من الطبيعي أن تشعر المرأة بالقلق والخوف في حال تعرّضها لنزيف خلال فترة الحمل، وقد يعزى هذا النزيف للعديد من الأسباب سنتعرف عليها في هذا المقال.
النزيف أثناء الحمل
في الحقيقة يُعد نزيف الحمل من الأمور الطبيعيّة والشائعة نسبيّاً لدى النساء الحوامل خاصّةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وعلى الرغم من كونه لا يستدعي القلق عادةً إلّا أنّ هُناك احتمال يُشير إلى وجود أسباب صحيّة يُمكن أن تُسبّب حدوثه، لذلك تُنصح النساء الحوامل اللاتي تعانين منه بمراجعة الطبيب للتأكد من صحتها وصحة جنينها.
أسباب حدوث النزيف أثناء الحمل
بشكلٍ عام تختلف أسباب النزيف في الأشهر الأولى من الحمل عن النزيف في الأشهر الأخيرة، وفيما يأتي نوضّح أسباب النزيف خلال المراحل المختلفة من الحمل:
أسباب نزيف الحمل خلال المرحلة الأولى من الحمل
وهي الفترة التي تمثّل الثلث الأول من الحمل، ووفقًا للكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد فإنّ ما نسبته 15-25% من النساء الحوامل يعانين منه خلال هذا الثلث،[١] ومن أبرز أسباب النزيف في هذه المرحلة ما يأتي:
- نزيف الانغراس
يظهر نزيف الانغراس عادةً على شكل بقع دم ذات لون أحمر خفيف قد تلاحظها المرأة، وعادةً ما يحدث في وقت مبكر جدًا من الحمل، بعد حوالي 10 أيام من حدوث الإباضة، وهو في العادة الوقت المتوقع لنزول الدورة الشهرية، ولكن قد يختلف عن دم الدورة الشهرية من حيثُ الكمية، ومن حيثُ فترة استمرار نزول الدم.
إذ عادة ما تكون كمية دم الانغراس ضئيلة جدًا ويستمر من بضع ساعات إلى بضعة أيام، وبالرغم من ذلك يجدر بالذكر أنّ المرأة التي تعاني من دورة شهريَّة خفيفة مصحوبة بكمية قليلة من الدم قد يصعب عليها التفريق بين دم الانغراس ودم الحيض بحيث لا تدرك أنّها حامل.[٢][٣]
- الحمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج الرحم أو ما يُعرف أيضًا بالحمل المُنتبذ غالبًا نتيجة انغراس البويضة المُخصّبة خارج الرحم، وفي الحقيقة يُعد الحمل خارج الرحم من الحالات الطبيّة الطارئة التي تستدعي التدخّل الطبي الفوري،[٢] لأنّه يمكن أن يسبب نزيفًا خطيرًا لأنّ البويضة المخصبة لا يمكن أن تتطور بشكل صحيح خارج الرحم، وعليه لابدّ من إزالة البويضة بإجراء عملية جراحية أو باستخدام الأدوية.[٤]
ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض الحمل خارج الرحم قد تكون مُشابهة لحد ما لأعراض الحمل الطبيعيّ، وبالرغم من ذلك قد تُعاني المرأة المصابة من أعراض إضافية في حال إصابتها بالحمل خارج الرحم، مع العلم أنها ليست بالضرورة علامة على وجود مشكلة خطيرة، نذكرها فيما يأتي:[٤][٥]
- نزيف مهبلي أو إفرازات مائية بنية.
- الشعور بألم في أسفل منطقة البطن، والحوض، وأسفل الظهر.
- الشعور بالضعف، أو الدوّار.
- عدم الراحة عند التبول أو التبرز.
- التعرّض لفقدان الوعي.
- الشعور بألم في منطقة رأس الكتف وهي منطقة التقاء الكتف في الذراع، وقد تشعر المرأة بهذا الألم غالباً عند الاستلقاء، وقد يكون مؤشرًا على أن الحمل خارج الرحم قد سبّب نزيفًا داخليًا.
- الحمل العنقودي
الحمل العنقودي أو الرحوي وهو حالة نادرة تتطور فيه البويضة المخصبة غير الطبيعية إلى أنسجة غير طبيعية بدلاً من الأنسجة الجنينية.[٦]
- شتر عنق الرحم الخارجي
شتر عنق الرحم الخارجي هي حالة طبيّة تتمثّل بانتشار الخلايا الموجودة بشكلٍ طبيعيّ في الرحم أو في داخل قناة عنق الرحم إلى سطح عنق الرحم الخارجيّ، بحيثُ تُصبح هذه الخلايا الحساسة قابلة للنزف، والتهيّج البسيط جدًا.
وتُعد هذه الحالة الطبيّة من الحالات الأكثر شيوعًا لدى النساء اللاتي تعرضن لولادة طبيعية سابقة، بالإضافة للنساء اللاتي استخدمن حبوب منع الحمل لفترة طويلة من الزمن.[٢]
- التهاب عنق الرحم
التهاب عنق الرحم هو عبارة عن عدوى تُصيب عنق الرحم تحدث عادةً نتيجة الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيّاً مثل الكلاميديا، أو مرض السيلان، أو داء المشعرات، أو الهربس التناسلي، أو قد يحدث نتيجة الإصابة بالعدوى غير المنقولة جنسيًا كالتهابات المهبل البكتيرية.
وفي بعض الحالات قد يُعزى التهاب عنق الرحم للعديد من الأسباب الأخرى مثل تهيّج الحجاب الحاجز، أو الحساسية تجاه بعض أنواع الواقي الذكري.[٢]
- تهيّج عنق الرحم
حيث تحدث العديد من التغييرات على عنق الرحم أثناء الحمل بحيثُ يصبح شديد الحساسية نتيجة احتوائه على الكثير من الأوعية الدموية التي تجعله أكثر قابلية للنزيف حتى مع الحد الأدنى من الاتصال الجنسي أثناء الجماع، أو عند إجراء السونار المهبلي أو السونار الداخلي، أو إجراء فحص الحوض، وفي الحقيقة لا يُعد هذا النزيف أمرًا يستدعي القلق.[٢]
أسباب نزيف الحمل خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل
بشكلٍ عام لا يُعد نزيف الحمل الذي يحدث خلال الثلث الثاني ما بين الأسبوع 13-26 من الحمل والثلث الثالث ما بين الأسبوع 26-40 من الحمل حالة تدل على وجود مشكلة صحيّة، ولكن قد تكون مؤشرًا على وجود مُشكلة لدى الأم أو الجنين، نظراً لذلك ينبغي على الأم مُراجعة الطبيب على الفور في حال تعرّضها لنزيف الحمل في هذه المرحلة.
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من الأسباب الشائعة لحدوث النزيف خلال الثلث الثاني والثالث،[٧] نذكرها فيما يأتي:
- انفصال المشيمة المُبكر
يُمكن أن يحدث انفصال المشيمة في أيِّ وقت خلال فترة الحمل، ولكن غالبًا ما يحدث بشكلٍ شائع خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وفي الغالب لا يوجد سبب واضح لحدوث انفصال المشيمة، ولكن قد يُعزى انفصالها للعديد من الأسباب من ضمنها عدم تدفق كمية كافية من الدم عبر المشيمة، أو قد يحدث نتيجة التعرض لإصابة كالتعرّض لحادث سيارة.[٨]
- المشيمة المنزاحة
وهي حالة طبية تتمثل بانسداد عُنق الرحم، وهو المكان الذي يمر الجنين من خلاله عند الولادة، بشكلٍ كلي أو جزئيّ، وذلك نتيجة اتصال المشيمة في الجزء السفلي من الرحم بدلاً من الجزء العلوي الذي يفترض أن تنمو عنده.[٨]
ومن أهم الأعراض الرئيسية التي قد تترافق مع الإصابة بالمشيمة المنزاحة حدوث نزيف مفاجئ من المهبل، قد يكون شديدًا ومهددًا للحياة، وفي بعض الأحيان يُمكن أن يتوقف من تلقاء نفسه، ويحدث غالبًا قرب نهاية الثلث الثاني أو بداية الثلث الثالث من الحمل، وقد يرافقه أحيانًا الشعور بتقلّصات، ولكن هُناك احتماليّة لتكرار حدوثه مرة أخرى بعد أيام أو أسابيع.
ويجدر التنويه على أنّ المخاض قد يبدأ أحيانًا في غضون عدة أيام بعد التعرّض للنزيف الشديد، وفي بعض الأحيان، قد لا يحدث النزيف إلا بعد بدء المخاض.[٩]
- تمزّق الرحم
وهو حالة طبيّة نادرة، تحدث نتيجة تمزّق ندبة ناتجة عن ولادة قيصرية سابقة، أو عمليّة جراحية، أو بسبب الإصابة بالعدوى، أو التعرّض لإصابة شديدة في البطن،[٨] ويمكن أن يكون تمزق الرحم إحدى الحالات الطبية التي تهدّد الحياة، ويتطلب عملية ولادة قيصرية طارئة لذا لا بد من مراجعة الطبيب.[٣]
- الأوعيّة المُتقدمة
وفي هذه الحالة تتشكل الأوعية الدَّموية التي تزود الجنين بالدَّم خارج الحبل السريّ على امتداد عنق الرحم، مما قد يتسبّب بانسداد القناة المُخصّصة لمرور الجنين أثناء الولادة، ويمكن أن تشكلّ هذه الحالة خطرًا يهدد حياة الجنين.
حيث تصبح الأوعية الدموية قابلة للتمزق، الأمر الذي قد يؤدي بدوره لحرمان الجنين من وصول الكميات اللازمة من الدم له، وحتى عند فقدان كمية قليلة من الدم يُمكن أن يُشكّل خطرًا على حياته.[٨]
- المخاض المُبكر
يحدث المخاض المبكر عادةً قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، وقد تتم إدراته بإعطاء بعض الأدوية، أو اللجوء إلى الولادة الطبيعية في بعض الحالات،[١] ومن المرجح أن يحتاج الطفل إلى البقاء في وحدة العناية المركزة لفترة بعد ذلك.[١٠]
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من الأعراض التي يُمكن أن تحدث قبل بدء المخاض المُبكر ببضعة أيام أو أسابيع قد تكون مؤشرًا على قرب موعد المخاض، مما يستدعي مُراجعة الطبيب على الفور، وتتضمن الأعراض على ما يأتي:[١]
- نزيف مهبليّ، العلامة المبكرة على المخاض.
- الشعور بحدوث تقلّصات في الرحم.
- الشعور بألم مستمر في منطقة الظهر.
- زيادة حجم الإفرازات المهبليّة أو تغير طبيعتها.
- زيادة الضغط في منطقة الحوض أو أسفل البطن.
- خروج السدادة المخاطية، وهي مزيج من الإفرازات المهبلية والمخاط والدم.[١٠]
دواعي مراجعة الطبيب
من المهم إبلاغ مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بأي نزيف مهبلي أثناء الحمل، إذ سيسأل عن كمية الدم، وشكلها، وما إذا كانت تحتوي على أي تجلّطات أو أنسجة.[١١]
- إذا كان لديك نزيف دموي أو نزيف مهبلي خفيف يزول في غضون يوم واحد، ويمكنك إخباره في زيارتك التالية له.
- إذا كان لديك أي قدر من النزيف المهبلي استمر لأكثر من يوم واحد، حيث يتوجب مراجعته خلال 24 ساعة.
- إذا كنتِ تعانين من نزيف مهبلي متوسط إلى شديد، أو تخرجين أنسجة من المهبل، أو تعانين من أي قدر من النزيف المهبلي مصحوبًا بألم في البطن أو تقلصات أو حمى أو قشعريرة، حيث يتوجب طلب العناية الطبية الفورية.
- إذا كانت فصيلة دمك سالبة وتعانين من نزيف، لأنك قد تحتاجين إلى دواء يمنع جسمك من تكوين الأجسام المضادة التي قد تكون ضارة بحملك في المستقبل.
المراجع
- ^ أ ب ت "Bleeding During Pregnancy", American College of Obstetricians and Gynecologists, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Spotting During Early Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 14/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Bleeding During Pregnancy", webmd, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Vaginal bleeding in pregnancy", The National Health Service, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ↑ "Ectopic Pregnancy", clevelandclinic, Retrieved 14/12/2020. Edited.
- ↑ "Bleeding during pregnancy", mayo clinic, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ "Bleeding from the vagina", www2.hse.ie, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Vaginal Bleeding During Late Pregnancy", msdmanuals, Retrieved 10/12/2020. Edited.
- ↑ "Placenta previa", medlineplus, Retrieved 14/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Pain, bleeding, and discharge in the second trimester", medical news today, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ "Bleeding during pregnancy", NCH Healthcare System, Retrieved 15/12/2020. Edited.