بحث عن متلازمة التوأم المتلاشي

تتسبّب مُتلازمة التوأم المُتلاشي في إجهاض أحد التوائم وامتصاصه، بحيث يختفي ولا يكون له أثر عند إجراء فحص السونار بعد تأكيد وجود التوأم، بالتزامن مع شعور الأمّ بتقلّصات أو نزف، ورغم أنّ اختفاءه نادرًا ما يتسبّب بمُضاعفات للأمّ الحامل أو الجنين السليم إلا أنّ الأطباء عادةً ما يلجؤون لمُتابعة صحّتهما، خاصّة إن حدثت المُتلازمة بعد مرور الثلث الأول من الحمل.

ما هي متلازمة التوأم المتلاشي؟

تتمثّل مُتلازمة التوأم المُتلاشي (Vanishing twin) في غياب أحد التوائم أثناء الحمل نتيجة إجهاضه، بالتزامن مع امتصاص خلاياه وأنسجة جسمه من قبل جسم أخيه أو جسم والدته، أو حتّى عبر المشيمة التي تُحيط بهما، ولذا فإنّ الأمّ قد تشعر بأعراض الإجهاض دون مُلاحظة نزول الجنين، ولأجل ذلك سُميّت المُتلازمة بهذا الاسم، وفي الحقيقة لا تُعدّ مُتلازمة التوأم المُتلاشي حالة نادرة، إذ أنّ احتماليّة حدوثها تُقدرّ بما يُقارب 21-30% من مجموع حالات الحمل بالتوائم حول العالم.^[١]

هل تؤثر متلازمة التوأم المتلاشي على الأم الحامل والجنين السليم؟

كلا، لا تؤثّر مُتلازمة التوأم المُتلاشي على سلامة الأمّ وجسمها، إلا أنّ تأثيرها على الجنين أو الأجنّة السليمة الأُخرى يعتمد على فترة حدوث الإجهاض، وفيما يأتي توضيح لذلك:^[١]

• في حال حدوث الإجهاض في الثلث الأول من الحمل

على الأرجح أنّ الجنين السليم سينمو ويولد دون أيّ مشاكل أو مُضاعفات لإجهاض أخيه وتلاشيه، ولكن في حالات مُعيّنة قد يعتمد هذا التأثير على العوامل التي ساهمت في حدوث الإجهاض، ومدى احتماليّة تأثيرها على الحمل.

• في حال الإجهاض في الثلث الثاني أو الثالث

ترتفع احتماليّة حدوث مُضاعفات المتلازمة على الأجنّة السليمة؛ ومنها الشلل الدماغيّ.

هل توجد أعراض لمتلازمة التوأم المتلاشي؟

أجل، قد يدلّ ظهور بعض الأعراض على حدوث مُتلازمة التوأم المُتلاشيّ، إلا أنّه ليس بالإمكان الاعتماد عليها وحدها لتشخيص المُتلازمة دون الرجوع لفحص السونار؛ نظرًا لتشابهها مع أعراض الحمل العادية، التي قد تختلف أيضًا ما بين سيّدة وأُخرى، وتتضمّن أعراض أو علامات مُتلازمة التوأم المُتلاشي ما يأتي:^[٢]

• تفاوت نسب هرمون الحمل

يعرف الهرمون الذي يستخدم للدلالة على وجود حمل باسم هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية أو (hCG)، ففي حال الحمل بتوائم فإنّ هناك نمطًا مُحددًا لارتفاع هذا الهرمون خلال أشهر الحمل، ولكن قد يُشير عدم ارتفاعه وثبوته الفُجائيّ لحدوث مُتلازمة التوأم المُتلاشي.

• النزف والتقلّصات

التي تحدث بشكل طبيعيّ لدى مُعظم النساء عند الحمل، ولكنّها في بعض الأحيان قد تُشير لتوقّف نموّ أحد الأجنّة عند الحمل بتوائم.

ماذا يحدث في حال عدم تلاشي الجنين الميت؟

في حالات نادرة، قد لا يتمّ امتصاص الجنين الميّت، ويبقى في الرحم كطبقة رقيقة قد تحتوي على الشعر أو الأسنان، تنمو على جسم الجنين السليم بما يُعرف بالورم المسخيّ (Teratoma tumor)، ولكنّه عادةً لا يتسبّب بأيّ مُضاعفات أو مشاكل صحيّة.^[٣]

ما أسباب حدوث متلازمة التوأم المتلاشي؟

على الأرجح أنّ السبب الرئيسي لحدوث مُتلازمة التوأم المُتلاشي هو خلل في الكروموسومات منذ حدوث الحمل، أيّ أنّ هذه المشاكل نادرًا ما تنشأ من تلقاء ذاتها بعد مرور الأشهر الأولى من الحمل، ولكن يبدو أنّ هناك بعض العوامل التي ترفع من احتماليّة توقّف نموّ أحد الأجنّة واختفائه، ويُذكر من هذه العوامل ما يأتي:^[٤]

• اضطرابات في المشيمة.
• الحمل في سنّ مُتأخّرة، للنساء ممّن أعمارهنّ أكثر من 30 عامًا.
• اللجوء لأحد طُرق التلقيح الصناعيّ؛ مثل أطفال الأنابيب.
• أيّ عوامل تؤثّر على صحّة الأجنّة؛ مثل الإصابة بعدوى الحصبة الألمانيّة.

كيف يمكن علاج متلازمة التوأم المتلاشي؟

يعتمد ذلك على وقت حدوث الإجهاض وما يُحتمل حدوثه للأم والأجنّة السليمة بعد حدوث المُتلازمة، ففي حال إجهاضه في الثلث الأول من الحمل فعلى الأرجح أنّها والأجنّة السليمة لن يكونوا بحاجة لأيّ علاجات مُعيّنة، ولكن في حال حدوث الإجهاض في الثلثين الثاني أو الثالث فقد تحتاج مُتابعة وعلاجات مُختلفة وفق ما ينشأ عن ذلك من مُضاعفات، مثل:^[٣]

• حدوث نزيف.
• الإصابة بعدوى ما.
• الولادة المُبكّرة.