تتغيّر وضعيّة الجنين في الرحم باستمرار خلال الحمل، ومع قُرب موعد الولادة يستقر على وضعيّة معينة، فما هي وضعيات الجنين المُختلفة؟ وهل لها أيّ تأثير في الولادة؟ تعرفي على التفاصيل في هذا المقال.[١]



ما هي وضعيات الجنين المختلفة وتأثيرها في الولادة؟


الوضعيّة الأمامية

يكون رأس الجنين في الوضعيّة الأمامية المعروفة بالوضعية القذالية الأمامية أسفل الحوض، ووجهه باتجاه ظهر أمه، وظهره باتجاه بطنها، وتجعل هذه الوضعية من جسم الجنين قوة ضاغطة من الأعلى تساعد على فتح عنق الرحم أثناء المخاض، ويتموضع معظم الأجنة بهذه الطريقة في الشهر الأخير من الحمل، وقد يميل رأس الطفل إلى اليمين أو اليسار قليلًا ويُطلق على هذه الوضعيات القُذالية الأمامية اليُمنى أو اليُسرى،[١] ويعد وُجود الجنين بوضعية الرأس إلى الأسفل الأنسب للولادة الطبيعية، حيث إنّ رأس الجنين يعد الجزء الأعرض من جسمه، وبالتالي فإنّ مرور الرأس في البداية يجعل من السهل مرور باقي أجزاء جسم الجنين،[٢] ومن مميزات الوضعية الأمامية أنها تجعل من الولادة الطبيعية أيسر وأسرع، وتقلل احتمالية اللجوء إلى الولادة القيصرية الطارئة، كما أنها تقلل من الحاجة إلى مسكنات الألم.[٣]


الوضعيّة الخلفيّة

تُعرف الوضعيّة الخلفيّة أيضًا بوضعيّة الظهر إلى الظهر، حيث يكون رأس الطفل للأسفل، ووجهه باتجاه بطن أمّه وظهره مواجهاً لظهرها، وفي هذه الوضعية لا يستطيع الجنين ثني الرأس، مما يُصعّب مُهمّة مرورهِ من حوض المرأة أثناء الولادة، ويجعل ذلك المخاض أطول، وقد تُسبب هذه الوضعية آلام في الظهر لدى المرأة، وتزداد فرصة وجود الجنين بهذه الوضعية إذا أمضت الأُم أوقات طويلة في وضعيات الجلوس أو الاستلقاء خلال الحمل،[١] ولتخفيف آلام الظهر يمكنكِ وضع كمادات باردة أو دافئة أسفل الظهر، أو الاستحمام بالماء الدافئ، ولتحفيز الجنين على تغيير وضعيته، حافظي على الحركة باستمرار مع التّركيز على تحريك منطقة الحوض، وجربي جلوس القُرفصاء.[٤]


وضعيّة الاستلقاء على الجنب

يكون الجنين في وضعيّة الاستلقاء على الجنب مستلقيًا بشكلٍ عرضي في الرحم، ويقوم بعض الأجنة بتغيير هذه الوضعية قبل المخاض بأيام إلى أسابيع،[١] وقد يكون الكتف، أو الذراع، أو جذع الجنين في البداية خلال هذه الوضعيّة، لكنها تعد من الوضعيات النادرة بشكلٍ عامّ،[٢] وفي حال بقاء الجنين في وضعيّة الاستلقاء بشكل عرضي حتى موعد الولادة، فسيتم اللجوء إلى الولادة القيصرية، وذلك لأن الولادة الطبيعية تكون صعبة في هذه الحالة كما أنّها تُعرّض الطفل لحالة طبية طارئة تدعى تدلّي الحبل السرّي، حيث ينزل الحبل السرّي في مجرى الولادة قبل نزول الطفل.[١]


الوضع المقعدي للجنين

عند حدوث الوضع المقعدي فإنّ رأس الجنين يبقى متجهًا لأعلى بدلاً من التوجه للأسفل استعدادً للولادة، ويُمكن أن تأتي هذه الوضعية بعدة أشكال، ألا وهي: الوضع المقعدي الصّريح الذي يكون فيه الجنين جالسًا وأرجله ممدودتان للأعلى بحيث تكون قدماه بالقرب من وجهه، أو الوضع المقعدي الكامل الذي يكون فيه الجنين جالسًا وقدماه متقاطعتان أمام جسمه، أو الوضع المقعدي القدمي والذي تكون فيه إحدى القدمين أم كلتاهما متدلّية للأسفل،[١] ويرتبط حدوث هذه الوضعية بالعديد من العوامل؛ والتي نذكر منها:[٥]

  • كثرة أو قلة كمية السائل الأمنيوسي.
  • الحمل بتوائم.
  • تشوهات الرحم.
  • وجود الألياف الرحمية التي تشغل حيز من الرحم.
  • المشيمة المُنزاحة وفيها تغطي المشيمة أو جزء منها عنق الرحم.
  • الولادة المُبكّرة.
  • عيوب الجنين الخلقية.


حول تأثير الوضع المقعدي في الولادة فيُمكن ولادة الطفل الموجود بالوضع المقعدي في بعض الحالات طبيعيًا، لكن الولادة الطبيعية قد تكون مُعقّدة، نظرًا لأنه من المُحتمل أن يعلق رأس الطفل أثناء الولادة، لذا فقد يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية.[٦]


هل يمكن تغيير وضعيّة الجنين؟

قد يحاول طبيبكِ تغيير وضعيّة الجنين خاصة إذا كانت بالوضع المقعدي، وذلك لجعل الرأس للأسفل، ولكن لا يمكن المُباشرة بهذا الإجراء قبل الأسبوع 36 من الحمل، نظرًا لأنّ الجنين قد يُغير وضعيته مرة أخرى من تلقاء نفسه،[٧] وفي الحقيقة لا توجد دراسات أكيدة تدعم الطرق المنزلية التي يُعتقد بأنّها فعالة في تغيير وضعية الجنين، ولكن في بعض الحالات قد يُوصي الطبيب بالتمارين التالية كمحاولة لتعديل وضعية الجنين:[٦][٦]

  • اجلسي على الأرض بوضعية الأطراف الأربعة؛ بحيث تكون ركبتاكِ ويداكِ على الأرض وحركي جسمك للأمام والخلف.
  • استلقي على ظهركِ وضعي قدميكِ بشكلٍ مسطح على الأرض مع ثني الركبتين، ثم ادفعي الوركين للأعلى.



يمكن استخدام طرق أخرى لتحفيز الجنين على تغيير وضعيته؛ مثل الاستماع إلى الأصوات العالية، أو تغيير شدة الإضاءة، حيث إنّ الطفل يستجيب للصوت والضوء وهو داخل الرحم، أو من خلال تغيير درجة الحرارة، فقد يتمّ تحفيز حركة الجنين إذ تمّ وضع شيء بارد نسبياً أعلى البطن موضِع وجود رأس الجنين.




المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Different baby positions during pregnancy: What to know", medicalnewstoday, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Your baby in the birth canal", ufhealth, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  3. "Getting your baby into the best birth position", tommys, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  4. "Back Labor", americanpregnancy, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  5. "Will Baby Be Breech?", thebump, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Fetal Positions for Birth", clevelandclinic, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  7. "Can a Breech Baby Turn Before Birth?", thebump, Retrieved 11/1/2021. Edited.