسهلة الهضم.
  • تناولي أطعمة غنية بالبروتين، مثل اللحوم المطهوة جيدًا، ومنتجات الألبان، والمكسرات والبذور؛ مثل زبدة اللوز وزبدة الفول السوداني.
  • تناولي الزنجبيل، سواء الطازج أو الموجود على شكل حلوى أو كبسولات.
  • اشربي الماء طوال اليوم وليس فقط عند الشعور بالعطش، وينصح بالحصول على 8-12 كوباً من الماء خلال اليوم.
  • ابتعدي عن الروائح التي قد تزعجك وتُحفّز شعوركِ بالغثيان.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Severe vomiting during pregnancy (hyperemesis gravidarum)", pregnancybirthbaby, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Hyperemesis gravidarum", medlineplus, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  3. ↑ "Hyperemesis Gravidarum", ncbi, Retrieved 9/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Morning Sickness: Nausea and Vomiting of Pregnancy", acog, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  5. ↑ "What Is Hyperemesis Gravidarum?", webmd, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Severe Morning Sickness (Hyperemesis Gravidarum)", kidshealth, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Severe vomiting in pregnancy", nhs, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Hyperemesis Gravidarum (Severe Nausea & Vomiting During Pregnancy)", clevelandclinic, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  9. ↑ "Nausea or Vomiting During Pregnancy", healthlinkbc, Retrieved 23/1/2021. Edited.