قد تتعرّض المرأة إلى بعض المشاكل الصحيّة المرتبطة بالأسنان أثناء الحمل، فهل يمكن علاج الأسنان أثناء الحمل؟ وما تأثير ذلك في صحة الحامل؟


متى يمكن علاج مشاكل الأسنان خلال الحمل؟

يمكن علاج مشاكل الأسنان للحامل في أي مرحلة من مراحل الحمل، إلا أنّ الوقت الأفضل لإجراء علاجات مشاكل الأسنان الاختيارية، أي تلك التي لا تتطلب علاجًا فوريًا، ويمكن تأجيلها واختيار الوقت المناسب لعلاجها تحت إشراف الطبيب، هو الثّلث الثاني من الحمل، وعلى وجه التحديد في الفترة بين الأسبوع 14-20،[١] كما يعد الثلث الثالث من الحمل آمنًا لإجراء مثل هذه العلاجات، لكن في هذه الفترة قد يصعب على الحامل الاستلقاء على ظهرها لفترة طويلة من الوقت.[٢]


يجب الإشارة إلى وجود العديد من مشاكل الأسنان التي تتطلب علاجًا فوريًا، كما هو الحال عند الإصابة بالعدوى، ففي مثل هذه الحالة تفوق المخاطر الناتجة عن إهمال العلاج كثيرًا بعض المخاطر التي قد تنتج عن العلاج.[١]


أما فيما يتعلق بالإجراءات التجميلية للأسنان كتبييض الأسنان فيُنصَح بتأجيلها إلى ما بعد الولادة.[٣]


هل يمكن علاج مشاكل الأسنان خلال الحمل؟

بالطّبع يمكن، ويعدّ ذلك جزءًا من النقاط المهمة للحفاظ على صحة الحامل وحمايتها من المضاعفات الصحية، ويبدأ ذلك بالحرص على تنظيف الأسنان يوميًا، وبزيارة طبيب الأسنان بانتظام أثناء الحمل،[٤] أما فيما يخص العلاجات ومأمونية استخدامها خلال الحمل، فيمكن تفصيل ذلك على النحو الآتي:[٢]

  • الأدوية المسكنة لألم الأسنان: يعد دواء الباراسيتامول (البنادول وبدائله التجارية) آمنًا أثناء الحمل، كما يمكن لطبيب الأسنان أن يصف للحامل بعض الأدوية المسكِّنة الأقوى تأثيرًا كالمسكنات الأفيونية لفترة قصيرة، ولكن احذري استخدام مسكنات الألم الشائعة الأخرى مثل: الأيبوبروفين، والنابروكسين (بروكسين أو نوبين)، والديكلوفيناك (فلوت فاست).
  • المضادات الحيوية لعلاج التهابات الفم والأسنان: يجب أخذ المضادات الحيوية تحت إشراف الطبيب، فليست جميعها آمنة أثناء الحمل، فمثلًا يعد البنسيسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، والأموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin) من المضادات الآمنة، في حين يجب تجنُّب التيتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline)، لأنّه قد يُسبِّب تصبُّغ الأسنان لدى الجنين.
  • البنج أثناء الحمل: يعد استخدام التخدير الموضعي آمنًا في غالبية الحالات عند الحاجة له، ومن أمثلته: الليدوكائين (بالإنجليزية: Lidocaine).
  • الأشعة السينية للأسنان أثناء الحمل: تشير الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) إلا أنّ تعرُّض الحامل للأشعة السينية أثناء الحمل مع ارتداء الملابس المناسبة يعد آمنًا،[٣] فمع تطوّر الأشعّة الرقميّة الحديثة، بدأت المخاوف المتعلّقة بالإشعاع تصبح ضئيلة، فالأشعّة السينيّة المستخدمة لتشخيص الأسنان تعدّ آمنة نسبيًّا،[٢] إذ تتعرِّض الحامل لكميات صغيرة للغاية من الإشعاع فقط، ولكن يجدر التنبيه إلى أهميّة إخبار الحامل للطبيب بحملها، إذ يلزمها ارتداء ملابس خاصّة لتغطية منطقة الحوض والبطن؛ بهدف حمايتها من التعرّض اللا داعي له للأشعّة السينيّة.[٤]
  • الحشوات السنية: توصي منظمة الغذاء والدواء (FDA) باستخدام الحشوات السنية الخالية من الزئبق للنساء الحوامل، ولكن في حال كان لدى الحامل حشوة سنية تحتوي على الزئبق سابقًا، فلا داعي لتغييرها إن كانت جيدة، إذ إنّ إزالتها قد تعرض الحامل والجنين لزيادة مؤقتة في مستويات التعرُّض للزئبق.[١]


كيف يؤثر الحمل في صحة الأسنان؟

قد يُسبِّب الحمل حدوث بعض التغيّرات التي تؤثّر في صحّة الأسنان، وتشمل ما يلي:[٤]

  • زيادة فرص الإصابة بالتهاب اللثة، وتخلخل الأسنان: وغيرها من المشاكل الصحيّة الفمويّة نتيجة لتغيّر مستويات الهرمونات، كازدياد هرمون البروجسترون والإستروجين.
  • زيادة خطر الإصابة بتآكل الأسنان: كما هو الحال عند الحوامل اللواتي تعانين من التقيؤ باستمرار، فهذا قد يعرِّض الأسنان لكميات كبيرة من حمض المعدة، المُسبِّب لتآكل طبقة المينا.
  • التأثير في صحّة الأسنان بشكل عام نتيجة تغيّر بعض الأطعمة التي تتناولها الحامل أثناء فترة حملها.
  • انزعاج الحامل من تنظيف أسنانها: فقد يُسبِّب تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط الغثيان لدى بعض الحوامل، كما أنّ الحامل غالبًا ما تشعر بالتعب، وقد تعاني من الألم في لثتها، ممّا يثبّط عزم المحافظة على نظافة الأسنان، الأمر الذي يزيد من فرصة الإصابة بمشاكل الّلثّة.


كيف تؤثر صحة الأسنان في الحمل؟

تؤثّر بعض مشاكل الأسنان في الحمل في بعض الحالات، فقد أظهرت بعض الدّراسات وجود رابط بين أمراض الّلثّة والولادة المبكّرة، كما أشارت إحدى الدّراسات التي نُشِّرت عام 2019 ميلادي في مجلّة علم اللثة السريري Journal of Clinical Periodontology،[٥] وبما أنّ درهم وقاية خير من قنطار علاج، فعلى الحامل أن تعتني جيّدًا بأسنانها واللثّة أثناء الحمل لتجنُّب أي أضرار مُحتملة.[٤]


نصائح للحفاظ على الأسنان خلال الحمل

قد تساعد بعض النصائح والإرشادات على الحفاظ على صحّة الأسنان أثناء الحمل، وبالتالي الحصول على حمل صحي، ونذكر منها ما يلي:[٣]

  • اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، بناءً على توصيات جمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA).
  • الحفاظ على نظافة الأسنان بتنظيفها جيّدًا بمعجون أسنان الفلورايد مرتين يوميًّا، بالإضافة إلى استخدام الخيط يوميًّا.
  • زيارة طبيب الأسنان بانتظام، وتنظيف الأسنان لديه إذا استدعت الحاجة ذلك.
  • تجنّب الجلوس بساقين متقاطعتين أثناء الجلوس على كرسي الطبيب، للحفاظ على الدورة الدمويّة.
  • استخدام وسادة للمساعدة على الحصول على وضعيّة مريحة أكثر أثناء الجلوس.
  • المضمضة بمحلول مكوّن من الماء وملعقة صغيرة من بيكربونات الصودا بعد التقيؤ، الأمر الذي يخفِّف من تأثير أحماض المعدة في الأسنان.[٦]
  • إعلام الطبيب بالأدوية المتناولة أثناء الحمل بما في ذلك المكملات الغذائية، بالإضافة إلى أي نصائح طبيّة قدّمها طبيب سابق.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Is dental work during pregnancy safe?"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Can I go to the dentist when I’m pregnant?"، utswmed، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Pregnancy and Dental Work"، americanpregnancy، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "DENTAL HEALTH DURING PREGNANCY"، marchofdimes، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2021. Edited.
  5. "Association between periodontal disease and preterm prelabour rupture of membranes", pubmed, Retrieved 13/2/2021. Edited.
  6. "Healthy Dental Habits to Practice During Pregnancy", Mouth Healthy, Retrieved 16/3/2021. Edited.
  7. Traci C. Johnson (5/3/2020), "Dental Care and Pregnancy", WebMD, Retrieved 12/3/2021. Edited.