لطالما احتل اختيار جنس الجنين الاهتمام على مر العصور، وتنوّعت الأساليب المستخدمة سواءً القديمة أو الحديثة للمساعدة على ذلك، ولكن فعليًّا لم تتمكن التكنولوجيا الطبيّة من تقديم مساعدة حقيقّة بهذا الشّأن إلّا مؤخّراً.[١]
كيفية تحديد جنس الجنين
في الحقيقة، تكون احتماليّة حصول الأزواج على طفل ذكر أو أنثى بنسبة 50% لكلا الجنسين في حالة الجماع الطبيعي،[٢] ومع ذلك، فقد يرغب البعض بتحديد جنس معين لإنجابه، وقد تتعدّد الطّرق المتاحة، إلا أن الطريقة العلمية الوحيدة لتحديد جنس الجنين هي الفحص الجيني ما قبل الزرع، والذي قد تصل دقته إلى 99%، إلا أنه يجدر الذكر إلى احتمالية عدم نجاح أي من الطرق أدناه، ولا توجد طرق أكيدة تضمن تحديد جنس الجنين على النحو الأكيد،[٣][٢] ويمكن بيان طرق تحديد جنس الجنين على النحو الآتي:
الفحص الجيني ما قبل الزرع
استخدم الفحص الجيني ما قبل الزّرع (Preimplantation genetic diagnosis) بدايةً كنوع من الفحوصات التي تكشف ما إن كان لدى الجنين أي أمراض وراثية، ولكن تم استخدامه في وقتٍ لاحق لتحديد جنس الجنين، ويتم إجراؤه مع التلقيح الصّناعي، أو ما يعرف بأطفال الأنابيب IVF، والذي يحدث فيه الإخصاب بين البويضة والحيوان المنوي خارج الرحم في المختبر،[٣][٤] وبعد نمو الجنين إلى حوالي 8-6 خلايا، فإنه تؤخذ خلية واحدة منه عبر تقنية الليزر، ويستطيع الطبيب من خلال هذه الخلية تحديد جنس الجنين المرغوب ومن ثم إعادتها مجدداً إلى رحم الأم، ومن الجدير العلم أنّ إزالة إحدى الخلايا لن تسبّب ضرراً للجنين، إذ إنّها تعد تقنية آمنة نوعاً ما.[٥]
طريقة إريكسون
طريقة إريكسون (The Ericsson method) هي طريقة طوّرها الباحث إريكسون أثناء بحوثه على الحيوانات المنوية، وتقوم على مبدأ أنّ الحيوانات المنوية التي تحمل كروموسومات Y، قد تتحرّك بسرعة أكبر من الحيوانات المنويّة التي تحمل كروموسومات X، إذا ما تم وضعهم في عيّنة محتوية على سائل يحتوي على بروتين الألبومين، لذا فإن الطريقة تعتمد على جمع الحيوانات المنوية التي تعبر بسرعة أكبر وفصلها عن الأخرى، إلا أنه لا تزال نتائج هذه الطريقة غير مضمونة.[٦]
فرز الحيوانات المنويّة
تعتمد طريقة فرز الحيوانات المنويّة (Sperm sorting) على مبدأ أنّ الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسومات الأنثوية قد تحتوي على كمية أكبر من الحمض النووي DNA مقارنةً مع الحيوانات المنوية الحالة للكروموسومات الذكرية،[٧] ويمكن توضيح كيفية إجراء طريقة فرز الحيوانات المنوية على النحو التالي:[٣]
- تؤخذ عينة من الحيوانات المنوية الخاصة بالأب.
- تحقن خلايا الحيوانات المنوية بصبغة خاصة تتفاعل مع الحمض النووي الموجود داخلها.
- توضع خلايا الحيوانات المنوية في جهاز قياس التدفق الخلوي (Flow cytometry)، للحصول على رؤية واضحة للخلايا المصبوغة.
- تضيء خلايا الحيوانات المنوية المحتوية على الكروموسومات الأنثوية بشكل أكبر من الحيوانات المنوية الأخرى نظراً لاحتوائها على كمية أكبر من الحمض النووي.
- تنقل الحيوانات المنوية المحتوية على جنس الجنين المرغوب إلى داخل رحم الأم، أو من خلال التلقيح الصناعي.
معلومة:
يعتبر الحيوان المنوي الخاص بالرجل المسؤول عن تحديد جنس الجنين عند الإخصاب، بينما تحمل البويضة كروموسات من نوع X دائماً، فمثلاً، إذا كان الحيوان المنوي يحتوي على كروسوم من نوع Y، فهذا يعني أنّ جنس الجنين ذكر (XY)، بينما إذا كان الحيوان المنوي حاملاً للكروموسوم X، فهذا يعني أن جنس الجنين الناتج عند تخصيب البويضة أنثى (XX)، والجدير بالذكر أنّه لا تظهر الأعضاء التناسلية الدالة على جنس الجنين بواسطة فحوصات الحمل الروتينية إلا بعد حوالي الأسبوع التاسع من الحمل، وقد لا تظهر في بعض الأحيان حتى الأسبوع 15-14 من الحمل.
خرافات حول تحديد جنس الجنين
توجد العديد من الخرافات المتداولة بين النساء حول كيفية تحديد جنس الجنين من خلال ممارسات معينة، والتي لم يثبت العلم أياً منها، وهي:[٨]
- وقت الجماع: يُعتقد أنّ الحيوان المنوي الذي يحمل كروموسومات ذكريّة يكون أصغر حجماً وأسرع، على عكس الحيوان المنوي المحتوي على كروموسومات أنثويّة التي تكون أطول وأبطأ، وبناءً على هذا، وعليه يوصى الأزواج الذين يرغبون في الحصول على ذَكر أن يقوموا بالجماع بأقرب وقت بعد حدوث الإباضة، لضمان وصول الحيوان المنوي الذي يحمل كروموسوم ذكري بسرعة إلى البويضة وتخصيبها أولاً.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: يعتقد البعض أنه لزيادة فرص الحصول على جنين ذكر، فإنه يجب تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، إلا أنه لا توجد دراسات موثوقة تدعم ذلك.
- درجة حموضة المهبل: يعتقد أنه إذا كان وسط المهبل أكثر حمضية باستخدام الخل، فهذا قد يزيد من فرص الحصول على جنين أنثى، وعلى العكس، أن جعل وسط المهبل أكثر قلوية باستخدام صودا الخبز، فإنه قد يزيد من فرص الحصول على جنين ذكر، ولكن كل هذه الأمور هي اعتقادات غير صحيحة، وغير مأمونة التأثير صحياً على المهبل.
المراجع
- ↑ "Sex selection and preimplantation genetic diagnosis", fertstert, Retrieved 10/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Choosing the Sex of Your Child", webmd, Retrieved 10/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Choosing the Sex of Your Baby: Facts & Myths", verywellfamily, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑ "Preimplantation Genetic Diagnosis: PGD", americanpregnancy, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ↑ "SEX SELECTION", fertilitypedia, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ↑ "Ericsson Method of Sperm Separation", semanticscholar, Retrieved 11/1/2021. Edited.
- ↑ "How to Have a Boy or a Girl", whattoexpect, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑ "Boy or Girl — Can You Choose Your Baby’s Gender?", clevelandclinic, Retrieved 9/2/2021. Edited.