تعدّ حركة الجنين وركلاته من أبرز العلامات على تطوّر الطفل في رحمكِ، وهي من أجمل لحظات الحمل؛ وقد تبدأ في أي وقت بين الأسبوع 16-22 من الحمل، وقد تشعرين بها في وقت أبكر من ذلك في حال لم يكن هذا حملك الأول، وتكون الحركة بما يشبه الرفرفة في بداية الأمر، ثمّ مع مرور الوقت تصبح أكثر قوة ووضوحًا، وحقيقةً لا يوجد نمط معين وثابت لجميع حركات وركلات الأجنّة فهي تختلف من طفل إلى آخر، وتتأثر بعدة عوامل، كوزن الأم، وعمر الحمل، وموقع المشيمة وغيرها.[١]


الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى

قد تتساءلين عن اختلاف حركة الجنين وتفاوتها ما بين الذكر والأنثى نظرًا لبعض ما قد يُتداوَل من أقاويل وادّعاءات بإمكانية التنبؤ بجنس الجنين تبعًا لحركاته، ولكن من الجدير العلم أنّه لا يوجد أي دليل علمي يثبت أو ينفي ذلك، وإنّ معظم الدراسات وجدت أنّ حركات الجنين ليست مؤشرًا موثوقًا به لتحديد جنس الجنين،[٢] وكانت الدراسة الوحيدة التي أيدت نتائجُها الأقاويل المنتشرة هي ما أجريت في كليّة الطب بجامعة واشنطن في عام 2001 م، إذ درست حركة الجنين ووجدت أنّ الجنين الذّكر يتحرّك بشكل أكبر في رحم أمّه مقارنةً بالجنين الأنثى، وتحديدًا في الأسبوع 20، والأسبوع 34، والأسبوع 37 من الحمل،[٣] إلّا أنّ هذه الدراسة لم يتم اعتمادها في الوسط العلمي والطبي نظرًا لأنّ العينة التي أجريت عليها كانت صغيرة، فضلًا عن أنّ حركة الجنين في رحم أمه تتأثر بعوامل عدة، وبالتالي لا يمكن تعميم نتائج الدراسة أو اعتمادها،[٤] وعليه نجد أنه مهما تعدّدت الروايات والأساطير، تبقى الطريقة المضمونة لتحديد جنس المولود هي استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية أو ما يُعرف بالسونار، بدءًا من الأسبوع 18-20 من الحمل.[٥]


العوامل المؤثّرة في حركة الجنين

إذا ما قورِنت حركة الأجنة في بطن الأم فإن مدى الاختلاف بينها قد يكون واسعًا جدًا، فلكل طفل نمط حركة خاص به، ويتأثر ذلك بعدة عوامل قد تزيد نشاطه أو تقلله أيًّا كان جنسه، ونذكر منها ما يأتي:[٦]

  • حركة الأم: فمثلًا قد يكون نشاطك وتحرّكاتك في النّهار بمثابة مهدئ للجنين فتشعرين بسكونه، لذلك ستجدينه أكثر نشاطًا عند استرخائك، أو أثناء نومك ليلاً.
  • تناول الطعام: إذ إنّ تناول الطعام قد يزيد من نسبة السكر في الدم، مما يمنح طفلك الطاقة ليصبح أكثر حركةً ونشاطًا.
  • الشعور بالتوتّر: إذ إنّ من شأن أي شيء يوتّرك زيادة مستوى الأدرينالين في الدم لديكِ، وعليه يصبح طفلكِ أكثر طاقة ونشاطًا.
  • الوقت من الحمل: يبدأ شعوركِ بحركات طفلك في الثلث الثاني من الحمل، وخلاله تكون حركاته متقطعة، ولا تمتلك نمطًا معينًا، أما في الثلث الثالث من الحمل يصبح لدى طفلك دورة نوم منتظمة، فينام في بعض الأوقات، وتشعرين بسكونه عندها، كما يستيقظ في ساعات أخرى لتشعري بنشاطه خلالها.
  • استخدام بعض أنواع الأدوية: إنّ أخذكِ لبعض أنواع الأدوية، مثل: مسكنات الألم القوية أو المهدئات، قد يؤدي إلى وصول جزء منها إلى دم طفلك عبر المشيمة فتصبح حركته أقل.[٧]
  • التدخين: حيث يؤثر التدخين سلباً على حركة طفلكِ.[٧]
  • موقع المشيمة: تتصل المشيمة في مناطق مختلفة من الرحم، وقد تتصل المشيمة في بعض حالات الحمل في مقدمة الرحم، ممّا يخلق حاجزًا يحجب بينها وبين طفلكِ، فتشعرين بحركة أقل له.
  • الوزن الزائد: قد يقف وزنك الزائد كعائق أمام شعورك بحركة طفلك، بحيث تكون الحركة غير واضحة، أو قد تدركينها في وقت متأخر من الحمل، وتشعرين بنشاطه بشكل أقل.


معدل حركة الجنين

بشكل عام ووفقًا للجمعية الأمريكية لأطبّاء الأمراض النسائيّة والتوليد (ACOG)، ستكون أول حركة للجنين في رحمك أشبه بالرفرفة، وقد يصعب عليك في بداية الحمل التمييز بين حركات الجنين وغازات البطن، ثمّ بمرور الوقت ستتمكنين من تحديد نمط حركاته والتعرف عليها، وكما أشرنا فإنّها قد تختلف من طفل إلى آخر، ومن وقت إلى آخر، ولكن أي انخفاض واضح في نمطها قد يشير إلى خطر وجود مشاكل صحيّة لدى الطفل، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة وجود خطب ما، لذا يجب عليكِ مراجعة الطبيب للاطمئنان على صحة جنينكِ وتطوره.[٨]


المراجع

  1. "Baby movement in the womb", nct, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  2. "Can Fetal Movements Predict a Baby’s Sex or Temperament?", science of mom, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  3. "Human fetal and neonatal movement patterns: Gender differences and fetal-to-neonatal continuity", pubmed.ncbi, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  4. "Why Do Babies Kick in the Womb?", livescience, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  5. "Can You Guess Your Baby's Sex?", webmd, Retrieved 31/12/2020. Edited.
  6. "Fetal Movement During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Your baby’s movements in pregnancy", rcog, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  8. "First Fetal Movement: Quickening", American Pregnancy Association , Retrieved 7/1/2021. Edited.